استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي بين الآثار الإيجابية والآثار السلبية

المؤلف

قسم الاجتماع كلية الاداب جامعه المنيا

المستخلص

شهد العالم في السنوات الأخيرة نوعاً مختلف من التواصل الاجتماعي بين الأفراد والمجتمعات في ظل الثورة التكنولوجية وثورة الاتصالات التي أسهمت في إلغاء الحدود والمسافات بين الشعوب وامتزاج وانصهار الثقافات المختلفة وفتحت آفاقًا جديدة في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد. وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي على مستوي الاستخدام والتأثيرات من السمات التي ميزت مجتمع الحداثة وما بعد الحداثة. ويأتي على رأس المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي فئة الشباب الذين تقع أعمارهم بين 18 إلى 35 عامًا، وتعد مرحلة الشباب من أهم المراحل الحياتية التي يمر بها الفرد في حياته.
حيث تشير الإحصاءات إلى أنه في عام 2021م كان هناك أكثر من 4,26  مليار شخص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم أي أنه ما يقرب من  59.3٪ من سكان العالم يستخدمون على الأقل موقع واحد من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 6 مليار مستخدم بحلول عام 2027م. ولا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي شأنها شأن الكثير من أدوات التكنولوجيا الحديثة لها آثارها الإيجابية وآثارها السلبية. ولهذا يُعنَي هذا البحث بالكشف عن الآثار السلبية والآثار الإيجابية الناتجة عن استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي.
وقد جاء البحث في ثلاثة محاور، تناول المحور الأول الشباب: المفهوم، الخصائص والمشكلات وتناول المحور الثاني: مواقع التواصل الاجتماعي المفهوم والأشكال والخصائص. بينما تضمن المحور الثالث: تأثيرات استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي, وجاءت الخاتمة لتلخص الآثار الإيجابية والسلبية الناتجة عن استخدام الشباب لتلك المواقع, مؤكدة على أن وجود مواقع التواصل الاجتماعي أصبح حتمياً في كافة مناحي وأمور الحياة، وان استخدام الشباب لتلك المواقع بات ضرورة ملحة بالنسبة لهم، فيما يتصل بأمور الحياة العملية والعلمية.
حيث انتهي البحث إلى أن: استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي له آثار إيجابية، تمثلت أهمها في تبادل الخبرات والمعارف في العديد من المجالات وزيادة والوعي بالقضايا المجتمعية وتحقق التقارب الفكر والثقافي بين الشباب في مختلف بلدان العالم. وهذا فضلا عن الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم عن بعد والذي ظهر واضحاً أثناء انتشار وباء كورونا على مستوي العالم.. ومن ناحية أخرى فقد كشف البحث عن بعض الآثار السلبية لاستخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي التي تمثلت أهمها في إهدار الوقت وتراجع استخدام اللغة المحلية وتراجع القيم الأخلاقية وانتهاك الخصوصية والسرقة الفكرية والتنمر الإلكتروني وغيرها من  الآثار السلبية.
ومن ثم فقد أوصي البحث بضرورة وضع استراتيجيات لرفع وعي الشباب من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالآثار السلبية في ظل استراتيجيات من الدولة لحوكمة المواقع المنافية للآداب العامة والعمل على تفعيل وحدات الإرشاد النفسي والاجتماعي والأكاديمي في الجامعات واضطلاع الجمعيات الأهلية بمهامها في إرشاد الشباب وتوجيههم للاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي.

الكلمات الرئيسية