التطرف والجماعات الإرهابية في مصر

نوع المستند : أبحاث علمیة

المستخلص

بعث الله محمدا –عليه الصلاة والسلام-، رحمة للناس، بل لکل العالمين، کما نص القرآن الکريم بقوله: "وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، فکان کل نبي من الأنبياء والرسل السابقين على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، يُرسَل إلى قومه خاصة، فيدعوهم إلى التوحيد، وعبادة الله وحده، أما سيدنا محمد، فقد أرسله الله لکل الناس. والقرآن الکريم من أول سورة فيه إلى آخر سورة يوضح هذه الحقيقة، ففي سورة الفاتحة، تبدأ السورة المبارکة بقول الله تعالى: "الحمد لله رب العالمين"، وآخر سورة في ترتيب المصحف هي سورة الناس، وفيها يقول الله تعالى: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" .... الخ السورة الکريمة، والإسلام يؤکد أن الله رب کل الناس، مسلمين وغير مسلمين، يرزقهم ويمنحهم الصحة والعقل والتقدم والرخاء؛ لأنهم جميعا عباده تعالى، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (الخلق عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله)، ومعنى عيال الله: أي أن الله هو الخالق وهم عالة عليه.
والإسلام کرَّم کل الناس مسلمين وغير مسلمين، يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ کَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" سورة الإسراء، الآية 70، ليس فقط المسلمين أو المؤمنين أو المتقين.

نقاط رئيسية

لتطرف والجماعات الإرهابية في مصر
النشأة – الأهداف – موقف الإسلام منها – أساليب مواجهتها
 

الكلمات الرئيسية


التطرف والجماعات الإرهابية في مصر

النشأة – الأهداف – موقف الإسلام منها – أساليب مواجهتها

 

 

الأستاذ الدکتور

نبيل السمالوطي

العميد الأسبق لکلية الدراسات الإنسانية

وأستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر

 

1-            إنسانية الإسلام.

2-            الجماعات المتطرفة والتجنيد الإلکتروني.

3-            التطرف والجماعات الإرهابية.

-      حقيقتها.

-      هل يوجد في الإسلام جماعات إسلامية مغلقة؟.

-      من أنشأ هذه الجماعات؟.

-      الأباطيل والضلالات داخل الجماعات الإرهابية والتي تتناقض مع مبادئ الإسلام وکل الرسالات السماوية.

4-            الجماعات الإرهابية وثورات الربيع العربي: التخطيط الدولي لإلغاء العالم العربي من الخريطة.

5-            الأهداف الخبيثة للجماعات الإرهابية.

6-            الجامعات ودورها في نهضة المجتمعات ومواجهة التطرف والإرهاب.

7-            أهم أساليب مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية: العالمية – الإقليمية – المحلية.

 

 

إنسانية الإسلام:

بعث الله محمدا –عليه الصلاة والسلام-، رحمة للناس، بل لکل العالمين، کما نص القرآن الکريم بقوله: "وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، فکان کل نبي من الأنبياء والرسل السابقين على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، يُرسَل إلى قومه خاصة، فيدعوهم إلى التوحيد، وعبادة الله وحده، أما سيدنا محمد، فقد أرسله الله لکل الناس. والقرآن الکريم من أول سورة فيه إلى آخر سورة يوضح هذه الحقيقة، ففي سورة الفاتحة، تبدأ السورة المبارکة بقول الله تعالى: "الحمد لله رب العالمين"، وآخر سورة في ترتيب المصحف هي سورة الناس، وفيها يقول الله تعالى: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" .... الخ السورة الکريمة، والإسلام يؤکد أن الله رب کل الناس، مسلمين وغير مسلمين، يرزقهم ويمنحهم الصحة والعقل والتقدم والرخاء؛ لأنهم جميعا عباده تعالى، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (الخلق عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله)، ومعنى عيال الله: أي أن الله هو الخالق وهم عالة عليه.

والإسلام کرَّم کل الناس مسلمين وغير مسلمين، يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ کَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" سورة الإسراء، الآية 70، ليس فقط المسلمين أو المؤمنين أو المتقين.

وعندما يتناول القرآن الخلق وأسبابه، ومعايير التفاوت بين الناس جميعا يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُم مِّن ذَکَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواإِنَّأَکْرَمَکُمْعِندَاللَّهِأَتْقَاکُمْإِنَّاللَّهَعَلِيمٌخَبِيرٌ"، سورة الحجرات الآية: 13. فلم يأت الله هنا بدين أو ملة، فالتعاون بين کل الناس، شعوبا: (يعني مختلف الدول)، وقبائل: (يعني مکونات المجتمع أو الدولة مع وجود اختلاف الأديان والأعراق والألوان والملل .... الخ)، ومعيار القرب من الله تعالى هو التقوى، وهو ما يحاسب عليه الله ولاشأن للناس به، والتعاون، وهو واجب الناس في الدنيا، والمعيار عند الله وليس عند الناس، هو التقوى، يقول ربنا تبارک وتعالى: "لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ کَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِکَ کَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِکَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، سورة المجادلة الآية 22، وهذا ليس لأهل الکتاب، ولا ممن يعتنقون أي دين آخر، فکلمة "يحادون" يعني: يحاربون الله ورسوله ولو کانوا الأقارب أو الجيران، فالمودة والعلاقات بين المسلمين وکل الديانات الأخرى تتمثل في التعاون والعمل المشترک لعمارة الأرض، وضمان وصول حقوق الإنسان والحريات لکل الناس دون استثناء ودون تمييز.

وفکرة المواطنة التي طبقها الرسول –- في أول دولة أنشأها بعد الهجرة، أسس فيها سيادة حقوق الإنسان وحرياته لکل أبناء المدينة المنورة، مسلمين وغير مسلمين، سواء کانوا يهودا أو حتى مشرکين، (لهم ما لنا وعليهم ما علينا)، وقد قال عنهم سيد الخلق: (سنوا بهم سنة أهل الکتاب)، وهذا يعني تطبيق بنود العقد مع اليهود على المشرکين طالما احترموا الشرط (الذي هو في المصطلح الحديث "الدستور") وهو هنا وثيقة المدينة التي أبرمها الرسول –-  مع يهود المدينة. والإسلام يحترم حق کل إنسان في اختيار دينه بحرية بعد عرض حقائق وثوابت الإسلام عليه، الإسلام يمنع احتقار الأديان الأخرى أو ما يطلق عليه ازدراء الأديان، يقول الله تعالى: "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" سورة الأنعام، الآية: 108.والإسلام يؤکد على حقيقة دولة القانون، بمعنى سيادة القانون على کل من يعيش داخل الدولة، مسلمين وغير مسلمين، وکما ورد في الحديث، قوله –-: (لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطع محمد يدها)، وحاشاها أن تفعل هذا..

نزل الوحي على سيدنا محمد –- بمکة المکرمة، ومکث فيها ثلاثة عشر عاما، کان الرسول –- يدعو للإسلام الذي يتمثل في توحيد الله وحده وعمل الصالحات من خلال نشر السلام وقيم الحق والعدل والإخاء والتعاون، وحق کل إنسان في کل حقوق الإنسان والحريات المختلفة بما فيها اختيار دينه بمحض إرادته دون إکراه، وکان الرسول –- ومن معه من المؤمنين يحاربون حربا دون هواده، وکان الکفار يؤذون المؤمنين بمختلف أنواع الإيذاء، لکن الله لم يأذن لهم بمواجهة الإيذاء والحرب بالمثل، فکانت توجيهات الرسول في هذه المرحلة الطويلة (13 عاما)، کما وضحتها آيات القرآن الکريم لأتباعه، کما يلي:-

قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ کُفُّوا أَيْدِيَکُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ کَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ کَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إلىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا"، سورة النساء، الآية: 77. ، وقال تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاکِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنکُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ"، سورة البقرة، الآية: 83. ، وقال تعالى: "وَلَا تُطِعِ الْکَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِوَکَفَىٰبِاللَّهِوَکِيلًا"، سورة الأحزاب، الآية: 48.

وبعد الانتقال أو الهجرة للمدينة، وتکوين أول دولة وشرع فيها القتال لأول مرة، إنما شرع للدفاع عن النفس والمجتمع والممتلکات الشرعية وضد الظلم، وللدفاع عن کل من يعبد الله سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، وللدفاع عن کل المعابد التي تمارس فيها العبادة؛ لأنها کلها يعبد فيها الله وحده. أنظر إلى هذه الآية المعجزة، والقرآن کله معجز، يقول الله تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواوَإِنَّاللَّهَعَلَىٰنَصْرِهِمْلَقَدِيرٌالَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ  وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْکَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ کَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" سورة الحج، الآيات (39-40)، وهذا يعني دفاع الإسلام عن کل العباد، وعن المعابد التي يُذکر فيها اسم الله کثيراً، وليس فقط مساجد المسلمين.

وسطية الإسلام تتمثل في محاربة العنصرية والفئوية، والإسلام لا يفرض نفسه على کل شعب دخله، کما حدث أثناء احتلال الرومان واليونان دول العالم(1)، فعندما احتلت روما مصر حولوا المذهب المسيحي وکنائس المصريين في أيام قليلة إلى مذهبهم، مع أنهم أبناء دين واحد ومذاهب مختلفة، فاستولوا على الکنائس المصرية، وشردوا القساوسة وآباء المذهب الکنسي المصري، على العکس من هذا، فبعد أن فتح عمرو بن العاص –رضي الله عنه- مصر أرجع القساوسة الهاربين، وسمح لهم بممارسة دينهم وعقيدتهم بحرية کاملة، وظل المسيحيون في مصر هم الغالبية حتى بعد 400 سنة من الفتح الإسلامي. فالمسلمون يکتفون بعرض حقائق الإسلام، لکنهم لا يفرضون دينهم على الآخرين، يقول الله لرسوله –- في القرآن الکريم: "فَذَکِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَکِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ"، سورة الغاشية، الآيات (21-22). المسلمون يرفضون التسلط والاستعلاء وتسخير غير المسلمين، لکن کل الدول التي فتحها المسلمون ينطبق عليها عقد الرسول –- مع اليهود والمشرکين في أول دولة مدنية أسسها صلوات الله وسلامه عليه.کل أبناء الدولة مواطنين، مسلمين وغير مسلمين، لهم نفس الحقوق والحريات والواجبات، وهکذا أسس –- مفهوم المواطنة، ودولة القانون، ودولة سيادة الدستور، على المستوى النظري والتطبيقي.. أسس –- فکرة الدولة التعاقدية، عقد بين الرسول –- وبين أبناء المدينة، وعقد بين الأنصار والأنصار، (الأوس والخزرج)، وعقد المؤاخاة، وعقد بين الدولة والمجتمع برئاسة محمد رسول الله وبين اليهود، وبين الدولة وبين المشرکين، فکلهم مواطنون، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.

والإسلام يؤکد على إعطاء کل ذي حق حقه، فقد أکَّد –- أن للرب حقا، وللبدن حقا، وللأسرة حقا، وللمجتمع حقا، وهذا يعني عدم التطرف، والبعد عن المغالاة، فهذا انحراف حذَّر منه الإسلام، وحتى في العبادات هناک وسطية، فلکل عبادة وقتها، وفي أحکام الصلاة، فإن من لم يستطع آدائها قائما، فإنه يصلي قاعدا، أو على جنبه، وأيضا من کان مريضا أو على سفر، فإنه لا يصوم، وکذا أداء فريضة الحج، يؤديها من استطاع إليه سبيلا، وکذا الزکاة فإنها تجب ببلوغ النصاب وأن يمر عليها الحول.

 

الجماعات المتطرفة والتجنيد الإلکتروني:

إن النجاح الکبير الذي تحققه مصر في کل المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية بعد ثورة 30 يونيو 2013م، أفسد المخطط الشيطاني الذي رسمه الغرب، والذي قاده برنارد لويس اليهودي الصهيوني البريطاني المعادي للعرب والمسلمين، والذي رسم خطة لإزالة العرب أو الدول العربية، وهي 22 دولة من الخريطة الجغرافية، والقضاء على الفکر الإسلامي بثقافته التي تنشر قيم العدل والمساواة والإخاء وسيادة الحريات وحقوق الإنسان والتسامح والعفو والتقدم العلمي والتکنولوجي والاقتصادي والاجتماعي للجميع، ونشر المواطنة بين کل أبناء المجتمع أو الوطن الواحد دون تمييز.

وقد تحولت خطة برنارد لويس إلى قرار واجب التنفيذ في الکونجرس الأمريکي عام 1983م، ومن وقتها بل وقبل ذلک، منذ بداية ظهور الجماعات المتسترة بالدين، والتي تريد الوصول للسلطة لتحقيق أهداف أسيادها الذين أنشأها، مثل جماعات الإخوان المسلمين، والتي انبثقت منها جماعة القاعدة، ثم جماعة داعش، وغيرها من جماعات إرهابية متطرفة تستهدف إسقاط الدول العربية والإسلامية من داخلها من خلال نشر الشائعات والفتن والتشکيک داخل الدول، ومن خلال الوقيعة بين الشعوب وقادتها وأجهزة الأمن والحبس داخلها، ومن خلال إثارة الحروب الأهلية داخل هذه الدول. هذه الجماعات المتطرفة جميعها بلا استثناء هم إنتاج الصهيونية والغرب، سواء انجلترا أو أمريکا أو غيرها، وهذا ما أکدته (هيلاري کلينتون) في کتابها (خيارات صعبة)، "Hard Choices"، وهذا ما أکدته أيضا (کونداليزاريس) –وزيرة الخارجية الأمريکية السابقة-، وهذا أيضا ما أکده (کولين باول) وزير الخارجية الأمريکي الأسبق. هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة تحاول تحقيق أهدافها الخبيثة من خلال استهداف شباب دولنا وعالمنا العربي، وتخريب عقولهم، وبث مجموعة من المبادئ والأفکار لديهم تجعلهم ناقمين على دولهم، مستعدين لتنفيذ الخطط والمبادئ الشيطانية، التي ترسمها لهم هذه الجماعات المتعفنة المتطرفة الإرهابية، التي تريد إسقاط المجتمعات العربية والإسلامية.

وإذا تساءلنا لماذا کان استهداف الجماعات المتطرفة للشباب؟، نجد أن الإجابة فورا؛ لأن الشباب هم عماد الشعوب والأمم، وهم الطاقة الإيجابية القادرة على التعمير والبناء، وتحقيق کل أنواع التقدم الاقتصادي ولاجتماعي، وهم الطاقة المتحمسة داخل دولةم، والشباب في عالمنا العربي هم أغلبية السکان أو ما يقرب من 60 – 65% من عدد شعوبها. والجماعات المتطرفة الإرهابية تحاول بکل طاقتها استعداء الشباب على قياداتها السياسية، وعلى مؤسساتها الوطنية، وعلى أجهزة الأمن والجيش في مجتمعاتها، وهذا يعني إحداث الوقيعة والحرب الأهلية، والنتيجة إسقاط الدول وتخريبها تحقيقا للأهداف الشيطانية للصهيونية العالمية وإسرائيل والغرب، وهذا للأسف الشديد هو ما حدث في الکثير من الدول العربية مثل: العراق وسوريا واليمن وغيرها. وبما أن أغلب وقت الشباب يقضونه الآن على أجهزة التواصل الاجتماعي، فقد استعانت هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية بأکبر علماء الاتصال في العالم، ونشروا أعداداً هائلة من الشائعات والتويتات، يصل عددها إلى أکثر من 500 شائعة في الأسبوع، والهدف منها تخريب عقول الشباب، وهذا ما أطلق عليه "التجنيد الإلکتروني والتزييف الرقمي لفکر الشباب".

وکثيرا ما نسمع عن جماعات دينية إسلامية، تزعم أنها تنشر الإسلام الصحيح، وتشکل جماعات ترفض وتکفر کل من لا ينتمي إليها، فهي وحدها التي تعرف حقيقة الدين، وهي التي تحتکر الإسلام، وما عداها أو من لا ينتمي إليها بشروطها المجحفة بعيد عن الإسلام، وينطبق عليه مصطلحات الکفر والزندقة، ويحل دمه وماله وعرضه، وهذا يعني أن الجماعات المسماة زورا وبهتانا بـــــــ "الإسلامية"، هي التي تعبر عن الإسلام، وأن قادتها يجب الولاء لهم، وعلى أعضائها السمع والطاعة دون نقاش أو إعمال للعقل؛ لأن قادة هذه الجماعات معصومون من الخطأ، ويتلقون الدين من الله مباشرة، وهذا يعني أنهم هم الذين يجب عليهم تولي السلطة في المجتمع لتطبيق الدين الصحيح، وأن کل من هو خارج هذه الجماعات، ولا ينتمي إليها خوارج وکفار ومارقين يحل قتلهم واغتصاب نسائهم، وأخذ أموالهم، ويتحدثونباسم الله وکأنهم وکلاء له في الأرض..هذه الجماعات سميت بأسماء کثيرة، مثل: جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة القاعدة، وجماعة التکفير والهجرة، وجماعة النصرة، وجماعة أنصار الشريعة، وجماعة بيت المقدس، وجماعة داعش.... الخ.

وهناک عدة تساؤلات الآن، يجب الإجابة عليها؛ لفهم حقيقة هذه الجماعات الإرهابية، سنطرحها في هذه الدراسة:

السؤال الأول: من الذي أنشأ هذه الجماعات الإرهابية والمتطرفة والفاسدة والکاذبة المسماة زورا وبهتانا باسم "الإسلام"، و "الإسلامية"؟

السؤال الثاني: هل يوجد في الإسلام جماعات إسلامية، أعضاؤها فقط هم المسلمون، وغير الأعضاء کافرون؟ وهل يوجد جماعات سلفية، هم فقط من يطبقون المنهج السلفي، ومن خارجها ليسوا مسلمين، وليسوا سلفيين؟ وهل السلفية جماعة أم منهج يتبعه کل مسلمي العالم؟!.

السؤال الثالث: من هم فلاسفة  هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية وما أهدافها؟ وما هي أساليبهم المنحرفة السفيهة في تنفيذ أهدافهم الإرهابية الخبيثة؟!.

السؤال الرابع: ما هي مصادر تمويل، وتسليح، وتدريب، وحماية الأجنحة المسلحة لهذه الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام ستارا لتنفيذ أهدافها الخبيثة في تدمير المجتمعات العربية والإسلامية، وتخريب عقول أبنائها خاصة الشباب من خلال آلاف الشائعات والأخبار الزائفة، وإيقاع المجتمعات في حروب لصالح القوى الصهيونية العالمية والاستعمار الدولي القديم الذي اتخذ أشکالا جديدة في عالم اليوم؟!.

السؤال الخامس: ما هي أهداف إنشاء هذه الجماعات الإرهابية الملقبة زورا بـــــ "الإسلامية"؟ وما هو هدف الدول الاستعمارية وأجهزة المخابرات الصهيونية والاستعمارية من إنشاء هذه الجماعات؟ وهل يمکن لأجهزة صهيونية واستعمارية أن تنشئ جماعات إسلامية لنشر الإسلام الصحيح، أم أن إنشاءها کان بمثابة خناجر وأسلحة هدامة لتدمير المجتمعات العربية المتوحشة و الإسلامية؟!.

السؤال السادس: کيف يمکن للشعب والمؤسسات المختلفة –الأمنية والإعلامية والتربوية والثقافية والقانونية وغيرها- مواجهة هذه الجماعات التي تستهدف تمزيق الأمة، وهدم المجتمع لصالح الصهيونية والاستعمار العالمي؟!.

سوف نجيب في هذه الفقرة عن سؤال مهم، وهو: هل يوجد في السيرة النبوية أو التاريخ الإسلامي في عصر الخلفاء الراشدين، والعصور الإسلامية التالية، ما يسمى بــــ "الجماعات الإسلامية"، أو "الجماعات السلفية"؟.. أطرح هذا السؤال؛ لأن المجتمعات العربية والإسلامية الحديثة والمعاصرة ظهر فيها العديد من الجماعات الإسلامية، مثل: "الإخوان المسلمين"، تأسست عام 1928م، والتي أسستها المخابرات الإنجليزية، وجماعة "القاعدة"، وجماعة "داعش"، وجماعة "التکفير والهجرة"، و"الشوقيون" و"الناجون من النار"، وجماعة "النصرة"، و"أنصار الشريعة".. الخ.

کل هذه الجماعات تدعي زورا وکذبا أن أنصارها هم المسلمون أو السلفيون، والمسلمون الذين يطبقون رسالة محمد –-، وأن غيرهم من خارج هذه الجماعات ليسوا مسلمين، ولا يطبقون المنهج السلفي الصحيح، ولعل الأدهى من ذلک أن أنصار هذه الجماعات يکفرون، ويفسقون، کل من هو خارج هذه الجماعة حتى ولو کانوا مسلمين، ولعل هذا ما يجعل بعض هذه الجماعات، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، والقاعدة، والنصرة، يستحلون دماء وأموال وأعراض ما لم يدخل الجماعة. إن استحلال الدماء والأعراض والأموال يعني استحلال القتل والخروج على الحاکم، والدعوة إلى تدمير الدول وما فيها من مؤسسات وأجهزة أمن، سواء الشرطة أو الجيش، ويعني استحلال أعراض النساء خارج الجماعة، سواء الاغتصاب أو تحويلهم إلى ملک يمين، ويعني استحلال سرقة أموال من لا ينتمي إلى عضوية هذه الجماعات وهذا ما أدي إلى ظهور مفاهيم ضالة مثل جهاد النکاح وغيرها.

لم يکن في عصر الرسول –-، وعصر الصحابة والخلفاء الراشدين، ما يسمى بالجماعات الإسلامية، فکل المسلمين في عصر الرسول –- صحابة لا فرق بينهم، لهم نفس الحقوق والحريات، وعليهم جميعا نفس الواجبات والالتزامات، وهذا ما يؤکده علماء الإسلام والمشتغلون بعلوم الشريعة الإسلامية. فکل المسلمين اليوم وعددهم يقترب من المليار ونصف المليار، وهم الذين يؤمنون بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد –- نبيا ورسولا، لهم نفس الحقوق والحريات، وعليهم الالتزامات الشرعية والقانونية، کل حسب نظم المجتمعات التي يعيشون فيها.

وإذا ما تساءلنا عن أهم السلبيات والأخطاء الفادحة لبعض هذه الجماعات، نجد أن الجماعة الأم للجماعات الإسلامية المعاصرة هي جماعة الإخوان المسلمين، التي أسستها المخابرات البريطانية 1928م؛ لتکون شوکة في ظهر المجتمعات العربية، ولتکون أداة استعمارية سهلة في يد الدول الاستعمارية، ولتکون أداة لتدمير وتحطيم الدول العربية ومؤسساتها وأجهزة الأمن بها،حتى تکون هذه الدول لقمة سائغة في يد الصهيونية العالمية والاستعمار المتوحش في دول الغرب. هذه الجماعة وغيرها من الجماعات التي انبثقت منها، مثل: القاعدة وداعش وغيرهم، تعد أداة لتطبيق استراتيجية الغرب في إزالة وتدمير الدول العربية ومحوها من خريطة العالم، کما أکَّد ذلک مشروع "برنارد لويس" –الفيلسوف الصهيوني الإنجليزي- الذي تبنته الإدارة الأمريکية، وصدر به مشروع بقرار الکونجرس الأمريکي عام 1983م.

ولعل أهم الأباطيل والأخطاء الکبرى التي تتصادم مع صحيح الإسلام، والتي تبنتها جماعة الإخوان المسلمين، وما انبثق عنها من جماعات تتمثل فيما يلي:

-      من أنشأ هذه الجماعات الإرهابية؟

الإجابة عن السؤال الأول: من الذي أنشأ الجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ منالإسلام ستارا لممارسة کل انحرافاتها وإرهابها باسم الدين؟

هذه الجماعات من إنشاء جهات وهيئات أجنبية استعمارية وصهيونية، ومن إنشاء أجهزة مخابرات أوروبية وأمريکية وصهيونية، يستهدف بها تفتيت وتحطيم وهدم العالم العربي، وحتى تکون هذه الجماعات شوکة أو خنجرا في ظهور المجتمعات والشعوب والنظم العربية، وأهم هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية، جماعة الإخوان المسلمين، وقد أسست لها المخابرات البريطانية أثناء احتلالها لمصر 1928م، فقد اختار الإنجليز مجموعة فاسدة لا تؤمن بالعروبة ولا بالإسلام، بقيادة "حسن البنا"، الذي له أصول مغربية، وربما غير عربية؛ لتأسيس هذه الجماعة في الاسماعيلية، وقد أعطى الإنجليز "حسن البنا" مبلغا من المال (500 جنيه)، ثم مبالغ أخرى شهرية للصرف منها على تأسيس هذه الجماعة، ودبر الإنجليز لهذه الجماعة المقر والسيارات، وتم إنشاء جناح عسکري لهذه الجماعة، قام بالعديد من الأعمالالإرهابية مثل قتل "النقراشي باشا" وغيره، ومحاولة قتل "جمال عبد الناصر" في المنشية بعد قيام ثورة 1952م، وهم الذين قتلوا الرئيس أنور السادات، وهم الذين قاموا بالعديد من الفتن لإسقاط مصر، منها حريق القاهرة، ومنها الحوادث الإرهابية بعد ثورة 2011م؛ للوصول للسلطة بطرق غير شرعية، وهم (الإخوان المسلمون)، من قاموا وقادوا ونظموا العديد من حوادث القتل، مثل (قتل النائب العام السابق هشام برکات)، والکثير من ضباط وجنود الأمن المصري الذين استشهدوا على أيديهم خلال أداء عملهم في حماية أمن المصريين وسلامة الوطن، والکثير من العمليات الإرهابية استشهد فيها کثير من أبناء الوطن. وکان

الاستعمار الانجليزي هو الذي يمول هذه الجماعات، ويسلحها، ويدرب الإرهابيين فيها، ويوفر لهم کل ما يلزمهم من غذاء وکساء ودواء وسلاح وأموال. وتثبت الدراسات الموثقة أن جماعة الإخوان المسلمين بجناحها العسکري الإرهابي هو أساس کل التنظيمات الإرهابية التي أوجدتها أو خلقتها أجهزة المخابرات الصهيونية والاستعمارية، الأوروبية والأمريکية بعد ذلک، فالإخوان المسلمون هم وراء تأسيس تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة بقيادة "أسامة بن لادن"، أسسه الأمريکيون –المخابرات الأمريکية-؛ بهدف إخراج السوفيت أو الروس من أفغانستان لصالح الأمريکيين ومصالحهم في المنطقة. وبالفعل کان لتنظيم القاعدة الإرهابي دورا في إخراج السوفيت من أفغانستان، لکن التنظيم أصبح يحارب حتى الذين أسسوه وهم الأمريکان، وهذا يعني أن السحر انقلب على الساحر، فالجيش والمخابرات الأمريکية هي التي قتلت "أسامة بن لادن"، وهذا القول ليس مرسلا، فقد اعترفت "کونداليزارايس" –وزيرة الخارجية الأمريکية السابقة- بهذه الحقيقة في عدة خطابات مسجلة لها على الإنترنت، حيث قالت إن الأمريکيين هم الذين أسسوا لتنظيم القاعدة، وهذا ما أکده "کولين باول" في تصريحات له على الإنترنت، وهذا ما أکدته "هيلاري کلينتون" في کتاب منشور ومقروء في المکتبات، وعلى الإنترنت، حيث أکدت في کتابها المسمى بــــ "Hard Choices" خيارات صعبة" أن: الجيش والمخابرات الأمريکية هي التي أسست تنظيم القاعدة، وکان أغلب قادته ممن تدرب وآمن بفکر الإخوان المسلمين، التنظيم الذي أسسته المخابرات البريطانية في مصر منذ 1928م، ودون الدخول في تفصيلات غير مطلوبة، نستطيع الجزم أن کل التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الإسلام شعارا لها، هي من صنع الصهيونية العالمية والاستعمار المتوحش في أوروبا وأمريکا، علما بأن الإسلام الصحيح يرفض کل أشکال التطرف والعنف والإرهاب، ولا يوجد فيه جماعات إسلامية أو سلفية، إنما يوجد فيه الأمن، والسلام، والمحبة، والتسامح، والعفو، والمغفرة، وحقوق وحريات الإنسان للجميع.

ولعل من أبرز التنظيمات الإرهابية التي خرجت من الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة، ما يعرف بتنظيم داعش، أو الدولة الإسلامية في الشام والعراق، وزعيمه أبو بکر البغدادي، ليس عربيا وليس مسلما،وحاول التنظيم استعمار العراق والشام، وهو أصلا لا علاقة له بالإسلام، ولا بالشام، ولا بالعراق. وقد اعترفت "هيلاري کلينتون"، والتي کانت مرشحة الحزب الديمقراطي في أمريکا للرئاسة في الانتخابات السابقة، اعترفت صراحة أن أمريکا هي التي أسست تنظيم داعش الإرهابي؛ ليحقق أهداف الاستعمار والصهيونية العالمية، ويقضي على الدول العربية ويزيلها من الخريطة الجغرافية العالمية.

ولا شک أن تنظيم الإخوان المسلمين هو الأساس في خلق کل التنظيمات الإرهابية العالمية بأسمائها المختلفة، والمؤسس والممول والمسلح والمدرب والراعي للإرهابيين هم دول الغرب والصهيونية، ومعهم منذ عدة سنوات ترکيا وقطر، الأولى بهدف استعادة الاستعمار الترکي المسمى بالخلافة العثمانية للعالم العربي، والثانية ممول لهذه الجماعات، علما أن قطر دويلة صغيرة الحجم، بالغة الثراء، نصفها محتل بجيوش مختلفة –أمريکية وترکية وإيرانية-، فلم تعد تملک من أمر نفسها شيئا، کل هذا يجيب على السؤال الأول بأن الغرب الصهيوني والاستعماري هو الذي أنشأ الجماعات المسماة بـــ "الإسلامية"، ولا علاقة لها بصحيح الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا وحضارة.

الأباطيل والضلالات لما يسمى بــــــ"الجماعات الإسلامية" وتصادمها مع صحيح الإسلام:

أولا: قضية قيام جماعة باسم الإسلام، وهي جماعة متطرفة تعد أن ما يدخلها من الناس هم المسلمون حقا، وهم حفنة قليلة، وأن من لم يدخلها وهم مئات الملايين (مليار ونصف)، کلهم کفار، يحل دماؤهم وأعراضهم وأموالهم، وهذا قول باطل زائف، فکما سبق لا يوجد في الإسلام جماعات مغلقة، أهدافها وأعضاؤها سر لا يعرفه أحد. فالإسلام لا توجد فيه جماعات سرية، ولا يوجد في الإسلام أسرار، فکل ما في الإسلام معلن في الکتاب والسنة وأقوال الفقهاء، والدارسين، ومبادئ الإسلام تعلن بالميکروفون من جميع مساجد العالم، والإسلام لا يقبل التکفير إلا من خلال أجهزة القضاء، وليس مشروعا أن يکفر شخص أو جماعة آخرين دون حکم قضائي معلن.وأکد رسولنا الکريم –- أن من قال لأخيه يا کافر، فقد باء بالکفر أحدهما.. ولعل أخطر ما نادت به کل الجماعات المسماة بـــــــ"إسلامية" هو تکفير کل من لا ينتمي إليها، مسلمين وغير مسلمين، وهذا يتناقض مع صحيح الدين.

ثانيا: قضية العصمة: فمن المعروف شرعا في کل المذاهب الإسلامية السنية، أن العصمة انتهت بانتهاء الأنبياء والرسل وآخرهم محمد –-، والجماعات المسماة بــــ"الإسلامية" لکل منها ما يطلق عليه "المرشد"، وهو الرئيس الأعلى للجماعة، ويؤمنون أنه معصوم لا يخطئ، ويجب على أعضاء الجماعة تنفيذ أوامره دون نقاش.

ثالثا: إلغاء إعمال العقل لدى کل أعضاء الجماعة، فهم يبايعون المرشد على السمع والطاعة في کل أوامره، ولکل جماعة خلايا ، کل منها يتکون من عدد قليل، ولکل منها رئيس، وعلى أعضاء الجماعة السمع والطاعة لرئيس الخلية دون إعمال العقل، وهذا مخالف تماما لتعاليم الإسلام، فقد کان الصحابة يناقشون ويراجعون الرسول المعصوم الذي يوحى إليه، فيما لم يرد فيه نص أو تشريع، فالرسول –- أسس لمبدأ إعمال العقل والشورى، وقد أخذ الرسول –- برأي الصحابة في أحلک المواقف، مثل غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، هذا عن رسول الله–- ، وما بعده کان الأمر شورى، وکان إعمال العقل ومراقبة الحاکم، وحق الاعتراض والمناقشة مطروحا، ولعل أول خطبة لأول خليفة وهو أبو بکر الصديق، يؤکد هذه الحقيقة بقوله: (وليت عليکم ولست بخيرکم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيکم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليکم)..

رابعا: تأکيد الدولة الدينية، ورفض کل ما يتعلق بالدولة المدنية، وقد أسس رسولنا –- أول دولة مدنية في التاريخ؛ لأنه أقامها على عقد بينه وبين أبناء المدينة في بيعتي العقبة، کما أقامها على أساس المؤسسات والوحدة الوطنية وسيادة القانون، وعلى أساس وجود دستور أو نصوص قانونية يلتزم بها الجميع، وهذا يعني أنه –- طبق سيادة القانون، حيث قال: ((لو أن فاطمة ابنة محمد –- سرقت (وحاشاها)، لقطع محمد يدها)).

أما الجماعات الإرهابية فتؤکد لأبنائها أن المرشد والرؤساء معصومون يتلقون التعليمات من السماء، وهذا ما أکد الإسلام أنه باطل، وهذه الجماعات تطبق مبدأ "ولاية الفقيه" أو "ولاية المرشد"، وهذا باطل يرفضه الإسلام.

خامسا: سعي هذه الجماعات للوصول إلى السلطة بأساليب غير مشروعة وغير قانوينة، فهذه الجماعات لکل منها أجنحة عسکرية، هذه الأجهزة تمارس القتل والإرهاب والتخريب وتدمير المؤسسات، وتدمير وقتل کل من لا ينتمي إليها، وهذا واقع.. ومن يعرفه يدرک الکم الهائل ممن قتلتهم جماعة الإخوان المسلمين، ومنهم الرئيس أنور السادات 1981م، وقبل هذا اغتالت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية "فهمي النقراشي باشا" –رئيس وزراء مصر-، ديسمبر 1948م، و "أحمد ماهر باشا" –رئيس وزراء مصر فبراير 1945م، واغتالت القاضي "أحمد الخازندار" مارس 1948م، وتم قتل "حسن البنا" نفسه، مؤسس الجماعة، للاختلاف معه في فبراير 1949م، وتم اغتيال العشرات من الشخصيات المهمة في مصر، فقد اغتالت جماعة التکفير والهجرة "الدکتور محمد حسين الذهبي –وزير الأوقاف الأسبق في فبراير 1978م"، واغتالت جماعة الجهاد "الدکتور رفعت المحجوب –رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق 1990م"، واغتالت الجماعة الإسلامية "فرج فودة –الکاتب والمفکر في يونيو 1992م"، واغتالت جماعة الإخوان المسلمين "هشام برکات –النائب العام السابق في يونيو 2015م"، وهنالک العديد من الاغتيالات التي نفذتها الجماعات الإسلامية المتعددة التي ترجع جميعها إلى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

والسؤال المهم: هل هذا يتفق مع حقيقة الإسلام، الذي هو دين السلام والأمن والرحمة والإخاء والمساواة وحقوق الإنسان والحريات لکل الناس، دون نظر إلى اختلاف الدين والملة والمذهب والطائفة؟ لا شک أن الإسلام الحق يرفض کل هذا التطرف والإرهاب وکل أشکال الانحراف الفکري والمذهبي والسلوکي.

سادسا: الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية يؤمنون بإدارة المجتمع بالفتاوى الملزمة أو الوصائية واجبة التنفيذ، وهذا يخالف بناء الدولة المدنية التي أسسها الرسول –-، وهي نفسها مبادئ الدولة المدنية المعاصرة، فالمجتمع يدار بالقانون وليس بالفتاوى، وقد کان رسولنا –- هو أول من أسس سيادة القانون، والإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية تؤمن بالدولة الدينية، وهم يرون أن الحکام هم وکلاء الله في الأرض، ويفرضون فکرهم وتفسيراتهم للکتب المقدسة على کل الناس، هذه هي نظريات التفويض الإلهي المباشر وغير المباشر التي سادت أوروبا خلال العصور الوسطى، وهي تخالف کل الأديان والأخلاقيات والقيم السماوية التي أسسها محمد –- في أول دولة أرساها، "دولة المدينة المنورة"، کما أنها تخالف کل مبادئ الإنسانية التي تؤمن بها الدول الحديثة والمعاصرة.

سابعا: الجماعات الإسلامية لا تؤمن بحرية الفکر، وحق کل مسلم أن يختار بنفسه الأحکام الفقهية المنابة له، والتي لا تتعارض مع الثوابت الشرعية، وتعمل على اجتذاب الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يمکن أن نطلق عليه الدعارة الإلکترونية، وهذا يتصادم مع حقيقة الإسلام.

ثامنا: أنصار الجماعات الإسلامية لا يؤمنون بقيمة الوطن، بأرضه وشعبه وتاريخه، وهم يرون أن الجماعة أهم من الوطن، وهي عادة ما تکون منتشرة في بلاد کثيرة، وقد ذکر أحد مرشدي الإخوان المسلمين السابقين ما أکده سيد قطب في کتابه أن الوطن هو حفنة من التراب العفن، هذا مع أن حب الوطن وقداسته من الإسلام، ونحن نعرف حب الرسول –- لــــ "مکة"، مسقط رأسه –-"، فقد تحمل إيذاء الکفار ثلاثة عشر عاما، وعندما أخرج منها بکى، وقال: والله إنک لأحب أرض الله إلى الله، وإنک لأحب أرض الله إلي، ولولا أن أهلک أخرجوني منک ما خرجت.. وبعد وصوله –- إلى المدينة قال: "اللهم حبب إلينا المدينة کحب مکة أو أشد".

تاسعا: هل يوجد ما يسمى بالجماعات السلفية؟ وهل هم فقط الذين يتبعون السلفية؟ ما أراه أنه لا توجد جماعات سلفية، وإنما هناک منهج سلفي يتبعه کل المسلمين السنة في العالم، وهم يطبقون ما فعله الرسول –- وما کان عليه الصحابة والخلفاء الراشدون.

عاشرا: يفرض زعماء الجماعات المسماة خطأ بـــ"الإسلامية" فهمهم وتفسيراتهم الفقهية الزائفة للقرآن والسنة على أتباعهم، وهم يرفضون أي فهم أو تفسير أو فقه آخر، وهذا يعني التسلط الفکري والديني على أتباعهم، ويمارسون أقصى درجات الوصاية عليهم، کل ذلک بزعم أنهم يتکلمون باسم الله، وهذا ما جرمه الإسلام الصحيح، فحتى الرسول الکريم –- لم يکن يفرض رأيه على الصحابة فيما لم يرد فيه نص، ولم يجبرهم على الإسلام، قال الله تعالى: "لَسْتَ عَلَيِهِم بمُسَيطِر".

وبعد الرسول –- ظهرت تفسيرات متعددة للنصوص الشرعية، وظهرت أنواع متعددة من الفقه، وعظمة الإسلام أنه يتضمن ثوابت ومتغيرات، الأولى يؤمن بها الجميع، مثل: أرکان الإسلام، وأرکان الإيمان، والأحکام الشرعية قطعية الثبوت والدلالة، وهي قليلة.. أما المتغيرات ففيها تفسيرات وأفهام متعددة، يحظر فرض أحدها على الناس.

حادي عشر: من الخطأ البالغ بل والخطيئة الدينية الفادحة أن نطلق على هذه الجماعات –الإخوان أو القاعدة أو داعش وخلافهم-، أن نطلق عليها مصطلح "إسلامية"؛ لأنها تنشر التطرف وتمارس الإرهاب ومختلف الجرائم المنظمة ضد الشعب، وضد الجيش والأمن، وضد کل مؤسسات الوطن(1)بل وضد القيم الإنسانية المعترف بها عالميا. هذه الجماعات ليس لها مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي للنهضة بالمجتمع، بل على العکس لهم العديد من المشروعات التي تستهدف هدم الوطن وترويع الشعب، وإثارة الفتن والحروب الأهلية، کل ذلک لأنهم مأجورون ومسلحون ومدربون من أجهزة مخابرات ودول استعمارية ومن الصهيونية العالمية، وهم لا يعرفون شيئا عن حقيقة الإسلام الذي جاء لنشر الرحمة، والسلام، والإخاء، والعدل، والتسامح، وعمارة الأرض، واستمتاع الناس بالکرامة، وحقوق الإنسان والحريات، وذلک دون نظر إلى اختلاف الأديان والمذاهب والمستويات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الجغرافية.

الجماعات الإرهابية وثورات الربيع العربي وحروب الجيل الخامس:

ذهب الدکتور أحمد الفراج –أکاديمي وکاتب سعودي- إلى أن مخططات أمريکا في عهد الرئيس "باراک أوباما" قامت على وهمين:

الأول: أن الدول العربية تحکمها ديکتاتوريات، وأن البديل لتحقيق الديمقراطية هم الإخوانالمسلمون.

الثاني: أن الإخوان المسلمين إذا أسهمت أمريکا بقيادة "أوباما" من تمکينهم من حکم العالم العربي، سيسهل على أمريکا التعامل والحصول على ما تريده من العالم العربي –اقتصاديا واستراتيجيا-؛ لأنها ستتعامل مع مرشد واحد بدلا من التعامل مع 22 دولة عربية.

وأکَّد الفراج في دراساته ومداخلاته مع برنامج الحکاية في القناة مصر MBC يوم الأحد، بتاريخ: 11/10/2020م، أن "أوباما" کان يکره العرب، ويحب إيران والحضارة الفارسية، وهذا ما أکدَّه مستشار "أوباما" (بن رودس) في کتابه (العالم کما هو) World as it is .

 

وقد کان مشروع "أوباما" الرئيس في الشروق الأوسط، هو أن تظهر ثورات الربيع العربي، أو ما يسمى کذلک في عدة دول في نفس الوقت، وکانت ثورات مخططة من الغرب ومن القوى الصهيونية، استغلت معاناة الشعب في هذه الدول العربية مدة طويلة، واستهدفت هذه الثورات المزعومة وصول الإخوانإلى السلطة، وهذا يؤکد التواطؤ والتعاون الکامل بين قوى الإخوان والغرب الأمريکي، وهو ما أکدته التويتات الکثيرة التي سُرَّبها الرئيس الأمريکي "ترامب" خلال شهر أکتوبر2020م لــــ"هيلاري کلينتون" واعترافها بدور أمريکا "الحزب الديمقراطي" عندما کان في السلطة برئاسة "أوباما" في دعم الإخوان المسلمين ووصولهم فعلا إلى السلطة في مصر 2012م، واستمرارهم سنة، إلى أن خرج الشعب ضدهم في 30 مليون مواطن في الشوارع، لشعورهم أنهم يقودون الشعب إلى حرب أهلية، وإلى ما أطلق عليه الفوضى المنظمة، وإلى بيع البلد لقوى أجنبية، وانهيار هوية مصر ومؤسساتها، وقد کان لجيش مصر الذي يتکون من أفراد شعبها دور مهم في انحيازه لمطالب الشعب، والحرص على حماية مصر من التمزق والانقياد لأطماع الغرب والصهيونية، فکانت ثورة 30 يونيو 2013م، وعودة مصر إلى أبنائها المصريين.


 

الجامعات ونهضة المجتمعات الإنسانية ومواجهة التطرف والإرهاب:

تحتل قضية التربية والتعليم بجميع أنواعه ومراحله دورًا استراتيجيًّا في بناء وتنمية ونهضة وتقدم المجتمعات, فالأمن والسلام ومختلف قيم التقدم يتمثلها أبناء المجتمع من خلال التعليم والتربية.

فالمواطنة بمعنى الحقوق والواجبات والحريات لجميع أبناء المجتمع دون النظر لاختلاف الدين أو العرق أو اللون أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي.. أمر يتعلمه أبناء المجتمع من خلال التربية والتعليم والتنمية الاقتصادية بکل جوانبها- صناعة وزراعة وتجارة وبنوک وتصدير واستيراد وإنتاج واستهلاک وتوزيع يتسم بالعدالة أمر يتحقق من خلال التربية والتعليم, إلى جانب عوامل أخرى.

والأسر الناجحة المستقرة التي تؤدي وظائفها بنجاح هي نتاج التربية والتعليم وعوامل أخرى, والأمن الداخلي والخارجي في المجتمع هو محصلة تربية وتعليم ناجح ومحصلة إجراءات ناجحة تقوم بها الأجهزة الأمنية في المجتمع.

والتماسک والتکامل والوحدة الوطنية لأبناء أي مجتمع يرجع إلى عوامل کثيرة أهمها التربية والتعليم الجيد والناجح والولاء الکامل للأرض والوطن.

والمؤسسات الناجحة في أي مجتمع والعلاقات الطيبة بين أبناء المجتمع, وإعمالهم لمنظومة القيم العليا ومکارم الأخلاق في فکرهم وسلوکهم وعلاقاتهم ترجع إلى عوامل کثيرة أهمها التربية والتعليم.

ولعل قيام وبناء المجتمعات والدول والمجتمعات المحلية ومختلف الجماعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعائلية وغيرها لا يمکن أن يتحقق دون وجود تربية وتعليم, داخل الأسر أو المدارس أو الإعلام أو غير ذلک من أجهزة التربية والثقافة والدين في کل المجتمعات.

وإذا کان التعليم والتربية في المرحلة قبل الجامعية هو المسئول عن بناء الإنسان وتشکيل الشخصية الوطنية, وهو المسئول عن إعداد المواطن الناجح الذي يشعر بالانتماء والولاء لوطنه وأرضه وبالحب والتعاطف لأبناء بلده, وهو المسئول عن إعداد الإنسان تعليميا وتربويا وفکريا ونفسيا لمرحلة الجامعة بکل درجاتها وميادينها, وبعض أنواع التعليم قبل الجامعي يعد الخريجين لبعض الحرف أو الأعمال الفنية الزراعية أو الصناعية أو التجارية أو غيرها..فإن المرحلة الجامعية هي المسئولة عن إعداد الکوادر العلمية والفنية القادرة على إدارة المجتمع في کل الميادين, وهي المسئولة عن إمداد المجتمع بالکفاءات المهنية القادرة على إدارة وإنجاح کل برامج التنمية الاقتصادية (زراعة- صناعة- تجارة- بنوک- تصدير- استيراد..الخ), أو تنمية اجتماعية تعليم وصحة وإسکان وکل الخدمات الاجتماعية والفنية مثل المحاسبين والمعلمين والأطباء والمهندسين والإعلاميين..الخ.

والتعليم الجامعي هو المسئول عن تخريج المفکرين القادرين على فهم وتحليل ودراسة کل جوانب الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والصحي والاسکاني والبيئي..الخ, وهؤلاء لديهم القدرة على دراسة وفهم وتحليل ما يواجهه المجتمع من مشکلات وأزمات وتحديات على المستوى العام, أو داخل المجتمعات المحلية المتباينة والمتعددة, وبعد الدراسة والتحليل يکون لديهم القدرة على رسم السياسات والخطط والبرامج التنفيذية لمواجهتها بشکل علمي منهجي واقعي ناجح.

والتعليم الجامعي مسئول عن تنظيم وإعداد مراکز علمية لدراسة احتياجات المجتمع من مشروعات تنموية تحقق ارتفاع مستويات المعيشة لأبنائه أو للمواطنين بشکل عام.

والتعليم الجامعي مسئول عن إنجاز العمليات الثلاثية المعروفة وهي التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع, سواء المجتمعات المحلية أو المجتمع العام أو الدولة.

والتعليم الجامعي هو المسئول عن تخريج المبدعين والمفکرين القادرين على الابتکارات العلمية في کل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والخدمات بکل أنواعها, وهؤلاء يحققون أهدافًا اقتصادية واجتماعية محلية وإقليمية وعالمية.

والتعليم الجامعي بأساتذته وعلمائه مسئول عن المشارکة في رسم سياسات وخطط وبرامج التنمية المحلية والقومية داخل الدولة في کل مجالاتها.

والتعليم الجامعي هو المسئول عن التخديم على کل برامج التنمية, بمعنى التخطيط لتخريج کل الکوادر المهنية المطلوبة للمجتمع على مستوى الخطط قصيرة أو متوسطة أو طويلة المدى, وهذا يعني التخطيط لتخريج أطباء ومهندسين ومعلمين يحتاجهم المجتمع بعد خمس أو عشر سنوات على سبيل المثال.

والتعليم الجامعي هو المسئول عن نقل أحدث العلوم والفنون والتکنولوجيا العالمية لمجتمعاتنا والاستفادة منها بعد تطويعها لواقعنا الثقافي والديني والبيئي والتاريخي والجغرافي.

والتعليم الجامعي هو المسئول عن نشر الوسطية والاعتدال في الفکر والسلوک والعلاقات ومواجهة کل أشکال التطرف والعنف والانحراف, وهو مسئول عن تجنيب الشباب الوقوع في خطر التجنيد الإلکتروني ونشر الشائعات والفتن والتشکيک والوقيعة بين عناصر الأمة, التي يقوم بها أعداء الوطن من الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تتخذ من الدين عباءة لممارسة انحرافاتها.

والتعليم الجامعي مسئول عن سلامة وصحة أساليب التفکير عند الشباب وتنمية قدراتهم على کشف کل أنواع الضلال والانحراف سواء على مستوى الواقع أو في وسائل التواصل الاجتماعي, وما ذاک إلا لأن الجامعة تعلم طلابها الفکر المقارن والفکر النقدى المستنير.

ولاشک أن شخصية الأستاذ وفکره وسلوکه وعلاقته بطلابه عامل أساس في تشکيل شخصية الطلاب, فالأستاذ بعد الأب قدوة مؤثرة للشباب خاصة في هذه المرحلة المهمة في حياته, فالشباب عماد الأمة والدولة والمجتمع في کل المجالات.

ولاشک أن هناک عناصر کثيرة لبناء جامعة ناجحة تؤدي وظائفها بنجاح لخدمة طلابها ومجتمعها ولاشک أن إعداد الأستاذ هو العمود الفقري للجامعة الناجحة, ونقصد بالأستاذ الناجح هو الذي تتوافر فيه خصائص علمية وفکرية ونفسية وتربوية محددة, ويکون محبًا للحياة وللطلاب, قادرًا على توصيل المعلومات بکفاءة, ومن خصائص الأستاذ الناجح القدرة على تقويم شخصية الطلاب والإنجازات العلمية والفکرية لطلابه بموضوعية, وأن يکون قادرًا على التمييز بين طلابه علميًّا وفکريا وسلوکيا بناءًا على معايير موضوعية, والأستاذ الناجح قدوة کبرى أمام طلابه, وأنا أتذکر تأثري بأستاذتي الذين کانوا عمالقة في العلم والسلوک والفکر والعلاقات الطيبة والتفاعل الناجح والأبوي والهادف مع أبنائه من الطلاب.

ولاشک أن المناهج الدراسية التي تحقق أعلى المستويات الفنية والعلمية والتقنية العالمية يجب تطويعها ثقافيًّا ووطنيا وتاريخيا وواقعيا بما يخدم المجتمع, هذا يعني أن الجامعة مسئولة عن نقل واستيعاب وتوطين التکنولوجيا تمهيدًا للإبداع والابتکار فيها, وکذلک يجب أن تتناسب المقررات العالمية مع المستويات والقدرات الاستيعابية للطلاب, ويجب أن تکون المناهج قادرة على تطوير وتنمية وتحديث المجتمع مهنيًّا واقتصاديا وبيئيا حسب تخصص کل قسم وکل کلية.

ولاشک أن تطوير المناهج وطرق وأساليب التدريس التفاعلي عامل مهم في بناء فکر وعلم وثقافة الطلاب, سواء أکان التعليم مباشرًا وهذا أهم وأکثر فائدة, أم کان تعليمًا  إلکترونيا, وهذا له فوائد کبيرة وقد يکون ضرورة حتمية کما حدث في وباء کورونا.

ومما يجدر بالذکر أن طريقة التلقين التي تستخدم في أغلب الجامعات تسهم في جعل الطلاب والمتخرجين فريسة سهلة لأنصار الجماعات المنحرفة والمتطرفة المتسترة باسم الدين, وفريسة سهلة للتجنيد الالکتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لأنهم أيضًا يلقنون الشباب أفکارًا ضالة.

ولاشک أن تعليم الطلاب کيف يفکرون بشکل علمي ونقدي منهجي يجنب الشباب هذه المهالک لأنهم سيکتشفون فساد أفکار هذه الجماعات المنحرفة وتناقضها الواضح مع مبادئ الرسالات السماوية کلها.

کما وأشار الکاتب السعودى إلى أن کل رئيس يحرص أن يکون له انجازاً ، وأنالرئيس أوباما الذى کان مصابا بعقدة الکراهية للعرب ،  وأعتقد أن إقامة ثورات الربيع العربى بحجة نشره الديمقراطية هو  إنجازه التاريخى وعند ما فشل التقارب مع إيران ، وانجلترا لإتفاق  النووى الذى إنسحب منه (دونالد ترامب) .  ولم تکن هيلارى کلينتون وزيرة الخارجية الأمريکية السابقة متحمسة  لمشروع الربيع العربى إلا بعد أن تعرفت على قناة إخوانية باکستانية وهى ( هو ما عابدين) وذلک خلال فترة فضيحة (مونيکا لوينسکى) حيث کانت هيلارى فى أسوأ حالاتها ([1]).

وقد کان الممول لثورات الربيع العربى ، ولکل أنشطة الجماعة الإرهابية  فى مصر والعالم العربى بقيادة رئيس أمريکا  أوباما ، هى قطر  وينظر د. أحمد الفراج إلى دويلة قطر على أنها مرکز إستخبارات  عالمى ، ويقول الباحث المذکور أن القوى العظمى ( أمريکا والقوى الصهيونية)درست شخصية حمد بن خليفة أمير قطر الذى أزاح والده وجاء مکانهوما يحمله من حقد وکره  للسعودية ودول الجوار ومصر ، فرأوا وأنه أنسب شخص لتنفيذ کل أطماع القوى الکبرى فى المنطقة . وهذا من خلال توصيل قوى  الإخوان المسماة بالمسلمين إلى السلطة فى کل البلاد العربية . وقد  کانت قناة الجزيزة هى الأداة فى تفعيل ثورات الربيع العربى  ووصول الإخوانإلى السلطة . وهو يقول إن حلم حمد بن خليفة إذا نجحت الثورات العربية المخططة من الغرب ان يصبح عرابا لها ، دون علم بطبيعة الثورات الإرهابية . هذا يعنى انها لو نجحت لازالت قطر نفسها من الوجود لأنها لاتؤمن إلا بالجماعة وأذنابها .  وهذه  الآراء قال بها (بين رورسى) فى کتبه ومذکراته وکان مستشاراً للرئيس أوباما خلال فترة رئاسته ([2])  . فقد أکد کره اوباما للعرب ، وحبه للإيرانيين ، وأنه کان يعشق إيران وحضارتها إلى حد العمى کما يقول (بين رورسى) . وقد کشف فى کتابة أن (أوباما) أطلق يد إيران للسيطرة على المشرق العربى ، بعد رفع العقوبات عنها . وإتفق أوباما مع إيران على رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها فى الدول العربية ، مقابل توقفها عن النشاط النووى عشر سنوات .

          ويعرض کتاب (رورسي) الکثير من صفات سياسة (أوباما) مع إيران ونشاطها فى سوريا والعراق ، وعن الجماعات الإرهابية . کل ذلک مع العلم أن أوباما کان يعرف أن إيران هى من يحرک ويوجه تنظيم داعش الإرهابى الذى خرج من القاعدة، التى خرجت بدورها  من تنظيم الإخوان المسماة بالمسلمين زوراً وبهتاناً.

وخلال أوائل شهرأکتوبر 2020م وقبيل الانتخابات الرئاسية الأمريکية أخرج (ترامب) الکثير جداً من التويتات ( لهيلارى کلينتون) عندما کانت وزيرة خارجية سابقة  جاء فى بعضها اتصالها بعد ثورات الربيع العربى يالأمير فيصل وزير الخارجية السعودى  الذى کان يجوب أوروبا لأقناعهم بصدق وأهمية ثورة 30 يونيو 2013 ضد  الإخوان المسلمين فى مصر کان اتصال هيلارى کلينتون بالأمير فيصل للتوقف عن دعم مصر والبحرين ، لکنه رفض ووضع سماعة التلفون فى وجه هيلارى حسب قولها . کذلک حدثت الملک عبدالله ملک السعودية ، کما تحدثت مع  عادل الجبير الذى وزير للخارجية السعودية بعد وفاة الأمير فيصل حيث طلبت منه عدم دعم البحرين فى مواجهة الاضطرابات بها ، إلا أنه قال لها  إن القوات السعودية على الجسر بين الدمام والمنامة لدعم الحکم الشرعى  للبحرين . کل هذا يدل على دعم أمريکا خلال فترة حکم أوباما لما  يسمى بالربيع العربى وللأخوان الإرهابيين او الجماعات الإرهابية المسماة خطأ بالمسلمين ، ودعمهم لحکم هذه الجماعات فى مصر  لتحقيق أطماع  الغرب والقوى الصهيونية والواقع أن الإخوان وکل الجماعات  المسماة بالإسلامية لا تعترف بوطن ولا مواطنه ، وإنما تعترف فقط  بالجماعة  وإمتداداتها فى دول کثيرة . وکانت هذه الجماعة عندما وصلت إلى الحکم بدعم قوى الغرب ، على وشک إيقاع مصر في حروب أهلية  ، والتنازل عن جزء من سيناء والقوى الفلسطينية لصالح  اسرائيل . کل هذا يعنى إنهيار وضياع مصر . ولولا فضل الله وحمايته سبحانه لمصر ، ثم ثورة الشعب کله وحماية الجيش لأهدافه ، لحدث لا قدر الله مثل ما حدث لدول حولنا تحطمت وزالت هويتها لدولة مستقرة متکاملة لکن الله سلم .

وفى هذه الوثائق السرية التى تم الإفصاح عنها فى أکتوبر 2020م لهيلارى کلينتون والتى تکشف بوضوح تام تلک المؤامرة التى دبرت بينها والمخابرات الامريکية والصهيونية من جهة ، وبين الإخوانالإرهابيين من جهة أخرى  ، لإحداث الفوضى فى الدول والتى سموها الربيع العربى ، ولدعم  الإخوان ووصولهم  للسلطة ، فى هذه الوثائق يقول أحد  الإخوان لهيلارى ، ان الإخوان حصلوا على 50% من القاعده  النيابية فى انتخابات 2012 ويحاولون الاتفاق مع حزب النور  وبعض اللبراليين للوصول إلى 75%  من المقاعد . کذلک ذکر هذا الإخوانى ان الکتاتنى سوف يصبح رئيساً للمجلس النيابى . کما کشفت هذه الوثائق أن الإخوان  سوف يؤسسون دولة دينية سموها إسلامية ، وليس دولةمدنية کالتى أسسها الرسول عليه السلام فى المدينة([3])ذلک لأن الإخوان أعلنوا فى البداية أنهم  لن يرشحوا أحد الرئاسة لدولة ، ثم رشحوا خيرت الشاطر  وبعد أن رفض الترشيح لأسباب قضائية ، رشحوا البديل  الإخوانىمحمدمرسى العياط الذى تم إنجاحه فى الانتخابات  وضمن هذه المؤامرة الکبرى أن هذه الوثائق السرية  کشف أن حدود مصر مع حماس سوف تکون مفتوحة  من خلال الأنفاق . وهذا غير مستغرب لأنهم لا يؤمنون بالوطن ولا بأرض الوطن ، وليس عندهم إحساس بالدولة، وإنما إحساسهم فقط بالجماعة والخلافة وهو أصلاً ما يتناقص مع صحيحالإسلام . هذه الوثائق السرية تمت من جانب حاکم أمريکا الجمهورية ( ترمب ) .

قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريکية فى النصف الأول من أکتوبر2020م کشف أيضا عن مؤامرة کبرى بين هيلارى کلينتون ، ومرسى العياط الذى وصل إلى السلطة ، وهذه المؤامرة هى الأتفاق على  تفکيک الجيش المصرى ، وإحلال مليشيات إخوانية بدلاً منه  على غرار الحرس الثورى الإيرانى . فقد کلفت هيلارى کلينتون  خيرت الشاطر  النائب والرئيس الحقيقى للإخوان بإضعاف الجهاز الأمنى ، وخطة أسامة ياسين کانت جاهزة لإستبدال رجال الشرطة ، ووضع مکانهم شباباً من الإخوانالإرهابيين هذا وکثير غيره يدل بما لا يدع أى شک أن مصر خلال السنة التى حکم فيها الإخوان 2012/2013 وحتى يونيو 2013 لم تکن تحکم من مصر أو بقرار المصريين ، وإنما کان يحکمها  الإخوان بأوامر مباشرة من أمريکا وترکيا وجهات أخرى  صهيونية وغربية واستخباراتية لتحقيق أهداف الجيل الخامس للحروب[4] کل هذا وغيره يؤکد أن ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو  2013م والتى إنحاز إليها جيش الشعب قد أفسدت أکبر مخطط دولى لإزالة  العالم العربى کله من الخريطة الجغرافية ، وإلى  إنقاذ مصر من حروب أهلية وفتنة لا يعلم مداها إلا الله  وإلى عدم سقوطها کدولة . وإذا حدث هذا لمصر سقط الخليج وکل الدول العربية ([5]) . لکن الله سلم بفضله  ونعمته ، ثم بفضلى الشعب والجيش وقائده الذى  وضع روحه على يده لاسترجاع  مصر لأهلها وشعبها .

 

 

 

ماهى الأهداف الخبيثة للجماعات الإسلامية ؟

          سبق أن أشرنا إلى أن هذه الجماعات لا تنتمى إلى صحيح الإسلام  وأن الذى أنشأها وطورها وحماها المخابرات الأجنبية الصهيونية  والرأسمالية والاستعمارية حتى تکون خنجرا فى ظهر الدول العربية  وفى ظهر الإسلام لاستمرار السيادةالغربية والسيطرة الصهيونية  والاستعمارية على المنطقة . هذا إلى جانب تعويقنمو المنطقة العربية  وتقدمها ووصولها إلى درجة کبيره من التقدم کالنمور الأسيوية أو  الدول الأوروبية ذاتها .

ولا شک أن هذه الجماعات ومن وراءها من قوى صهيونية واستعمارية ،  تحاول الوصول بها إلى السلطة فى المجتمع حتى تکون أداه طليعة لتنفيذ أهدافها الخبيثة فى المنطقة . وهذا ما تحقق بعد ما يطلق عليه ثورة  الربيع العربى فى مصر 2011 ووصول الإخوان المسلمين للسلطة . عام 2012، وإستمر حکمها لمدة عام أسوأ أعوام  مصر وثار ضدها کل الشعب المصرى وإنضم الجيش إلى الشعب  الذى نزل فى ثورة عارمة 2013 حددها جوجل بأکثر من ثلاثين  مليون مصرى ، ومن هنا تم إقصائهم عن حکم البلاد وتولت  سلطة شرعيه جديده حددها الشعب من خلال انتخابات  قانونية هذه الثورة 2013 أنقذت مصر من الانهيار والحروب الأهلية  والرضوخ لإرادة الصهيونية العالمية وتدمير مصر أقدم  دولة وحضارة فى العالم . وقد نجى الله سبحانه وتعالى مصر من  هذا المصير المظلم بفضل حمايته لها و دعوات کل الأنبياء لها ، وبفضل شعبها العظيم الذى رفض التسلط الصهيونى  على مصر من خلال حکم الجماعات الإسلامية ، وقد تحقق ذلک من خلال جيشها العظيم الذى  هو جيش الشعب المصرى ، والذى تدخل بأمر من شعبها العظيم ، ولا شک أن کل الجماعات المنحرفة والإرهابيةالمسماة خطأ بالإسلامية لتضليل الناس، هى ورقه شيطانية فى يد من أسسها من أجهزة مخابرات صهيونية وغربية ، لتحقيق أهدافهم فى تحقيق استراتيجية برنارد لويس المتمثلة فى إخفاء العالم العربى  من الخريطة الجغرافية ، واستيلاء هذه الأجهزة على کل مقدرات المجتمعات العربية  المالية والاقتصادية والبشرية ، بل واسقاطها و إنهائها من الوجود .


 

وبشکل عام نستطيع تلخيص أهم أهداف الجماعات الإسلامية فيما يلى :

1- إثارة الشباب خاصة والشعب عامة من خلال إثارة الفتن ونشر آلاف الشائعات الکاذبة والتشکيک فى اعلانات وتصريحات الحکومات  وإيقاع الفتنة بين الشعب من جهه ، ومؤسساته وجيشه ومؤسسة الرئاسة من جهة أخرى ، کل ذلک للنزول إلى الشارع فى ثورات  ، ومن أجل إثارة حروب أهلية وهذه ما أطلقت عليه کونداليزارايس  الفوضى الخلاقة أو الربيع العربى لاسقاط الدول وليس النظام  فقط ، وفکرة الفوضى الخلاقة والربيع العربى ، أفکار واقعية وهى  تطبيق لمشروع برنارد لويس لإسقاط العالم العربى لصالح إسرائيل  والغرب ، ولذلک  ابتدعوا ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع والجيل  الخامس . وهذه الحروب هدفها تخريب وتشوية عقول الشعب خاصة الشباب ليثور على دولته ونظامه السياسى کوکيل عن  الصهيونية والاستعمار العالمى . وهدفها تجنيد الشباب للإنضمام للجماعات المسماةإسلامية لتخريب بلادها ودولها دون تدخل عسکرى من هذه القوى الغربية والصهيونية فهى حرب بالوکالة.

2- محاولة إنهاک الدول من خلال الثورات المصطنعه  التى تتحقق من خلال العهر الالکترونى ونشر الفتن وآلاف الشائعات الکاذبة  ومحاولة جذب الشباب لهذه الجماعات المسماةإسلامية ، إما عن تبنى لرسالتها التخريبية بزعم أن هذا هو الإسلام ، أو عن  رغبة فى الحصول على أموال تبذلها المؤسسات الصهيونية  والغرب المتعاون معه دويلة قطر التى تقوم بدور التمويل للإرهاب.

3- إرباک الدولة من خلال القيام بعمليات إرهابية . قتل وسفک دماء قوى الأمن والشعب وتدمير المؤسسات ، هنا وهناک مستعينه فى هذا بالاجنحه العسکرية فى الجماعات المسماةإسلامية وتقوم القوى الغربية بتجنيد وتعبئة الشباب فى الدول الغربية ، وتسليحهم وتدريبهم الخ ... وأخطر عملها أنها توظف المرتزقة من شباب هذه الدول ، مستغلة معاناتهم من مشکلات کالفقر والبطالة والجهل بحقيقة الدين وکل الأديانالتي  تجرم کل أشکال التطرف والإرهاب والعنف

4- تستهدف الجماعات المسماة خطأ بالإسلامية تجنيد الشباب والنشئ من خلال آليات التواصل الاجتماعى التى يقبل عليها  الغالبية العظمى منهم . وهم يستعينون فى هذا بکبار المتخصصين  فى الاعلام الالکترونى من خلال بث الأخبار الکاذبة أو الألعاب الالکترونية ، وکل أشکال الفتن والتفسير الکاذب للنصوص الدينية  وهذا لجعل الشباب نتيجة لهذا الفهم  الخاطئ للدين الذى ينشرونه عبر هذه الآليات ، ينزلون إلى الشوارع  ويصورون هذا على أنه رفض للنظام ويتحقق هذا بنشر مجموعة  غير متصورة من الشائعات والأبطايل الدينية والسياسية  والاجتماعية . کل ذلک لتشويه ، وتزييف العقل لدىالشباب

أساليب مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابية :

          لاشک أن هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية التى تتخذ من الإسلام  ساتر لتنفيذ أهدافها الخبيثة ، ولجذب الشباب إلى تبنى أفکارها ومبادئها  الشاذة والتى تتناقض کلية مع أهداف ومبادئ صحيح الإسلام التى هى  الرحمة والسلام والإخاء والتقدم وحقوق الإنسان وحرياته لکل الناس دون استثناء ، لا شک أن هذه الجماعات التى تماس الجرائم المنظمة  ضد الشعوب والمؤسسات ، هى جماعات عابرة للحدود ، وللدول  وللقارات لهذا فإن المواجهة يحب أن تتعاون فى تحقيقها کل دول  وأنظمة العالم فى القارات ويتعاون فى مواجهتها والحرب ضدها  کل أنظمة المعلومات والأمن فى العالم ، من خلال المؤسسات الدولية أو الإقليمية أو التعاون بين دول الجوار . وهذا يعنى الامتناع عن  تقديم أى شکل من أشکال الدعم المالى و إمدادها بالسلاح، أو  تدريب أعضائها على هذه الأسلحة  ، أو توفير الملاذات الأمنة والعلاج والسکن لهم . هذا إلى جانب أنه يجب مواجهتها فى قانونياً على کل المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، لمکافحة الإرهاب والتطرف  وکل أشکال العنف غير القانونية   وغير مشروع .

          وقد ساهم مجلس الأمن فى إصدار العديد من القرارات الملزمة  لمکافحة الإرهاب . مثال هذا القرار الملزم لمکافحة الإرهاب . ومثال هذا قرار مجلس الأمن رقم 1373 لسنة2001، وهو قرار ملزم وواسع الانتشار لأنه يعتمد على الفصل السابع  من ميثاق الأمم المتحدة . وأنشأ هذا القرار لجنة لمکافحة الإرهاب تتألف من جميع الأعضاء الخمسة عشر فى مجلس الأمن . ويلزم هذا  القانون جميع الدول الأعضاء بما يلى

1- تجريم تمويل الإرهاب

2- العمل دون تأخير على تجميد أية أموال تتصل بأشخاص ضالعين فى أعمال الإرهاب.

3- تجميد أية أموال الإرهابيين والإمتناع عن تقديم أى دعم مإلى لهذه الجماعات .

4- عدم تقديم أى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية.

5- تبادل المعلومات بشأن أى من هذه الجماعات التى مارست الإرهاب أو تخطط لإرتکاب عمليات إرهابية

6 – التعاون بين الحکومات فيما يتصل بالتحقيقات أو عمليات التوقيف وتسليم المجرمين والمقاضاة لمن يتورطون فى الأعمالالإرهابية

7- ضرورة النص فى القوانين المحلية على تحريم تقديم المساعدات النشطة  والسلبية للارهاب ، وتقديم المخالفين للعداله

8- تنفيذ تدابير فعالة لمراقبة الحدود بين الدول

وهناک العديد من الاتفاقات العربية لمکافحة الإرهاب([6]) ويجب مواجهة التطرف الفکرى وما تبثه الجماعات الإرهابية من تفسيرات  زائفة للنصوص الشرعية للشباب ونشر الفتن على أجهزة التواصل الاجتماعى ، من خلال نشر الوعى الاجتماعى والثقافى والوطنى ، ونشر صحيح الدين  وکل الکتب السماوية التى جاءت لنشر الرحمه والسلام والإخاء  والتکافل بين کل الناس . هذا إلى جانب محاولة مواجهة کل أشکال التخلف الاجتماعى والإقتصادى والصحى والتعليمى ... التى  يمکن أن تدفع بمن يواجهها من الشباب أن يکونوا أسرى للضلالات  وکل أشکال التطرف التى تبثها الجماعات الإرهابية ، من خلال أجهزة  التواصل الإجتماعى . و هذا يعنى ضرورة تبنى خطط وبرامج التنمية الاجتماعية  والاقتصادية لمواجهة الفقر الشديد والجهل والمرضى والبطالة والعشوائيات  السکنية ... إلخ . مع العلم بأنه يجب التسليم ، بأن هذه الجوانب للتخلف لا يمکن إطلاقاً أن تکون مبرراً للإنتماء فى أحضان الجماعات الإرهابية ، أو ذريعة للتطرف الفکرى أو السلوکى .

ويجب فى مواجهة التطرف والإرهاب أن نميز بينهما . فالتطرف يمکن أن  يکون أمراً فکرياً کما يمکن أن يتحول إلى سلوک يدعوا الناس إلى  تبنى التطرف من خلال اللقاءات المباشرة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعى إذا کان التطرف قاصرا على الفکر ، ولم يتحول إلى سلوک ناشر  للتطرف ، ولم يتحول إلى عمل إرهابى – تفجير- قتل – اعتداء  على أفرادل الجيش والشرکات والمواطنين ، أو إعتداء على مؤسسات ، فإن التطرف الفکرى يجب مواجهته بالفکر من خلال کل أجهزة الدولة  وأقصد بأجهزة الدولة التربية والتعليم والمساجد والکنائس وأجهزة  الشباب مثل الساحات والأندية الرياضية ، وأجهزة الثقافة مثل مراکز  الثقافة فى المحافظات والمراکز والقرى ، ومثل أجهزة المجتمع المدنى - الجمعيات الثقافية المسجلة فى التضامن الإجتماعى ، وممثل کل جهاتالإعلام المشاهد  والمسموع والقروء ، ويمثل الدور المهم الذى تقوم به  الجماعات فى هدم المجتمع ،  وما تعقده من ندوات ومؤتمرات لبحث  قضايا التطرف والإرهاب ، والخروج بتوصيات منبثقة من دراسات  علمية . هذه التوصيات العلمية المنهجية الواقعيه ترسل إلى الأجهزة  والمؤسسات الوزارات النختصة القاره على الاستفادة منها وتفعيلها لمواجهة التطرف والإرهاب  .

ةقد ربط أمين عام الأمم المتحدة  ويربط أنطونيوجوتبرسن بين مکافحة الإرهاب وحقوق الإنسان فى خطاب  له 16/8/2018 فى لندن وقد ذهب إلى ان مکافحة الإرهاب من أشد التحديات التى تواجهها مجتمعات اليوم . ويرى انه لا شىء  أنه من ظلم أو تخلف أو معاناه من ويلاتالإرهاب . لکنه يرى أنه يجب على کل الدول مکافحة الإرهاب  دون الإخلال بحقوق الإنسان وحرياته ، الإنسان الملتزم بالقانون والذى لم يترکب عملاً يمس بحقوق الآخرين أو حقوق بلده .

وهو يؤکد أنه لا شىئ يبرر الاستهداف العشوائى للمدنيين ، والدمار  الذى يزهق الأرواح ، ويقضى على أسباب الرزق[7] (1) . وهو يقول  إن الاعتداءات الإرهابية . زادت حجماً وانتشاراً لدرجة أنها دمرت  مجتمعات وتسببت فى زعزعة استقراراها . وهو يؤکد انه فى العام الماضى  أى 2017  نفد ما لا يقل عن 11000 إعتداء إرهابى فى أکثر من 100 بلد ، مما أدى إلى مصرع أکثر من 2500 شخص وإصابة33000 شخص . وهو يؤکد على نقطتين هما :

الأول : لا ينبغى ربط الإرهاب بأى دين أو عرف أو جنس

الثانية : لا يوجد أى عذر يبرر الإرهاب  ، وهذا ما تنص عليه المادة 5 من الاتفاقات الدولية لقمع الهجمات الإرهابية بالقنابل.

وقد أکد على ضرورة تبنى الدول للتنمية والحقوق الشاملة للجميع ، ومواجهة  الفقر المدقع وعدم المساواة ، والاقصاء والتمييز لکن کل هذا منى مع وجوده ليس مبرراً للتطرف والإرهاب .

ويؤکد ان المسار الرئيس لمواجهة الإرهاب فى الأمم المتحدة يعتمد على الوقاية ويتمثل فيما يلى:

1- منع نشوب النزاعات والتنمية المستدامة وهى خط الدفاع الأول ضد الإرهاب وهو ما يسمية بالدبلوماسية الوقائية .

وتحدد استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمکافحة الإرهاب لعام 2006مأولويات إستراتيجية . وتتمثل إحدى رکائزها الأربع فى ضمان الاحترام الکامل لحقوق الإنسان  وسيادة القانون فى سياق مکافحة  الإرهاب وتؤکد هذه الاستراتيجية على التصدى للعوامل التى  تدفع الشباب إلى التطرف وتجعل من الإرهاب خياراً مشؤوما  بالنسبة لهم .

2- التنمية هدف عام فى حد ذاته ،  وهى أفضل الأساليب لمعالجة الفقر وعدم المساواة وإنعدام الفرص والخدمات العامة التى تغذى اليأس خاصة فى نفوس الشباب . وتقوم وکالات الأمم المتحدة بدعم الحکومات الوطنية  فى تنفيذ خطط التنمية المستدامة لعام 2030. وهذه علاج قوى لبعض اسباب الإرهاب .

3- يجب الترکيز على الشباب أو يکون الاستثمار فى الشباب عنصراً رئيساً فى  أيةاستراتيجية وقائية فمعظمهم المجندين الجدد فى الجماعات الإرهابية  تتراوح أعمارهم بين 17-27 سنة : والواقع أن الجماعات المتطرفة  والإرهابية تستغل مشاعر خيبة الأمل والسخط والتخلف  لدى الشباب ذکوراًوإناثاً لجذبهم أسرى أو مأجورين فى الجماعات  الإرهابية .

4- يجب کسب المعرکة على شبکة الإنترنت . وقد أطلق شرکات  فيس بوک ، وتويتر ، ومايکروسوفت ، ويوتيوب شراکة لمکافحة الإرهاب ( منتدى الإنترنت العالمى لمکافحى الإرهاب) ترقى إلى وقف انتشار المحتوى  المتطرف على شبکة الإنترنت . ويجب على کل الدول أن تجنب الشباب  الوقوع فى فخ الأوهام والفتن والأفکار الناتجة وأن تساعدهم على  أن يکونوا مواطنين صالحين مستنيرين قادرين على التفکير  والنقد ورفض کل ما هو زائف مخادع من جانب الجماعات المتطرفة والإرهابية

ونحن فى مصر نحتاج إلى مواجهة التطرف الفکرى الناجم عن حملات التجنيد  الالکترونى للشباب للإنضمام للجماعات المتطرفة والإرهابية التى تنشر ثقافة العداء والکراهية للوطن وللقيم الإنسانية العليا لکل الأديان ونحن بحاجةإلى عرض الإسلام وقيم الکتب السماوية ونشرها بين الشباب سواء بشکل مباشر من خلال التربية الدينية والتربية الوطنية ، والتعرف على تاريخ مصر فجر الضمير کما أطلق عليها (بريستد)هى أقدم حضارة ، وأقدم دولة ، وأعرق مجتمع فى العالم أو على مستوى أجهزة التواصل الاجتماعى وصحيح أن مصر أقدم دولة سواء منذ بداية الحضارة ومعرفة الکتابة وتوحيد مينا للقطرين  البحرى والقبلى ، أو قبل معرفة الکتابة منذ النبى إدريس عليه السلام  الذى عاصر نهاية عصر آدم عليه السلام وعلى المدارس وقبلها  رياض الأطفال والحضانات ، أن توصل للأطفال والنشئ حقائق  الدين الصحيح وحقائق التاريخ المشرف لمصر عبر التاريخ ، وعبقرية  المکان والزمان والإنسان فى مصر . هذا من شأنه خلق الولاء  لله ، وللدين ، وللوطن ، وللقيم الإنسانية التى جاءت بها  کل الکتب السماوية . وهذه المعرفة لحقائق الدين والوطن والتاريخ  سوف تکون حصناً لدى الشباب من أباطيل وأکاذيب وفتنه  أعداء مصر من الجماعات الإرهابية المسماة خطأ بالإسلامية .

هذه المعلومات والتوعية ، ونشر الحقائق للنشئ والشباب ، يجب  أن يشارک فيها کل مؤسسات صناعة الثقافة  ومؤسسات التربية والتعليم ، والمؤسسات الدينية کالمسجد والکنيسة  والمؤسسات الاعلامية ، ومؤسسات المجتمع المدنى ويجب ان يکون هناک إتساقاً بين کل هذه المؤسسات فى الأهداف  المطلوب تحقيقها ، سواء بشکل مباشر أو بشکل إعلامى أو من خلال آليات التواصل الإلکترونى . هذا بلا شک يحمى الشباب من الوقوع أسرى لأهداف الجماعات الإرهابية التى ترکز على الشباب ، کما ترکز على وسائل التواصل الالکترونية .

نتيجة لان الشباب يقضى جزءاکبيراً جداً من وقته فى التواصل الإلکترونية ـ ويتأثر بها کثيراً . 

وعلى الأجهزة والمؤسسات الدينية – کالأزهر وأجهزة الفتوى ووزارات الأوقاف والشئون الإسلامية فى عالمنا العربى والإسلامى ، تحقيق التنسيق والتعاون بينهما فى نشر صحيح الدين والتواصل  مع الشباب على أجهزة التواصل الاجتماعى . هذا بالطبع إلى جانب وسائل التواصل المباشر بالمحاضرات والقوافل الدعوية فى کل  المؤسسات التى يوجد فيها شباب ، کالمصانع والمدارس والنوادى وغيرها .

          ولا شک أن مشارکة کل أجهزة التربية والثقافة والإعلام والشباب والمجتمع المدنى ، ومؤسسة الأسرة ، فى نشر حقائق الدين الصحيح .  سوف يقضي على الأباطيل التى تتعمد أجهزة  الکراهيه والحقد  على الوطن فى نشرها فى وسائل التواصل الاجتماعى.  وعندما يتحقق المزيد من إنتماء الشباب للوطن وتفاؤلهم فى تقدمه  واستمراره ونموه يتناقض اهتمام الشباب بالشائعات والأباطيل وفتن الجماعات المتطرفة .

 وکما سبق القول أن وقوع النشئ والشباب أسرى لجماعات الکراهية للدين والوطن مثل الفقر الشديد والبطالة  والأمية والمرض ... وها نحن نرى بالوثائق وبأعيننا ومن  خلال کل أجهزة الإعلام الشريف ، نرى ما حدث فى مصر من  تقدم غير متصور فى ست سنوات ، لم يکن يمکن إحداثه  فى أکثر من عشرين سنة . أهم هذه الإنجازات غير المسبوقة  فى مصر ، والتى هى کلها لصالح الشعب خاصة فئة الشباب  ما تم من إنجازات فى قناة السويس ، واستخراج الغاز والبترول  ، وإضافة ملايين الأفدنة الزراعية ، سواء على الأرض أو من خلال الصوب الزراعية ، وفى محاولات القضاء على العشوائيات  الخطرة والتعليم والصحة والإسکان ، والطرق و المواصلات  وغير هذا کثير .

يضاف إلى هذا القضاء على بعض الظواهر المرضية کأطفال الشوارع  والأسر المشردة ورعاية القرى الأکثر فقراً ، وبرامج تکافل وکرامة ، وغير هذا کثيراً جداً لا شک أن هذا کله يسهم فى القضاء على الظروف السيئة والضاغطة التى تسهم لدى البعض فى الوقوع أسرى لجماعات الشر والإرهاب إما عن قناعة بأفکارهم  الزائفة وهذا قليل جداً ، أو طلباً للمال الحرام على حساب دينهم ووطنهم وکل القيم الإنسانية .

          ومع کل هذه الإنجازات الأسطورية فى تنمية مصر وأحداث نقلة حضارية لها  وإفساد مخططات قوى الصهيونية والاستعمارية والجماعات الإرهابية ، التى تحقق بفضل الله وتضامن الشعب والجيش وقوى الأمن بعد 30 يونيو2013 ، فإنه يقع جزء کبير من المسئولية على الدولة بمزيد من نشر الصناعات  الصغيرة وعمل حضانات لها بين الشباب ، وهذا ما يقوم به الصندوق الاجتماعى  ومختلف أجهزة الصناعات الصغيرة ،کذلک يقع جزء کبير من مسئولية القضاء  على التطرف والإرهاب على رجال الأعمال والمجتمع المدنى. فرجال الأعمال  مطلوب منهم المزيد من أمرين : الأول المزيد من الاستثمار فى الصناعة والزراعة  والتجارة والخدمات لتوفير المزيد من الدخل القومي لمصر ، وللقضاء على  بطالة الشباب، وعلى الفقر المدقع وتوفير فرص عمل لهم لبناء أسر مستقرة، ولممارسة حياة کريمة .

.        أما الأمر الثانى المطلوب من رجال الأعمال فهو  المساهمة فى مواجهة التحديات التى تواجه المجتمع المصرى من عشوائيات  وفقر وبطالة وأمية ، ومختلف ما يواجهه المجتمع من أزمات من خلال إنشاء مؤسسات تعمل فى مجال الإسکان لرعاية الاجتماعية للشعب والشباب الفقير . وعلى رجال الأعمال الإسهام مع الدولة فى مختلف  الخدمات کالتعليم والصحة وتقديم الخدمات للمعوقين والمناطق الأکثر  فقرا . مثال هذا الإسهام فى تحسين البنية الأساسية لهذه القرى وسکانها . ماء – کهرباء – صرف صحى ... وغيره 

(1)راجع کتاب المؤلف بعنوان العطاء الإسلامي للحضارة الإنسانية – رابطة الجامعات الإسلامية 2014م الفصول الأربعة الأولى.
(1)هذا ما کشفت عنه "هيلاري کلينتون" في کتابها (خيارات صعبة)، منشور في مکتبة مدبولي، وما کشفت عنه وثائق سربتها إدارة "ترامب" عن "هيلاري کلينتون".
([1])راجع کتاب هيلارى کلينتون (خيارات صعبه ) مترجم فى مکتبة مدبولى
[2]-2- SEE. B.Rhlodes : world as it – RandimHous 5June 2018
 
[3]- راجع توثيقات هيلارى کلينتون التى کشفت اکتوبر 2020، والتى أعلنها عمرو أديب فى برنامجه الحکاية 11،12 ، اکتوبر 2020.
راجع ايضا :
m. youm7 story 2020/10/12 - www.almasryalyoum.details
www.alhilalalyoum.com
[4] راجع تويتات هيلارى کلينتون التى سريتها الإدارة الإميکية لـ (ترامب) الجمهورية قبيل الأنتخابات الرئاسية الأمريکية أکتوبر 2020. وراجع حلقات عمرو أديب السابق ذکرها
[5] راجع اليوم السابع 14/8/2020 هلارى کلينتون عرابه خراب الشرق الأوسط .
 
[6]راجع دراسة لمکتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والجرعة المنظمة بفينا : دراسة حول تشريعات مکافحة الإرهاب فى دول الخليج العربى واليمن 2009 – الأمم المتحدة نيويورک.
راجع أيضاً ، أمانة مجلس  الستون الجامعة العربية : قرارات المجلس بشأن صيانة الأمن القومى العربى ومکافحة الإرهاب – الجزء الأول 2014-2019 القاهرة 30 سبتمبر 2019م.
[7]راجع کلمة انطونيو جوتيرسن فى الامم المتحدة يوم 16/8/2018 لعنوان (مکافحة الإرهاب وحقوق الانسان)