المسئولية الاجتماعية للقطاع الصناعي الخاص وتنمية المجتمع المحلي "دراسة تطبيقية لبعض الشرکات الصناعية فى مصر"

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

جامعه طنطا کلية الاداب

المستخلص

هدفت الدراسة توضيح تأثير الشرکات الصناعية الخاصة من خلال تقديم خدمات مسئوليتها الاجتماعية الأخلاقية على تنمية المجتمعات المحلية، ومدى دراية المسئولين عن تقديم هذه الخدمات بمضمون المسئولية الاجتماعية على أساس کونها واجباً أخلاقياً تنموياً، بالاعتماد على عينة عمدية من الشرکات الصناعية التي تقدم العديد من خدمات المسئولية الاجتماعية للمجتمع المحلي بدون مقابل مادي کبناء الهيئات التعليمية، بناء المکتبات وتوفير عمل للمرأة المعيلة، بواقع ثلاث شرکات: (العربي للأجهزة الکهربائية، کليوباترا للسيراميک وکوکاکولا مصر للمشروبات الغازية) باستخدام أداة المقابلة المتعمقة مع عينة غرضية من المسئولين عن تقديم الخدمات بواقع (10) مسئولين، وأداة الاستبيان المقنن طبقت عن طريق المقابلة الشخصية مع (160) مستفيداً تم اختيارهم بأسلوب العينة غير العشوائية بالصدفة.
واعتمدت على نظرية "العقد الاجتماعي المتکامل" ونظرية "أصحاب المصلحة" لتأکيدهما على الدور الاجتماعي للشرکات کالتزام أخلاقي تجاه المجتمع الذي شکل بيئة مواتية لعملها.
وأوضحت أنه على الرغم من تقديم الشرکات لخدمات مسئوليتها الاجتماعية فهناک عدم دراية کافية بالمقصود بالمسئولية الاجتماعية، حيث هناک خلط بين المسئولية الاجتماعية کواجب أخلاقي وبين الزکاة. وخلط بين نوعية خدمات المسئولية الاجتماعية التنموية والمساعدات الاجتماعية المؤقتة. وأوضحت وجود مؤشرات تعکس اهتمام الشرکات بمسئوليتها، ومن ثم زيادة فاعليتها في تنمية المجتمع المحلي، کاحتواء رسالة الشرکات على المسئولية الاجتماعية للمجتمع، وجود إدارة خاصة بالمسئولية الاجتماعية بالشرکات، تنوع الخدمات التنموية المقدمة واستمرارها فترات طويلة، ارتفاع تکلفتها والشروع في خدمات جديدة مستقبلاً. وأوضحت مساهمة الشرکات الصناعية من خلال تقديم خدمات مسئوليتها الاجتماعية في تنمية المجتمعات المحلية.
 
الکلمات المفتاحية : المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص، التنمية، أخلاقيات الأعمال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مدرس بقسم علم الاجتماع، کلية الآداب - جامعة طنطا.
 
Industrial Corporate Social Responsibility
and Community Development
"Study on Some Industrial Corporates in Egypt"
 
ABSTRACT
 
Study aimed to reveal ethical social responsibility services effect of industrial corporate on community development and how familiar officials know about services-providing within content of social responsibility as developing ethical duty, depending on a purposive sample of industrial corporates (Elaraby for Electrical Devices, Ceramica Cleopatra, Soft Drinks Coca-Cola Egypt) on basis these corporates provide several for-free social responsibility services; like establishing educational bodies and libraries, providing opportunities for head-family women. In-depth interviews were applied on a purposive sample of officials about services-providing: (10) officials; structured questionnaire was applied through personal interview on non-randomized sample methods accidently: (160) beneficiaries." Integrative Social Contract" and "Stakeholders" Theories were accredited for their assertion on social contribution as corporates ethical obligation, forming business supportive environment.
           This study illustrated that, although corporates provide social responsibility services, there is insufficient knowledge regarding goals, and there is confusion between social responsibility as ethical duty and giving Zakat, and between developmental social responsibility services and temporary social aids. It explained that there are indicators reflect corporates concern about responsibilities then increase of effectiveness for community development, such as corporates' massages having social responsibility, existence of social responsibility special administration, diversity of developmental services provided and long-terms continuity, high-cost and commencement in new services in the future. It explained social responsibility services contribution of industrial corporates for community developing.
 
Key Words: Corporate social responsibility, Development, Business ethics.

الكلمات الرئيسية


تهتم الدراسة الراهنة بالشرکات الصناعیة التی تقدم خدمات المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة (الشرکات الخاصة صاحبة الدور الاجتماعی للمجتمع المحلی) بالکشف عن مدى الدرایة بأن المسئولیة الاجتماعیة هى واجبها الأخلاقی التنموی تجاه المجتمع المحلی من ناحیة، والکشف عن مدى مساهمة هذه الخدمات فی تنمیة المجتمعات المحلیة من ناحیة أخرى.

فالشرکات الصناعیة لیست کیانات مستقلة مغلقة على نفسها، وإنما هى منفتحة فی کثیر من جوانبها على المجتمع الذی تعیش فیه. فهى لا تمثل فی هذا المجتمع مجرد" عناصر أو "جزئیات" موجودة فحسب (محمد الجوهری، 2009، ص 243)، بل یتعین أن ننظر إلیها من خلال علاقتها وارتباطها الوثیق بالمجتمع، حیث إن من مظاهر هذا الارتباط الاعتماد والتأثیر المتبادل لکل منهما على الآخر (عبد المنعم عبد الحى، 2017، ص 63). فالشرکات الصناعیة تعتمد فی وجودها اعتماداً أساسیاً على المجتمع حیث تستمد منه مقومات استمرارها ونجاحها (طلعت لطفی، 2007، ص 275).

وفی مقابل ذلک الاعتماد من جانب الشرکات الصناعیة على المجتمع، وکمظهر من مظاهر هذا الارتباط نجد تلک التأثیرات التی تترکها الشرکات الصناعیة على المجتمع (عبد المنعم عبد الحى، مرجع سابق، ص 63)، ومن أمثلتها أنشطة المبادرات الاجتماعیة المجانیة التی تقدمها الشرکات للمجتمع المحلی بهدف النهوض به (المرجع السابق، ص 89).

 

ولقد تصاعدت فی الأونة الأخیرة أهمیة المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص فی مصر فی ضوء المستجدات التی شهدها المجتمع المصری والتی تتمثل فی:

1.   التراجع التدریجی لمسئولیة الحکومة نحو التنمیة الاجتماعیة والاقتصادیة کنتیجة للإصلاح الاقتصادی وإعادة الهیکلة.

2.   تواجه مصر حالیاً نقصاً فی المعونات الخارجیة، ومن ثم خفض الأموال المخصصة لتنمیة المجتمع.

3.   اتساع الفجوة بین الأغنیاء والفقراء نتیجة لتنفیذ برنامج الإصلاح الهیکلی، وتدهور الأحوال الاقتصادیة والاجتماعیة فی البلاد - وخاصة بعد ثورة 25 ینایر 2011م - والتی من أهمها الارتفاع المتزاید فی الأسعار، والزیادة الکبیرة فی معدلات البطالة، وتخفیض معدلات إنفاق الحکومة على الجانب الاجتماعی.

 

وهذه المستجدات أحدثت شکلاً جدیداً للعلاقة بین الدولة والقطاع الخاص الذی صار من غیر الممکن تجنب دوره الأساسی ومسئولیته الاجتماعیة (سامی عبد العزیز، 2010، ص ص 1015-1016). فلم تعد الوظیفة الرئیسیة للشرکات توفیر السلع والخدمات لتعظیم الربح فی إطار متطلباتها القانونیة (المسئولیة الاقتصادیة والقانونیة للشرکات) ولکن أصبح علیها تلبیة مجموعة واسعة من التوقعات الاجتماعیة المتمثلة فی أعمالها التطوعیة للمجتمع (Jamali, Dima and Mirshak, Ramez, May, 2007, p. 245)، کالمساهمة فی الإنفاق على بناء وتطویر الهیئات الصحیة والتعلیمیة والثقافیة والمساهمة فی توفیر عمل خارج منشآتهم الخاصة. وذلک استناداً إلى أن بناء المسئولیة الاجتماعیة یتشکل عادة من حزمة من الواجبات إلى جانب حزمة من الحقوق، وأنه إذا قام أحد الأطراف بمسئولیته الاجتماعیة - بأن یؤدی واجباته - فإنه من المؤکد أن یحصل أو حصل فی المقابل على حقوقه. فالمجتمع قد تحول إلى سوق کبیر یجنی منه القطاع الخاص أرباحه التی یحصل علیها من مصادر أو موارد أساسیة فی هذا المجتمع، وعلى القطاع الخاص مسئولیة اجتماعیة بأن یعمل على توجیه جزء من أرباحه إلى السیاقات الاجتماعیة التی تشکل بیئته لیعمل على تطویرها، بما یجعلها باقیة کبیئة مواتیة له على الصعید الاقتصادی والاجتماعی والسیاسی والثقافی (علی لیلة، 2010، ص ص 85-86)، بمعنى أن علیه أن یطور أوضاع المهمشین والفقراء، والعمل على تنمیة المجتمع. وتزامن ذلک مع إدراک القطاع الخاص أن استمراریته وتطوره وربحیته أیضاً مرهون بقیامه بأدوار اجتماعیة فی إطار تحقیق أهداف التنمیة (عاید العصیمی، 2015، ص 21). ومن هنا جاءت فکرة الدراسة الراهنة التی تحاول توضیح تأثیر التزام الشرکات الصناعیة بتقدیم خدمات مسئولیتها الاجتماعیة کواجب أخلاقى فی تحقیق تنمیة المجتمع المحلی.

 

ثانیاً - مشکلة الدراسة وأهمیتها :

لقد تصاعد الحدیث فی الآونة الأخیرة عن المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الصناعی الخاص الأمر الذی أصبح معه من الصعب علیه التغاضی عن مسئولیته الاجتماعیة داخل المجتمع الذی یعمل بداخله. وقد ساعد على ترسیخ وانتشار مفهوم المسئولیة الاجتماعیة اهتمام العدید من المنظمات الدولیة والاتفاقیات الدولیة ومدونات قواعد السلوک الخاصة بالمسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص (محمد فلاق، 2016، ص 19).

 

فقد دعا المیثاق العالمی للأمم المتحدة عام 1999م إلى ضرورة تحلی الشرکات بروح المواطنة والمشارکة التطوعیة فی التنمیة (نهال المغربل، 2010، ص 874). وکانت مصر من أولى الدول العربیة التی استجابت لمبادرة المیثاق العالمى، فقد أشار التقریر السنوی للمیثاق العالمی عن الفترة من ینایر 2006 وحتى یونیو 2007 إلى زیادة عدد الشرکات فی مصر التی انضمت إلیه من (55) شرکة عام 2004 إلى (63) شرکة عام 2006 (المرجع السابق، ص 882). کما حددت المواصفة القیاسیة الدولیة للمسئولیة الاجتماعیة  ISO 26000عام 2010م أن من أحد وأهم القضایا التی یجب على کل شرکة الاهتمام بها هی تنمیة المجتمع المحلی (محمد فلاق، مرجع سابق، ص 168).

 کما بات الحدیث عن المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص عنواناً للمؤتمرات، ومجالاً للدراسات والأبحاث سواء من قبل الأفراد أو مراکز البحوث والشبکات الدولیة. ومن أشهر هذه الشبکات (شبکة البحوث حول المسئولیة الاجتماعیة Social Responsibility Research Network)، التی تأسست عام 2003 عقب نجاح المؤتمر الدولی الأول حول المسئولیة التضامنیة الذی عقد فی الفترة من 3-5 سبتمبر عام 2003، وعقدت الشبکة فی السنوات التالیة (سبعة) مؤتمرات متتالیة ومنتظمة حول المسئولیة الاجتماعیة. کما شرعت الشبکة منذ عام 2005 فی نشر مجلة علمیة تعد أول مجلة متخصصة فی بحوث المسئولیة الاجتماعیة. ولقد صدر من هذه المجلة خمسة مجلدات غطت موضوعات عدیدة فی مجال المسئولیة الاجتماعیة (أحمد زاید، 2010، ص 31).

   وفی ضوء ما سبق کان على الشرکات الخاصة أن تفکر فیما وراء اهتماماتها الاقتصادیة وإعطاء المزید من الاهتمام للقضایا الاجتماعیة داخل المجتمع الذی تعمل بداخله، من خلال تقدیم الدعم المادی ودعم برامج الرفاهیة الاجتماعیة وتقدیم ید العون لأفراد المجتمع المحتاجین (هانی خمیس، 2010، ص 943). وتمکینهم اقتصادیا واجتماعیا. فعلى حد تعبیر"هولمز Holmes" إنه بالإضافة إلى جنى الأرباح، ینبغی أن تساعد الشرکات الخاصة فی حل المشکلات الاجتماعیة سواء أکانت ساعدت فی خلق تلک المشکلات أم لا (Moir, Lance, June, 2001, p. 3). وذلک استناداً إلى أن المسئولیة الاجتماعیة تتشکل عادة من حزمة من الواجبات إلى جانب حزمة من الحقوق.

ومن هنا یمکن صیاغة مشکلة الدراسة فی العبارة التالیة: دور المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة فی تنمیة المجتمع المحلی على أساس أنها واجب أخلاقی تنموی.

وهنا یصیر السؤال عن المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة ضرورة ملحة لا ترفاً فکریاً لما تحمله الدراسة من أهمیة نظریة وتطبیقیة تتمثل فیما یلی:

 

الأهمیة النظریة للدراسة :

أ-   تساهم الدراسة الراهنة فی إثراء المجال البحثی فی علم اجتماع الصناعی وعلم اجتماع التنظیم بنتائج هامة عن مؤشرات نجاح الإدارة بالشرکات الصناعیة فی تحقیق مسئولیتها الاجتماعیة تجاه المجتمع المحلی على نحو فعال.

ب-  تساهم الدراسة الراهنة فی تحقیق التراکم البحثی فی علم الاجتماع الصناعی وعلم اجتماع التنظیم من حیث الترکیز على شرکات صناعیة تقوم بمسئولیتها الاجتماعیة التی تساهم فی تحقیق تنمیة المجتمع المحلی، وهذا الجدید الذی تضیفه الدراسة الراهنة على الدراسات السابقة التی تم الإطلاع علیها والتی أوضحت أن القطاع الخاص انحصر دوره فی تقدیم مساعدات اجتماعیة مؤقتة کإعداد موائد الرحمن دون التطرق إلى القیام بتقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة الهادفة لتنمیة المجتمع المحلی، الأمر الذی شکل فجوة بحثیة تهتم بها الدراسة الراهنة.

 

 

الأهمیة التطبیقیة للدراسة :

إن إبراز الجوانب السلبیة لخدمات المسئولیة الاجتماعیة التی تقدمها الشرکات الصناعیة محور الدراسة یُعد بمثابة دلیلاً إرشادیاً یساعد مقدمی هذه الخدمات أو الشرکات التی تسعى لتقدیمها مستقبلاً على تجنب أوجه السلبیات بها، والسعى نحو توفیر متطلبات المسئولیة الاجتماعیة مما یساعد على المساهمة بفاعلیة على تحقیق التنمیة للمجتمعات المحلیة.

 

ثالثاً - أهداف الدراسة وتساؤلاتها :

تهدف الدراسة الراهنة إلى توضیح مدى درایة المسئولین بالشرکات الصناعیة بمضمون المسئولیة الاجتماعیة من ناحیة، وکذلک توضیح مدى تأثیر خدمات مسئولیتهم الاجتماعیة فی تحقیق التنمیة للمجتمعات المحلیة من ناحیة أخرى. ویتفرع عن هذا الهدف الأهداف التالیة:


-    الهدف الأول: التعرف على مدى الدرایة بأن المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة تُعد واجب أخلاقی تنموی للمجتمع المحلی.

-    الهدف الثانی: التعرف على مدى اهتمام الشرکات الصناعیة بمسئولیتها الاجتماعیة الأخلاقیة تجاه المجتمع المحلی.

-    الهدف الثالث: التعرف على مدى تأثیر خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة فی تنمیة المجتمع المحلی.

 

تساؤلات الدراسة :

انطلاقاً من الأهداف السابقة للدراسة تتحدد تساؤلات الدراسة على النحو التالی:

-    التساؤل الأول: هل هناک درایة بأن المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة تُعد واجب أخلاقی تنموی للمجتمع المحلی؟.

-    التساؤل الثانی: ما مدى اهتمام الشرکات الصناعیة بمسئولیتها الاجتماعیة الأخلاقیة تجاه المجتمع المحلی؟.

-    التساؤل الثالث: ما مدى تحقیق الشرکات الصناعیة لتنمیة المجتمع المحلی من خلال خدمات مسئولیتها الاجتماعیة؟.

 

رابعاً - مفهومات الدراسة :

بناء على ما ینطوی علیه هذا البحث (من اختبار العلاقة بین متغیرین: الأول المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة الخاصة وهو بمثابة المتغیر المستقل Independent Variable والآخر هو تنمیة المجتمع المحلی وهو بمثابة المتغیر التابع Dependent Variable)، تتحدد مفاهیم الدراسة على النحو التالی:

 

1)       مفهوم المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاصCorporate Social Responsibility:

عرف "مجلس الأعمال العالمی للتنمیة المستدامة" المسئولیة الاجتماعیة للشرکات على أنها "التزام الشرکات بالمساهمة فی تحقیق التنمیة الاقتصادیة والعمل على تحسین نوعیة الظروف المعیشیة للموظفین وأسرهم، والمجتمع المحلی، والمجتمع ککل" (Jamali, Dima and Mirshak, Ramez, Op. cit., pp. 243-244).

ویتفق مع هذا التعریف ما أوضحته" لجنة الإتحاد الأوروبی "عام 2001م، حیث أوضحت أن المسئولیة الاجتماعیة هى "مفهوم تقوم الشرکات بمقتضاه بإدماج الاعتبارات الاجتماعیة والبیئیة فی أعمالها وفی تفاعلها مع أصحاب المصالح على أساس تطوعی" (Ebner, Daniela and Baumgartner, Rupert,4th-5th September, 2006, p. 3).

وفی هذا الصدد أشارت "روث اجیولیرا وآخرون Ruth Aguilera, et al." إلى أن المسئولیة الاجتماعیة هى استجابة الشرکات للقضایا التی تتجاوز متطلباتها الاقتصادیة والقانونیة بهدف تحسین المجتمع والبیئة، وأن هدفها هو تعزیز التنمیة المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة" (Aguilera, Ruth, et al., 2007, pp. 2-3).

ویتضح من التعریفات السابقة أن من أهم مظاهر المسئولیة الاجتماعیة للشرکات إسهامها فی تحسین ظروف المجتمع المحلی وتنمیته، وهذا یُعد محور اهتمام الدراسة الراهنة والتی یقصد بها الخدمات الممولة مادیاً من القطاع الخاص، والتی من شأنها تحسین ظروف المجتمع المحلی وتنمیته.

 

ومما سبق نستخلص أن المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص تتسم بما یلی:

-        مبادرات واجبة على القطاع الخاص.

-        ذات أبعاد متعددة اقتصادیة وقانونیة وأخلاقیة.

-        وسیلة القطاع الخاص لتنمیة المجتمع.

-        مکملة لجهود القطاع العام فی تنمیة المجتمع.

 

 

التعریف الإجرائی للمسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص بما یتوافق مع موضوع الدراسة:  

*        مبادرات تطوعیة یقوم بها القطاع الخاص دون مقابل ربحی.

*    من أبرز هذه المبادرات الإنفاق على (الخدمات التعلیمیة کإنشاء المدارس، الخدمات الصحیة کالمساهمة بتزوید الهیئات الصحیة بالأجهزة الطبیة، الخدمات الثقافیة کإنشاء المکتبات، الخدمات الاقتصادیة کالمساهمة فی توفیر فرص عمل خارج منشأتهم الاقتصادیة وغیر ذلک من الخدمات).

*        تهدف إلى المساهمة فی مواجهة مشکلات المجتمع المحلی وتنمیته.

 


2)       مفهوم التنمیةDevelopment:

إن مفهوم التنمیة شأنه شأن العدید من المفهومات التی لا نجد لها تعریفاً محدداً ومتفقاً علیه، فیعرفها البعض بأنها "عملیة توافق اجتماعی" ویعرفها آخرون بأنها "تنمیة طاقات الفرد إلى أقصى حد مستطاع"، أو أنها" إشباع الحاجات الاجتماعیة للإنسان أو"الوصول بالفرد لمستوى معین من المعیشة"، أو "عملیة تغییر موجه یتحقق عن طریقها إشباع الاحتیاجات" (عبد الرحیم أبو کریشة، 2003، ص 37).

 وعرف "محمد یاسر الخواجه" التنمیة بأنها "عملیة دینامیة متکاملة ومستدیمة موجهة وفق إرادة وطنیة مستقلة وفی إطار دیمقراطی یهدف إلى إحداث سلسلة من التغیرات البنائیة والوظیفیة التی تصیب کافة مکونات البناء الاجتماعی والنظم الاجتماعیة المختلفة بصورة تسمح بتحقیق نمو مطرد لقدرات المجتمع، وتحسین مستمر لنوعیة الحیاة فیه، وذلک بقصد تحقیق الرفاهیة الاجتماعیة والاقتصادیة لکل أفراد وفئات المجتمع (محمد یاسر الخواجه، 2003، ص ص 43-44).

 

ومما سبق نستخلص أن التنمیة تتصف بما یلی:

-        عملیة متکاملة تشتمل على النهوض بکل جوانب المجتمع.

-        عملیة مستمرة ولیست ثابتة وجامدة.

-        تهدف إلى تحقیق الرفاهیة لأفراد المجتمع.

-        تقوم على الاحتیاجات الفعلیة لسکان المجتمع.

-        تتلاءم مع ثقافة المجتمع.

 

 

       التعریف الاجرائى للتنمیة بما یتوافق مع موضوع الدراسة:

*    عملیة تغییر المجتمع تستهدف إشباع احتیاجات الأفراد المحلیین الاقتصادیة والصحیة والتعلیمیة والثقافیة والدینیة.

*    تهتم بکل سکان المجتمع المحلی ولیس بجماعة أو فئة محددة.

*    تقوم على أساس الملاءمة مع ثقافة واحتیاجات المجتمع المحلی.

 

 


3)       مفهوم المجتمع المحلیCommunity :

   یشیر مفهوم المجتمع المحلی بشکل عام إلى مجموعة من الأفراد یعیشون فی منطقة أو بیئة محدودة النطاق والمعالم (قریة – قبیلة - مدینة) ویتمیز هذا التجمع باشتراک الأفراد فی جمیع وجوه النشاط الجمعی وفی الأهداف والنظم والأوضاع التی تؤثر على استقرار الحیاة الاجتماعیة (عبد المنعم عبد الحى، 2003، ص 80).

وأوضح "جون سکوت وجوردون مارشالJohn Scott and Gordon Marshal " أن مصطلح المجتمع المحلی عادة ما یشیر– فی تراث علم الاجتماع- مباشرة إلى أنماط من المستوطنات البشریة (کما تتمثل فی القرى، أو مناطق حضریة محددة)، وإلى طرق نمطیة تمیز الحیاة فی تلک المناطق، کما یشیر إلى شبکات من العلاقات الاجتماعیة تسود بین أعضائها بعض السمات المشترکة بصرف النظر أو بالإضافة إلى عامل الإقامة المشترکة (جون سکوت وجوردون مارشال، 2011، ص 115).

 

خامساً - الدراسات السابقة :

1)       الدراسات العربیة :

فی نطاق ما سیتم عرضه من الدراسات العربیة السابقة، فإنه یمکن تقسیمها إلى محورین رئیسین:

المحور الأول : یتعلق برؤیة رجال الأعمال لمفهوم المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص، واشتمل المحور على دراستین إحداهما اعتمدت على عینة من رجال الأعمال لیس لدیهم دور اجتماعی للمجتمع المحلی، والدراسة الأخرى دراسة استطلاعیة اعتمدت على عینة من رجال الأعمال بغض النظر عن مدى قیامهم بدورهم الاجتماعی من عدمه. ومن ثم فهاتان الدراستان على نقیض الدراسة الراهنة التی اعتمدت على عینة عمدیة من الشرکات التی لدیها دور اجتماعی للمجتمع المحلی.

والمحور الآخر: یتعلق بالتعرف على الدور التنموی للجمعیات الأهلیة، واشتمل المحور على دراستین على جمعیات لا تقدم خدمات تساعد على تنمیة المجتمع المحلی، فهى لا تقدم سوى مساعدات اجتماعیة مؤقتة، على نقیض الدراسة الراهنة التی ترکز على الشرکات التی تقدم خدمات المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة التی لها تأثیر طویل المدى یساعد على تنمیة المجتمع المحلی (والجدیر بالذکر أن الباحثة استعانت بالدراسات السابقة حول المسئولیة الاجتماعیة للجمعیات الأهلیة، حیث إنه فی بعض الأحیان یمارس القطاع الصناعی مسئولیته الاجتماعیة من خلال جمعیات تنمیة المجتمع الخاصة به).

 

وبالنسبة للمحور الأول فقد کانت هناک:

أ-   دراسة ثامر یاسر البکری، وأبی سعید الدیوه جی (2001): "إدراک المدیرین لمفهوم المسئولیة الاجتماعیة فی العراق". حاول الباحثان الوقوف على مدى إدراک (أربعة وتسعین مدیراً) یمثلون صانعی القرارات فی عشرین شرکة صناعیة بالعراق لمفهوم المسئولیة الاجتماعیة. وقد توصل الباحثان إلى أن مفهوم المسئولیة الاجتماعیة لدیهم لا زال یتمثل فی مسئولیة الإدارة نحو تحقیق أهداف المالکین فی مجال الأرباح وزیادة الثروة وتقدیم السلع بأسعار منخفضة وجودة عالیة، وأن الدولة هى المسئولة عن حل مشکلات المجتمع (ثامر البکری وأبی سعید الدیوه جی، یونیو 2001، ص ص 102- 108).

 ب- دراسة هبه نصار (2007): "رأى رجال الأعمال فی المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص"، بالاعتماد على أداتی الاستبیان المرسل طبقت على (63 مبحوثاً) والمقابلة مع (6 مبحوثین) من رجال الأعمال بمختلف القطاعات الخاصة، وقد أفادت أن مفهوم المسئولیة الاجتماعیة لرجال الأعمال مرتبط فی المقام الأول بمصلحتهم الخاصة، فهو مرتبط بخلق الوظائف بمؤسساتهم وخلق الوظائف مرتبط أساساً بحجم عملهم، ثم یأتی فی المقام الأخیر القیام بالأنشطة الاجتماعیة والتبرعات (هبه نصار، 2007، ص ص 32-41).

 

أما المحور الآخر فقد کانت هناک:

أ-   دراسة سعاد عبد الرحیم (2009): "المسئولیة الاجتماعیة لجمعیة رجال الأعمال بمدینة السادس من أکتوبر" اهتمت بالتعرف على الدور المجتمعی للجمعیة، من خلال أراء سکان المدینة، بالاعتماد على أداة الاستبیان طبقت على عینة قوامها (633) من أرباب الأسر المقیمة بالمدینة. وقد أفادت أن الدور التنموی للجمعیة غیر فعال ویحتاج إلى تدعیم وتنشیط. فالجمعیة تهتم فقط بالمستثمرین، إلا من خلال بعض الممارسات التی لا تعمل على تنمیة المدینة تنمیة حقیقیة. فهى لا تعدو إلا أن تکون مجرد مساعدات اجتماعیة مؤقتة مثل تجمیل وإنارة المدینة وإعداد موائد الرحمن خلال شهر رمضان، وتقدیم المساعدات المالیة (سعاد عبد الرحیم، 2010، ص ص 1029-1048).

ب-  دراسة وجدی عبد اللطیف (2009): هدف التعرف على دور الجمعیات الأهلیة فی تطویر إحدى المناطق العشوائیة وهى منطقة العجیزی بمدینة طنطا بمحافظة الغربیة. وتنتمی الدراسة إلى الدراسات الوصفیة واعتمدت على طریقة المسح الاجتماعی بالعینة العمدیة بالصدفة من سکان المنطقة معتمداً على أداة دلیل مقابلة معهم، ومع القائمین على أمر الجمعیات الأهلیة، وقد أفاد أن دور الجمعیات ینعکس فی أعمال البر والإحسان المتمثل فی تقدیم المساعدات المالیة للفقراء والمحتاجین، والبعد عن الدور التنموی المطلوب (وجدی عبد اللطیف، ینایر – مارس 2015، ص ص 101-129).

 

2)       الدراسات الأجنبیة :

على الرغم من وجود دراسة أوضحت الدور التنموی لأنشطة المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الصناعی الخاص فی المجتمعات الغربیة، فعلى النقیض هناک دراسات أوضحت أن أنشطة المسئولیة الاجتماعیة لبعض الشرکات جاءت عشوائیة لا تعکس احتیاجات المجتمع ویعیبها العدید من أوجه القصور ولم تحقق الدور التنموی المطلوب، ومن أبرز تلک الدراسات:

أ-   دراسة "جیدرزیج فریناس Jedrezej Frynas" (2005): "الوعد التنموی الزائف للمسئولیة الاجتماعیة للشرکات" هدف الباحث الکشف عما إذا کانت خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات النفط المتعددة الجنسیات بمنطقة جنوب غینیا مناسبة لمعالجة المشکلات الاجتماعیة بالمنطقة. معتمداً على مقابلة (89) مسئولاً بشرکات النفط والمنظمات الحکومیة وغیر الحکومیة فی المملکة المتحدة والولایات المتحدة ونیجیریا والکامیرون وغینیا الإستوائیة. وقد توصل إلى أن شرکات النفط أنفقت عام 2001م (500 ملیون) دولار أمریکی على المسئولیة الاجتماعیة من حیث بناء المستشفیات والمدارس ومنح قروض صغیرة للسکان المحلیین وتوفیر فرص عمل للشباب، ولکن رغم تلک المبادرات فإنها غیر فعالة لتحقیق التنمیة، فقد قامت الشرکات ببناء عیادات صحیة ومدارس ولکنها غیر مکتملة، حیث تفتقر إلى الضوء أو المیاه الجاریة أو المعدات الأساسیة أو الموظفین کما أن مشاریع توصیل خطوط میاه الشرب غیر مجدیة فکانت المیاه غیر صالحة للاستهلاک. کما أن هناک مبادرات لیس لها تأثیر فعال مثل تقدیم ناموسیات وسترات النجاة للسکان المحلیین. کما أوضح أنه على الرغم من تمتع نیجیریا بمورد طبیعی هام وهو النفط إلا أنها تعانی من ظاهرة (لعنة الموارد) فشرکات النفط تمثل تهدیدا بیئیاً لمجتمع نیجیریا بدلا من تنمیته (Frynas, Jedrzej , May, 2005, pp. 581–598).

 ب- دراسة "غابرییل إیویجی Gabriel Eweje" (2006): "دور الشرکات متعددة الجنسیات فی مبادرات تنمیة المجتمع فی البلدان النامیة". هدف الباحث التعرف على أنواع مبادرات التنمیة المجتمعیة المقدمة من أربع شرکات عاملة فی صناعة النفط والتعدین فی المجتمعات المضیفة (نیجیریا وجنوب أفریقیا)، وأسباب تقدیمها. مستعیناً بأداة المقابلة مع مدراء الشرکات، بالإضافة إلى المسئولین الحکومیین وسکان المجتمعات المضیفة، وانطلق من القضایا الأساسیة لنظریات الشرعیة وإدارة القضایا الاجتماعیة وأصحاب المصلحة. وتوصل إلى أن الشرکات تقدم العدید من مبادرات التنمیة المجتمعیة للمجتمعات المضیفة سواء بمفردها أو بالتعاون مع الهیئات الحکومیة وغیر الحکومیة، کإنشاء المراکز الصحیة الریفیة، وحملات التوعیة ضد الأمراض والتبرع بالأجهزة الطبیة، وتقدیم المنح الدراسیة والقروض الصغیرة والتبرعات المالیة للمنظمات غیر الحکومیة وغیر ذلک من خدمات. وأوضح أن أسباب تقدیم هذه الخدمات - من وجهة نظر مدراء الشرکات - هى إقامة علاقة ودیة بین الشرکات والمجتمعات المضیفة مما یتیح العمل فی بیئة مستقرة، بالإضافة إلى تحسین أحوال العاملین بالشرکات، فمعظمهم من أبناء تلک المجتمعات مما یساعد على استقرارهم بالعمل مما یعود بالنفع الاقتصادی للشرکات، فی حین أوضح السکان المحلیون أن السبب یکمن فی تحسین صورة هذه الشرکات فی الخارج. وأوضحوا عدم ملاءمة هذه الخدمات لاحتیاجاتهم ومن ثم عدم تحقیقها للدور التنموی المطلوب (Eweje, Gabriel, June, 2006, pp. 93-129).

ج-  ومن أبرز الدراسات التى أوضحت الدور التتنموى للمسئولیة الاجتماعیة، دراسة "ویندی ویرنرWendy Werner" (2009): مبادرات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات المصممة للحد من التهمیش الاجتماعی فی بنجلادیش".

والمقصود بالجماعات المهمشة اجتماعیاً (جماعات استبعدت من مزایا النمو الاقتصادی والتقدم الاجتماعی مثل النساء والسکان الریفیین وذوی الاحتیاجات الخاصة)، وهدف الباحث الکشف عما إذا کانت هذه المبادرات ساعدت على الحد من التهمیش الاجتماعی، والکشف عما إذا کان من المناسب لکیان اقتصادی أن یقدم هذه المبادرات.

 

وتوصل إلى أن هذه المبادرات حققت هدفها، فقد قامت شرکة (Hathay Bunano)  بتدریب النساء الریفیات المطلقات والأمیات وذوات الإعاقة على العدید من الأعمال کالحیاکة والتطریز والکروشیه وتوظیفهن فی إحدى مراکز الشرکة داخل مجتمعاتهن الریفیة، وقدمت لهن العدید من الخدمات الصحیة والإسکانیة والتعلیمیة کمحو الأمیة.

کما قامت شرکة (Square group) بتدریب النساء بمصانع الشرکة على العدید من الأعمال کالحیاکة، وتوظیفهن وقدمت لهن العدید من الخدمات کالإسکان، کما ساهمت فی إمداد المناطق الریفیة بالصرف الصحی ووحدات تنقیة میاه الشرب وغیرها. کما توصل إلى أن هذه المبادرات جزء من العملیات التجاریة الأساسیة لبعض الشرکات التی من خلالها تجنی الأرباح من خلال توظیف النساء داخل هذه الشرکات، کما توصل إلى أن الشرکات استعانت بالمنظمات الحکومیة وغیر الحکومیة لتنفیذ المبادرات (Werner, Wendy, August, 2009, pp. 545-562).

 

تعقیب على الدراسات السابقة والجدید الذی تقدمه الدراسة الراهنة :

-    على مستوى الدراسات العربیة: أوضحت الدراسات العربیة أن المنطقة العربیة تعانی من غیاب المقصود بالمسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة المتمثلة فی تقدیم خدمات لتنمیة المجتمع المحلی بدون مقابل مادی، واقتصار المسئولیة الاجتماعیة على الجانب الاقتصادی المرتبط بتحقیق الأرباح للشرکات مثل تقدیم سلع بجودة عالیة وبأسعار منخفضة. کما أوضحت أن الجمعیات الأهلیة تقدم مساعدات اجتماعیة مؤقتة مع غیاب دورها التنموی المطلوب. وذلک على نقیض اهتمام الدراسة الراهنة التی تهتم بالشرکات التی تقوم بمسئولیتها الاجتماعیة الأخلاقیة.

-    على مستوى الدراسات الأجنبیة: أوضحت دراسة "إیویجی و دراسة فریناس" أن الشرکات متعددة الجنسیات لیست على درایة باحتیاجات سکان المجتمعات المضیفة، لذلک لم یستفیدوا من المبادرات الاجتماعیة التى قدمتها، فی حین تهتم الدراسة الراهنة بالشرکات المصریة لمعرفة هل الشرکات المصریة على درایة باحتیاجات المجتمعات المحلیة المصریة؟. هذا التساؤل الذی تتضح إجابته فی معرفة مدى ملاءمة خدمات المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة لهذه الشرکات مع احتیاجات السکان المحلیین، ذلک التساؤل الذی ستنعکس إجابته فی سیاق الإجابة على التساؤل الأول للدراسة الراهنة.

کما أوضحت دراسة "ویرنر" أن سبب تقدیم الشرکات الخاصة خدمات المسئولیة الاجتماعیة هو تحقیق منفعة اقتصادیة لها، وذلک على نقیض اهتمام الدراسة الراهنة، حیث تهتم بشرکات تقدم مبادرات اجتماعیة بدون مقابل مالی. وهذا یجعل الإهتمام بأسباب تقدیم شرکات الدراسة الراهنة لخدمات المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة للمجتمع المحلی بدون مقابل مالی أمر هام، هذه الأسباب التی ستتضح فی سیاق الإجابة على التساؤل الأول للدراسة الراهنة.

 

سادساً - الرؤیة النظریة للدراسة :

یقدم مجال الدراسة فی المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الأعمال عدداً کبیراً من النظریات والمداخل، ومن أبرزها ما طرحه (جاریجا و میلی and  Mele  Garriga) حیث صنفا نظریات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الأعمال إلى أربع مجموعات رئیسیة هى:
-    المجموعة الأولى (النظریات النفعیة): توضح أن الشرکات هى أداة لتکوین الثروات للمساهمین وأن الأنشطة الاجتماعیة للشرکات مقبولة فی حالة تحقیق الأرباح للمساهمین. 

-    المجموعة الثانیة (النظریات السیاسیة): تؤکد أن القوة الاجتماعیة للشرکات مستمدة من مسئولیتها الاجتماعیة تجاه المجتمع، ومن أبرزها (نظریة العقد الاجتماعی المتکامل، ونظریة مواطنة الشرکات).

-    المجموعة الثالثة (النظریات التکاملیة): تؤکد أن مساهمة الشرکات فی تلبیة المطالب الاجتماعیة، تُعد الوسیلة التی تتفاعل من خلالها مع المجتمع، مما یعطیها شرعیة وجودها، والقبول الاجتماعی لنشاطها الاقتصادی، ومن أبرزها (نظریة إدارة القضایا الاجتماعیة).

-    المجموعة الرابعة (النظریات الأخلاقیة): تشیر إلى الأشیاء الصحیحة التی یجب على الشرکات اتباعها لتحقیق مجتمع جید ومن ثم دعم العلاقة بین الشرکات والمجتمع، ومن أبرزها (نظریة أصحاب المصلحة واتجاه التنمیة المستدامة).

(Garriga, Elisabet and Melé, Domènec, August, 2004, pp. 53-62)


وتنطلق الدراسة من رؤیة متکاملة تجمع بین نظریة العقد الاجتماعی المتکامل ونظریة أصحاب المصلحة، وسوف تعتمد علیهما لمحکین أساسیین هما:
المحک الأول: تعتمد الباحثة على نظریة العقد الاجتماعی المتکامل لتأکیدها على أن الشرکات علیها أن تلتزم لیس فقط بمتطلباتها القانونیة ولکن بواجباتها الأخلاقیة تجاه المجتمع بتقدیمها للعدید من المبادرات الاجتماعیة، وذلک من منطلق أن المجتمع قام بواجباته تجاهها ووفر لها مناخاً قانونیاً وسیاسیاً واقتصادیاً ساعد على دعم وجودها وتحقیق أهدافها الاقتصادیة.
وترى الباحثة أنه فی ضوء أن المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص - کما أوضحنا سابقاً - تتشکل من حزمة من الواجبات للقطاع الخاص، إلى جانب حصوله على حزمة حقوق من المجتمع. وبعبارة أخرى فإنه باعتبار أن المجتمع قد التزم بتقدیم واجباته للقطاع الخاص من مواد إنتاجیة أساسیة ومناخ مناسب یسمح له بجنى الأرباح، فإن على القطاع الخاص أن یلتزم بتقدیم واجباته للمجتمع، وذلک من خلال تقدیم العدید من خدمات المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة التی تساعد على المساهمة فی حل مشکلات المجتمع المحلی وتنمیته، لکى یستطیع المجتمع فیما بعد الالتزام بواجباته تجاه القطاع الخاص. فالمجتمع وما یسوده من مشکلات یؤثر على استطاعة القطاع الخاص جنى أرباحه. 

والجدیر بالذکر أن الباحثة اعتمدت على عینة عمدیة من الشرکات الصناعیة المسئولة اجتماعیاً، ومن ثم فإن هذه الشرکات التزمت بواجباتها الأخلاقیة تجاه المجتمع المحلی.

المحک الآخر: تعتمد الباحثة على نظریة أصحاب المصلحة من منطلق أنها نظریة أخلاقیة تربط مجال الأعمال بالأخلاق، حیث توضح أن على الشرکات التزامات أخلاقیة ولیست قانونیة فقط تجاه أصحاب المصلحة. ویُعد المجتمع من أبرز أصحاب المصلحة الذین یتأثرون أو یمکنه التأثیر على أهداف الشرکة کما یعتبر المجتمع من أحد العوامل الحیویة لبقاء ونجاح الشرکة، فالمجتمع دعم وجود الشرکات قانونیاً وأمدها بالموارد اللازمة لتحقیق أهدافها الاقتصادیة، ومن ثم فعلى الشرکات مسئولیة اجتماعیة أخلاقیة تجاه المجتمع تتبلور فی تقدیم العدید من الخدمات التطوعیة بدون مقابل مالی للمجتمع المحلی، وعلى مدیری الشرکات إتخاذ الاجراءات اللازمة فی هذا الصدد.
ونظراً لما سبق فسوف تعتمد الباحثة على هذه النظریة لملاءمتها مع موضوع الدراسة الذی یرکز على الشرکات التی تقدم خدمات المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة بدون مقابل مالی للمجتمع المحلی مما یساعد على تنمیته، وذلک من منطلق أن تقدیم هذه الخدمات یُعد واجباً أخلاقیاً لمدیری الشرکات تجاه المجتمع الذی دعم وجود شرکاتهم. 
 
 
وسوف تستعرض الباحثة لأهم المنطلقات الأساسیة لنظریتى العقد الاجتماعی المتکامل وأصحاب المصلحة الأکثر ملاءمة لموضوع الدراسة الراهنة على النحو التالی: 
 

(1)      نظریة العقد الاجتماعی المتکاملIntegrative Social Contract Theory :

وأبرز مؤسسیها (توماس دونالدسونThomas Donaldson) 

(Garriga, Elisabet and Melé, Domènec, Op. cit., p. 56)

 

ویمکن للباحثة أن تستعرض أهم المنطلقات الأساسیة لنظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" الأکثر ملاءمة لموضوع الدراسة الراهنة على النحو التالی:

 
 

(أ) نظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" ونقد نظریة "فریدمان Friedman" والانتقال من المصلحة الفردیة للشرکات إلى مصلحة المجتمع:

تدعم نظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" فکرة انتقال الشرکات من الهدف الواحد (المصالح الفردیة) المتمثلة فی تحقیق أقصى ربح إلى سعى الشرکات نحو مصالح المجتمع. ومن ثم توجه تلک النظریة النقد إلى نظریة "فریدمان" حیث أوضح أن على الشرکات تجنب القیام بأنشطة المسئولیة الاجتماعیة لتحقیق أقصى قدر من الأرباح لأصحاب الأعمال (المساهمین) (Cava, Anita and Don, Mayer , May, 2007, p. 267).

وعبر عن ذلک بقوله "إن مسئولیة الشرکات هى تعظیم الأرباح، لکسب عائد جید للمستثمر، وتکون المواطنة الجیدة للشرکات هى طاعة القانون لا أکثر ولا أقل" (Hamidu, Ahmad, et al., July, 2015, p. 88).                 

       وعلى النقیض جاءت نظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" لتؤکد وجود عقد ضمنی بین الشرکات والمجتمع یوضح ذلک العقد الالتزامات الأخلاقیة غیر المعلنة للشرکات تجاه المجتمع (Donaldson, Thomas and Dunfee Thomas, 17 December, 2002, p. 436).

 


(ب)      نظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" وشرعیة الشرکات الخاصة فی المجتمع:

وکما أوضحنا، یتحقق الالتزام الأخلاقی للشرکات من خلال الانخراط فی المجتمع والعمل على ازدهاره، ومن خلال هذه الالتزامات تکتسب الشرکات شرعیتها وقوتها، سواء أکانت هذه الشرکات وطنیة أو دولیة (Cava, Anita and Don, Mayer, Op, cit, p.264).

ومن ثم یجب على مدیری الشرکات النظر فی قراراتهم واتخاذ القرارات الأخلاقیة تجاه المجتمعات بما یتوافق مع قواعد المجتمع وذلک لدعم وجود الشرکات وشرعیتها (Dunfee, Thomas ,October, 2006, p. 304).

 

(ج)      نظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" والمسئولیة الاجتماعیة للشرکات بین الحقوق والواجبات:

ترى النظریة أنه لا یشترط أن تحقق الشرکات أرباحاً حتى تنفق على المبادرات الاجتماعیة، فأنشطة المسئولیة الاجتماعیة مستقلة عن الأرباح، فهى تمثل واجباً إداریاً یجب القیام به (Jahn, Johannes and Bruhl, Rolf , November, 2018, p. 50).

فهذا الدور الاجتماعی للشرکات متطابق مع الشعور بأن الشرکات هى جزء من المجتمعات وأن الشرکات هى المجتمعات نفسها التی تم إنشاؤها من خلال نظام سیاسی وقانونی واقتصادی دعم وجود هذه الشرکات داخل المجتمع (Cava, Anita and Don, Mayer, Op. cit., p. 274). ومن ثم یجب على الشرکات أن تعترف بأن لها دوراً حاسماً فی المجتمعات التی تؤثر علیها، والفشل فی القیام بذلک - کما فعلت العدید من الشرکات فی الماضی - هو بمثابة (عمى أخلاقی) (Donaldson, Thomas and Dunfee Thomas, Op. cit., p. 437).

   وبناء على ذلک ترى الباحثة أن الشرکات قد حصلت على حقوقها من المجتمع من حیث تهیئة مناخ اقتصادی وسیاسی وقانونی ساعد على تحقیق أهدافها الاقتصادیة، لذا یجب على الشرکات أن تلتزم بدورها الاجتماعی باعتباره واجباً إداریاً نحو المجتمع.

 

(د) تصور الشرکات الخاصة لدورها کمواطن صالح داخل المجتمع :

من منطلق أن المسئولیة الاجتماعیة للشرکات هى واجب إداری - کما أوضحنا سابقاً - یجب على الشرکات التفکیر فی أنفسهم کمواطنین صالحین داخل المجتمعات التی تعمل فیها، وعلى ذلک یجب اشتراکهم أخلاقیاً فی بعض الإجراءات التی تدعم المجتمع. وذلک من خلال العمل التطوعی التقلیدی (بدون مقابل مادی) أو من خلال الاستثمار الاجتماعی.

 

وتأخذ الاستثمارات الاجتماعیة عدة أشکال کالتدریب والعمل وخدمات تطویر رأس المال البشری وخدمات تطویر رأس المال الاقتصادی. وتتخذ الأعمال التطوعیة العدید من الأشکال کالاهتمام بصحة الطفل ومحو الأمیة، والمساعدة فی بناء المدارس، والتدریب المهنی والمشارکة مع المجتمع المدنی لمساعدة الناس على تحقیق أحلامهم ( Cava, Anita and Don, Mayer, Op. cit., pp. 268-271).

وفی هذا الصدد اعتمدت الباحثة على عینة عمدیة من الشرکات الصناعیة الخاصة التی تقدم أنشطة مسئولیتها الاجتماعیة فی صورة أعمال تطوعیة بدون مقابل مالی. وتحاول التعرف على إجابة للتساؤل الآتی: ما دلالات اهتمام شرکات الدراسة بتقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة باعتبارها مواطناً صالحاً داخل المجتمع الذی تعمل به؟

هذا التساؤل ینعکس فی التساؤل الثانی للدراسة الراهنة.

 

(هـ) نظریة العقد الاجتماعی المتکامل وظروف المجتمع :

من منطلق أن المسئولیة الاجتماعیة للشرکات هى واجب الشرکات تجاه المجتمع، تؤکد نظریة العقد الاجتماعی المتکامل على ضرورة التزام الشرکات بدورها الاجتماعی تجاه المجتمع بمختلف ظروفه - ولیس فقط فی أوقات الأزمات - فدورها الاجتماعی مستقل عن الأوضاع الاقتصادیة والسیاسیة للمجتمع (Jahn, Johannes and Bruhl Rolf, Op. cit., p. 49). فهى تُعد جزءً من أجندة عمل الشرکات.

 

(و)      نظریة العقد الاجتماعی المتکامل وتوقعات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات :

توضح النظریة أن الدور الاجتماعی یمثل توقعات المجتمع نحو الشرکات.وفی هذا الصدد تؤکد النظریة أن مشارکة الشرکات فی المجتمع شئ أصیل ومعیار أصیل للشرکات التی تمارس أعمالاً تجاریة، وکثیر من الناس تتوقع أن هذه القاعدة موجودة، وأن هناک العدید من المبادرات الاجتماعیة للشرکات فی المجتمع، فمعاییر المجتمع تتحدث عن واجبات الشرکات ودورها الاجتماعی لتمکین الناس من الخدمات الاجتماعیة الأساسیة مثل الصحة والتعلیم والمشارکة فی حل المشکلات الاجتماعیة مثل الفقر (Cava, Anita and Mayer, Don, Op. cit., p. 273).

کما تعتقد الشرکات أن المجتمع یتوقع منها هذا الدور، فقد تغیرت تدریجیا وجهات نظر أفراد المجتمع ومدیرى الشرکات نحو المسئولیات الأساسیة للشرکات الکبیرة، فمنذ نصف قرن کان المتوقع أن ترکز الشرکات بشکل أساسی على انتاج السلع والخدمات بأسعار معقولة، والیوم أصبحت الشرکات مسئولة عن مجموعة القضایا المتعلقة بجودة الحیاة فی المجتمع (Donaldson, Thomas and Dunfee, Thomas, 2000, p. 2). فالمجتمع وما یسوده من مشکلات یؤثر على استطاعة القطاع الصناعی الخاص جنى أرباحه.

وفی هذا الصدد تحاول الباحثة التعرف على ما یتوقعه المستفیدون والمسئولون عن تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة بشرکات الدراسة، هل یتوقعون أن هذه الخدمات واجب أخلاقی للشرکات تجاه المجتمع؟ هذا السؤال الذی ینعکس فی التساؤل الأول فی الدراسة الراهنة.

 

(ز)  إفصاح شرکات الأعمال عن مسئولیتها الاجتماعیة کوسیلة لدعم شرعیتها وقوتها داخل المجتمع:

تؤکد النظریة أن الإفصاح عن الدور الاجتماعی للشرکات یُعد استراتیجیة لدعم شرعیة الشرکات داخل المجتمعات التی تعمل بها. ومن ثم یجب على وسائل الإعلام نشر الالتزامات الأخلاقیة للشرکات، هذا من ناحیة، ومن ناحیة أخرى ینبغی على الشرکات الإفصاح عن دورها الاجتماعی فی تقاریرها السنویة ووثائقها الرسمیة وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعی الخاص بها Websites (Cava, Anita and Don, Mayer, Op. cit., pp. 269- 272).

 
(2)      نظریة أصحاب المصلحة Stakeholder Theory:
تُعد نظریة أصحاب المصلحة نظریة أخلاقیة تربط مجال الأعمال بالأخلاق (Freeman, Edward, October, 1994, p. 1). وتم طرحها من قبل (فریمان Freeman) فی أواخر القرن العشرین عام 1984م، بهدف توضیح المبادئ الأساسیة للإدارة بالتنظیمات تجاه أصحاب المصلحة. ومع مرور الوقت، اکتسبت هذه النظریة أهمیة فی الأعمال الرئیسیة التی کتبها (کلارکسونClarkson ) عام1994م، (دونالدسون وبریستون Donaldson and Preston) عام 1995م، (میتشل Mitchell) عام 1997، (رولی Rowley) عام1997م و (فرومان Frooman) عام 1999م (Mainardes, Emerson, et al., 2011, p. 226).
ویمکن للباحثة أن تستعرض أهم المنطلقات الأساسیة لنظریة أصحاب المصلحة الأکثر ملاءمة لموضوع الدراسة الراهنة على النحو التالی:
 
(أ)       من هم أصحاب المصلحة ؟
یمکن تعریف أصحاب المصلحة بأنهم "الأفراد الذین یتأثرون أو یمکنهم التأثیر فی تحقیق أهداف الشرکة" (Jones, Thomas, et al., 2007, p. 137). وبعبارة أخرى یمکن تعریف أصحاب المصلحة بأنهم "تلک المجموعات التی تعتبر حیویة لبقاء ونجاح الشرکة" (Fontaine, Charles, et al., December, 2006, p. 4). وینقسم أصحاب المصلحة إلى قسمین:
-    القسم الأول: أصحاب المصلحة الأساسیون: أولئک الذین لدیهم علاقات تعاقدیة رسمیة مع الشرکة، مثل العملاء والموردین والموظفین والمساهمین.

-    القسم الآخر: أصحاب المصلحة الثانویون: أولئک الذین لا یرتبطون بالشرکة بعقود رسمیة، مثل المجتمع المحلی.

 

ووفقاً لذلک فإن الشرکة لدیها علاقات صریحة وضمنیة مع کل من البیئات الداخلیة والخارجیة (Mainardes, Emerson, et al., Op. cit., p. 231).

 
(ب)     على الشرکات أن تلتزم بمصالح أصحاب المصلحة لیس فقط أصحاب الأسهم، ویترتب على ذلک أن أداء الشرکات لا یشتمل على الأداء المالی فقط وإنما یمتد لیشمل الأداء الاجتماعی (Jones, Thomas and Wicks, Andrew, April, 1999, pp. 208-209).
فعلى سبیل المثال:
-    المساهمون: من حقوقهم ضمان نصیبهم من الأرباح وغیر ذلک من الحقوق التی تضمن لهم  أن إدارة الشرکة تعمل لصالحهم.
-    الموظفون : من حقوقهم تدعیمهم بالحوافز المعنویة مثل إکسابهم الإحساس بأنهم أهم أصول الشرکة، وتشجیعهم على أن یکونوا أکثر کفاءة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بهم فی حالة الرکود الاقتصادی.
-    المستهلکون: من حقوقهم قیام الشرکة بتوفیر منتجات وخدمات آمنة وموثوق بها وبأسعار مناسبة ومنتجات آمنة للبیئة وعدم استخدام الأطفال للعمل بالشرکة.
-    المنافسون: من حقوقهم أن یکون لهم فرصة الحصول على حصة اقتصادیة عادلة وعدم استخدام الشرکات الأخرى للنفوذ السیاسی والرشوة للموظفین لإنتاج مزایا تنافسیة.
-    المجتمع المحلی: على الشرکات احترام ودعم قیم المجتمع، والعمل على قبول المجتمعات المحلیة من خلال طرق مختلفة کتقدیم الإعانات للمجتمع وغیرها من وسائل القبول (Reed, Darryl, June, 2002, pp. 8-9).
 
(ج)      نظریة أصحاب المصلحة والعقد الاجتماعی للشرکات تجاه المجتمع : 

نظر (فریمان) إلى الشرکة باعتبارها جزء لا یتجزأ من المجتمع ولیس کمؤسسة اقتصادیة منفصلة بحتة (Mainardes, Emerson, et al., Op. cit., p. 231). وأوضح أن هناک عقداً اجتماعیاً بین الشرکات والمجتمع یوفر أساساً أخلاقیاً للأداء الاجتماعی للشرکات تجاه المجتمع. فالمجتمع دعم وجود الشرکات قانونیاً وأتاح لها الحصول على الموارد الأساسیة التی ساعدت على تحقیق وجودها. ومن ثم فالشرکات ینبغی أن توفی بمتطلبات المجتمع الأخلاقیة ولیست القانونیة فحسب (Weiss, Andrew, January, 1995, p. 3).

 
)        تکتسب المسئولیة الاجتماعیة الأخلاقیة للشرکات أهمیة متزایدة فی البلدان النامیة :

خاصة عندما لا تستطیع الجهات الحکومیة الالتزام بدورها فی تلبیة احتیاجات المجتمع. على نقیض الحال فی البلدان المتقدمة لأن حکومتها أکثر وفاءً بأداء دورها داخل المجتمع (Reed, Darryl, Op. cit., p. 12).

 
(هـ) توقعات أصحاب المصلحة بإلتزامات الشرکات تجاههم : 

توضح النظریة أن هناک توقعات من جانب أصحاب المصلحة بالتزامات الشرکات تجاههم، باعتبار أن هذه الالتزامات هى من واقع الوفاء بالمسئولیة الاجتماعیة للشرکات بجوانبها المختلفة (Steurer, Reinhard, January/February, 2006, p. 9).

 

(و)  توضح النظریة أن مدیری الشرکات الذین یهتمون بجمیع أصحاب المصلحة سینعکس ذلک على مکاسبهم المالیة بالمقارنة بتلک الشرکات التی لا تضع جمیع احتیاجات أصحاب المصلحة فی الاعتبار (Jones, Thomas and Wicks, Andrew, Op. cit., p. 208).

فقد أوضح (فریمان) أن الفکرة الأساسیة للنظریة تتبلور فی أن نجاح الشرکة یعتمد على مدى نجاحها فی تدعیم علاقتها مع الأطراف التی یمکن أن تؤثر على تحقیق الشرکة لهدفها کالعملاء والموظفین والموردین والمجتمعات التی تعمل بها وغیرها من الجهات التی یمکن أن تؤثر على تحقیق هدفها (Freeman, Edward and Phillips, Robert, July, 2002, p. 333).
 
(ز)  ومن ثم فإن واجبات مدیری الشرکات اتخاذ القرارات لیس فقط لصالح المساهمین، ولکن لمصلحة العملاء والموردین والموظفین والمجتمع ککل (Goodpaster, Kenneth, January,1991, p. 66).

ومن ثم یجب على المدیرین أن یعترفوا بمصالح أصحاب المصلحة جمیعاً، لأن هذا یُعد مطلباً أخلاقیاً لشرعیة وظیفة الإدارة (Donaldson, Thomas and Preston, Lee, January, 1995, p. 87). ومن ثم تحدد النظریة خصائص الشرکات وسلوک الإدارة بها مما یساعد على التنبؤ بالسلوک التنظیمی (Ibid, p. 69).

 

سابعاً-الإجراءات المنهجیة للدراسة:

1)   نوع الدراسة :

تندرج الدراسة تحت مظلة الدراسات الوصفیة التحلیلیة بهدف دراسة الحقائق المتعلقة بواقع المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الصناعی الخاص فیما یتعلق بمدى الدرایة بمضمونها باعتبارها واجباً أخلاقیاً تنمویاً ومؤشرات الاهتمام بها ومدى تحقیقها لتنمیة المجتمع المحلی.

 

2)   أدوات جمع البیانات :

اعتمدت الباحثة على أداتین هما:

أ-   الأداة الأولى: المقابلة المتعمقة مع المسئولین عن تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة (من أعضاء مجلس الإدارة بشرکتى العربی وکلیوباترا، والمسئولین عن تقدیم الخدمات بشرکة کوکاکولا والمسئولین بجمعیتی تنمیة المجتمع التابعین لشرکتی العربی وکلیوباترا). وسیتضح لاحقاً من خلال الجدول رقم (1) توزیع المسئولین الذین تم مقابلتهم حسب المهنة.

ملحوظة: (لم تتمکن الباحثة من مقابلة سیدة ذی منصب إداری مرموق بشرکة کلیوباترا والمسئولة عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة بجمعیة تنمیة المجتمع التابعة للشرکة، ولکن قامت بمکالمة تلیفونیة مع سیادتها وتم الحصول على البیانات المطلوبة، وطالبت بعدم الإفصاح عن اسمها، فخدمات المسئولیة الاجتماعیة بالنسبة لها زکاة فی المقام الأول ثم واجب تجاه المجتمع فی المقام الآخر).

ب-  الأداة الأخرى (الاستبیان المقنن): طبق عن طریق المقابلة الشخصیة مع المستفیدین من خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة.     والجدیر بالذکر أنه تم الاعتماد على مقابلة المسئولین لأنهم یعتبرون المفتاح الأساسی لتحقیق أهداف الدراسة من خلال التعرف على مدى درایتهم بمفهوم المسئولیة الاجتماعیة وبنوعیة خدماتها وبأسباب التزام الشرکات بها وبمؤشرات الاهتمام بها وبنتائجها المحققة.

کما تم الاعتماد على المستفیدین لأنهم الحجر الأساسی للتعرف على مدى تحقیق خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة لنتائجها المطلوبة من تنمیة المجتمع المحلی من خلال التعرف من المستفیدین على نوعیة المشکلات التی ساعدت هذه الخدمات فی حلها، والتعرف على الجوانب السلبیة والإیجابیة لهذه الخدمات، من خلال الوقوف على مدى رضاهم عن تلک الخدمات وأسباب رضاهم أو عدمه. کما یتم التعرف على مدى درایتهم بأن تلک الخدمات هى واجب الشرکات تجاه المجتمع المحلی.

والجدیر بالذکر أن دلیل المقابلة تألف من أربعة محاور، فی المحور الأول: البیانات الأولیة للمسئولین، والمحور الثانی: تضمن التعرف على مدى الدرایة بمفهوم المسئولیة الاجتماعیة باعتبارها واجباً تنمویاً، والمحور الثالث: تضمن التعرف على دلالات اهتمام شرکات الدراسة بمسئولیتها الاجتماعیة، والمحور الرابع: تضمن التعرف على مدى تحقیق شرکات الدراسة لتنمیة المجتمع المحلی من خلال خدمات مسئولیتها الاجتماعیة.

وتألفت صحیفة الاستبیان من ثلاثة محاور: فی المحور الأول: البیانات الأولیة للمستفیدین، والمحور الثانی: تضمن التعرف على مدى الدرایة بمفهوم المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الصناعی الخاص باعتبارها واجباً أخلاقیاً تنمویاً، والمحور الثالث: تضمن التعرف على مدى تحقیق شرکات الدراسة لتنمیة المجتمع المحلی من خلال خدمات مسئولیتها الاجتماعیة.

وتم تحکیم صحیفة الاستبیان ودلیل المقابلة من قبل مجموعة من أساتذة علم الاجتماع، وتم تعدیلهما بناء على ملاحظاتهم. وتم إخضاع صحیفة الاستبیان للاختبار القبلی Pre-test "اختبار ثبات الصحیفة". وتم اختبار ثباتها من خلال إعادة الاختبار، حیث تم تطبیقها على ثلاثین مبحوثاً بواقع عشرة مستفیدین من خدمات کل شرکة على حدة من الذین سیتم تطبیق الصحیفة علیهم لاحقاً، ثم أعید تطبیقها على نفس المبحوثین بفاصل زمنی ثلاثة أسابیع للتأکد من درجة ثباتها، وقد اتضح وجود درجة ارتباط تام، حیث لم تتغیر استجاباتهم فی التطبیق الثانی.

3)   مجالات الدراسة :

تتحدد المجالات الثلاثة للدراسة الراهنة على النحو التالی:

أ-   المجال الجغرافی: تم اختیار عینة عمدیة من الشرکات الصناعیة الخاصة التی تقدم خدمات تندرج تحت مسمى خدمات المسئولیة الاجتماعیة، بواقع ثلاث شرکات وهى:

-  الشرکة الأولى: "شرکة العربی للأجهزة الکهربائیة".

-  الشرکة الثانیة: "شرکة کلیوباترا للسیرامیک".

-  الشرکة الثالثة: "شرکة کوکاکولا مصر للمیاه الغازیة".

 

وقد وقع الاختیار على هذه الشرکات لأنها تقدم خدمات المسئولیة الاجتماعیة، حیث قامت الباحثة بزیارة استطلاعیة لبعض الشرکات الصناعیة الأخرى ووجدت عدم قیامها بتقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة وتقدیمها فقط لمساعدات اجتماعیة مؤقتة کتبرع إحدى الشرکات الصناعات الغذائیة بمنتجاتها لبعض ملاجئ الأطفال.

 

وسوف یتم الترکیز على ما تقدمه شرکات الدراسة من خدمات المسئولیة الاجتماعیة لبعض المجتمعات المحلیة وهى:

-     بالنسبة لشرکة "العربی للأجهزة الکهربائیة": سوف یتم الترکیز على أحد المجتمعات المحلیة هى قریة "أبو رقبة" بمرکز "أشمون" بمحافظة "المنوفیة"، والجدیر بالذکر أن هناک خدمات قدمها أصحاب الشرکة للقریة بشکل مباشر، وهناک خدمات قدمت عن طریق إحدى الجمعیات الأهلیة للشرکة وهى مؤسسة العربی لتنمیة المجتمع بقریة "أبو رقبة" (أنظر الملحق).

-    وشرکة "کلیوباترا للسیرامیک": سیتم الترکیز على الخدمات التی تقدمها الشرکة من خلال جمعیتها الأهلیة التابعة لها وهى (مؤسسة أبو العینین للنشاط الاجتماعی والخیری) لمنطقة "جنوب الجیزة".

-    وشرکة "کوکاکولا مصر للمیاه الغازیة": سوف یتم الترکیز على الخدمات التی تقدمها الشرکة لحى منشیة ناصر بالقاهرة وقریتان بمحافظة الفیوم "قریة العلویة بمرکز أبشواى وقریة منشأة المیر مرکز أطسا".

 

ب-      المجال البشری (عینة الدراسة وحجمها) :

نظراً لطبیعة موضوع الدراسة فقد تم الاعتماد على المسئولین عن تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة من ناحیة، وعلى المستفیدین من ناحیة أخرى. وتم الاعتماد علیهما لسببین سبق ذکرهما أثناء عرض أدوات جمع البیانات.

وفیما یتعلق بالمسئولیناعتمدت الباحثة على عینة غرضیة من المسئولین، حیث وجدت أن الحالات المختارة تفی بغرض البحث بواقع (10 مسئولین).

وبالنسبة للمستفیدین فقد راعت الباحثة فی اختیارها:

-    استبعاد المستفیدین من المساعدات الاجتماعیة المؤقتة للشرکات نظراً لموضوع الدراسة.

-    نظراً لتعدد خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "العربی" لقریة "أبو رقبة" وشرکة "کلیوباترا" بمنطقة "جنوب الجیزة" فقد اقتصرت الباحثة على بعض هذه الخدمات وقد راعت تنوعها من خدمات تعلیمیة ودینیة وصحیة وثقافیة وتوفیر فرص عمل للمرأة المعیلة.

وتم الاعتماد على العینة غیر العشوائیة بالصدفةنظراً لارتفاع عدد المستفیدین، وراعت الباحثة أن یکون عدد المستفیدین متساویاً فی کل خدمة نظراً لاختلاف عدد المستفیدین من کل خدمة ما بین الارتفاع والارتفاع الشدید - کما سیتضح لاحقاً من خلال عرض خدمات کل شرکة (انظر الملحق) –.

وقد اعتمدت الباحثة على أسلوب العینة غیر العشوائیة بالصدفة لأن جمیع مفردات البحث غیر معلومة. وبالصدفة حیث قامت باختیار أفراد العینة من الحالات التی صادفتها حتى وصلت إلى العدد المطلوب فی العینة بواقع (160 مبحوثاً). وسیوضح الجدول رقم (2) لاحقاً توزیع مجتمع البحث من المستفیدین.

 

ج-      المجال الزمنی :

استغرقت الدراسة المیدانیة ما یقرب من تسعة شهور بدأت فی شهر فبرایر عام 2016م وانتهت فی شهر أکتوبر عام 2016م.

 

4)   صعوبات الدراسة :

عدم توافر بعض الإحصائیات التی تساعد الباحثة على توضیح مؤشرات التنمیة التی من خلالها تستطیع عقد مقارنة بین أحوال المجتمعات المحلیة قبل وبعد تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة، ولکن فی ضوء ما حصلت علیه من احصائیات استطاعت أن توظفها بما یفید البحث.

ثامناً -خصائص مجتمع البحث لکل من المسئولین عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة والمستفیدین:

وفیما یلی عرض لهذه الخصائص باعتبارها جوهریة لموضوع الدراسة:

1)                 خصائص مجتمع البحث من المسئولین :

قبل الإشارة إلى هذه الخصائص نستعرض الجدول رقم (1) لمعرفة المسئولین الذین تم مقابلتهم.

 

جدول (1) : یوضح توزیع المسئولین عن أنشطة المسئولیة الاجتماعیة الذین تم مقابلتهم.

 

الشرکة

توزیعهم حسب المهنة

اجمالی عدد

المسئولین

" شرکة

العربی

للأجهزة

الکهربائیة"

- سیدة (الحاجة صباح العربی) إحدى أعضاء مجلس الإدارة بالشرکة وإحدى أعضاء قطاع المسئولیة الاجتماعیة ومدیر عام جمعیات "العربی" لتنمیة المجتمع.

- "د/ ممدوح العربی" (أحد أعضاء مجلس الإدارة بالشرکة ومدیر قطاع المسئولیة الاجتماعیة).

- مدیر جمعیة "العربی" لتنمیة المجتمع "بقریة أبو رقبة بمرکز أشمون محافظة المنوفیة

- مدیر مکتبة "العربی" بالقریة.

- مدیر خدمات المشروعات التنمویة بجمعیة "العربی" بالقریة.

- مدیر مکتب "العربی" لتحفیظ القرآن الکریم بالقریة.

(6)

" شرکة

کلیوباترا

للسیرامیک"

- سیدة ذو منصب إداری بالشرکة والمسئولة عن أنشطة المسئولیة الاجتماعیة للجمعیة التابعة للشرکة.(مکالمة تلیفونیة ولم توافق على ذکر اسمها).

- مدیر جمعیة "أبو العینین" للنشاط الاجتماعی والخیری.

(2)

" شرکة

کوکاکولا

مصر"

 

- أ/ رنا جمال: مدیرة العلاقات العامة والاتصالات لمجموعة مصانع شرکة "کوکاکولا" (المسئولة عن المسئولیة الاجتماعیة للشرکة).

- مدیر العلاقات العامة "بمصنع کوکاکولا بمدینة طنطا محافظة الغربیة" (نائب المسئولة عن المسئولیة الاجتماعیة للشرکة).

(2)

المجموع

(10)

وفیما یلی عرض لخصائص مجتمع البحث من المسئولین:

أ-   توزیع المبحوثین من المسئولین من حیث النوع: یظهر من بیانات الجدول رقم (1) تنوع نوع المسئولین ما بین الذکور والإناث، بواقع (ثلاث سیدات وسبعة رجال)، ومن ثم فإن أغلبهم من الذکور، وقد یرجع ذلک إلى أن شرکات الدراسة الثلاث هى شرکات استثماریة خاصة، ومن الطبیعی أن یفضل أصحاب هذه الشرکات أن یکون الإداریون سواء داخل الشرکة أو بالجمعیات التابعة لها من الذکور، لأنهم أکثر قدرة على القیام بالعمل الإداری.

ب-  توزیع المبحوثین من المسئولین من حیث السن: جمیع المسئولین بجمعیة "العربی" لتنمیة المجتمع بالقریة، وجمعیة "أبو العینین" والمسئولان بشرکة "کوکاکولا"، یقعون فی الفئة العمریة الشبابیة (30- 45 سنة) وقد یرجع ذلک إلى سببین:

     أولهماأنه من الطبیعی تفضیل الشباب للعمل، لأنهم القادرون على القیام بأعباء العمل، حیث یتصفون بالطاقة الفیاضة والحیویة والحرکة الدائمة.

أما السبب الآخرفهوحداثة المشروعات التنمویة وجمعیة "أبو العینین" کمشروع الأرکت. والطبیعی تفضیل القائمین بقطاع المسئولیة الاجتماعیة بالشرکة للشباب لإدارة تلک المشروعات.

وفیما یتعلق بأعضاء مجالس الإدارة فیقعون فی الفئة العمریة (48-55 سنة) وقد یرجع ارتفاع عمرهم إلى عدم حداثة نشأة شرکتی "العربی وکلیو باترا".

ج-  توزیع المبحوثین من المسئولین من حیث مدة الخدمة: معظم المسئولین تصل مدةخدمتهم من (10 سنوات : 20 سنة فما فوق) وقد یرجع ذلک إلى عدم حداثة شرکات الدراسة و جمعیة "العربی" بالقریة وجمعیة "أبو العینین". فیما عدا مدیر قسم المشروعات التنمویة بجمعیة "العربی" بالقریة، وقد یرجع ذلک إلى حداثة هذا القسم بالجمعیة.

 

2)   خصائص مجتمع البحث من المستفیدین من خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة :

لا شک أن معرفة خصائص المستفیدین یساعد على التعرف على الشرائح التی تقدم لها هذه الخدمات. والجدیر بالذکر قبل استعراض هذه الخصائص أن نشیر إلى ما یلی:

*    تم استبعاد طلاب تحفیظ القرآن وطلاب المرحلة التعلیمیة الإبتدائیة والإعدادیة لعدم تکوین الدرایة الکافیة لدیهم بموضوع الدراسة لحداثة أعمارهم وتم الاعتماد على أولیاء أمورهم.

*    نظراً للبعد المکانی تم استبعاد العدید من المحافظات التی تمدها شرکة "کوکاکولا" بمشروع تمکین المرأة المعیلة اقتصادیاً.

والجدول رقم (2) یوضح توزیع مجتمع البحث من المستفیدین.

 

جدول (2) : توزیع مجتمع البحث من المستفیدین.

 

الشرکة

                       إجمالی المبحوثین

" شرکة

کلیوباترا

للسیرامیک"

20 مبحوثاً بواقع (12,5%) من إجمالی مجتمع البحث من المستفیدین بواقع:

 10 حالات من المستفیدین من الخدمات الطبیة(الحصول على الدواء

 وأکیاس الدم وإجراء الأشعة) و10 أولیاء أمور طلاب حفظ القرآن الکریم.

" شرکة

العربی

للأجهزة

الکهربائیة"

 120 مبحوثاً بواقع (75%) من إجمالی مجتمع البحث من المستفیدین بقریة "أبو رقبة" بواقع:

- 10 مستفیدین من مکتبة" العربی".

- 10 مستفیدین من الخدمات الطبیة.

- 10 مستفیدون من خدمة محو الأمیة.

- 10 أولیاء أمور طلاب حفظ القرآن الکریم.

- 10 أولیاء أمور طلاب مدرسة" عمر بن الخطاب الإبتدائیة ".

- 10 طلاب (5 طلاب + 5 طالبات) بمدرسة" أبو رقبة الثانویة المشترکة".

- 10 أولیاء أمور طلاب معهد" العربی الإبتدائی الأزهری المشترک".

- 10 مستفیدین من معهد" العربی الإعدادی والثانوی الأزهری بنین".

 (5 أولیاء أمور طلاب المرحلة الاعدادیة + 5 طلاب المرحلة الثانویة).

- 10 مستفیدین من معهد" العربی الإعدادی والثانوی الأزهری للفتیات".

(5 أولیاء أمور طلاب المرحلة الاعدادیة + 5 طالبات المرحلة الثانویة).

- 10 أولیاء أمور طلاب معهد" العربی الابتدائی الأزهری النموذجی المشترک".

- 10 أولیاء أمور طلاب معهد" العربی الإعدادی الأزهری النموذجی المشترک".

- 10 طلاب (5 طلاب + 5 طالبات) بالمعهد"الثانوی الأزهری النموذجی المشترک

" شرکة کوکاکولا

مصر"

20 مبحوثاً بواقع (12,5%) من إجمالی مجتمع البحث من المستفیدات من مشروع المرأة المعیلة بواقع: (10 نساء معیلات بمنشیة ناصر و10 نساء معیلات (5 بقریة العلویة + 5 بقریة منشأة المیر بمحافظة الفیوم).

المجموع

160 مبحوثاً

وفیما یلی عرض لخصائص مجتمع البحث من المستفیدین.

أ-       توزیع المبحوثین من المستفیدین من حیث متغیر النوع :

 

جدول (3) : خصـائـص مجتمـع البحث من المستفیدین من حیث النـوع.

 

النــــــــــــوع

ذکر

أنثى

المجموع

ک

%

ک

%

ک

%

69

43.1

91

56.9

160

100

 

 

یتضح من بیانات الجدول رقم (3) أن (56.9%) من المبحوثین من الإناث، مقابل (43.1%) من الذکور، وقد یرجع ارتفاع نسبة الإناث، إلى أن هناک خدمات مخصصة للنساء، کخدمات توفیر فرص العمل للمرأة المعیلة التی توفرها شرکة "کوکاکولا"، بالإضافة إلى أن معظم أولیاء أمور طلاب المدارس والملتحقین بمکاتب تحفیظ القرآن من الأمهات، فمن المتعارف علیه انشغال الآباء بالعمل والأمهات برعایة الأبناء وتوصیلهم إلى مکاتب تحفیظ القرآن والمدارس مما أدى إلى إجراء الدراسة مع أمهات الطلاب.

 

ب-      توزیع المبحوثین من المستفیدین من حیث متغیر السن :

 

جدول (4) : خصـائـص مجتمـع البحث من المستفیدین من حیث الســن.

 

الســـــــــــــــــــــــــــــــن

أقل من 20 سنة

20-30 سنة

30-40 سنة

40-50 سنة

50 سنة فأکثر

المجموع

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

23

14.4

29

18.1

69

43.1

27

16.9

12

7.5

160

100

 

بالنظر إلى الجدول رقم (4) یتضحأن خدمات المسئولیة الاجتماعیة یستفید منها الأفراد فی مختلف الفئات العمریة، فقد حققت فئة السن (30-40 سنة) أعلى المعدلات حیث بلغت نسبتها (43.1%) من إجمالی المبحوثین، ثم فئة السن (20-30 سنة) بنسبة (18.1%)، یلیها فئة السن (40-50 سنة) بنسبة (16.9%)، یلی ذلک فی المرتبة الرابعة فئة السن (أقل من 20 سنة) بنسبة (14.4%) وهؤلاء طلاب الهیئات التعلیمیة الثانویة لشرکة العربی بالقریة وبعض المستفیدین من خدمة مکتبة العربی، وأخیراً جاءت فئة السن (50 سنة فأکثر) حیث تمثل نسبة (7.5%) من إجمالی المبحوثین. ویستدل من ذلک أن الفئة العمریة (20-50 سنة) هى أکثر الفئات العمریة المستفیدة بنسبة (78.1%) من إجمالی المبحوثین، وقد یرجع ذلک إلى أن معظم أفراد العینة من أولیاء أمور الطلاب، بالإضافة إلى النساء المعیلات وغیر ذلک من أفراد العینة من المستفیدین من الخدمات الأخرى التی تقع فی تلک الفئة العمریة.

کما أن وقوع معظم أفراد العینة فی تلک الفئة العمریة یشکل ضلعاً مهماً بین أفراد العینة، حیث تعکس هذه الفئة العمریة درجة عالیة من النضج العقلی والدرایة لأسباب تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة، وإصدار حکم صائب على الوضع الراهن للنتائج التنمویة لهذه الخدمات داخل مجتمعهم المحلی.

 

ج- توزیع المبحوثین من المستفیدین من حیث متغیر الحالة التعلیمیة:

 

جدول (5) : خصـائـص مجتمـع البحث من المستفیدین من حیث الحالـة التعلیمیـة.

 

الحالــــــــــــــــة التعلیمیــــــــــــــــــــــــــة

ک

%

أمی

9

5.6

یقرأ ویکتب

32

20

حاصل على الشهادة الابتدائیة

21

13.1

حاصل على الشهادة الإعدادیة

35

21.9

حاصل على الشهادة الثانویة

20

12.5

حاصل على مؤهل فوق المتوسط

28

17.5

حاصل على الشهادة الجامعیة

9

5.6

حاصل على مؤهل فوق الجامعی

6

3.8

المجموع

160

100

 

تکشف معطیات الجدول رقم (5) أن أکبر شریحة تعلیمیة کانت من حملة الشهادة الإعدادیة، حیث بلغت معدلاتهم (21.9%) من إجمالی المبحوثین یلی ذلک من یقرأ ویکتب بنسبة (20%) ثم تأتی شریحة حملة التعلیم فوق المتوسط فی المرتبة الثالثة بنسبة (17.5%)، ثم یأتی شریحة حملة الشهادة الإبتدائیة بنسبة (13.1%)، ثم یأتی فی المرتبة الخامسة الحاصلون على الشهادة الثانویة بنسبة (12.5%)، ثم الأمیون وشریحة الحاصلین على التعلیم الجامعی بنسبة متساویة (5.6%)، وفی المرتبة الأخیرة شریحة الحاصلین على المؤهل فوق الجامعی بنسبة (3.8%).

 

ومن خلال هذه البیانات یمکن توضیح ما یلی:

1.   تنوع المستفیدین ما بین أمی حتى الحاصلین على التعلیم فوق الجامعی، وهذا یشیر إلى أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة أصبحت لا تستهدف فئة المهمشین من الأمیین فقط، ولکن أصبح هدفها فی المقام الأول تنمیة المجتمع المحلی بصفة عامة.

2.   یرجع اختلاف المستوى التعلیمی للمستفیدین فی المقام الأول إلى نوعیة الخدمة التی یستفیدون منها، فعلى سبیل المثال هناک شریحة المؤهل فوق الجامعی (طلاب دراسات علیا) وهؤلاء من المستفیدین من مکتبة "العربی". کما أن معظم حاملی الشهادة الإعدادیة من الطلاب الملتحقین بمعاهد العربی الثانوی وبمدرسة أبو رقبة الثانویة المشترکة.

والجدیر بالذکر أن معظم أفراد مجتمع البحث من الأمیین ومن یقرأ ویکتب والحاصلین على الشهادة الإبتدائیة حتى التعلیم الثانوی بنسبة (73.1%) من إجمالی المبحوثین. ویرجع ارتفاع تلک النسبة إلى أن معظمهم من المستفیدین من خدمات شرکة "العربی" بالقریة بنسبة (52.5%) من إجمالی المبحوثین من خدمات الشرکة. ومن المتعارف علیه أن أفراد المجتمع الریفی یعانون من عدم القدرة المالیة لتعلیم أبنائهم واستکمال تعلیمهم لما یتطلبه التعلیم - وخاصة فوق المتوسط والجامعی وفوق الجامعی - من مبالغ مالیة تفوق القدرة المالیة لأبناء المجتمع، بالإضافة إلى فقر القریة للخدمات التعلیمیة قبل قیام الشرکة بإنشاء العدید من الهیئات التعلیمیة –التی سیتم ذکرها (أنظر ملحق الخدمات التی تقدمها شرکات الدراسة لتنمیة المجتمعات المحلیة) - ومن ثم فإنه نظراً للظروف الاقتصادیة والتعلیمیة الصعبة فإن مجرد إکمال أحد الأبناء لمرحلة التعلیم المتوسط یعتبر إنجازاً تقوم به الأسرة.

 

د-   توزیع المبحوثین من المستفیدین من حیث متغیر الدخل الشهری:

ملحوظة: (فیما یتعلق بطلاب المرحلة الثانویة تم سؤالهم عن دخل أسرتهم ولیس دخلهم من منطلق أنهم مازالوا فی المرحلة التعلیمیة ومعظمهم لا یعمل ولیس لدیهم مصدر دخل).

جدول (6) : خصـائـص مجتمـع البحث من المستفیدین من حیث الدخـل الشـهری.

 

الدخـــــــــــــــــــــــل الشهـــــــــــــری

500-1000

 جنیه

1000-1500 جنیه

1500-2000

جنیه

2000-2500

 جنیه

2500 جنیه فأکثر

المجموع

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

ک

%

6

3.8

54

33.7

51

31.9

30

18.7

19

11.9

160

100

 

 

بالنظر إلى الجدول رقم (6) یتضح أن معظم مجتمع البحث من المستفیدین یقعون فی فئة الدخل (1000-1500ج) بنسبة (33.7%) ثم یأتی فی المرتبة الثانیة ذو الدخل (1500-2000ج) بنسبة (31.9%)، ثم یأتی فی المرتبة الثالثة ذو دخل (2000-2500ج) بنسبة (18.7%)، ثم یأتی فی المرتبة الرابعة ذو الدخل (2500ج فأکثر) بنسبة (11.9%) ثم یأتی فی المرتبة الأخیرة فئة الدخل (500-1000ج) بنسبة (3.8%). ویتضح من ذلک أن غالبیة المبحوثین (33.7%) من ذوی الدخل المنخفض (1000-1500ج)، وقد یرجع ذلک لسببین:

-    السبب الأول: هو تدنی المستوى التعلیمی لمعظم أفراد مجتمع البحث نسبة (73.1%) من الأمیین ویقرأون ویکتبون وحاملی الشهادة الإبتدائیة حتى الثانویة، ومن المتعارف علیه أن تدنی المستوى التعلیمی قد یؤدی إلى العمل فی أعمال بسیطة لا تدر دخلاً عالیاً.

-    السبب الآخر: أن معظم أفراد مجتمع البحث من قریة أبو رقبة بنسبة (75%) من إجمالی مجتمع البحث - نظراً لتعدد خدمات المسئولیة الاجتماعیة التی تقدمها شرکة العربی للقریة - ومن المتعارف علیه أن أغلب الریفیین یعانون من انخفاض مستوى الدخل.

      ولکن إذا نظرنا نجد من یقعون فی فئة الدخل المتوسط (2500 فأکثر) بنسبة (11.9%) من مجتمع البحث، وهذا یشیر إلى حقیقة هامة هى أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة لا تستهدف فقط المهمشین من الفقراء، ولکن تستهدف تنمیة المجتمع المحلی بصفة عامة، فهناک خدمات تقدم لأفراد المجتمع بصرف النظر عن مستوى دخلهم کالمکتبة وإنشاء المدارس ومکاتب تحفیظ القرآن الکریم، فهذه الخدمات تهدف تنمیة المجتمع المحلی فی المقام الأول.

 

ویتضح من خلال العرض السابق لخصائص المستفیدین اختلاف خصائصهم وفقاً لنوعیة الخدمة التی یستفیدون منها، کما أن تنوع خصائصهم عکس حقیقة هامة هى أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة لا تستهدف فئة المهمشین من الأمیین أو الفقراء أو النساء أو المسنین فقط، ولکن أصبح هدفها فی المقام الأول تنمیة المجتمع المحلی بصفة عامة.

 

تاسعاً-الإجابة على تساؤلات الدراسة :

الإجابة على التساؤل الأول: هل هناک درایة بأن المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة تُعد واجب أخلاقی تنموی للمجتمع المحلی؟

وجدت الباحثة أنه یمکن الوقوف على الدرایة بالمقصود بالمسئولیة الاجتماعیة باعتبارها واجباً أخلاقیاً تنمویاً للمجتمع المحلی من خلال محورین أساسیین هما:

-    المحور الأول: یمکن من خلاله التعرف على أسباب تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة وذلک باعتبار أن السبب الأساسی لتقدیم الخدمات ینبع من کونه واجباً أخلاقیاً على الشرکات الخاصة نحو المجتمع المحلی.

-    المحور الآخر: یتم من خلاله التعرف على نوعیة الخدمات التی تقدمها شرکات الدراسة هل هى مساعدات اجتماعیة مؤقتة أم خدمات تنمویة؟. وذلک من منطلق أن المسئولیة الاجتماعیة تتطلب خدمات تنمویة ولیست مساعدات اجتماعیة مؤقتة. وفیما یلی عرض لهذین المحورین.

 

المحور الأول : التعرف على أسباب تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة وذلک باعتبار أن السبب الأساسی لتقدیم الخدمات ینبع من کونه واجباً أخلاقیاً على الشرکات الخاصة نحو المجتمع المحلی:

      بصفة عامة یمکن القول أن نتائج المقابلة مع المسئولین بشرکتى" العربی وکلیوباترا" أسفرت عن أن جمیع المسئولین اتفقوا على أن سبب تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة هو کسب الثواب. وأوضحوا أن المسئولیة الاجتماعیة هى (تقدیم خدمات للمجتمع المحلی للمساهمة فی حل مشکلاته واعتبار ذلک عملاً لکسب الثواب فهى زکاة فی المقام الأول وواجب تجاه المجتمع المحلی فی المقام الثانى).

 ومن الملاحظ هنا أنه على الرغم من تقدیم هاتین الشرکتین للعدید من خدمات المسئولیة الاجتماعیة فهناک غیاب الدرایة بالمقصود بالمسئولیة الاجتماعیة بمعناها الصحیح، فالمسئولون قاموا بالخلط بین مفهومى المسئولیة الاجتماعیة والزکاة (العمل الخیری). فالمسئولیة الاجتماعیة لیست إحساناً، ولکنها واجب الشرکات الخاصة تجاه المجتمع الذی قام بواجباته حیث شکل مناخ ملائماً لعملها، ومن ثم فواجبها القیام بأداء مسئولیتها الاجتماعیة من خلال تخصیص بند مالی وتوجیهه إلى حل مشکلات المجتمع المحلی وتنمیته.

وفیما یتعلق بشرکة "کوکاکولا" فقد أوضحت مدیرة العلاقات العامة بالشرکة أن تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة نابعاً من کونها واجب أخلاقی للشرکة تجاه المجتمع المحلی، وأوضحت أن تقدیم تلک الخدمات یساعد على تحقیق سمعة جیدة للشرکة وزیادة أرباحها. وأوضحت ذلک بقولها (إن تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة یُعد واجبنا الأخلاقی تجاه المجتمع، کما أن المساهمة فی تمکین المرأة اقتصادیاً وتحسین نوعیة الحیاة ینعکس بالإیجاب على شراء منتجات الشرکة، فالناس تفضل الشراء من الشرکات التی لدیها دور فی خدمة المجتمع). ویعتبر ذلک فکراً اقتصادیاً نفعیاً جیداً ولکنه یعود بالنفع على المجتمع فیما بعد، فإذا کانت الشرکة تقدم خدمات للمجتمع المحلی لتحقیق سمعة جیدة، فإن هذا یصبح ذا طبیعة اجتماعیة تسعى لنفع الآخرین، ومن ثم فهذا یحقق التوازن بین مصلحة الشرکة ومصلحة المجتمع.

          ویتضح من ذلک أن معظم المسئولین اتفقوا على أن أحد أسباب تقدیم الخدمات هو واجب الشرکة تجاه المجتمع، وهذه النتیجة لا تتفق مع جمیع الدراسات الأجنبیة السابقة، حیث أوضحت جمیعاً أن أسباب تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة هو تحقیق منفعة مالیة للشرکة بشکل غیر مباشر مثل کسب رضا السکان المحلیین، ومن ثم العمل فی بیئة مستقرة. فی حین لم تشر جمیعها إلى أن من ضمن أسباب تقدیم الخدمات هو الواجب الأخلاقی تجاه المجتمع الذی تعمل فیه، ویتضح من ذلک أن الفکر الاقتصادی الغربی فکر اقتصادی نفعی فی المقام الأول.

والجدیر بالذکر أن جمیع المسئولین أوضحوا أن تقدیم هذه الخدمات أمر ضروری للمجتمع للمساهمة فی حل مشکلاته. وهذه النتیجة لا تتفق مع دراسة (ثامر البکری وأبی سعید الدیوة جی) حیث أوضحا أن المدیرین بالقطاع الخاص أوضحوا أن الدولة هى المسئولة عن حل مشکلات المجتمع ولیس القطاع الخاص (أنظر: ثامر البکری وأبی سعید الدیوه جی، مرجع سابق، ص ص 102-108).

وفیما یتعلق بسؤال المستفیدین عن أسباب قیام شرکات الدراسة بتقدیم الخدمات التطوعیة للمجتمع المحلی، فقد أوضح معظم المبحوثین أن السبب هو کسب ثواب لأنهم بیحسنوا على المحتاجین وذلک بنسبة (44.4%) من المبحوثین، ثم أوضح نحو (16.2%) أن السبب تحقیق دعایة لشرکتهم، فی حین أوضح نحو (11.2%) أن السبب تجمیل صورة أصحاب الشرکة فی المجتمع، ثم أوضح نحو (10%) أن السبب تحقیق شعبیة للفوز فی الانتخابات البرلمانیة، ثم أوضح (9.4%) أن السبب الاستفادة من الإعفاء الضریبی، وأخیراً أوضح نحو (8.8%) أن تقدیم هذه الخدمات یُعد واجب أخلاقی للشرکات تجاه المجتمع. وتشیر هذه النتائج إلى أن الغالبیة العظمى - ما یقرب من نصف المبحوثین (44.4%) - أوضحوا أن السبب الأساسی هو کسب أصحاب الشرکات للثواب، فهذه الخدمات تعتبر مساعدة للمحتاجین. فی حین أشارت نسبة ضئیلة تقدر بنحو (8.8%) أن السبب هو واجبهم الأخلاقی نحو المجتمع المحلی.

وهذا یعکس أمرین : الأول: یوضح أن المجتمع المصری یغلب علیه الطابع الدینی. والأمر الآخر: یوضح أن هناک عدم درایة بأن المسئولیة الاجتماعیة واجب أخلاقی على الشرکات تجاه المجتمع المحلی.

والجدیر بالذکر، أنه على مستوى التحلیل النوعی لشرکات الدراسة، یلاحظ أن شرکة "العربی"، أوضح معظم المستفیدین من خدماتها بنسبة (54.2%) أن السبب الأساسی لتقدیم الشرکة لهذه الخدمات هو کسب الثواب، وربما یرجع ذلک إلى أن قریة "أبو رقبة" باعتبارها مجتمع ریفی یغلب علیه القیم الدینیة من ناحیة، والتنشئة الدینیة لأصحاب شرکة العربی والمتعارف علیها لدى أبناء القریة من ناحیة أخرى، کل هذا جعل المستفیدین من خدماتها یعتبرون تقدیم تلک الخدمات من أجل کسب الثواب فهى زکاة. فالمرجعیة الدینیة تفرض واجبات معینة على الأغنیاء نحو الفقراء کالزکاة مثلاً.

وقد عبر عن ذلک بعض المبحوثین بقولهم: (ربنا یخلیهم بیکسبوا ثواب).

(هیعملوا کده لیه یعنی؟ ناس فیها الخیر وعایزة تکسب ثواب).


وبالنسبة لشرکة "کوکاکولا" فقد أوضح أغلب مبحوثیها نحو (65%) أن السبب تحقیق دعایة لمنتجات الشرکة، وقد یرجع ذلک لطبیعة الأعمال التی تقدمها الشرکة حیث تمکن المرأة من خلال مساعدتها على فتح (کشک) وتزویدها بمنتجات الشرکة مجاناً. أما بالنسبة لشرکة "کلیوباترا" فقد أوضح نصف مبحوثیها (50%) أن السبب هو تحقیق شعبیة للفوز فی الانتخابات البرلمانیة، وقد یرجع ذلک إلى أن صاحب الشرکة شخصیة سیاسیة فقد کان عضواً فی البرلمان، وقام بإنشاء جمعیته قبل عضویته فی البرلمان.

کما أوضحت الدراسة وجود علاقة بین متغیر المستوى التعلیمی للمستفیدین من الشرکات الثلاث ووعیهم بمفهوم المسئولیة الاجتماعیة باعتبارها واجباً أخلاقیاً لشرکات الدراسة نحو المجتمع المحلی. حیث أوضحت المعالجات الإحصائیة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى معنوی (0.05) ودرجة حریة (35) حیث أن (کا2 الجدولیة 49.8 > کا2 المحسوبة 172.5) والعلاقة بین المتغیرین علاقة توافقیة عالیة وقویة حیث معامل التوافق = (7.2). حیث یشکل من أوضحوا أن سبب تقدیم الشرکات الثلاث للخدمات هو واجبها تجاه المجتمع من إجمالی المبحوثین ذوی التعلیم فوق الجامعی نسبة (83.3%) یلیهم نسبة (66.7%) من إجمالی ذوی التعلیم الجامعی، ثم جاءت فی المرتبة الثالثة نسبة (7.1%) من فئة التعلیم فوق المتوسط، یلی ذلک نسبة (5%) من طلاب التعلیم الثانوی، فی حین لم یشر أحد من ذوی المستویات التعلیمیة المنخفضة (إعدادی، إبتدائی، یقرأ ویکتب، أمی) إلى هذا السبب، وهذا یوضح أنه کلما ارتفع المستوى التعلیمی للمبحوثین کلما کان لدیهم وعى بأن سبب تقدیم الشرکات لهذه الخدمات نبع من کونه واجبهم الأخلاقی تجاه المجتمع.

وللتأکد من مدى إدراک المستفیدین بالمقصود بالمسئولیة الاجتماعیة باعتبارها واجب أخلاقی على القطاع الخاص، وجهت الباحثة سؤالاً للمستفیدین تعکس فیه مدى وجوب قیام شرکات الدراسة بتقدیم خدمات مسئولیتها الاجتماعیة.وقد أشارت البیانات الکمیة أن نحو (95%) من إجمالی المبحوثین أوضحوا أنها لیست واجبة أخلاقیاً على الشرکات. وبسؤالهم سؤالاً مفتوحاً عن أسباب عدم وجوبها أوضحوا أن السبب الأساسی یرجع إلى أن الشرکات الخاصة هدفها الربح فی المقام الأول ولیست مساعدة المجتمع المحلی فی حل مشکلاته، یلی ذلک أن سبب عدم وجوبها یکمن فی أن الدولة هى المسئولة عن تلبیة احتیاجات مواطنیها.

وقد عبر عن ذلک أحد المبحوثین بقوله:

(لیه من المفروض یقدموها؟!، الدولة هى إللی من المفروض تقدم هذه الخدمات دی مش أصحاب الشرکات أصحاب الشرکات بیکسبوا ثواب مش أکثر).

وعلى الطرف الآخر، نجد أن نحو (5%) من المبحوثین أوضحوا أن تقدیم هذه الخدمات واجبة أخلاقیاً على الشرکات الخاصة، وبسؤالهم سؤالاً مفتوحاً عن أسباب وجوبها أوضحوا جمیعاً أن السبب الأساسی یرجع إلى أن المجتمع سبب مقدرتهم المالیة ولابد من المساهمة فی حل مشکلاته، وأوضحوا أن ما یعانیه المجتمع المحلی سوف ینعکس علیهم سلباً، حیث لا تتوافر لهم البیئة المناسبة لعملهم ولذلک لابد من المساهمة فی حل مشکلاته.

ومن خلال ما أشارت إلیه البیانات الکمیة بأن غالبیة المبحوثین بنسبة (95%) أوضحوا أن هذه الخدمات لیس واجباً أخلاقیاً على الشرکات تقدیمها، یتضح أن الدور الفعلی لشرکات الدراسة لا یتماشى مع توقعات المستفیدین عن واجب هذه الشرکات تجاه المجتمع. وهذه النتیجة لا تتفق مع ما أوضحته نظریتا العقد الاجتماعی المتکامل وأصحاب المصلحة لتأکیدهما على أن الدور الاجتماعی للشرکات یمثل توقعات المجتمع نحوها.

ومن خلال العرض السابق یتضح عدم الدرایة الکافیة للمسئولین والمستفیدین بالمقصود بالمسئولیة الاجتماعیة على أساس أنها واجب أخلاقی للشرکات تجاه المجتمع.

 

المحور الثانى : یتم من خلاله التعرف على نوعیة الخدمات التی تقدمها شرکات الدراسة هل هى مساعدات اجتماعیة مؤقتة أم خدمات تنمویة؟. وذلک من منطلق أن المسئولیة الاجتماعیة تتطلب خدمات تنمویة ولیست مساعدات اجتماعیة مؤقتة.

على الرغم من تقدیم شرکات الدراسة للعدید من خدمات المسئولیة الاجتماعیة فقد اتضح عدم الدرایة بنوعیة خدمات المسئولیة الاجتماعیة الواجب تقدیمها للمجتمع، فهناک عدم وعى للمسئولین بالاختلاف بین خدمات المسئولیة الاجتماعیة والمساعدات الاجتماعیة المؤقتة، حیث أوضحوا جمیعاً أن جمیع خدماتهم هى خدمات مسئولیة اجتماعیة، ولکن فی واقع الأمر المساعدات المالیة والعینیة التی تقدمها شرکتا "العربی وکلیوباترا"، والمشارکة فی موائد الرحمن التی تقدمها شرکة" کوکاکولا" وغیرها من المساعدات المؤقتة (أنظر الملحق) لا تعد خدمات تنمویة تهدف إلیها المسئولیة الاجتماعیة ولکنها مساعدات قصیرة المدى.

 

 

ونستنتج من ذلک أنه على الرغم من تقدیم شرکات الدراسة لخدمات المسئولیة الاجتماعیة التنمویة للمجتممع المحلی کتوفیر الهیئات التعلیمیة وتوافر فرص العمل، فهناک خلط بین خدمات المسئولیة الاجتماعیة التی لها تأثیر طویل المدى الهادف إلى تحقیق التنمیة والمساعدات الاجتماعیة المؤقتة التی لها تأثیر قصیر المدى لا یحقق التنمیة.

 

ومن خلال ما سبق - باعتباره یعکس الإجابة على التساؤل الأول للدراسة الراهنة - اتضح أنه على الرغم من قیام شرکات الدراسة بواجبها بتقدیم العدید من خدمات المسئولیة الاجتماعیة التنمویة فهناک عدم درایة کافیة بالمقصود بالمسئولیة الاجتماعیة باعتبارها واجباً أخلاقیاً تنمویاً. فعلى الرغم من اتفاق جمیع المسئولین على أن أحد أسباب تقدیم هذه الخدمات هو الواجب الأخلاقی للشرکة تجاه المجتمع المحلی إلا أنه مازال هناک خلط بین المسئولیة الاجتماعیة کواجب أخلاقی وبین الزکاة، وذلک على مستوى المسئولین والمستفیدین هذا من ناحیة. ومن ناحیة أخرى أوضحت الدراسة عدم الدرایة بالاختلاف بین نوعیة خدمات المسئولیة الاجتماعیة المطلوب تقدیمها لتنمیة المجتمع المحلی والمساعدات الاجتماعیة المؤقتة، فالعدید من المساعدات الاجتماعیة المؤقتة تقدم باعتبارها خدمات المسئولیة الاجتماعیة.

 

الإجابة على التساؤل الثانی: ما مدى اهتمام الشرکات الصناعیة بمسئولیتها الاجتماعیة الأخلاقیة تجاه المجتمع المحلی؟.

وجدت الباحثة أن هناک العدید من المؤشرات التی یمکن من خلالها توضیح اهتمام شرکات الدراسة بمسئولیتها الاجتماعیة الأخلاقیة تجاه المجتمع المحلی ومن أهم هذه المؤشرات:

1- المؤشر الأول: یتعلق بالخدمات من حیث: أ- تنوعها. ب- تقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة. ج- مستوى التکلفة. د- الشروع فی تقدیم خدمات مستقبلاً.

2- المؤشر الثانی: مدى اهتمام شرکات الدراسة بالإعلان عن خدماتها للمستفیدین.

3- المؤشر الثالث: وجود إدارة خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة بشرکات الدراسة.

4- المؤشر الرابع: وجود بند مالی خاص بخدمات المسئولیة الاجتماعیة للمجتمع المحلی بشرکات الدراسة.

5- المؤشر الخامس: نص رسالة شرکات الدراسة على المسئولیة الاجتماعیة للمجتمع المحلی.

وفیما یلی عرض لتلک المؤشرات کما عکستها الدراسة المیدانیة.

المؤشر الأول - یتعلق بالخدمات من حیث: أ- تنوعها. ب- تقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة. ج- مستوى التکلفة. د- الشروع فی تقدیم خدمات مستقبلاً.

          لاشک أن تنوع الخدمات واستمراریتها وارتفاع تکلفتها والشروع فی خدمات مستقبلاً من أهم مؤشرات اهتمام شرکات الدراسة بمسئولیتها الاجتماعیة. وفی هذا الصدد ومن خلال خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة (أنظر الملحق)، یتضح ما یلی:

 

* بالنسبة لشرکة "العربی":

أ-   من حیث تنوع الخدمات: تتنوع الخدمات ما بین خدمات بیئیة وتعلیمیة وصحیة وثقافیة ودینیة وتدریب مهنی وتوفیر فرص عمل.

ب-  من حیث تقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة: قدمت الشرکة خدماتها بشکل متوالی منذ فترة طویلة ومستمرة حتى الأن، کإنشاء المدرستین عام 1995، وإنشاء المجمع التعلیمی الأزهری عام 1999م، ومکتب تحفیظ القرآن عام 2000م، ومکتبة "العربی" عام 2001، ومشروع محو الأمیة عام 2012م، وکل هذه الخدمات متواجدة حتى الآن. ومن الملاحظ أن الشرکة تسعى دائماً لتقدیم خدمات إضافیة جدیدة فی فترات متعاقبة.

ج-  مستوى التکلفة المالیة: تتحمل الشرکة مبالغ مالیة مرتفعة، فعلى سبیل المثال بلغت تکلفة إنشاء الهیئات التعلیمیة وتجهیزها کاملاً ما یقرب من (خمسة ملایین) جنیها.

د-   الخدمات المستقبلیة: ستقوم الشرکة بتقدیم العدید من الخدمات المستقبلیة مثل مشروع الدورات التدریبیة ومشروع فصول التقویة للطلاب وغیرها من الخدمات.

 

* بالنسبة لشرکة "کلیوباترا":

أ-   من حیث تنوع الخدمات: تتنوع الخدمات فهناک خدمات طبیة، وتحفیظ القرآن الکریم، والمشروعات الصغیرة للمرأة المعیلة، وغیرها من الخدمات.

ب-  من حیث تقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة: قدمت الشرکة خدماتها فی فترات متعاقبة ومنذ فترة طویلة ومستمرة، کنشاط تقدیم مصاریف الدراسة للطلاب غیر القادرین بدأ عام 1980، ومشروع تمکین المرأة المعیلة بدأ عام 1990، کما أن الخدمات الصحیة قدمت منذ عام 1990م. ومازالت هذه الخدمات مستمرة. ومن الملاحظ أن الشرکة تسعى دائماً لتقدیم خدمات إضافیة جدیدة فی فترات متعاقبة.

ج-  مستوى التکلفة المالیة: تتحمل الشرکة مبالغ مالیة مرتفعة لتقدیم خدماتها وبصفة خاصة تقدیم الخدمات الصحیة.

د-   الخدمات المستقبلیة: جاری إجراء دراسات حول تقدیم أجهزة طبیة للعدید من الهیئات الطبیة بمنطقة جنوب الجیزة وعلى مستوى محافظات مصر.

 

* بالنسبة لشرکة "کوکاکولا":

أ-   من حیث تنوع الخدمات: تتنوع خدمات الشرکة ما بین مشروع تمکین المرآة المعیلة اقتصادیاً ومشروع" تطویر مائة قریة".

ب-  من حیث تقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة: فمشروع" تطویر مائة قریة" بدأ عام 2010 ومستمر حتى الآن. ومشروع تمکین المرأة المعیلة اقتصادیاً بدأ عام 2015م ومستمر حتى الآن. ومن الملاحظ أن الشرکة تسعى دائماً لتقدیم خدمات إضافیة جدیدة فی فترات متعاقبة.

ج-  مستوى التکلفة المالیة: لم تتمکن الباحثة من معرفة التکلفة.

د-   الخدمات المستقبلیة: الاستمرار فی المشروعین السابقین حتى عام 2020م.

 

ومما سبق یتضح أن الشرکات الثلاث تتنوع خدماتها وتستمر لفترة طویلة مع ارتفاع التکلفة، بالإضافة إلى أن الشرکات تسعى دائماً لتقدیم خدمات إضافیة جدیدة فی فترات متعاقبة، والاهتمام بتقدیم خدمات مستقبلیة وکل ذلک یعبر عن اهتمام الشرکات بمسئولیتها الاجتماعیة.

 

المؤشر الثانی - اهتمام شرکات الدراسة بالإعلان عن خدماتها للمستفیدین:

أوضح جمیع المسئولین عدم استخدامهم أیة وسیلة للإعلان عن الخدمات، ولکن یتم معرفة الأهالی بهذه الخدمات من خلال أحد المستفیدین الآخرین، أو من خلال من لدیه خلفیة عنها، وعلى الرغم من عدم الإعلان فإن عدد المستفیدین مرتفع جداً.

 

المؤشر الثالث - وجود إدارة خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة بشرکات الدراسة:

یُعد وجود إدارة خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة من أهم مؤشرات اهتمام الشرکات بمسئولیتها الاجتماعیة. وفی هذا الصدد أسفرت المقابلة عما یلی:


-    فیما یتعلق بشرکة "العربی": یوجد بالشرکة قطاع یسمى قطاع المسئولیة الاجتماعیة. ویبلغ عدد العاملین به ما یقرب من 300 موظف.

-    بالنسبة لشرکة "کلیوباترا": لا توجد إدارة خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة ولکن تمارس الشرکة مسئولیتها الاجتماعیة من خلال مؤسسة "أبو العنیین" للنشاط الاجتماعی الخیری، ویقوم بالتخطیط والتنسیق والرقابة على خدمات المؤسسة نائب رئیس مجلس إدارة الشرکة .

-    بالنسبة لشرکة "کوکاکولا": لا توجد بالشرکة إدارة خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة وإنما تمارس مسئولیتها من خلال إدارة العلاقات العامة بمبنى إدارة الشرکة الکائن "بمدینة نصر"، والمسئول عنها مدیر إدارة العلاقات العامة لمجموعة "کوکاکولا".

 

المؤشر الرابع - وجود بند مالی خاص بخدمات المسئولیة الاجتماعیة للمجتمع المحلی بشرکات الدراسة.

یعُد وجود بند مالی محدد للإنفاق على خدمات المسئولیة الاجتماعیة بعیداً عن أرباح الشرکة من أهم مؤشرات الاهتمام بالمسئولیة الاجتماعیة. وفی هذا الصدد أسفرت المقابلة عما یلی:

بالنسبة لشرکة "العربی": أوضح المسئولون وجود بند مالی خاص بأنشطة المسئولیة الاجتماعیة مرتبط بالأرباح وله نسبة محددة هى نسبة الزکاة على صافی الأرباح. ویعکس ذلک- کما أوضحنا سابقاً- الخلفیة الدینیة لأصحاب الشرکة، کما یعبر عن وجود خلط بین مفهوم المسئولیة الاجتماعیة والزکاة. وبالنسبة للشرکتین الآخریین أوضح المسئولون أنه یوجد بند مالی ولکنه غیر محدد النسبة حیث یختلف حسب حجم العمل.

وتعبر استجابات المسئولین بالشرکات الثلاث عن عدم الدرایة بمتطلبات المسئولیة الاجتماعیة، من حیث توافر بند مالی محدد لأنشطة المسئولیة الاجتماعیة بعیداً عن الأرباح، وقد یرجع ذلک إلى ضعف الدرایة بکونها واجباً أخلاقیاً تجاه المجتمع المحلی.

 وفی ضوء نظریة العقد الاجتماعی المتکامل فإن هذه النتیجة تتعارض مع ما أوضحته النظریة من حیث تأکیدها على أنه لا یشترط أن تحقق الشرکات أرباحاً حتى تنفق على المبادرات الاجتماعیة، فأنشطة المسئولیة الاجتماعیة مستقلة عن الأرباح، فهى تمثل واجباً إداریاً یجب القیام به.

 

المؤشر الخامس - نص رسالة شرکات الدراسة على المسئولیة الاجتماعیة للمجتمع المحلی کمؤشر للاهتمام بها:

فی هذا الصدد تنص رسالة الشرکات الثلاث على أهمیة دورها الاجتماعی  فی حل مشکلات المجتمع المحلی، وهذا یعکس فی المقام الأول أن مواجهة مشکلات المجتمع أحد المهام التی تسعى إلیها کل شرکة. ویعبر ذلک - بالطبع - عن الدرایة بأهمیة المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الخاصة.

 

 ومن خلال ما سبق - باعتباره یعکس الإجابة على التساؤل الثانی للدراسة - قد اتضح أن هناک العدید من المؤشرات التی تعکس تقبل المسئولین بشرکات الدراسة لدورهم الاجتماعی، ومن أبرزها تنوع خدمات المسئولیة الاجتماعیة المقدمة، وتقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة وارتفاع مستوى تکلفتها، بالإضافة إلى الشروع فی خدمات جدیدة مستقبلاً، ویضاف إلى ذلک نص رسالة الشرکات على المسئولیة الاجتماعیة. ولکن ما یؤخذ على هذه الشرکات هو عدم الإعلان عن خدماتها للمستفیدین، وعدم وجود بند مالی محدد الإنفاق على الخدمات بعیداً عن الأرباح.

 

وفی ضوء نظریة "أصحاب المصلحة" فإن هذه النتیجة تتفق مع ما أوضحته النظریة من حیث تأکیدها على ضرورة إتخاذ الإدارة للإجراءات التی تحقق مصلحة المجتمع المحلی باعتباره أحد أصحاب المصلحة. وتعکس أیضاً هذه المؤشرات ما أوضحته نظریة "العقد الاجتماعی المتکامل" من حیث تأکیدها على أن مدیرى الشرکات تغیرت وجهات نظرهم فیما یتعلق بضرورة إتخاذهم الإجراءات التی تساعد على حل مشکلات المجتمع وتنمیته.

 

الإجابة على السؤال الثالث: ما مدى تحقیق الشرکات الصناعیة لتنمیة المجتمع المحلی من خلال خدمات مسئولیتها الاجتماعیة؟

وجدت الباحثة أن من أهم المؤشرات التی یمکن من خلالها قیاس نتائج المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة، ومن ثم توضیح مستوى أدائها التنموی للمجتمع المحلی، یتمثل فی:

-    المؤشر الأول: مدى رضا المستفیدین عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة وأسباب الرضا من عدمه.

-    المؤشر الآخر: مدى مساهمة خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الثلاث فی حل مشکلات المجتمع المحلی. وفیما یلی عرض لهذین المؤشرین.

 

المؤشر الأول - مدى رضا المستفیدین عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة وأسباب الرضا من عدمه:

       أوضحت الدراسة أن (62.5%) من المستفیدین أجابوا بالإیجاب على رضاهم عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة فی حین أجاب نحو (37.5%) بالنفی. وبسؤال المستفیدین من خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الثلاث الذین أشاروا بالإیجاب عن رضاهم عن الخدمات سؤالاً مفتوحاً عن أسباب رضاهم (التی تُعد انعکاساً لممیزات الخدمات)، وبسؤال المبحوثین الآخرین سؤالاً مفتوحاً عن أسباب عدم رضاهم (التی تُعد انعکاساً لعیوب الخدمات)، ومن واقع المقابلة مع المسئولین ومنشورات جمعیة العربی بالقریة ومنشورات جمعیة أبو العینین، اتضح ما یلی:

 

أسباب الرضا عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الثلاث:

انعکست أسباب رضا المستفیدین من الخدمات (التی تُعد انعکاساً لممیزات الخدمات) فیما یلی:

-        تنوع وأهمیة الخدمات.

-        تقدیم العدید من الخدمات بدون مقابل مالی.

-        ارتفاع عدد المستفیدین. ویتضح ذلک فیما یلی:

 

* بالنسبة لشرکة "العربی" :

1)       فیما یتعلق بالخدمات التعلیمیة :

أ-   قامت الشرکة بإنشاء العدید من الهیئات التعلیمیة بالقریة. ففی عام 1995م قامت الشرکة ببناء مدرستین وتجهیزهما کاملاً وتسلیمهما مجاناً لوزارة التربیة والتعلیم لإدارتهما وهما: المدرسة الأولى: (مدرسة عمر بن الخطاب الإبتدائیة). والمدرسة الأخرى: (مدرسة أبو رقبة الثانویة المشترکة).

وفی عام 1999م قامت الشرکة بإنشاء مجمع العربی التعلیمی الأزهری وتجهیزه کاملاً وتسلیمه مجاناً لوزارة التربیة والتعلیم لإدارته ویضم المجمع:

- "حضانة العربی المشترکة".

- "معهد العربی الإبتدائی المشترک".

- "معهد العربی الإعدادی والثانوی بنین".

- "معهد العربی الإعدادی والثانوی فتیات".     

- "معهد العربی النموذجی الابتدائی والاعدادی والثانوی المشترک".

أهمیتها: أحدثت تلک الهیئات التعلیمیة طفرة تعلیمیة حقیقیة بالقریة لعدم وجود معاهد أزهریة ومدارس ثانویة، بالإضافة إلى سوء حال المدرسة الابتدائیة الوحیدة الموجودة بالقریة.

 

والجدیر بالذکر أن المقابلة مع المسئولین أسفرت عن أن السبب الرئیسی للاهتمام الکبیر للشرکة بالخدمات التعلیمیة یرجع إلى أن القریة تعد الموطن الأصلی لأصحاب الشرکة فقد أقاموا فترة طویلة من حیاتهم هناک، وعاشوا الأحوال التعلیمیة السیئة بالقریة التی کان من أهم مظاهرها:

*    وجود مدرسة واحدة وهى مدرسة إبتدائیة وکانت عبارة عن مبنى للإیجار یمتلکه واحد من أهالی القریة، یحتوی على ستة فصول فقط ، وکان کل فصل یتکدس به ما یزید عن سبعین طالباً، وکان الکثیر من الطلاب یجلسون على الأرض لعدم وجود مقاعد یجلسون علیها.

*    کان الطلاب الحاصلون على الشهادة الاعدادیة بدرجات تؤهلهم للالتحاق بالمرحلة الثانویة لا یجدون سبیلاً لإکمال تعلیمهم فکانت القریة خالیة من أى نوع من أنواع الهیئات التعلیمیة الثانویة. ونظراً لهذه الأحوال قامت الشرکة بالاهتمام بتحقیق تنمیة تعلیمیة بالقریة.

 

وما یؤکد تأثیر إنشاء الشرکة للهیئات التعلیمیة على جذب الطلاب للالتحاق بها ومن ثم تحقیق تنمیة تعلیمیة بالقریة ما یلی:

-    أنه نتیجة لقیام الشرکةبإنشاء المدرسة الابتدائیة مدرسة" عمر بن الخطاب" فقد ساعدت على جذب الطلاب للالتحاق بها بسبب سوء أحوال المدرسة الابتدائیة مدرسة" عزبة أبو رقبة الابتدائیة" التی کانت موجودة بالقریة قبل قیام الشرکة ببناء المدرسة. فقد ارتفع عدد الطلاب الملتحقین بمدرسة"عمر بن الخطاب" مقارنة بمدرسة" عزبة أبو رقبة"، ففی عام 2010 وصل عدد الملتحقین بمدرسة "عمر بن الخطاب" (434) طالباً مقابل (18) طالباً بمدرسة "عزبة أبو رقبة"، وفی عام 2011م وصل عدد الملتحقین بمدرسة "عمر بن الخطاب" (468) طالباً مقابل (20) طالباً بالمدرسة الأخرى وفی عام 2012م وصل عدد الملتحقین بمدرسة "عمر بن الخطاب" (554) طالباً مقابل (158) طالباً بالمدرسة الأخرى.

-    أیضاً ساعدت الشرکة بإنشائها للعدید من هیئات التعلیم الثانوی على إکمال طلاب المرحلة الإعدادیة لتعلیمهم الثانوی، نظراً لعدم وجود هیئات تعلیمیة ثانویة عامة وثانویة أزهریة بالقریة. وتشیر الإحصائیات إلى أن عدد الطلاب الملتحقین بمدرسة أبو رقبة الثانویة المشترکة فی عام 2013م (554) طالباً ووصل عدد الملتحقین بالمعهد "العربی الثانوی الأزهری بنات" لعام 2010م (250) طالبةً وبالمعهد "العربی الثانوی الأزهری بنین" (198) طالباً.

-    ونظراً لغلبة الطابع الدینی للمجتمع الریفی فقد ساعدت شرکة "العربی" بإنشاء "المجمع العربی التعلیمی الأزهری" الطلاب للالتحاق به، ففی عام 2010م وصل عدد طلاب معهد "العربی الإعدادی الأزهری بنین" (185) طالباً، ومعهد "العربی الإعدادی الأزهری بنات" (178) طالبةً، فی حین وصل العدد لطلاب مدرسة "أبو رقبة الاعدادیة الجدیدة بنین" إلى (142) طالباً ومدرسة "أبو رقبة الإعدادیة بنات" إلى (156) طالبةً.

      ونشاهد ذلک بمرحلة التعلیم الابتدائیة حیث تشیر الإحصائیات إلى ارتفاع عدد الطلاب بالمعهد "الأزهری الابتدائی المشترک النموذجی" مقارنة (بمدرسة عزبة أبو رقبة الابتدائیة ومدرسة عمر بن الخطاب الابتدائیة) ففی عام 2010م وصل عدد الملتحقین بالمعهد العربی الابتدائی الأزهری (1185) طالباً (639 بنین + 546 بنات)، مقابل (18) طالباً بمدرسة "عزبة أبو رقبة" و(434) طالباً بمدرسة "عمر بن الخطاب" (إصدارات مرکز المعلومات بمرکز ومدینة أشمون، الوحدة المحلیة بمرکز ومدینة أشمون، 2016). وجمیع الإحصائیات السابقة تشیر إلى أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة التعلیمیة لشرکة العربی بالقریة أحدثت تنمیة فی مجال التعلیم بالقریة.

ب-  کما قامت جمعیة تنمیة المجتمع بالقریة بتقدیم مشروع محو الأمیة وتعلیم الکبار بدون شروط ومجانیاً للجنسیین. أهمیته: ساهم فی محو أمیة عدد من القرویین وزیادة وعیهم الدینی والاجتماعی عن طریق تدریس بعض المواد الدینیة کالأحادیث النبویة بالإضافة إلى حفظ القرآن الکریم. عدد المستفیدین: تم تخریج (70) دارساً ودارسة من عام 2012- 2016م.

ولکن على الرغم من أن هذا العدد یعد منخفضاً بالنسبة لعدد الأمیین بالقریة، حیث بلغ فی عام 2016 (2291) أمیاً موزعین (845 ذکور + 1446 إناث) (إصدارات محافظة المنوفیة، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إدارة الحاسب الآلی، 2016). فإنه على حد تعبیر أحد المسئولین بجمعیة "العربی" بالقریة، فإن هذا العدد مناسب بالنسبة لإجمالی عدد الملتحقین بالجمعیة لمحو أمیتهم.

 

2)       فیما یتعلق بالخدمات الصحیة:

إن تقدیم جمعیة العربی بالقریة لخدماتها الطبیة بتحویل الحالات المرضیة لمستشفى "العربی" الخاصة للکشف والعلاج المجانی للحالات غیر القادرة مالیاً والمساهمة فی العلاج وإجراء العملیات الجراحیة، ساعد على توفیر الخدمات الطبیة للمحتاجین، وخاصة فی ظل عدم وجود مستشفیات بالقریة، حیث تشیر إحصائیات عام 2016م إلى أنه لا توجد بالقریة سوى وحدة طب أسرة واحدة ولا تحتوی على أسرة ویبلغ عدد الأطباء بها (طبیبان). (المرجع السابق) وقد وصل عدد الحالات التی قامت الجمعیة بإرسالها إلى المستشفى عام 2106م (25) حالة کشف وتحالیل وأشعة وعلاج مجانی، و (35 حالة) بمساهمة من الجمعیة بنسبة 50% من إجمالی قیمة العلاج، و (60) حالة بمساهمة من الجمعیة بنسبة 75% من قیمة العلاج.

 

3)       فیما یتعلق بالخدمات الثقافیة:

أنشأت الشرکة مکتبة العربی: أهمیتها: تقدم خدمة الاطلاع مجاناً، وتعمل یومیاً من الساعة 8 ص إلى الساعة 8 م مما یتیح الاطلاع على الکتب فی نهایة الیوم الدراسی للطلاب وبعد نهایة یوم العمل للعاملین. کما تمتاز باحتوائها على ما یقرب من (7525) کتاباً حتى نهایة عام 2016م فی مختلف المجالات.

عدد المستفیدین: تخدم المکتبة ما یقرب من (خمسة آلاف) دارس سنویاً فی مختلف الأعمار.

4)       فی مجال التدریب المهنی وتوفیر فرص العمل:

أ-    قدمت الجمعیة مشروع الأرکت حیث یساهم فی إتاحة الفرصة لتدریب الشباب مجاناً. أهمیته: ساعد على تبصیر الشباب بأهمیة المشروعات الحرفیة والالتحاق بالعمل بها، وخاصة فی ظل عدم توافر فرص عمل.

ب- قدمت الجمعیة مشروع الرعایة الطبیة المنزلیة، من ممیزاته المساهمة فی إتاحة الفرصة لتدریب الجنسیین مجاناً على مهنة التمریض وإتاحة الفرصة للحصول على عمل.

 

5)       بالنسبة للخدمات الدینیة:

أنشأت الشرکة مکتب "العربی" لتحفیظ القرآن الکریم: من ممیزاته: الالتحاق والکتب الدراسیة مجاناً. عدد المستفیدین ما یقرب من (800) دارس سنویاً، وفی الفترة من عام 2000 حتى عام 2015م تم تخریج (680) دارساً اجتازوا حفظ القرآن الکریم.

 

6)       فی مجال البیئة:

قدمت الجمعیة مشروع البیوجاز. عدد المستفیدین: قامت بترکیب عدد (7) وحدات بیوجاز صغیرة، وجاری ترکیب وحدة کبیرة لخمسة بیوت، بالمساهمة الماالیةً مع شرکة بیوجاز مصر وأصحاب البیوت. ومن ممیزات المشروع: أنه یساعد على التخلص من المخلفات الحیوانیة والآدمیة، مما یساعد على خلق بیئة نظیفة، کما یُعد مصدراً للطاقة وللإضاءة، ویقلل من الطلب على أسطوانات الغاز فی ظل ارتفاع أسعارها.

 

* بالنسبة لشرکة کلیوباترا :

1-  بالنسبة للخدمات الصحیة: یتضح ما أحدثته الشرکة من تنمیة فی القطاع الصحی من خلال مؤشر ارتفاع عدد المستفیدین من خدماتها الصحیة. یضاف إلى ذلک ارتفاع عدد وقیمة الأجهزة الطبیة المقدمة من الشرکة للعدید من الهیئات الصحیة (أنظر الملحق).

2- بالنسبة لتوفیر فرص العمل: تمنح خدمات المشروعات الصغیرة للمرأة المعیلة مجاناً.     عدد المستفیدات: ما یقرب من (600) حالة سنویاً.

3- بالنسبة للخدمات الدینیة: تقوم الجمعیة بتحفیظ القرآن الکریم بدون شروط مجاناً.

عدد المستفیدین: وصل العدد فی عام 2016م نحو (400) حالةً.

4-  بالنسبة للخدمات التعلیمیة: منح المصاریف المدرسیة للطلاب غیر القادرین، مما یساعدهم على استکمال تعلیمهم.

* بالنسبة لشرکة کوکاکولا للمیاه الغازیة:

1- بالنسبة لتوفیر فرص العمل: تقدیم مشروع تمکین المرأة المعیلة اقتصادیاً.

      عدد المستفیدات: تمکین (1336) امرأة من عام 2015م حتى عام 2016م.

2- مشروع "تطویر المائة قریة": عدد المستفیدین: فی الفترة من 2010 حتى عام 2016م تم تطویر (40) قریة استفاد نحو (65 ألف) مواطن.

 

ومن خلال العرض السابق یتضح أن أسباب رضا المستفیدین من خدمات شرکات الدراسة (التی تُعد انعکاساً لممیزات الخدمات) أنعکست فی:

أ-       تنوع وأهمیة الخدمات.

ب-      تقدیم العدید من الخدمات بدون مقابل مالی.

ج-      ارتفاع عدد المستفیدین.

 

أسباب عدم الرضا عن خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الثلاث :

انعکست أسباب عدم رضا المستفیدین من الخدمات (التی تُعد انعکاساً لعیوب الخدمات) على عدد محدود من الخدمات وتتمثل تلک العیوب فی:

-    طول إجراءات الحصول على إحدى الخدمات.

-    المساهمة المالیة لسکان القریة للاستفادة من إحدى الخدمات.

–    عدم ملاءمة إحدى الخدمات لثقافة القریة.

-    اقتصار بعض الخدمات على فئات محددة.

 

وفیما یلی عرض لتلک العیوب وفقاً لارتباطها بخدمات الشرکات الثلاث.

 

* بالنسبة لشرکة "العربی":

1- بالنسبة للخدمات الصحیة: طول إجراءات الحصول على الخدمة حیث یتطلب تقدیم أوراق تثبت مدى استحقاق المحتاجین للخدمة من عدمه.

2- بالنسبة لمشروع البیوجاز: یشترط المساهمة المالیة بمبلغ (2000 ج) مع الجمعیة لإنشاء وحدة بیوجاز کبیرة، وهذا سیقف حاجزاً للاشتراک مع الجمعیة مستقبلاً، نظراً لانخفاض المستوى الاقتصادی لبعض أبناء القریة، ومن ثم عدم الاستفادة من هذا المشروع.

3- بالنسبة لمشروعات التدریب المهنی:

أ-   بالنسبة لمشروع الأرکت: نظراً لحداثة المشروع (تم افتتتاحه فی ینایر عام 2016م) تنعکس سلبیاته فی انخفاض عدد المستفیدین (أربعة أشخاص)، وهذا عدد محدود جداً مقارنة بعدد الشباب الراغبین فی التدریب على حرفة تؤهلهم للعمل. بالإضافة إلى اقتصار التدریب على الشباب الذکور وتجاهل الإناث ومن فوق الأربعین عاماً على الرغم من استطاعة تلک الفئتین على التدریب.

ب-  وبالنسبة لمشروع الرعایة الطبیة المنزلیة: تتمثل أسباب عدم الرضا فی ثقافة المجتمع الریفی، فالمریض الریفی لا یقبل دخول شخص غریب منزله لتمریضه، فحتى الآن لم یتم الطلب على المتدربین، بالإضافة إلى انخفاض عدد المتدربین إلى (خمسة) أشخاص عام 2016م. وهذا عدد منخفض جداً بالنسبة لمن یرغب فی التدریب للعمل.

 

* بالنسبة لشرکة کلیوباترا :

بالنسبة للخدمات الاقتصادیة: اقتصار المشروعات الصغیرة على المرأة المعیلة، وتجنب أهم فئة تحتاج إلى العمل وهى فئة الشباب الذکور.

 

* بالنسبة لشرکة کوکاکولا:

اقتصار تقدیم خدمات العمل على فئة المرأة المعیلة وتجنب فئة الشباب، کما أن هناک نساء غیر معیلات یحتجن إلى العمل لانخفاض مستواهن الاقتصادی وهذا لا تتیحه الشرکة.

وللتأکد من مدى رضا المستفیدین عن الخدمات المقدمة وجهت الیهم الباحثة سؤالاً  للتعرف على مدى ملاءمة الخدمات المقدمة لاحتیاجات السکان المحلیین، وقد أشارت البیانات الکمیة إلى أن نحو (65.6%) من إجمالی المستفیدین أوضحوا ملاءمتها لاحتیاجاتهم. وبسؤالهم سؤالاً مفتوحاً عن أسباب ملاءمتها، أشارت الأغلبیة - فی المرتبة الأولى- إلى تنوع خدماتها وإشباعها لمختلف حاجاتهم، وجاء فی المرتبة الثانیة تنوع الشرائح العمریة والنوعیة والتعلیمیة للمستفیدین، وأشارت الأقلیة إلى مجانیة معظم الخدمات.

وعلى الطرف الآخر، نجد نحو (34.4%) من المستفیدین أوضحوا عدم ملاءمة بعضها لاحتیاجات السکان المحلیین، وأوضح جمیع مبحوثی هذه النسبة أن السبب فی ذلک محدودیتها وتوجیه بعضها إلى فئات محددة، ومن ثم فهى غیر ملائمة لاحتیاجات بعض السکان فی بعض الأحیان.

ومن خلال ما سبق نجد أن غالبیة المبحوثین أوضحوا رضاهم عن الخدمات وملاءمتها لاحتیاجات السکان، ولکن یجب ألا نتجاهل من أوضحوا عدم رضاهم وعدم ملاءمتها لاحتیاجاتهم واقتصار بعضها على فئات عمریة ونوعیة معینة.

 

المؤشر الثانی: مدى مساهمة خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الثلاث فی حل مشکلات المجتمع المحلی:

والآن سوف نتطرق لمعرفة آراء المستفیدین حول مساهمة هذه الخدمات فی حل مشکلات المجتمع المحلی، باعتبار ذلک مؤشراً على مستوى تأثیرها فی تحقیق التنمیة للمجتمع المحلی. ویتضح ذلک من خلال:

 

1-      التعرف على المشکلات التی یعانی منها المجتمع المحلی:

ینبغی قبل الوقوف على مشکلات المجتمع المحلی التی ساهمت الشرکات الثلاث فی حلها أن نتعرف على المشکلات التی یعانی منها المجتمع المحلی عموماً.

وبسؤال أفراد العینة من المستفیدین أوضحوا أن المشکلات التی تواجه مجتمعهم المحلی تتمثل فی المشکلات الاقتصادیة فی المقام الأول متمثلة فی مشکلة البطالة ومشکلة الاحتیاج المالی، وقد عبر عن ذلک نسبة (28.9%، 25.5%) من المبحوثین على التوالی. یلی ذلک مشکلة نقص الخدمات الصحیة وعبر عنها نحو (18.8%)، یلی ذلک إحدى مشکلات الإسکان متمثلة فی غلاء أسعار المساکن وعبر عنها نحو (14.2%)، ثم مشکلة نقص الخدمات التعلیمیة وعبر عنها نحو (9.6%)، وأخیراً جاءت مشکلة عدم وجود صرف صحی ومشکلة إدمان الشباب للمخدرات وعبر عن ذلک نسبة (1.7%، 1.3%) من المبحوثین على التوالی.

ملحوظة: (الاستجابة بأکثر من متغیر) (حیث وصل عدد الاستجابات إلى 239).

ویتضح من البیانات السابقة أن أکثر المشکلات التی یعانی منها مجتمعاتهم المحلیة هى مشکلة البطالة.

وقد عبر عن ذلک أحد المستفیدین بقوله: (أهم مشکلة أن مفیش شغل لو فیه یعنی فیه فلوس بیها نقضی على مشکلات کتیرة).

      کما أوضحت الدراسة أن هناک علاقة بین متغیر السن للمستفیدین ووعیهم بالمشکلات التی یعانی منها مجتمعهم المحلی، حیث أوضحت المعالجات الإحصائیة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى معنوی (0.05) ودرجة حریة (24) حیث أن (کا2 الجدولیة 36.4 > کا2 المحسوبة 90.3) والعلاقة بین المتغیرین علاقة توافقیة متوسطة حیث معامل التوافق = (0.52). فعلى مستوى أفراد مجتمع البحث یشکل من أوضحوا أن مشکلة البطالة من أکثر المشکلات التی یعانی منها مجتمعهم من إجمالی المبحوثین ذوی فئة السن (50 سنة فأکثر) نسبة (59.1%) یلی ذلک نسبة (45.7%) من إجمالی ذوی فئة السن (40- 50 سنة) ثم جاء فی المرتبة الثالثة نسبة (23.9%) من فئة سن (30-40 سنة) یلی ذلک نسبة (18.2%) من ذوی سن (20-30 سنة) وأخیراً نسبة (14.3%) من ذوی سن (أقل من 20 سنة). وهذا یعنی أن ارتفاع السن یؤثر على تکوین خبرة ومعرفة کافیة لدى أفراد المجتمع لما یعانیه أفراد مجتمعهم المحلی من مشکلات.

 

2- وجهة نظر المستفیدین حول مساهمة الشرکات الثلاث فی حل مشکلات المجتمع المحلی:

کشفت الدراسة أن (46.2%) من إجمالی حجم العینة من المستفیدین أوضحوا أن الشرکات الثلاثة ساهمت إلى حد ما فی حل مشکلات المجتمع المحلی، فی حین أجاب نحو (41.3%) بالإیجاب، فی حین أجاب نحو (12.5%) بالنفى.

وفی ضوء توضیح ما یقرب من نصف المستفیدین (41.3%) فإن الشرکات ساهمت فی حل مشکلات مجتمعهم المحلی، وتعبیر (46.2%) عن مساهمة الشرکة إلى حد ما فی حل المشکلات، فإن هذه النتیجة تتوافق مع ما أوضحته نظریة" العقد الاجتماعی المتکامل" من حیث تأکیدها على ضرورة قیام الشرکات بدورها الاجتماعی لازدهار المجتمع. وهذا أیضاً یعکس قیام شرکات الدراسة بواجبها المتوقع تجاه المجتمع بتقدیم خدمات تساعد على تقدمه، على الرغم من عدم الدرایة بأن تقدیم هذه الخدمات هو واجب الشرکات للمجتمع المحلی کما أوضحنا.

وعلى مستوى التحلیل النوعی للشرکات الثلاث، یلاحظ أن شرکة "العربی" تحظى بأکبر نسبة من الذین أوضحوا أن الشرکة ساهمت بالإیجاب فی حل مشکلات مجتمعهم المحلی، بنسبة (53.3%) من مبحوثیها، بینما کانت شرکة "کوکاکولا" أقل الشرکات فی هذا الصدد حیث أشار (5%) من مبحوثیها بالإیجاب، أما شرکة کلیوباترا فجاء ترتیبها فی الوسط، حیث أجاب (15%) من مبحوثیها بالإیجاب.

وقد یرجع سبب حصول شرکة "کوکاکولا" على أقل الدرجات فی هذا الصدد إلى محدودیة خدماتها واقتصارها على توفیر عمل للمرأة المعیلة. أما عن سبب حصول شرکة "العربی" على النسبة الأکبر فقد یرجع إلى افتقار قریة "أبو رقبة" للعدید من الخدمات التی ساهمت الشرکة فی تواجدها بشکل واضح وبصفة خاصة الخدمات التعلیمیة، وإنشاء مکتب لتحفیظ القرآن، ومکتبة، وتقدیم خدمات صحیة وتدریب مهنی وغیرها من الخدمات السابق عرضها. والجدیر بالذکر أنه على الرغم من قیام الشرکة بإنشاء "مستشفى العربی الخاصة" بالقریة الا أن جمعیة "العربی" تقوم بتحویل الحالات المرضیة إلى المستشفى للکشف وصرف الأدویة مجاناً لبعض الحالات غیر القادرة وإجراء العملیات الجراحیة بخصم جزء من التکالیف، ومن ثم فهذه المستشفى لها تأثیرها الطبی بالقریة وخاصة فی حالة عدم وجود مستشفیات بها.

ونستنتج من ذلک أن الشرکات الثلاثة ساهمت فی حل مشکلات المجتمع، ومن ثم المساعدة على تنمیته. وهذه النتیجة لا تتفق مع العدید من الدراسات السابقة مثل (دراسة وجدی عبد اللطیف)، حیث أوضح أن الجمعیات الأهلیة تبتعد عن الدور التنموی المطلوب للمجتمع (أنظر: وجدی عبد اللطیف، مرجع سابق، ص ص 101-129). کما لا تتفق مع (دراسة فریناس ودراسة أیویجی) حیث أوضحا أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات متعددة الجنسیات غیر فعالة فی مجال تحقیق التنمیة للمجتمعات المضیفة (Eweje, Gabriel, Op. cit., pp. 93-129 and Frynas, Jedrzej, Op. cit., pp. 581-598). ولکنها تتفق مع دراسة (ویرنر) الذی أوضح أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات ساعدت على الحد من التهمیش الاجتماعی (Werner, Wendy, Op, cit, pp. 545-562).

 

وبسؤال أفراد العینة من المستفیدین من خدمات الشرکات الثلاث الذین أوضحوا بالإیجاب والذین أوضحوا أن الشرکات الثلاث تسهم إلى حد ما فی حل مشکلات مجتمعهم المحلی والبالغ نسبتهم (87.5%) سؤالً مفتوحاً عن أهم المشکلات التی ساهمت الشرکات فی حلها اتضح ما یلی:

-    بالنسبة لشرکة "العربی": فجاءت مساهمتها فی حل مشکلات نقص الخدمات التعلیمیة فی المقام الأول والخدمات الدینیة والثقافیة فی المقام الثانی، وذلک باعتبارها من أکثر الخدمات الواضحة للشرکة فی قریة "أبو رقبة". وأخیراً حل مشکلة الاحتیاج المادی بتوفیر المساعدات المالیة الشهریة والمساعدات المادیة الموسمیة. وعبر عن ذلک أحد المستفیدین بقوله: (إحنا أحسن قریة فی أشمون فیها مبانی تعلیمیة).

-    بالنسبة لشرکة" کلیوباترا": ساهمت فی حل مشکلات الاحتیاج المالی للناس وذلک بتقدیم مساعدات مالیة شهریة ومساعدات موسمیة مادیة فی المرتبة الأولى، یلی ذلک حل مشکلات نقص الخدمات الطبیة بتوفیر الأجهزة التعویضیة مجاناً والمساهمة فی صرف الأدویة اللازمة فی المرتبة الثانیة، ثم توفیر فرص عمل للمرأة المعیلة فی المرتبة الثالثة.وأوضح ذلک أحد المستفیدین بقوله: (الحمد لله خت کیس دم مجاناً مکنتش عارف أعمل إیه).

-    بالنسبة لشرکة" کوکاکولا": ساهمت فی توفیر فرص عمل للمرأة المعیلة وتمکینها اقتصادیاً. وقد عبرت على ذلک إحدى المستفیدات بقولها: (الحمد لله أنا دلوقتی عندی دخل أصرف منه على ولادی).

 

وقد أسفرت المقابلة مع جمیع مجتمع البحث من المسئولین عن خدمات الشرکات الثلاث عن أن مشکلات المجتمع المحلی عدیدة کمشکلة البطالة ونقص الخدمات التعلیمیة والصحیة وغیر ذلک. وقد أوضح المسئولون مساهمة الشرکات الثلاث فی حل العدید من المشکلات مثل: مشکلة الاحتیاج المالی بتقدیم الدعم المالی الشهری للأسر الفقیرة، ومشکلة نقص الخدمات التعلیمیة بإنشاء الهیئات التعلیمیة، ومشکلة نقص فرص العمل بتوفیر عمل للمرأة المعیلة والمشکلات الصحیة بإمداد الهیئات الطبیة بالأجهزة الطبیة وغیر ذلک (ملحوظة: اختلف المسئولون فی توضیح المشکلات التی أسهموا فی حلها وفقاً لنوعیة الخدمة المقدمة من کل شرکة).

والجدیر بالذکر أن المسئولین والمستفیدین من خدمات "شرکتى العربی وکلیوباترا" أوضحوا أن من أمثلة المشکلات التی ساهمت الشرکتان فی حلها هى مشکلة الاحتیاج المالی بتوفیر مساعدات مالیة، ولکن هذا لا یساعد على تنمیة المجتمع فهى مساعدات اجتماعیة مؤقتة.

والجدیر بالذکر أنه رغم مساهمة الشرکات الثلاث فی حل العدید من المشکلات التی سبق توضیحها إلا أنها أغفلت المساهمة فی حل العدید من المشکلات کمشکلة أطفال الشوارع - على الرغم من أهمیتها فالأطفال عماد التنمیة مستقبلاً - بالإضافة إلى مشکلة الإسکان العشوائی وإمداده بالمرافق الأساسیة، ومشکلات ذوی الاحتیاجات الخاصة، وخاصة مشکلة عدم توفیر الأجهزة المساعدة والتعویضیة ومشکلة عدم توفیر فرص عمل مناسبة لهم (فیما عدا مؤسسة أبو العینین حیث تقدم الأجهزة التعویضیة مجاناً)، ومشکلة إدمان الشباب للمخدرات سواء بتوفیر علاج أو عقد ندوات للتوعیة بمخاطر الإدمان.

 

ومن خلال ما سبق باعتباره یعکس الإجابة على التساؤل الثالث للدراسة الراهنة فقد أتضح أن شرکات الدراسة حققت واجبها المتوقع منها نحو المجتمع من حیث تقدیمها لخدمات ساهمت فی تحقیق التنمیة للمجتمع المحلی مثل بناء الهیئات التعلیمیة والثقافیة والدینیة وتقدیم الخدمات الصحیة وتوفیر عمل للمرأة المعیلة. ولکن یؤخذ علیها عدم اهتمامها بالمساهمة لمواجهة العدید من المشکلات الأخرى کمشکلة أطفال الشوارع ومشکلة الإسکان العشوائی.

 

وفی ختام تلک الجزئیة وبالنظر إلى (ملحق خدمات الشرکات) نود أن نشیر إلى بعض العوامل التی ساعدت على فاعلیة خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة فی تنمیة المجتمع المحلی (والتی تعکس أهم مؤشرات التعریف الإجرائی للتنمیة فی الدراسة الراهنة)، وهذه العوامل هى:

1.   تستهدف الخدمات إشباع احتیاجات الأفراد المحلیین الاقتصادیة والصحیة والتعلیمیة والثقافیة والدینیة: حیث تتنوع الخدمات التی تقدمها شرکات الدراسة بین خدمات تعلیمیة وثقافیة وصحیة ودینیة وتدریب مهنى وتوافر فرص عمل، مما یعکس مساهمة تلک الشرکات فی مختلف جوانب التنمیة.

2.   تهتم الخدمات بکل سکان المجتمع المحلی ولیس بجماعة أو فئة محددة: حیث تتنوع خصائص المستفیدین من الخدمات من حیث النوع (ذکور - إناث) والسن (أطفال - شباب – مسنین) ومستویات الدخل (من 500 – 2500 ج فأکثر) والحالة التعلیمیة (أمی حتى الحاصل على مؤهل فوق الجامعی)، وهذا یشیر إلى أن خدمات المسئولیة الاجتماعیة أصبحت لا تستهدف فئة محددة کالأمیین أو الفقراء أو النساء أو المسنین فقط، ولکن أصبحت تهتم بکل سکان المجتمع المحلی فهدفها فی المقام الأول تنمیة المجتمع المحلی بصفة عامة.

3.   تقوم الخدمات على أساس الملاءمة مع ثقافة واحتیاجات المجتمع المحلی: ویتضح ذلک من خلال ارتفاع عدد المستفیدین من هذه الخدمات. کما یبدو ملاءمة الخدمات مع ثقافة واحتیاجات المجتمع المحلی، من خلال النقص العددی فی المدارس الابتدائیة وعدم وجود بعض الهیئات التعلیمیة کالمدارس الثانویة والمعاهد الأزهریة بقریة "أبو رقبة"، جعل قیام شرکة "العربی" ببناء الهیئات التعلیمیة یتلاءم مع ثقافة واحتیاجات القریة لعدم وجودها من ناحیة، ولغلبة الطابع الدینی من ناحیة أخرى.

4.   تعاون العدید من الأطراف (المؤسسات الحکومیة، القطاع الخاص، الجمعیات الأهلیة وسکان المجتمع المحلی) مع الشرکات لتقدیم بعض خدماتها ومن أبرز الأمثلة:

أ-    التعاون بین جمعیة "العربی" والقطاع الخاص وسکان القریة فی تقدیم مشروع البیوجاز من خلال المساهمة المالیة من السکان وشرکة "بیوجاز مصر".

ب- التعاون بین "جمعیة أبو العینین" والقطاع الخاص من خلال قیام العدید من الصیدلیات بخصم 10% على قیمة أسعار الدواء، وقیام مراکز الأشعة الخاصة بخصم 20% من قیمة الأشعة للحالات المرسلة من مؤسسة "أبو العینین".

ج- التعاون بین شرکة "کوکاکولا" والعدید من الجمعیات الأهلیة (مؤسسة مصر الخیر وجمعیة کاش وبنک الطعام) فی مشروع "تطویر المائة قریة".

د-   التعاون بین جمعیة "العربی" والمؤسسات الحکومیة (هیئة محو الأمیة وتعلیم الکبار) فی قیام الجمعیة بمشروع محو الأمیة.

هـ-   التعاون بین شرکة "کوکاکولا" وثلاث جهات (مؤسسة حکومیة وقطاع خاص وجمعیة أهلیة) فی مشروع تمکین المرأة المعیلة اقتصادیاً وهذه الجهات هى (وزارة التضامن الاجتماعی وشرکة أتلانتک أند ستریز وجمعیة "واحد من الناس").

 

ومن ثم یتضح أن بعض خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکات الدراسة الهادفة لتحقیق التنمیة قامت على المشارکة بمعناها الواسع، حیث اتضح اشتراک المؤسسات الحکومیة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنی وکذلک السکان أنفسهم مع شرکات الدراسة فی أنشطة المسئولیة الاجتماعیة المخططة. وهذا التعاون والمشارکة الجماعیة مع تلک الشرکات لا بتوافران إلا بتحقیق الثقة بها. وتأتی تلک الثقة بشرکات الدراسة من خلال محکین أساسیین هما:

-    المحک الأول: تُعد شرکات الدراسة من کبرى الشرکات الصناعیة" بجمهوریة مصر العربیة"، التی بدأت نشاطها الاقتصادی منذ فترة طویلة (شرکة کوکاکولا عام 1942م، شرکة العربی عام 1964م وشرکة کلیوباترا عام 1983م) مما جعلها محل ثقة المواطنین والجمعیات الأهلیة والقطاع الخاص والدولة للتعاون معها لتقدیم مسئولیتها الاجتماعیة.

-    المحک الآخر: یتعلق بخدمات المسئولیة الاجتماعیة من حیث:

أ-   قیام شرکات الدراسة بتقدیم تلک الخدمات منذ فترة طویلة واستمرارها حتى الآن وتقدیم خدمات جدیدة بصفة مستمرة من وقت لآخر وخاصة شرکتى "العربی وکلیوباترا".

           فعلى سبیل المثال شرکة "العربی" قامت فی قریة "أبو رقبة" ببناء مسجد عام 1980م، ثم بناء مدرستین عام 1990م، ثم بناء المجمع الأزهری عام 1999م، ثم تأسیس مکتب تحفیظ القرآن عام 2000م، ثم افتتاح مکتبة العربی عام 2001م، ثم تقدیم مشروع محو الأمیة عام 2012م، ومازالت هذه المشروعات مستمرة. وینطبق ذلک على شرکة "کلیوباترا " التی بدأ نشاطها الاجتماعی عام 1980م، وهذا یتضح من خدماتها فقد بدأ نشاط الدعم المالی للطلاب ونشاط تحفیظ القرآن عام 1980م، ثم المشروعات الصغیرة للمرأة المعیلة عام 1990، وهذه المشروعات مستمرة حتى الآن. وفیما یتعلق بشرکة "کوکاکولا" فقد بدأ مشروع "تطویر المائة قریة" عام 2010 ثم مشروع تمکین المرآة المعیلة اقتصادیاً عام 2015 وهذان المشروعان مستمران حتى الآن.

ب-          ارتفاع عدد المستفیدین من الخدمات (أنظر الملحق).

 

وهذان المحکان جعلا شرکات الدراسة موضع ثقة لمشارکة المواطنین والقطاع الخاص والدولة والجمعیات الأهلیة معها لتقدیم خدمات مسئولیتها. ولکن هذا لا ینفی قیام شرکات الدراسة بتقدیم بعض خدماتها بمفردها بدون تعاون، مثل قیام شرکة العربی ببناء الهیئات التعلیمیة، وقیام شرکة "کلیوباترا" بمشروع تمکین المرأة المعیلة اقتصادیاً والتبرع بالأجهزة الطبیة وغیر ذلک من الخدمات (أنظر الملحق).

 

عاشراً - النتائج العامة للدراسة:

فی ضوء الدراسة المیدانیة فقد توصلت الباحثة إلى النتائج التالیة:

النتیجة الأولى:

-    تؤدی الشرکات الصناعیة واجبها الأخلاقی تجاه المجتمع المحلی على أساس أنه أحد أصحاب المصلحة، من خلال تقدیمها لخدمات مسئولیتها الاجتماعیة مثل بناء الهیئات التعلیمیة والثقافیة والدینیة والمساهمة فی تقدیم الخدمات الصحیة وتوفیر عمل للمرأة المعیلة.

-    تقدم الشرکات الصناعیة مسئولیتها الاجتماعیة تجاه المجتمع المحلی بشکل مباشر أو من خلال جمعیات تنمیة المجتمع التابعة لها.

-    تقدم الشرکات الصناعیة العدید من الخدمات التطوعیة التنمویة للمجتمع المحلی من منطلق کونها عمل خیری (زکاة) أکثر من کونها نابعة من التزام الشرکات بواجبها الأخلاقی تجاه المجتمع المحلی (مسئولیتها الاجتماعیة).

-    على الرغم من تقدیم الشرکات الصناعیة لخدمات المسئولیة الاجتماعیة التنمویة للمجتمع المحلی، فمازال هناک خلط بین نوعیة خدمات المسئولیة الاجتماعیة الهادفة للتنمیة وبین المساعدات الاجتماعیة المؤقتة.

 

النتیجة الثانیة:

تلعب ادارة الشرکات دوراً کبیراً لزیادة کفاءتها فی تحقق تنمیة المجتمع المحلی باتخاذها للعدید من الإجراءات فی هذا الصدد، ومن أهمها نص رسالة الشرکات وبیان مهامها على المسئولیة الاجتماعیة للمجتمع المحلی، وجود إدارة بالشرکات خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة، تنوع خدمات المسئولیة الاجتماعیة المقدمة وتقدیمها فی فترات متعاقبة واستمرارها فترات طویلة، ارتفاع مستوى تکلفتها، بالإضافة إلى الشروع فی تقدیم خدمات جدیدة مستقبلاً، تلک الإجراءات التی تعکس تقبل المسئولین بالشرکات لدورهم المجتمعی کمواطنین صالحین.

 

النتیجة الثالثة:

-    إن التزام الشرکات بواجبها الأخلاقی تجاه المجتمع المحلی بتقدیمها للعدید من خدمات مسئولیتها الاجتماعیة له تأثیر فعال فى مواجهة الکثیر من مشکلات المجتمع المحلی ومن ثم تنمیته، ومن أبرز هذه المشکلات نقص الخدمات التعلیمیة والصحیة والدینیة والثقافیة ونقص فرص عمل المرأة المعیلة.

-    هناک العدید من العوامل التى اسهمت فى زیادة فاعلیة تحقیق التنمیة للمجتمع المحلی من خلال خدمات المسئولیة الاجتماعیة للشرکات الصناعیة من أبرزها :

  • ملاءمة خدمات المسئولیة الاجتماعیة لثقافة واحتیاجات المجتمع المحلی، ویُعد مؤشر ارتفاع عدد المستفیدین من هذه الخدمات من أبرز المؤشرات فی هذا الصدد.
  • تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة لکل فئات المجتمع ولا تستهدف فئة معینة. ویعتبر مؤشر تنوع خصائص المستفیدین من حیث النوع، السن، مستویات الدخل، والحالة التعلیمیة من أبرز المؤشرات التی تعکس أن المسئولیة الاجتماعیة هدفها فی المقام الأول تنمیة المجتمع المحلی بصفة عامة.
  • التعاون بین القطاع الخاص والقطاع الحکومی والمجتمع المدنی والمواطنین فی تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة.
  • ·            إن استمرار الشرکات الصناعیة فی تقدیم خدمات المسئولیة الاجتماعیة والشروع فی تقدیم خدمات جدیدة مستقبلاً یسهم فی استمراریة تنمیة المجتمع المحلی.

 

التوصیات :

1)       رؤیة استشرافیة لتفعیل المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص :

فی نهایة الدراسة یجب الإشارة إلى أفضل الوسائل لتفعیل المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص، ومن أبرزها ما یلی:

1- من منطلق أن المسئولیة الاجتماعیة مسئولیة أخلاقیة فیجب القیام بعملیة اکساب هذه المسئولیة، وذلک من خلال العدید من وسائل التنشئة الاجتماعیة ومن أبرزها:

أ-   وسائل الإعلام: ینبغی على وسائل الإعلام رصد الإسهامات الناجحة لرجال الأعمال فی حل مشکلات المجتمع، مما یشجع رجال الأعمال الآخرین لیتعاونوا لمواجهة مشکلات المجتمع. وینبغی إنشاء موقع على الإنترنت یعرض التجارب الناجحة لرجال الأعمال فی هذا الصدد.

ب-  عقد ندوات لرجال الأعمال توضح أن تقدیم خدمات لحل مشکلات المجتمع هى واجبهم الأخلاقی تجاهه.

کما ینبغی على الوسیلتین السابقتین استعراض متطلبات نجاح المسئولیة الاجتماعیة کنص رسالة الشرکات على تحمل مسئولیتها تجاه المجتمع المحلی على أساس أنه من أحد أصحاب المصالح، تخصیص إدارة بالشرکات خاصة بالمسئولیة الاجتماعیة وإسناد عملها لمتخصصین، وتخصیص بند مالی للمسئولیة الاجتماعیة بعیداً عن الأرباح، والإعلان عن الخدمات خشیةً احتیاج بعض الأفراد إلیها ولکنهم لم یعلموا بها، مع ضرورة معرفة رجال الأعمال بالخدمات التنمویة المطلوبة للمجتمع المحلی.

ج-  والجدیر بالذکر أنه لا یمکن إغفال دور التعلیم فی هذا الصدد، فیجب غرس المسئولیة الاجتماعیة منذ الصغر، من خلال جعل حب الوطن وواجبات الإنسان لمجتمعه ضمن المناهج التعلیمیة.

2- المجتمع المدنی والقطاع العام وسکان المجتمع المحلی: تشجیع الشراکة بین القطاع الخاص والمجتمع المدنی والقطاع العام والمواطنین بحیث یلعب کل طرف دوراً داعماً ومکملاً للأطراف الأخرى، مما یساعد على زیادة فاعلیة تأثیر خدمات المسئولیة الاجتماعیة فی تحقیق تنمیة المجتمع المحلی.

 

2)     قضایا جدیرة بالبحث والدراسة مستقبلاً :

من منطلق الخاصیة التراکمیة لعلم الاجتماع هناک بعض القضایا البحثیة التی یمکن الاهتمام بها مستقبلاً على النحو التالی:

1- المعوقات التی تعترض قیام القطاع الخاص بمسئولیته الاجتماعیة.

2- تأثیر رأس المال الاجتماعی على کفاءة المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص.

3- دور وسائل التنشئة الاجتماعیة فی تفعیل المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص.

 

 

 

المراجــع

 

أولاً : المراجع العربیة :

1-  أحمد زاید، المواطنة والمسئولیة الاجتماعیة "مدخل نظری"، فی المؤتمر السنوی الحادی عشر "المسئولیة الاجتماعیة والمواطنة 16-19 مایو 2009"، المجلد الأول، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة الجنائیة، القاهرة، 2010.

2- ثامر البکری وأبی سعید الدیوه جی، "إدراک المدیرین لمفهوم المسئولیة الاجتماعیة"، المجلة العربیة للإدارة، المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، المجلد الحادی والعشرون، العدد الأول، یونیو 2001، ص ص 89-113.

3- سامی عبد العزیز، المسئولیة الاجتماعیة للقطاع الخاص، فی المؤتمر السنوی الحادی عشر "المسئولیة الاجتماعیة والمواطنة 16-19 مایو 2009"، المجلد الثانی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة الجنائیة، القاهرة، 2010.

4- سعاد عبد الرحیم، المسئولیة الاجتماعیة لرجال الأعمال فی المدن الجدیدة "السادس من أکتوبر نموذجاً"، فی المؤتمر السنوی الحادی عشر "المسئولیة الاجتماعیة والمواطنة 16-19 مایو 2009"، المجلد الثانی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة الجنائیة، القاهرة، 2010.

5- طلعت لطفی، علم الاجتماع الصناعی، القاهرة، دار غریب، 2007.

6- عاید العصیمی، المسئولیة الاجتماعیة للشرکات نحو التنمیة المستدامة، عمان، دار الیازوری، 2015.

7- عبد الرحیم أبو کریشه، دراسات فی علم اجتماع التنمیة، الأسکندریة، المکتب الجامعی الحدیث، 2003.

8- عبد المنعم عبد الحى، المدخل إلى علم الاجتماع، طنطا، دار المصطفى، 2009.

9- عبد المنعم عبد الحى، علم الاجتماع الصناعی، الأسکندریة، دار الوفاء، 2017.

10- علی لیلة، المسئولیة الاجتماعیة "تعریف المفهوم وتعیین بنیة المتغیر"، فی المؤتمر السنوی الحادی عشر "المسئولیة الاجتماعیة والمواطنة 16-19 مایو 2009"، المجلد الأول، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة الجنائیة، القاهرة، 2010.

11- محافظة المنوفیة، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إدارة الحاسب الآلی، 2016.

12- محمد الجوهری، علم الاجتماع الصناعی والتنظیم، عمان، دار المسیرة، 2009.

13- محمد فلاق، المسئولیة الاجتماعیة لمنظمات الأعمال، عمان، دار الیازوری، 2016.

14- محمد یاسر الخواجه، علم اجتماع التنمیة "المفاهیم والقضایا"، طنطا، دار المصطفى، 2003.

15- مرکز المعلومات بمرکز ومدینة أشمون، الوحدة المحلیة بمرکز ومدینة أشمون، 2016.

16- نهال المغربل، المسئولیة الاجتماعیة لرأس المال والأزمة المالیة العالمیة، فی المؤتمر السنوی الحادی عشر "المسئولیة الاجتماعیة والمواطنة 16-19 مایو 2009"، المجلد الثانی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة الجنائیة، القاهرة، 2010.

17- هانی خمیس، الشرکات متعددة الجنسیات بین حقوق المواطنة والمسئولیة الاجتماعیة، فی المؤتمر السنوی الحادی عشر "المسئولیة الاجتماعیة والمواطنة 16-19 مایو 2009"، المجلد الثانی، المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة الجنائیة، القاهرة، 2010.

18- هبه أحمد نصار، المسئولیة الاجتماعیة لرجال الأعمال فی مصر "بحث میدانی استطلاعی"، القاهرة، مؤسسة الأهرام، 2007.

19- وجدی شفیق عبد اللطیف، (دور الجمعیات الأهلیة فی تطویر المناطق العشوائیة "دراسة حالة لمنطقة العجیزی بطنطا")، مجلة کلیة الآداب، جامعة عین شمس، المجلد 43، الجزء (أ) ، ینایر – مارس 2015، ص ص 99-134.

 

ثانیاً:المراجع المترجمة:

1- جون سکوت وجوردون مارشال، موسوعة علم الاجتماع، ترجمة محمد الجوهری وآخرین، المجلد الثالث، المرکز القومی للترجمة، القاهرة، 2011.

 

ثالثاً: المراجع الأجنبیة:

 

1-    Aguilera, Ruth, et al., "Putting the S Back in Corporate Social Responsibility: A Multilevel Theory of Social Change in Organizations", Journal of Academy of Management Review, Vol. 32, No. 3, 2007, pp. 1-67.

https://journals.aom.org/doi/abs/10.5465/amr.2007.25275678.

Accessed on: 2019.

2-    Cava, Anita and Don, Mayer, "Integrative Social Contract Theory and Urban Prosperity Initiatives", Journal of Business Ethics, Vol. 72, No. 3, May, 2007, pp. 263-278.

https://link.springer.com/article/10.1007/s10551-006-9169-3.

Accessed on: 2019.

3-    Donaldson, Thomas and Dunfee, Thomas," Precis for Ties that Bind ", University of Pennsylvania Scholarly Commons, Wharton Faculty Research, 2000, pp. 1- 10.

https://repository.upenn.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1008&context=lgst_papers.

Accessed on: 2019.

4-    Donaldson, Thomas and Dunfee, Thomas, "Précis for: Ties that Bind", Journal of Business and Society Review, Vol. 105, No. 4, 17 December, 2002, pp. 436- 443.

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1111/0045-609.00092. Accessed on: 2019.

5-    Donaldson, Thomas and Preston, Lee," The Stakeholder Theory of the Corporation: Concepts, Evidence, and Implications ", Journal of Academy of Management Review,Vol. 20, No. 1, January,1995, pp. 65-91.

https://www.jstor.org/stable/258887?seq=1#metadata_info_tab_contents. Accessed on: 2020.

6-    Dunfee, Thomas, "A Critical Perspective of Integrative Social Contracts Theory: Recurring Criticisms and Next Generation Research Topics", Journal of Business Ethics, Vol. 68, No. 3, October, 2006, pp. 303-328.

https://link.springer.com/content/pdf/10.1007/s10551-006-9016-6.pdf. Accessed on: 2019.

7-    Ebner, Daniela and Baumgartner, Rupert, The Relationship Between Sustainable Development and Corporate Social Responsibility, Queen's University Belfast, Corporate Responsibility Research Conference (4th-5th September, 2006).

https://pdfs.semanticscholar.org/8d9f/ea26a56ac7fea0331a55c2d94e6c8756b616.pdf.

Accessed on: 2019

8-    Eweje, Gabriel, "The Role of Mnes in Community Development Initiatives in Developing Countries: Corporate Social Responsibility at Work in Nigeria and South Africa", Journal of Business and Society, Vol. 45, No. 2, June, 2006, pp. 93-129.

https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/0007650305285394. Accessed on: 2019

9-    Fontaine, Charles, et al., The Stakeholder Theory, December, 2006.

https://pdfs.semanticscholar.org/606a/828294dafd62aeda92a77bd7e5d0a39af56f.pdf.

Accessed on: 2020

10-  Freeman,Edward," The Politics of Stakeholder Theory: Some Future Directions", Journal of Business Ethics Quarterly, Vol. 4, No.4, October, 1994, pp. 1-16.
       https://elib.unikom.ac.id/files/disk1/476/jbptunikompp-gdl-gunardiend-23777-13-thepoli-y.pdf.
Accessed on: 2020 

11- Freeman, Edward and Phillips, Robert," Stakeholder Theory: A Libertarian Defense", Journal of Business Ethics Quarterly, Vol. 12, No.3, July, 2002, pp. 331-349.

https://www.jstor.org/stable/3858020?seq=1.

Accessed on: 2020

12-  Frynas, Jedrzej," The False Developmental Promise of Corporate Social Responsibility: Evidence from Multinational Oil Companies ", Journal of International Affairs, Vol. 81, No. 3, May, 2005, pp.581- 598.

https://doi.org/10.1111/j.1468-2346.2005.00470.x.

Accessed on: 2019

13- Garriga Elisabet and Melé Domènec, "Corporate Social Responsibility Theories: Mapping the Territory", Journal of Business Ethics, Vol. 53,  No. 1–2, August, 2004, pp.51-71.

https://link.springer.com/article/10.1023/B:BUSI.0000039399.90587.34. Accessed on: 2019

14- Goodpaster, Kenneth, "Business Ethics and Stakeholder Analysis ", Journal of Business Ethics Quarterly, Vol. 1, No. 1, January, 1991, pp. 53-73.

https://www.semanticscholar.org/paper/Business-Ethics-and-Stakeholder-Analysis-Goodpaster/89d6bc098a59b4c627ffc2710210dc1a9b4b384b. Accessed on: 2020.

15- Hamidu, Ahmad, et al.," Corporate Social Responsibility: A Review on Definitions, Core Characteristics and Theoretical Perspectives, Mediterranean", Journal of Social Sciences, Vol. 6, No. 4, July, 2015, pp. 83-95.

https://www.mcser.org/journal/index.php/mjss/article/viewFile/6905/6609.

Accessed on: 2019.

16- Jahn, Johannes and Bruhl, Rolf," How Friedman’s View on Individual Freedom Relates to Stakeholder Theory and Social Contract Theory ", Journal of Business Ethics , Vol. 153, No. 1, November, 2018, pp. 41-52.

https://link.springer.com/article/10.1007/s10551-016-3353-x.

Accessed on: 2019.

17- Jamali, Dima and Mirshak, Ramez, " Corporate Social Responsibility (CSR): Theory and Practice in a Developing Country Context ", Journal of Business Ethics, Vol. 72, No. 3, May, 2007, pp. 443- 462.

https://link.springer.com/article/10.1007/s10551-006-9168-4.

Accessed on: 2019.

18- Jones, Thomas and Wicks, Andrew," Convergent Stakeholder Theory ", Journal of The Academy of Management Review , Vol. 24, No. 2, April, 1999, pp. 206- 221.

https://edisciplinas.usp.br/pluginfile.php/4127600/mod_resource/content/1/2.%20Jones%2C%20T.%20M.%2C%20Wicks%2C%20A.%20C.%201999.pdf.

Accessed on: 2020.

19- Jones, Thomas, et al. ," Ethical Theory and Stakeholder - Related Decisions: The Role of Stakeholder Culture ", Journal of Academy of Management Review,Vol. 32, No. 1, 2007, pp. 137- 155.

https://core.ac.uk/download/pdf/18516741.pdf.

Accessed on: 2020.

20- Mainardes, Emerson, et al., "Stakeholder Theory: Issues to Resolve ", Journal of Management Decision, Vol. 49, No. 2, 2011, pp. 226-252.

https://www.researchgate.net/publication/243460719_Stakeholder_theory_Issues_to_resolve.

Accessed on: 2020

21- Moir, Lance, "What do We Mean by Corporate Social Responsibility? ", Journal of Corporate Governance, Vol. 1, No. 2, June, 2001, pp.16-22.

https://doi.org/10.1108/EUM0000000005486.

Accessed on: 2019.

22- Reed, Darryl, " Employing Normative Stakeholder Theory in Developing Countries: A Critical Theory Perspective ", Journal of Business and Society, Vol. 41, No.2, June, 2002, pp.1- 27.

https://www.researchgate.net/publication/249705256_Employing_Normative_Stakeholder_Theory_in_Developing_CountriesA_Critical_Theory._ Perspective.

Accessed on: 2020.

23- Steurer, Reinhard," Mapping Stakeholder Theory Anew: From the Stakeholder Theory of the Firm to Three Perspectives on Business–Society Relations ", Journal of Business Strategy and the Environment, Vol. 15, No. 1,  January/February, 2006, pp. 1-16.

https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/bse.467.

Accessed on: 2020.

24-    Weiss, Andrew, "Cracks in the Foundation of Stakeholder Theory, Journal of Radical Organization Theory ", January, 1995, pp. 1-13.

https://www.researchgate.net/profile/Andrew_Weiss7/publication/265230970_Cracks_in_the_Foundation_of_Stakeholder_Theory/links/57406dad08aea45ee847ae27.pdf.

Accessed on: 2020

25- Werner,Wendy, "Corporate Social Responsibility Initiatives Addressing Social Exclusion in Bangladesh ", Journalof Health, Population and Nutrition,Vol. 27, No. 4, August, 2009, pp. 545-562.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2928098/

Accessed on: 2019.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

ملحق

الخدمات التی تقدمها شرکات الدراسة لتنمیة المجتمعات المحلیة

 

تتعدد خدمات شرکات الدراسة ما بین خدمات تنمویة (خدمات المسئولیة الاجتماعیة) من ناحیة وخدمات (مساعدات) اجتماعیة مؤقتة من ناحیة أخرى، ویستعرض الملحق هذه الخدمات مع الترکیز على خدمات المسئولیة الاجتماعیة باعتبارها محور الدراسة.

ملحوظة: من خلال الدراسة المیدانیة مع مجتمع البحث من المسئولین والمستفیدین، ومنشورات جمعیة العربی لتنمیة المجتمع بقریة "أبو رقبة" ومنشورات جمعیة "أبو العینین" للنشاط الاجتماعی والخیری، استطاعت الباحثة أن تصنف وتستعرض خدمات الشرکات الثلاث. وفیما یلی عرض لهذه الخدمات

 

أولاً: خدمات شرکة العربی للأجهزة الکهربائیة بقریة أبو رقبة:

تُعد الشرکة العربی من أکثر شرکات الدراسة تقدیماً لخدمات المسئولیة الاجتماعیة لإحدى المجتمعات المحلیة هى قریة "أبو رقبة" بمرکز "أشمون" بمحافظة "المنوفیة"، حیث تتعدد خدماتها ما بین بناء هیئات تعلیمیة وبناء مکتبة ثقافیة وبناء مکتب تحفیظ القرآن وخدمات طبیة وخدمات بیئیة والعدید من الخدمات. والجدیر بالذکر وجود بالشرکة قطاع یسمى قطاع المسئولیة الاجتماعیة، ویوجد فریق عمل خاص بهذا القطاع، وینقسم هذا القطاع إلى قطاعین هما:

-    القطاع الأول: قطاع مؤسسی: خاص بالتخطیط والتنسیق والرقابة على مجموعة جمعیات العربی لتنمیة المجتمع المتواجدة بمدینة نصر بالقاهرة، ومدینة قویسنا، ومدینة بنها، ومدینة بور سعید وقریة أبو رقبة التابعة لمحافظة المنوفیة.

-    القطاع الآخر: خاص بالتعامل مع الهیئات سواء عن طریق تبرعات مالیة أو عینیة.

کما قامت الشرکة بتقدیم العدید من الخدمات لقریة "أبو رقبة" بعیداً عن هذین القطاعین.

وسنرکز على ما قدمته الشرکة من خدمات لقریة "أبو رقبة" باعتبارها الموطن الأصلی لأصحاب الشرکة، فقد عاصروا سوء أحوالها وخاصة التعلیمیة. وهناک خدمات قدمها أصحاب الشرکة للقریة بشکل مباشر، وهناک خدمات قدمت عن طریق إحدى الجمعیات الأهلیة للشرکة وهى مؤسسة العربی لتنمیة المجتمع بقریة "أبو رقبة".

 

والجدیر بالذکر أن الشرکة بالإضافة إلى تقدیمها للعدید من الخدمات التنمویة (خدمات المسئولیة الاجتماعیة) فقد قدمت أیضاً خدمات اجتماعیة مؤقتة، وفیما یلی عرض لجمیع الخدمات المقدمة للقریة، مع الترکیز على خدمات المسئولیة الاجتماعیة باعتبارها محور الدراسة.

 

(1) خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "العربی" بقریة "أبو رقبة":

أ- خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "العربی" بالقریة فی مجال التنمیة التعلیمیة:

قدمت الشرکة العدید من الخدمات التعلیمیة للقریة هى:

1- خدمات المسئولیة الاجتماعیة التعلیمیة التی قدمتها شرکة" العربی" مباشرة للقریة:

  *- فی عام 1995م قامت الشرکة ببناء مدرستین وتجهیزهما کاملاً وتسلیمهما مجاناً لوزارة التربیة والتعلیم لإدارتهما وهما: المدرسة الأولى: (مدرسة عمر بن الخطاب الإبتدائیة) والمدرسة الأخرى: (مدرسة أبو رقبة الثانویة المشترکة).

*- وفی عام 1999م قامت الشرکة بإنشاء مجمع العربی التعلیمی الأزهری على مساحة ثلاثة أفدنة بتکلفة إجمالیة خمسة ملیون جنیه وتسلیمه مجاناً لوزارة التربیة والتعلیم لإدارته ویضم المجمع: - "حضانة العربی المشترکة".       - "معهد العربی الإبتدائی المشترک".

- "معهد العربی الإعدادی والثانوی بنین".

- "معهد العربی الإعدادی والثانوی فتیات".

- "معهد العربی النموذجی الابتدائی والاعدادی والثانوی المشترک".

2- خدمات المسئولیة الاجتماعیة التعلیمیة التی قدمتها جمعیة "العربی" للقریة:

*- مشروع محو الأمیة وتعلیم الکبار: بالتعاون مع هیئة محو الأمیة وتعلیم الکبار(تم افتتاح هذا المشروع فی عام 2012م ومازال متواجداً حتى الآن).

عدد المستفیدین: قامت المؤسسة بتخریج عدد (70) دارساً ودارسة ممن أجادوا القراءة والکتابة وحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الکریم من عام 2012-2016م.

شروط الاستفادة: لا توجد شروط فهو یقدم لأبناء القریة والقرى المحیطة مجاناً للجنسین.

ب-      خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "العربی" بالقریة فی مجال التنمیة الدینیة:

 *- أنشأت الشرکة مکتب "العربی" لتحفیظ القرآن الکریم بالقریة،(عام 2000م ومازال متواجداً حتى الآن). یحتوی المکتب على ستة طوابق تشتمل على 30 فصلاً یتراوح عدد طلاب کل فصل ما بین 25 إلى 30 طالباً. ویعمل المکتب فترتین یومیا عدا أیام الجمع.

عدد المستفیدین: ما یقرب من (800) دارس، وعلى مدار 15 سنة تم تخریج (680) دارساً اجتازوا حفظ القرآن کاملاً. شروط الاستفادة: لا یقل سن الطالب عن (6) سنوات ولا یزید عن (15) سنة. والخدمة وجمیع الکتب الدراسیة تقدم مجاناً.

*-      قامت الشرکة بإنشاء مسجد "العربی" بالقریة عام 1980م.

ج-      خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "العربی" للقریة فی مجال التنمیة الثقافیة:

قدمت الشرکة العدید من الخدمات الثقافیة للقریة هى:

1-      خدمات المسئولیة الاجتماعیة الثقافیة التی قدمتها شرکة "العربی" مباشرة للقریة:

*- مکتبة "العربی" بالقریة:أنشأت الشرکة مکتبة "العربی" داخل مبنى "العربی" لتحفیظ القرآن (تم افتتاحها فی شهر فبرایر عام 2001م ومازالت متواجدة حتى الآن). تعمل المکتبة یومیاً من الساعة 8 ص إلى الساعة 8م عدا أیام الجمع والعطلات الرسمیة. وتحتوی المکتبة على ما یقرب من عشرة آلاف کتاب حتى نهایة عام 2016م بمختلف المجالات (قانون، اقتصاد، علم نفس، علم اجتماع، هندسة، طب، معارف عامة، ثقافة طفل وعلوم إسلامیة).

عدد المستفیدین: تخدم المکتبة ما یقرب من (خمسة آلاف) دارس سنویاً فی مختلف الأعمار.  شروط الاستفادة: لا توجد شروط فخدمة الإطلاع مجاناً.

2- خدمات المسئولیة الاجتماعیة الثقافیة التی قدمتها مؤسسة "العربی" للقریة:

 *- الندوات الطبیة:تقوم الجمعیة بعقد ندوات طبیة بمستشفى "العربی" الخاصة بالقریة للراغبین فی الحضور من أبناء القریة یلقیها مجموعة من الأطباء (وأثناء الدراسة المیدانیة تم إنعقاد ندوة فی 28/5/2016م بعنوان الصیام ومرضى السکر فی رمضان).

د-       خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "العربی" بالقریة فی مجال التنمیة البیئیة :

*- مشروع البیوجاز: عبارة عن (جهاز یقوم بتحویل المخلفات الحیوانیة والزراعیة والمنزلیة إلى غاز المیثان الذی یستخدم کمصدر للطاقة). عدد المستفیدین: قامت الجمعیة بترکیب عدد (7) وحدات بیوجاز صغیرة بتکلفة قدرهها (2500) جنیه للوحدة، تتحمل الجمعیة (1500) ج للوحدة وألف ج تتحملها منظمة الأمم المتحدة عن طریق (شرکة بیو مصر للطاقة المتجددة). وجاری إنشاء وحدة کبیرة لخمسة بیوت بتکلفة (16000)ج، تتحمل الجمعیة (8000)ج وأصحاب البیوت (2000)ج وشرکة بیوجاز (6000)ج.


هـ-  خدمات المسئولیة الاجتماعیة التی قدمتها جمعیة "العربی" للقریة فی مجال التدریب المهنی:

*- مشروع الأرکت: (تم افتتاحه فی ینایر 2016م ومازال متواجداً حتى الآن) أتاحت الجمعیة التدریب للراغبین على حرفة الأرکت، مما یشجعهم على ممارسة هذه الحرفة کمصدر للدخل. عدد المستفیدین: نظراً لحداثة المشروع بلغ عدد المستفیدین أربعة شباب.   شروط الاستفادة: التدریب مجانی، ویشترط الذکور ولا یزید السن عن 40 عاماً.

*- مشروع الرعایة الطبیة المنزلیة: (بدأ فی فبرایر عام 2016م ومازال متواجداً حتى الآن). أتاحت الجمعیة إلحاق الراغبین من الذکور والإناث للتدریب على مهنة التمریض داخل مستشفى "العربی" الخاصة بالقریة ما یتیح للمتدرب فرصة العمل، حیث یقوم المریض بالتواصل مع الجمعیة وتقوم متطوعة بإرسال الممرض إلى منزل المریض.

عدد المستفیدین: لحداثة المشروع بلغ عدد المتدربین خمسة أشخاص (3 إناث و2 ذکور)

شروط الاستفادة: أن یکون المتدرب من الشباب من الجنسین، ویتم التدریب مجاناً.

و-      خدمات المسئولیة الاجتماعیة لجمعیة "العربی" بالقریة فی المجال الصحی:

*-      مشروع القوافل الطبیة: قامت جمعیة "العربی" بعمل قوافل طبیة داخل قرى مرکز أشمون لتقدیم الخدمات العلاجیة مجاناً وتقدیم النصائح الطبیة للوقایة من الأمراض.

*-      تقوم الجمعیة بتحویل الحالات المرضیة غیر القادرة مالیاً إلى مستشفى "العربی" الخاصة بالقریة للکشف الطبی مجانا وإجراء عملیات جراحیة وصرف الدواء بخصم من 50% إلى 75% من القیمة المالیة لهما، وفی بعض الحالات غیر القادرة یتم صرف الدواء مجاناً.

 

(2) خدمات المسئولیة الاجتماعیة المستقبلیة لشرکة "العربی" للقریة:

سوف تقدم مؤسسة "العربی" بالقریة مجموعة من المشروعات التنمویة المستقبلیة مثل:

أ-   الاستمرار فی جمیع أنشطة المسئولیة الاجتماعیة السابق ذکرها.

ب-  مشروع فصول التقویة: (بدایة من العام الدراسی 2016-2017م) ستقوم الجمعیة بإعداد فصول تقویة لطلاب معهد العربی الأزهری، داخل فصول مبنى "العربی" لتحفیظ القرآن بتکلفة قدرها (15000) ج وذلک بهدف الارتقاء بمستوى الطلاب، وتخفیف العبء على أولیاء الأمور، وستقوم بتشجیع الملتحقین بحفل یقام سنویاً لتکریم المتفوقین.

ج-  ستعقد دورات تدریبیة للراغبین لمواجهة أخطار الحرائق وإنقاذ الحالات المصابة من خلال مدربین متخصصین بتکلفة قدرها (30000) ج. وتدریب الراغبین ذوی المؤهلات الفنیة على حرف متعددة (کهرباء - نجارة - حدادة)، کما ستقوم بتدریب الراغبین على الآداب العامة للطریق وقوانین المرور مما یساعد على انخفاض نسبة حوادث الطرق. کذلک ستعقد ندوات توعیة للمقبلین على الزواج لمعرفة أحکام الزواج ومعوقاته مما یحفظ المجتمع من التفکک الأسری.

د-   ستسهم جمعیة "العربی" فی توصیل الصرف الصحی للقریة والقرى المحیطة، حیث تم موافقة محافظ المنوفیة لطلب الجمعیة باستثناء قطعة أرض خارج الحیز العمرانی لإقامة محطة الصرف الصحی علیها، وجاری إنهاء الموافقة من وزیر الإسکان والتعمیر.

هـ-  ستقوم الجمعیة بإنشاء مبنى خدمی خلف مستشفى "العربی" بالقریة على مساحة 120 م طول × 25 م عرض، ویتضمن المبنى مجموعة خدمات مثل (وحدة مطافی، مکتب برید، إسعاف، بنک، نقطة شرطة)، وستقوم الجمعیة بعد إنشائه بتسلیمه للجهات الحکومیة لإدارته.

 

(3)      الخدمات (المساعدات الاجتماعیة المؤقتة) لشرکة "العربی"  لقریة "أبو رقبة"

تقدم جمعیة "العربی" مساعدات اجتماعیة مؤقتة للعدید من الأسر الفقیرة کالمساعدات المالیة الشهریة والمساعدات الموسمیة کالشنط التموینیة والمساعدات العینیة للعرائس الأیتام.

 

ثانیاً - خدمات شرکة کلیوباترا للسیرامیک :

    لا یوجد بالشرکة إدارة تسمى بالمسئولیة الاجتماعیة، ولکن تمارس مسئولیتها من خلال جمعیتها الأهلیة التابعة لها وهى (مؤسسة أبو العینین للنشاط الاجتماعی والخیری). نشأتها: بدأت المؤسسة نشاطها عام 1980م. أهدافها: قام الأستاذ "محمد أبو العینین" بتأسیسها إیماناً بالمسئولیة الاجتماعیة للشرکات التی علیها التزام أساسی نحو المجتمع الذی تعمل فیه، بتقدیم الخدمات الصحیة والتعلیمیة والدینیة وخدمات العمل والمساعدات المالیة والعینیة لأفراد ممنطقة جنوب الجیزة والمؤسسات الحکومیة والجمعیات الأهلیة على مستوى الجمهوریة، بالاعتماد على التمویل الذاتی. والجدیر بالذکر أنه تم تکریم السید/ "محمد أبو العینین" من وزیرة التضامن الاجتماعی عام 2014 لدوره الاجتماعی من خلال مؤسسته الاجتماعیة.

وسوف یتم الترکیز على خدمات المؤسسة لمنطقة "جنوب الجیزة" وتتعدد هذه الخدمات ما بین خدمات المسئولیة الاجتماعیة، ومساعدات اجتماعیة مؤقتة، وفیما یلی عرض لتلک الخدمات.

(1) خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "أبو العینین" للنشاط الاجتماعی والخیری:

أ-   خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "أبو العینین" فی مجال توفیر فرص العمل تتمثل فی:

*    إقامة المشروعات الصغیرة للمرأة المعیلة: (بدأ المشروع عام 1990م ومستمر حتى الآن) تقوم المؤسسة بتمکین المرأة بتعلیمها حرفة مثل (الحیاکة والتریکو) وإمدادها بالآلات (کماکینات الحیاکة) والمواد الخام. کما تقوم بتوفیر أکشاک حلویات ومدها بالبضائع، وتوفیر فاکهة للإتجار فیها. وتوفر أفران للخبر. عدد المستفیدات: ما یقرب من (600) حالة سنویاً. الشروط: مجاناً للمرأة المعیلة فقط.

 ب-     خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "أبو العینین" فی مجال التنمیة التعلیمیة:

*    نشاط الدعم المالی للطلاب غیر القادرین: (بدأ منذ نشأة المؤسسة ومستمر حتى الآن) وذلک بإعطاء مصاریف المدرسة لطلاب بعض مدارس الجیزة (کمدرسة الفاروق عمر الإبتدائیة ومدرسة شجرة الدر الإعدادیة).

ج-      خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "أبو العینین" فی مجال التنمیة الدینیة:

*    نشاط تحفیظ القرآن الکریم: (بدأ منذ نشأة المؤسسة عام 1980م ومستمر حتى الآن). یوجد بالمؤسسة فصول لتحفیظ القرآن الکریم. ومن مظاهر الاهتمام بهذا النشاط: تعقد المؤسسة سنویاً مسابقة حفظ القرآن الکریم بالاشتراک مع الأزهر الشریف یشارک فیها حوالی (160000) متسابق على مستوى الجمهوریة وتصل قیمة الجوائز إلى ملیون جنیه. کما تعطی المؤسسة لأمهات الطلاب حوافز مالیة وعینیة (شنطة تموینیة) شهریاً. عدد المستفیدین: فی عام 2016 وصل عدد الملتحقین نحو (400) حالة. شروط الالتحاق: الالتحاق بدون شروط للنساء والأطفال مجاناً.

د-       خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "أبو العینین" فی مجال التنمیة الصحیة:

*    فی عام 1990 تم التبرع بعشر حضانات لمرکز المبتسرین للأطفال التابع لجمعیة الشرعیة بمسجد الاستقامة تقدر الحضانة الواحدة بحوالی (25 ألف) جنیه.

 

*        إنشاء وحدة غسیل الکلى "بمسجد الاستقامة بالجیزة التابع للجمعیة الشرعیة" عام 1990م.

*    تُعد المؤسسة وبصفة دوریة بالتعاون مع الإدارة الصحیة لجنوب "الجیزة" قوافل طبیة لعلاج الأهالی ومتابعة الحالات التی تستدعی إجراء جراحات لها.

*        توفیر الرعایة الصحیة لمئات المرضى حیث:

-    تتحمل المؤسسة (75) ج من قیمة الدواء لما یقرب من (150) حالة سنویاً، کما تقدم" صیدلیة "د. یحیى زکی" وصیدلیة "د. العزبی" بالجیزة خصم 10% على أسعار الأدویة مساهمة للجمعیة.

-    کما تقدم مراکز الأشعة (المختبر وسیجما والأهرام) خصم یصل إلى 20% من قیمة الأشعة وتم إرسال(370) حالة فی عام 2016.

-    شراء أکیاس دم من جمعیة "الهلال الأحمر" بما یقرب من (30) کیساً شهریاً یقدر الکیس بحوالی (200) ج. (ما یقرب من 182 کیساً عام 2016م). (شهدت الباحثة أهالی المرضى یترددون على المؤسسة لأخذ تصریح للحصول على أکیاس دم من جمعیة الهلال الأحمر).

-    ومن عام 1990م تم تسلیم أدویة لمرضى الکلى (حقن إبریکس 4000) بما یقرب من (50) حقنة شهریاً تقدر الواحدة بحوالی(250) ج.

-    تتحمل المؤسسة نسبة من تکالیف إجراء جراحات القلب المفتوح وزراعة القرنیة وزراعة الکلى والکبد ما یقرب من عشر حالات عام 2016م.

-     وخلال الفترة من 1/1/ 2016 إلى 1/7/ 2016م تم تسلیم ستین نظارة طبیة، وعشر مراتب هوائیة لمرضى قرح الفراش تقدر المرتبة بما یقرب من (200)ج.

-    تم تقدیم عشرة سماعات عام 2016م تقدر قیمة السماعة 1500 ج.

-    تقدیم أجهزة مساعدة لذوی الاحتیاجات الخاصة ما یقرب من 200 کرسی.

هـ-      خدمات المسئولیة الاجتماعیة لمؤسسة "أبو العینین" فی مجال التنمیة الثقافیة مثل:

*        تقوم المؤسسة بعقد ندوات ثقافیة للأهالی فی مقر المؤسسة أو فی المراکز الریاضیة.

          

(2)      خدمات المسئولیة الاجتماعیة المستقبلیة لمؤسسة "أبو العینین"

*    جاری إجراء دراسات حول تقدیم أجهزة طبیة للعدید من الهیئات الطبیة بمنطقة جنوب الجیزة وعلى مستوى محافظات مصر.

 

(3) الخدمات (المساعدات) الاجتماعیة المؤقتة لمؤسسة "أبو العینین":

*    تقدم المؤسسة العدید من المساعدات الاجتماعیة المؤقتة منذ بدایة نشأتها ومستمرة حتى الآن کالمساعدات المالیة الشهریة والمساعدات الموسمیة والمساعدات العینیة للعرائس الأیتام بتوفیر جهاز کهربائی لکل عروسة حسب الاحتیاج (500) فتاة سنویاً.

*    کما قدمت العدید من المساعدات الاجتماعیة المؤقتة حیال کوارث وأزمات المجتمع مثل: توزیع کمیات من المطهرات والکمامات لجمیع الهیئات التعلیمیة "بجنوب الجیزة" لمواجهة أنفلونزا الخنازیر.

 

ثالثاً : خدمات شرکة "کوکاکولا مصر للمشروبات الغازیة":

       تتعدد الخدمات التی تقدمها الشرکة ما بین أنشطة المسئولیة الاجتماعیة، والمساعدات الاجتماعیة المؤقتة. وفیما یلی عرض لتلک الخدمات:

(1)      خدمات المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "کوکاکولا مصر للمشروبات الغازیة":

أ-       مشروع تمکین المرأة المعیلة اقتصادیاً (خلال الفترة من عام 2015-2020م):

فی سیاق المسئولیة الاجتماعیة لشرکة "کوکاکولا العالمیة" لتمکین خمسة ملیون امرأة اقتصادیاً حول العالم بحلول عام 2020، قامت شرکة" کوکاکولا مصر" بالتعاون مع جمعیة "واحد من الناس" بتمکین أربعة ألاف امرأة اقتصادیاً فی مصر، من خلال مشروعات صغیرة (المشروع عبارة عن محل صغیر لبیع البضائع تمنحه المحافظة للنساء المعیلات، وتقوم شرکة "کوکاکولا" بإمداد النساء بمنتجاتها المختلفة مجاناً وتشترک معها شرکة "أتلانتک أند ستریز" التی تمدهن مجاناً بالثلاجات لبیع المنتجات، وتقوم جمعیة "واحد من الناس" بإمدادهن بسلع أخرى مختلفة، وتقوم وزارة التضامن الاجتماعی بإمداد الشرکة بأسماء النساء المعیلات).

شروط الاستفادة: یقدم للمرأة المعیلة فقط.

عدد المستفیدات: بدأ التنفیذ الفعلی للمشروع فی أغسطس عام 2015م وفی نهایة شهر ینایر عام 2016 م وصل عدد المستفیدات إلى (1336) امرأة بمختلف محافظات "جمهوریة مصر العربیة" موزعین عبر الفترات التالیة:

-    فی أغسطس عام 2015م تم تمکین (100 إمرأة بعزبة الهجانة و77 سیدة بمنشیة ناصر).

-    وفی سبتمبر عام 2015م تم تمکین (120) إمرأة فی أربع قرى فی محافظة" بنی سویف".

-    وفی أکتوبر عام 2015م تم تمکین (150) إمرأة فی ثلاث قرى بمحافظة "المنیا". کما تم تمکین (235) إمرأة فی ست قرى بمحافظة" أسیوط".

-    وفی نوفمبر عام 2015م تم تمکین (308) إمرأة فی أربع قرى فی محافظة "سوهاج".

-    وفی دیسمبر عام 2015م تم تمکین (100) إمرأة بقریتین بمحافظة الفیوم. کما تم تمکین (129) إمرأة فی فی ثلاث قرى بمحافظة "بنی سویف". کما تم تمکین (23) إمرأة بمنطقة إمبابة بمحافظة "الجیزة".

-    وفی ینایر عام 2016م : تم تمکین (94) إمرأة بأربع قرى بمحافظة "أسیوط".

 

ب-  مشروع "تطویر مائة قریة بجمهوریة مصر العربیة" خلال الفترة من عام 2010 إلى 2020م: تشترک الشرکة مع "مؤسسة مصر الخیر وجمعیة کاش وبنک الطعام" بمشروع تطویر مائه قریة الأکثر احتیاجاً. شروط الاستفادة: یخدم المشروع أکثر القرى احتیاجاً. عدد المستفیدین: فی الفترة من 2010م حتى عام 2016م تم تطویر(40) قریة بمحافظات "المنیا والجیزة والصعید" استفاد نحو (65) ألف مواطن حیث تم توصیل المیاه وتطویر(46) مدرسة وتزویدها بمعامل کمبیوتر، وتجدید (32) وحدة صحیة وتزویدها بأجهزة کشف.

 

(2) خدمات المسئولیة الاجتماعیة المستقبلیة لشرکة" کوکاکولا مصر للمشروبات الغازیة"

*        الاستمرار فی مشروع تمکین المرأة حتى عام 2020م لیتم تمکین (4000) امرأة.

*        تطویر ستین قریة حتى عام 2020م لیتم تطویر (مائة) قریة.

 

(3) الخدمات (المساعدات) الاجتماعیة المؤقتة لشرکة "کوکاکولا مصر للمشروبات الغازیة"

*        قامت الشرکة بالتعاون مع "مؤسسة مصر الخیر" بتسدید دیون ألف غارمة بدلاً من إعلاناتها السنویة فی عام 2016م. کما قامت بالاشتراک بمنتجاتها مع العدید من الجمعیات الأهلیة بتنظیم حفل إفطار جماعی فی شهر رمضان مثل (مرکز أیتام المدینة المنورة بروض الفرج (300 فرد)، وجمعیة أصدقاء الموهوبین من الفئات الخاصة والمعاقین (300) فرداً. کما قامت بالاشتراک بمنتجاتها مع العدید من الجمعیات الأهلیة. کمؤسسة "مصر الخیر"، لتوزیع شنط رمضان على العدید من المحافظات کالصعید