رأس المال الاجتماعي والتنمية الاجتماعية : تحليل مقارن لنظريتي تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعية بالتطبيق على جماعات العمل في الجمعيات الأهلية

نوع المستند : أبحاث علمیة

المؤلف

جامعه جنوب الوادى کليه اداب

المستخلص

انطلاقاً من الدور المحوري لرأس المال الاجتماعي في عمليات التنمية الاجتماعية، تطرح الدراسة الراهنة استعراضا نظريا لمقولات نظريتي تماسک العلاقات، والشبکة الاجتماعية باعتبارهما صياغات نظرية جديدة مشابهة لفکرة رأس المال الاجتماعي، مع محاولة ربط تلک الصياغات النظرية بأحد الجوانب التطبيقية للحياة الواقعية الا وهو مجال التنمية. ومن ثم تهدف الدراسة الکشف عن اوجه الاتفاق والاختلاف في التنظير لمفهوم رأس المال الاجتماعي من ناحية وبين کل من نظريتي تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعية من ناحية أخري مع ابراز علاقة تلک المقولات النظرية بتيسير او عرقلة برامج التنمية. وتتخذ الدراسة عينة من جماعات العمل في الجمعيات الأهلية مجالاً ميدانياً لمضاهاة الافتراضات النظرية لکلا النظريتين بالواقع الفعلي من خلال تحليل شبکة العلاقات في جمعيتي نهر الخير (فرع جمعية رسالة بمدينة قنا)، وجمعية تنمية البيئة والأسرة (فدا) بقنا. ولقد تم استخدام المقابلات والاختبار السوسيومتري لجمع البيانات من 29 مفردة من العاملين في الجمعيتين.
خلصت الدراسة على المستوى النظري إلى عدد من النتائج اتضح من خلالها أوجه الاختلاف  بين کل من بورديو وکولمان وباتنام في الصياغة النظرية لرأس المال الاجتماعي، وابرزت العلاقة بين رأس المال الاجتماعي والتنمية، وأوجه التشابه بينه وبين  نظريتي تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعية فيما يخص تأثيرهما على التنمية. وعلى المستوى الميداني خلصت الدراسة الى ان شبکة العلاقات في جمعية فدا (القائمة على التمويل الاجنبي والتعاقد مع العاملين) أکثر تماسکاً من شبکة العلاقات بجمعية نهر الخير، نظراً لتوزيع العلاقات في الجمعية الأولى على مجموعتي عمل فقط، وطول مدة عملهم معاً مقارنة بالجمعية الثانية والتي تتوزع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مدرس علم الاجتماع، کلية الآداب بقنا - جامعة جنوب الوادى.
فيها العلاقات على انشطة أکثر فتصبح اقل ترکيزا وتماسکاً، فضلا عن أن اعتمادها على المتطوعين جعل العلاقات وقتية واقل استمرارية. ونخلص هنا أن حجم رأس المال الاجتماعي وتعدد الشبکات الاجتماعية من العوامل الاساسية لنجاح برامج التنمية في الجمعيات القائمة على المتطوعين والتبرعات، وأن تماسک العلاقات بين جماعات العمل الصغيرة في الجمعيات ذات التمويل الاجنبي أحد عوامل نجاح برامج التنمية بها.
The current study emphasizes on the central role of social capital for development process, so it presents theoretical review of both Relational Cohesion Theory and Social Network Theory as they are similar formulation of the idea of social capital and explores the relation between these theories and the realm of development. The study aims to reveal the agreement and disagreement aspects among social capital, relational cohesion and social network theories and their relationship with social development. The study takes a sample from the civil society working groups to compare the theoretical assumptions of both theories with the actual reality through an analysis of the network of relations in the two civil associations at Qena: Nahr al-Khair (a branch of the Resala Association at Qena) and the Society for the of the Family and Environment Development Association (FEDA). The interviews and the sociometric test were used to collect data from 29 individual workers in both associations. At the theoretical level, the study concluded that the social capital theory and social network theory reflect the nature of work at Resala association because it depends on volunteers and donations but Relational Cohesion Theory reflects the nature of work at FEDA because it depends on small working groups and paid work.

الكلمات الرئيسية


انطلاقاً من الدور المحوری لرأس المال الاجتماعی فی عملیات التنمیة الاجتماعیة، تطرح الدراسة الراهنة استعراضا نظریا لمقولات نظریتی تماسک العلاقات، والشبکة الاجتماعیة باعتبارهما صیاغات نظریة جدیدة مشابهة لفکرة رأس المال الاجتماعی، مع محاولة ربط تلک الصیاغات النظریة بأحد الجوانب التطبیقیة للحیاة الواقعیة الا وهو مجال التنمیة. ومن ثم تهدف الدراسة الکشف عن اوجه الاتفاق والاختلاف فی التنظیر لمفهوم رأس المال الاجتماعی من ناحیة وبین کل من نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة من ناحیة أخری مع ابراز علاقة تلک المقولات النظریة بتیسیر او عرقلة برامج التنمیة. وتتخذ الدراسة عینة من جماعات العمل فی الجمعیات الأهلیة مجالاً میدانیاً لمضاهاة الافتراضات النظریة لکلا النظریتین بالواقع الفعلی من خلال تحلیل شبکة العلاقات فی جمعیتی نهر الخیر (فرع جمعیة رسالة بمدینة قنا)، وجمعیة تنمیة البیئة والأسرة (فدا) بقنا. ولقد تم استخدام المقابلات والاختبار السوسیومتری لجمع البیانات من 29 مفردة من العاملین فی الجمعیتین.

خلصت الدراسة على المستوى النظری إلى عدد من النتائج اتضح من خلالها أوجه الاختلاف  بین کل من بوردیو وکولمان وباتنام فی الصیاغة النظریة لرأس المال الاجتماعی، وابرزت العلاقة بین رأس المال الاجتماعی والتنمیة، وأوجه التشابه بینه وبین  نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة فیما یخص تأثیرهما على التنمیة. وعلى المستوى المیدانی خلصت الدراسة الى ان شبکة العلاقات فی جمعیة فدا (القائمة على التمویل الاجنبی والتعاقد مع العاملین) أکثر تماسکاً من شبکة العلاقات بجمعیة نهر الخیر، نظراً لتوزیع العلاقات فی الجمعیة الأولى على مجموعتی عمل فقط، وطول مدة عملهم معاً مقارنة بالجمعیة الثانیة والتی تتوزع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مدرس علم الاجتماع، کلیة الآداب بقنا - جامعة جنوب الوادى.

فیها العلاقات على انشطة أکثر فتصبح اقل ترکیزا وتماسکاً، فضلا عن أن اعتمادها على المتطوعین جعل العلاقات وقتیة واقل استمراریة. ونخلص هنا أن حجم رأس المال الاجتماعی وتعدد الشبکات الاجتماعیة من العوامل الاساسیة لنجاح برامج التنمیة فی الجمعیات القائمة على المتطوعین والتبرعات، وأن تماسک العلاقات بین جماعات العمل الصغیرة فی الجمعیات ذات التمویل الاجنبی أحد عوامل نجاح برامج التنمیة بها.

 

الکلمات المفتاحیة : رأس المال الاجتماعی، التنمیة الاجتماعیة، الجمعیات الأهلیة، التحلیل السوسیومتری، نظریة تماسک العلاقات، نظریة الشبکة الاجتماعیة.

 

Social Capital and Social Development: A Comparative Analysis of the Theories of Relational Cohesion and the Social Network by Applying to Work Groups

in NGOs

 

ABSTRACT

 

The current study emphasizes on the central role of social capital for development process, so it presents theoretical review of both Relational Cohesion Theory and Social Network Theory as they are similar formulation of the idea of social capital and explores the relation between these theories and the realm of development. The study aims to reveal the agreement and disagreement aspects among social capital, relational cohesion and social network theories and their relationship with social development. The study takes a sample from the civil society working groups to compare the theoretical assumptions of both theories with the actual reality through an analysis of the network of relations in the two civil associations at Qena: Nahr al-Khair (a branch of the Resala Association at Qena) and the Society for the of the Family and Environment Development Association (FEDA). The interviews and the sociometric test were used to collect data from 29 individual workers in both associations. At the theoretical level, the study concluded that the social capital theory and social network theory reflect the nature of work at Resala association because it depends on volunteers and donations but Relational Cohesion Theory reflects the nature of work at FEDA because it depends on small working groups and paid work.

 

Key Words: Civil associations, Social capital, Social development, Relational cohesion theory, Social network theory, Sociometric analysis.

المقدمة :

تعد التنمیة الاجتماعیة إحدى الرکائز الأساسیة فی تطویر المجتمعات وبصفة خاصة النامیة منها، وغالبا ما یسلط الضوء على المتطلبات المادیة لمشروعات التنمیة کرؤوس الاموال والخامات والمعدات والمنشآت ... إلخ، وبالرغم من أهمیة هذه المتطلبات ووضوح دورها فی مشروعات التنمیة، الا أن هناک متطلبات معنویة رغم عدم وضوحها على نحو مباشر لکنها لا تقل أهمیة عن المتطلبات المادیة  للتنمیة، ومن أهم تلک المتطلبات المعنویة للتنمیة رأس المال الاجتماعی (العلاقات الاجتماعیة) ورأس المال الثقافی أو البشری (المهارات والخبرات). وانطلاقا من أهمیة رأس المال الاجتماعی للمشروعات التنمویة تتناول الدراسة الحالیة علاقة الشبکات الاجتماعیة بتنمیة رأس المال الاجتماعی من خلال رصد وتحلیل مقولات نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة وربطها بواقع العلاقات الاجتماعیة للعاملین فی مجال التنمیة من خلال رصد الشبکات الاجتماعیة داخل الجمعیات الأهلیة.

 

أولاً-مشکلة الدراسة :

تنطلق مشکلة الدراسة من التأکید على الدور المحوری لرأس المال الاجتماعی فی نجاح مشروعات أو برامج التنمیة، ومن ثم تتناول الدراسة اثنتین من النظریات اللاتی تنشغل بالعلاقات الاجتماعیة وهما نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة بهدف مقارنتهما نظریاً بنظریات رأس المال الاجتماعی من ناحیة ومحاولة تطبیق مقولاتهما على مجال التنمیة من ناحیة أخرى, وذلک من خلال دراسة میدانیة لجماعات العمل داخل اثنتین من الجمعیات الأهلیة العاملة فی مجال التنمیة للکشف عن أوجه التوافق أو الاختلاف بین المقولات النظریة والواقع الإمبیریقی لشبکة العلاقات للعاملین فی برامج التنمیة فی منظمات المجتمع المدنی.

 

ثانیاً-الأهداف والتساؤلات:

(أ)     أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى:

  1. عرض وتحلیل مقولات نظریة تماسک العلاقات.
  2. عرض وتحلیل مقولات نظریة الشبکة الاجتماعیة.
  3. مقارنة نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة بالأطروحات النظریة لرأس المال الاجتماعی.
  4. استیضاح العلاقة بین نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة وبین التنمیة الاجتماعیة.
  5. تحلیل سوسیومتری لشبکة العلاقات لجماعات العمل فی مجال التنمیة من خلال جمعیات أهلیة.
  6. کیف تناولت النظریات السوسیولوجیة المختلفة مفهوم رأس المال الاجتماعی وعلاقته بالتنمیة الاجتماعیة؟
  7. ما هی مقولات نظریة الشبکات الاجتماعیة وارتباطها بالتنمیة الاجتماعیة؟
  8. ما هی مقولات نظریة تماسک العلاقات وعلاقتها بالتنمیة الاجتماعیة؟
  9. ما هی أوجه التشابه والتباین بین التأصیل النظری لمفهوم رأس المال الاجتماعی من ناحیة ونظریتی تماسک العلاقات، والشبکة الاجتماعیة من ناحیة أخرى فی مناقشتها للعلاقات والبنی الاجتماعیة؟
  10. ما طبیعة العلاقات (من حیث التجاذب والتنافر الداخلی) بین جماعات العمل فی الجمعیات الأهلیة القائمة على التبرعات والعمل التطوعی؟
  11. ما طبیعة العلاقات (من حیث التجاذب والتنافر الداخلی) بین جماعات العمل فی الجمعیات الأهلیة القائمة على التمویل الأجنبی؟
  12. أی النظریات (العلاقات المتماسکة، الشبکة الاجتماعیة) أکثر ملاءمة لتفسیر علاقات جماعات العمل فی الجمعیات الأهلیة محل الدراسة؟

 

(ب)    تساؤلات الدراسة:

 

ثالثًا - أهمیة الدراسة ومبرراتها :

اکتسب مفهوم رأس المال الاجتماعی وضعاً متمیزاً فی علم الاجتماع منذ ان قدم بوردیو تحلیلات عمیقة له وأدرجه فی اطار نظری ضم أنماطا متنوعة من رأس المال غیر المادی. ولقد کان لهذا التناول أثر بالغ فی انتشار المصطلح فی التراث السوسیولوجی عالمیاً ومحلیاُ، ومن خلال استعراض التناول المحلی لمفهوم رأس المال الاجتماعی یتبین ان أغلبها تناقش هذا المفهوم فی سیاق أعمال بوردیو أو کولمان وقلما ما تتطرق إلى البحث عن النظریات التی تتضمن صیاغات نظریة شبیهة، ورغبة من الباحثة فی توسیع الأطر النظریة التی یتم تناولها سوسیولوجیا على المستوى المحلی آثرت ان تبحث عن نظریات جدیدة (على الکتابات المحلیة) تتناول مفاهیم معروفة سوسیولوجیا ولکن تتناولها من منظورات متباینة حینا وتوافقیة حیناً آخر ومن هنا جاء اختیار نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة.

یضاف إلى ذلک أهمیة قضیة العلاقة بین رأس المال الاجتماعی والتنمیة فی الوقت الراهن والتی تتطلب مزیدا من الدراسات والبحوث من قبل العلوم الاجتماعیة المختلفة.

 

رابعاً - مفاهیم الدراسة :

(1)    مفهوم رأس المال الاجتماعی:

یشیر مصطلح رأس المال الاجتماعی إما إلى مقدرة الأفراد على الحصول على سلع  مادیة أو رمزیة قیمة من خلال ما یتمیزون به من علاقات اجتماعیة وعضویة لجماعة ما، أو یشیر إلى مقدرة جماعة من الأشخاص التمتع بمزایا الفعل الجمعی بفضل المشارکة الاجتماعیة والانتماء لمؤسسات ذات ثقة، وقد أطلق على المقدرة الأولی رأس المال الاجتماعی العلاقاتی“relational social capital”  وأطلق على الأخرى رأس المال الاجتماعی المؤسسی “institutional social capital” والعنصر المشترک الذی یجمع بین هذین النوعین هو التعمق/التجسد الاجتماعی social embeddedness، فکل من الفعل الفردی أو الجمعی على حد سواء یتم تمکینهم أو تعویقهم من خلال الموارد التی یتیحها الفاعلون داخل أو خلال مستویات البناء الاجتماع (Christopher Prendergast, 2005, pp. 715-717)، وتفترض نظریات رأس المال الاجتماعی أن عائلة الشخص وأصدقاءه وشرکاءه تُشکل رصیدُاً مهمًا یمکن أن یتم استثماره فی أوقات الحاجة أو الاستمتاع بالتفاعل والشبکات التی ینشئها (Alfred, 2009, pp. 3-12). وفی هذا الصدد یرى أحمد زاید أن رأس المال الاجتماعی بمثابة أرصدة الفرد من العلاقات المقصودة التی تحتوی على علاقات وشبکات اجتماعیة تحقق أهدافا معینة مرکزا فیها على دور العلاقات والقصدیة فی تحقیق أهداف معینة (أحمد زاید وآخرون، 2008، ص ص 8-9). 

(2) نظریة تماسک العلاقاتTheory of Relational Cohesion  :

بدأت نظریة تماسک العلاقات عام 1996 من قبل کل من ادوارد ج لولرEdward J. Lawler وجینجکو یون Jeongkoo Yoon (Lawler & Yoon,  1999, pp. 89-108)، حیث ارتبطت بالالتزام بتبادل العلاقات لتفسیر التأثیر العاطفی emotional-affective، وتم اقتباس هذا التفسیر من قبل نظریة التعلق العاطفی theory of affective attachments التی تم نشرها عام 1992 من قبل لولر (Shane et al., 2002, pp. 139-166). وقد تم اختبار نظریة تماسک العلاقات فی کثیر من البحوث وبشکل خاص تأثیرات التبادل بین نفس الفاعلین، حیث توصلت العدید من البحوث إلى أن تکرار Frequency التبادل یولد عواطف إیجابیة تعزز بدورها التماسک والالتزام السلوکی (مثل اتخاذ سلوکیات البقاء فی العلاقة، وتقدیم الهدایا) (Lawler, 2001, pp. 312-352). فهم یعطون أشیاء للآخرین ویستقبلون بدورهم أشیاء من الآخرین، ویطلق على هذا المصطلح التبادل الاجتماعی سواء أکان هذا التبادل بشکل ملموس أو غیر ملموس، یأخذ هذا التبادل أشکالا متنوعة حیث یقوم الموظفون بتبادل عملهم مقابل أجر، ویقوم العملاء بتبادل النقود مقابل الخدمات، وتبادل المساعدة مع الجیران بعضهم البعض، وتبادل زملاء العمل المعلومات، وتبادل الزملاء احترام ممتلکات بعضهم البعض، وتبادل الأصدقاء الدعم العاطفی لبعضهم البعض (Lawler, 2010, pp. 690-691).

 لذا فإن لنظریة تماسک العلاقات بعدان أحدهما بنائی structural والآخر ادراکی حسی perceptual، یستند التماسک البنائی على درجة الاعتماد المتبادل interdependence، ویکون التماسک البنائی قویا إذا ما اعتمد الطرفان على بعضهما فی تبادلاتهم بشکل قوی (الذی یطلق علیه الاعتماد المتبادل أو التبادل المشترک) ویکون ضعیفا فی حال عدم اعتمادهم على بعضهم البعض، وبالرغم من أهمیة احتیاج الناس لبعضهم البعض إلا إن ذلک لا یؤدی بالضرورة إلى تماسک العلاقات، فالتماسک الفعلی أو المدرک یجب أن یکون محصلة تفاعلات الناس أنفسهم مع بعضهم البعض، وبمجرد تحقیق التماسک، یمیل الناس إلى الالتزام، وبالتالی الإبقاء على علاقتهم، وتبادلهم للهدایا، والثقة ببعضهم البعض بما یکفی للمشارکة فی مشروعات تعاونیة جدیدة توسع أو تمدد علاقتهم (Lawler, et al., 2006, pp. 183-200).

إن بنیة الشبکات الاجتماعیة یمکن أن تعزز أو تُحَجم تطور العلاقات الاجتماعیة، حیث تؤکد نظریة التبادل الاجتماعی المعاصرة على الشبکات التی یفضل فیها الفاعلون بعض شرکاء التبادل دون الآخرین، والتی تشکل فیها البنیة الاجتماعیة للدرجة التی تمکنهم من التبادل مع شرکائهم المفضلین، وفی هذا الصدد، تستند تفضیلات الشرکاء على الارباح المتوقعة المرتبطة بعلاقات التبادل البدیلة alternative exchange relations، وهذه الأرباح متضمنة فی الترتیبات البنائیة أو روابط الشبکة (Cook & Whitmeyer, 1992, p. 109).

 

(3)    نظریة الشبکة الاجتماعیةSocial Network Theory :

تم صک مفهوم الشبکة عام 1954 من قبل الأنثروبولوجی البریطانی جون أروندلبارنزArundel Barnes John. تستعرض نظریة شبکة العلاقات الاجتماعیة فی ضوء مفهومی العقد Node والروابط Ties، حیث یشار إلى العقد فی الرسم البیانی للشبکة بالدوائر وتمثل الأفراد داخل الشبکة، فی حین یشار إلى الروابط بالخطوط، وتمثل العلاقات بین الأفراد، والشبکة الاجتماعیة فی مجملها خریطة للروابط المتصلة بین العقد التی یتم إخضاعها للدراسة (Gupta, Manish, 2008, p. 224).

ثمة ثلاثة خطوط بحثیة أسهمت فی التطور المبکر لنظریة الشبکة الاجتماعیة أولها تقلید التحلیل السیسومتری socio-metric analysis القائم على أسالیب نظریة الرسم البیانی graph theory methods المنبثق عن الریاضیات، والخط الثانی تقلید العلاقات الشخصیة interpersonal relations  الذی یرکز على صیغة العصب cliques بین مجموعة الأفراد، والتقلید الأنثروبولوجی الذی یستکشف بنیة العلاقات المجتمعیة community فی المجتمعات الأقل تطورا (Liu, et al., 2017, pp. 1-12). لم تتطور هذه التقالید البحثیة إلى إطار نظری متماسک حتى ستینیات القرن العشرین، حیث قدم عدد من علماء الاجتماع مقاربة الشبکة الاجتماعیة عن طریق تولیف التقالید النظریة السابقة وتوسیعها لفهم العلاقات الاجتماعیة الرسمیة وغیر الرسمیة، حیث تم تطویر السوسیومتریة الاجتماعیة لتحویل العلاقات إلى بُعد سوسیومتری من خلال رسم خرائط العلاقات الاجتماعیة.

 

(4)    مفهوم التنمیة الاجتماعیةSocial Development  :

یشیر مفهوم التنمیة الاجتماعیة إلى عملیة التغییر الاجتماعی المخطط التی تستهدف تعزیز ودعم رفاهیة السکان ککل بالتزامن مع عملیة دینامیکیة من التنمیة الاقتصادیة (Dudziak, 2005, p. 368)، وبناءً على ذلک یشیر مفهوم التنمیة الاجتماعیة فی هذه الدراسة إلى تلک العملیات والمهام التی تنجزها الجمعیات الأهلیة لتحسین نوعیة حیاة الناس فی المجتمع المحلی المحیط فی کافة النواحی الاجتماعیة (صحیاً، تعلیمیاً، بیئیاً، اقتصادیاً، حضریاً ... إلخ).

 

خامساً - الدراسات السابقة :

تم تصنیف الدراسات السابقة إلى ثلاثة محاور یتصل الأول منها برأس المال الاجتماعی أما الثانی والثالث فلقد تم تخصیصهما لکل من نظریتی تماسک العلاقات، والشبکة الاجتماعیة. ونظرا لطبیعة التشابک والتداخل بین النظریتین ومفهوم رأس المال الاجتماعی وإمکانیة دراسة العلاقة بین بعضهم البعض داخل محور واحد، فقد تم الأخذ بتأثیر المتغیر المستقل على المتغیر التابع، فإذا ما أثر رأس المال الاجتماعی على تناغم العلاقات فإنه یتم إدراجها ضمن دراسات نظریات رأس المال والعکس بالعکس. 

 

المحور الأول : رأس المال الاجتماعی فی التراث البحثی.

یتناول هذا المحور رأس المال الاجتماعی من حیث التنظیر والتطبیق فی مجالات علم الاجتماع.

  1. محجوب رزیقة (2018) رأسمال الاجتماعی : قراءة فی أدبیات العلوم الاجتماعیة، تناولت الدراسة مفهوم رأس المال الاجتماعی عند بییر بوردیو  المتمثل فی رأس المال الثقافی والاجتماعی والاقتصادی، وصعوبة ترتیب هذه الثلاثیة لان ترتیب القیم یتغیر من فترة إلى أخری، کما أن رأس المال یتحول من نوع إلى آخر، ورکزت الدراسة على معاییر رأس المال الاجتماعی عند جیمس کولمان وارتباطه بالثقة والخوف من الإقصاء الاجتماعی، وتناولت الدراسة الفردانیة وتلاشی رأسمال الاجتماعی عند روبیرت بوتمان، وخلصت الدراسة الى أن رأس المال یمثل الموارد التی تحتویها شبکة العلاقات الاجتماعیة، ویمکن تحدید ثلاثة مکونات للرأسمال الاجتماعی هی: شبکة العلاقات الاجتماعیة والموارد والقیم والمعاییر التی تحدد سیر الموارد (محجوب رزیقة، 2018، ص ص 109-121)
  2. توبیاسروث  Tobias Roth (2018) تأثیر رأس المال الاجتماعی للآباء على انتقال ابنائهم إلى التدریب المهنی فی ألمانیا،تناولت الدراسة تأثیر الشبکات الاجتماعیة للآباء على تحول أبنائهم إلى سوق العمل، خلصت الدراسة إلى أن الشبکات الاجتماعیة مهمة من أجل انتقال سلس للأبناء من المدرسة إلى العمل. علاوة على ذلک، تؤکد التحلیلات فکرة أن رأس المال الاجتماعی هو الهدف لقطاع سوق العمل المحدد (Roth, 2018, pp. 74-85).
  3. یان یناYan Yanaوجیشینج JiaCheng (2018) رأس المال الاجتماعی، استکشاف واستغلال الابتکارات: الأدوار الوسیطة لدینامیکیات شبکات الذات. انطلقت هذه الدراسة من فرضیتین: الأولی أن علاقات رأس المال لها تأثیر إیجابی على استغلال الابتکار وتأثیر سلبی على استکشاف الابتکار، الثانیة أن بنیة رأس المال لها تأثیرات إیجابیة على کل من استکشاف واستغلال الابتکارات، خلصت الدراسة إلى قبول الفرض الأول: أن علاقات رأس المال الفردیة لها تأثیر سلبی على اکتشاف الابتکار، ولکن لها تأثیر إیجابی على استغلال الابتکار، بید أنها رفضت الفرض الثانی حیث أن رأس المال المعرفی Cognitive capital له تأثیر إیجابی على اکتشاف الابتکار وتأثیر سلبی على استغلاله (Yan Yana and JiaChengGuana, 2018, pp. 244-258).
  4. أمل عبد المرضی الجمال (2017)، "العمل التطوعی النسائی وتدعیم قیم رأس المال الاجتماعی"، ولقد تناولت الباحثة مستوى مشارکة المرأة فی العمل التطوعی بالشبکات الرسمیة وغیر الرسمیة، واهتمت بتحدید العلاقة بین العمل التطوعی النسائی وتدعیم قیم رأس المال الاجتماعی، واعتمدت الباحثة على المسح الاجتماعی لعینة مکونة من 126 متطوعة فی مجالات العمل العام والخیری فی اطار شبکات رسمیة أو غیر رسمیة فی القاهرة مستخدمة دلیل للمقابلة لجمع البیانات، وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة طردیة دالة إحصائیاً بین العمل التطوعی النسائی وبین قیم التسامح والثقة بین الأفراد (أمل الجمال، 2017، ص ص 111-140).
  5. بینا لوبیز Pena-López سانشیز سانتوس Sánchez-Santos (2017)، رأس المال الاجتماعی الفردی: سهولة الوصول وتعبئة الموارد المتضمنة فی الشبکات الاجتماعیة، هدفت الدراسة إلى توصیف بنیة الشبکات الاجتماعیة الفردیة. بالإشارة إلى بعدی نان لن Nan Lin حول رأس المال الاجتماعی: وهما القابلیة للدخول accessibility والتعبیة mobilization وأثرهما فی تنمیة رأس المال الاجتماعی، حیث أنهما یزیدان من تکریسه (Pena-López, & Sánchez-Santos, 2017, pp. 1-11).
  6. کلودیا Claudia وبروک Brock وشو Shaw (2017)، تغطیة الشبکات الرقمیة: رأس المال الاجتماعی لأصحاب المشاریع عبر الإنترنت، تناولت الدراسة سمات وخصائص رأس المال عبر الإنترنت بالترکیز على أربع قضایا هی: البروفیل الرقمی للمستخدم Digital User Profilesوالعلاقات الرقمیة والبحث الرقمی، وشفافیة الشبکة، وتوصلت الدراسة إلى أن هذه العوامل مؤثرة فی زیادة رأس المال الاجتماعی لأصحاب المشاریع عبر الإنترنت، فهی تمدهم بمصادر متنوعة لرأس المال الاجتماعی (Claudia Smitha, et al., 2017, pp. 18-34).
  7. شیا هیسنج Chih-Hsing (2017)، العلاقات بین رأس المال الفکری، ورأس المال الاجتماعی، والأداء-الشک فی الدور المعتدل للروابط التجاریة والبیئیة، تناولت الدراسة تأثیر رأس المال الفکری على العلاقات الأدائیة فی 434 منظمة تایوانیة بالتطبیق على الشبکات الاجتماعیة العلیا ورأس المال الفکری، وتوصلت الدراسة إلى أن العلاقات الموجودة بین أنواع رأس المال الفکری تلعب دورا فی تعدیل العلاقة بین رأس المال الفکری والدور الإبداعی للمنظمات، کما أن علاقات العمل تلعب دورًا إیجابیًا فی تعدیل الأدوار، کما أن الشک یلعب دورًا سلبیًا فی رأس المال الاجتماعی والدور الإبداعی للمنظمات (Liu, 2017, pp. 553-561).
  8. میسرة محمود الکفرانة، (2015)، دور الجمعیات الاهلیة فی بناء رأس المال الاجتماعی فی دولة فلسطین: دراسة تطبیقیة: اتحاد لجان العمل الزراعی فی قطاع غزة (2001-2014)، حیث سعت الدراسة إلى التعرف على أثر الجمعیات الأهلیة فی فلسطین بالترکیز على جمعیة اتحاد لجان العمل الزراعی فی قطاع غزة ومدى تطبیقها لمعاییر الشفافیة والنزاهة وأثر ذلک فی بناء رأس المال الاجتماعی ، ومدى تحقیقها للتنمیة المبنیة على النوع الاجتماعی عند بنائها لرأس المال الاجتماعی، واستخدمت الدراسة  نموذج قیاسی لتحلیل رأس المال الاجتماعی وخلصت إلى اسهام رأس المال الاجتماعی بشکل کبیر فی الاهتمام بالبعد المجتمعی التعاونی وإشراک الفئات المجتمعیة مما شکل عاملاً حاسماً فی نجاح برامج المؤسسة (میسرة الکفرانة، 2015، ص ص 1-116)
  9. شیماء السید (2014)، دور رأس المال الاجتماعی فی تفعیل المشارکة الشعبیة فی التنمیة المحلیة بحث میدانی فی مدینة بنی سویف، تحاول الدراسة الکشف عن العلاقة بین التنمیة المحلیة ورأس المال الاجتماعی فی المجتمع المصری، من خلال دراسة بنیة وتکوین بعض جمعیات المجتمع المحلی فی مدینة بنی سویف، وتأثیرها فی تفعیل المشارکة الشعبیة فی التنمیة المحلیة، ولقد کشفت الدراسة عن تأثیر رأس المال الاجتماعی لدى قیادات الجمعیات فی دورهم التنموی، کما کشفت عن مردود هذا الدور لدى المستفیدین من الجمعیات الاهلیة عینة الدراسة (شیماء السید، 2014، ص ص 1-14).
  10. جرینبری Granberry (2014)، أکثر اجتماعیة من رأس المال: تراکم رأس المال الاجتماعی من خلال تبادل الشبکات الاجتماعیة بین المهاجرین المکسیکیین الشرعیین وغیر الشرعیین، تناولت الدراسة تأثیر الخصائص الاقتصادیة والاجتماعیة لشبکات المهاجرین المکسیکیین، من خلال عمل استبیان على المکسیکیین المولودین فی لوس أنجلوس، أوضحت نتائج الدراسة أن هناک ارتباطا سلبیا بین تراکم رأس المال الاجتماعی لدى المکسیکیین المهاجرین مع الشبکات الاجتماعیة لجیرانهم، ولکن هناک ارتباطا إیجابیا بین المکسیکیین المهاجرین بطریقة شرعیة والمکسیکیین الوافدین (Granberry, 2014, pp. 590-597).
  11. سمیة أحمد علی (2014)، رأس المال الاجتماعی وإعادة توزیع الدخل فی مصر، تناولت الدراسة المفاهیم المختلفة لرأسمال الاجتماعی فی التراث الغربی وربطت الدراسة بین رأس المال الاجتماعی ونظریة الشبکات الاجتماعیة من خلال تحدیدها لثلاثة أنماط من الشبکات الاجتماعیة وهی: الروابط القریبة bonds والجسورBridges  والترابطاتlinkage ، وهی ذاتها مقولات نظریة الشبکة (سمیة أحمد على، 2014، ص ص 21-65).
  12. عشور أحمد عمری (2014)، ﺩﻭﺭ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻘ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ: ﺭؤﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴ ﺍﻟﺘﻤﺎسک ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻰ، هدفت الدراسة إلى الکشف عن دور رأس المال الاجتماعی فی مواجهة الفقر والاستبعاد وعرض البحث لأفکار بییر بوردیو وکولمان وفوکویاما. وأشارت الدراسة الى أنه على الرغم من تعدد مجالات مشارکة رأس المال الاجتماعی سواء فی المجالات البیئیة أو المجالات الاجتماعیة وارتفاع بعض مؤشراته مثل الجمعیات الأهلیة والأحزاب السیاسیة إلا أن هذه المشارکة- رغم تعددها- تعد غیر فعالة نظراً لانخفاض عدد الأعضاء بتلک المنظمات وکثرة الخلافات وضعف الثقة بداخلها مما یدل على وجود بعض التحدیات التی تواجه مشارکة رأس المال الاجتماعی مشارکة فعالة فی التنمیة (عشور أحمد عمری، 2014، ص ص 11-30).
  13. نادیة عبد الجواد الجرواتی (2011)، خدمات رعایة الشباب الجامعی وتنمیة قیم رأس المال الاجتماعی، تناولت الدراسة تحدید واقع رأسمال الاجتماعی لدی الشباب الجامعی قبل وبعد المشارکة فی أنشطة رعایة الشباب وعددهم 217 مفردة. وتوصلت الدراسة إلى أن مستوی المشارکة الاجتماعیة والعمل التطوعی لدی الشباب الجامعی قبل المشارکة فی أنشطة رعایة الشباب متوسطة بلغت 1.88، بینما وصلت بعد المشارکة فی أنشطة رعایة الشباب إلى 2.28، وتشیر نتائج الدراسة إلى أن مشارکة الشباب فی أنشطة رعایة الشباب أدی إلى تنمیة قیمة المشارکة الاجتماعیة والعمل التطوعی لدیهم (نادیة عبد الجواد الجرواتی، 2011، ص ص 731-730).
  14. هان تشونجهوانجHan-ChungHuang وآخرون(2018)، من ینشئ علاقات اجتماعیة أقوی عبر الإنترنت؟ مقاربات نظریة تماسک العلاقات ونظریة الشخصیة،لمعالجة هذه القضایا قامت الدراسة بتطویر إطار نظری جدید یعتمد على نظریة تماسک العلاقات ونظریة الشخصیة من خلال عینة تضم 436 مستخدمًا لمواقع الشبکات الاجتماعیة، حیث أظهرت الدراسة أن نظریة تماسک العلاقات تتسم بقوة المشترک فی تبادل المنافع، وتنطبق نظریة التماسک فی السیاقات التی یکون فیها المشارکون فی الشبکة متماثلین فی القوة أو النفوذ للتوصل إلى اتفاق تبادل یحصل کل مشارک على فوائد من التبادل، کما ربطت الدراسة خمس سمات من نظریة تماسک العلاقات بالسمات الشخصیة وهی الانفتاح والوعی والانبساط والاتفاق والعصبیة (Huang, et al., 2018, pp. 111-123).
  15. جویل مارتی Joel Martí (2017)، تماسک الشبکات والدعم الاجتماعی، حللت الدراسة تأثیر تماسک الشبکات الفردیة على مختلف أنواع الدعم الاجتماعی باستخدام بعدی تماسک الشبکات المقربة network closure (المرتبطة بروابط الذات) والروابط المتحدة cliquishness (المتصلة بانسجام مجموعات فردیة) من خلال مسح عینة قوامها 441 مفردة من الشباب بکاتلونیا (أسبانیا) أوضحت الدراسة أن الروابط القریبة لیس لها دور فی تدعیم الشبکات والسیطرة علیها، بید أن الروابط المتحدة لها دور فی دعم انسجام وتماسک الشبکات (Martí, et al., 2017, pp. 192-201).
  16. کاراسکو Carrasco وبلال Bilal (2016)، علامة الزمن: لدیک أم ینبغى أن تمتلکها: رأس المال الاجتماعی أم التماسک الاجتماعی؟ تری الدراسة ان رأس المال یشیر إلى ما یملکه (having) الأفراد بینما یشیر التماسک الاجتماعی إلى ما نحن علیه (Being) حیث أن الترکیز على رأس المال یؤدی إلى النزاعات الفردیة، کما أثارت الدراسة الإشکالیات المرتبطة برأس المال الاجتماعی والتماسک حیث رأت بعض الدراسات أن التماسک الاجتماعی جزء من رأس المال الاجتماعی، وبالتالی رأس المال الاجتماعی یؤدی إلى التماسک، فما نملکه یمکن أن یؤثر على علاقاتنا وانسجامها (Carrasco & Bilal, 2016, pp. 127-131).
  17. روبنج تشی Ruobing Chi ودانییل سوثیرز Daniel Suthers (2015)، تقییم کفاءة التواصل الثقافی کنموذج علاقاتی باستخدام تحلیل الشبکة الاجتماعیة، تناولت الدراسة تقییم کفاءة التواصل بین الثقافات من منظور العلاقات باستخدام تحلیل الشبکات الاجتماعیة للثقافات المحلیة والعالمیة لقیاس بناء العلاقات الاجتماعیة وتماسکها، وتم قیاس تماسک العلاقات من خلال المستوی الذاتی، وکثافة العلاقات، ودرجة الاختلاط Degree Assortativity، وتوصلت الدراسة الى أنه کلما کانت العلاقات الاجتماعیة المحلیة متماسکة کلما أثر ذلک فی علاقتها بالمجتمع العالمی سلبا أو إیجابا (Chi & Suthers, 2015, pp. 108-119).
  18. کوبمانسKoopmans شیفرSchaeffer (2015)، التنوع العلائقی وتماسک الجوار. بالتطبیق على التنوع والتوازن وحجم المجموعة، تناولت الدراسة التنوع العرقی باستخدام مقیاس مؤشر هیرشمان – هرفیندال Hirschman-Herfindahl Index من خلال مناقشة علاقات الفرد وانتمائه للجماعات ذات الأقلیة والجماعات المسیطرة، ولقیاس التوازن فی العلاقات بین المجموعات باستخدام مقاییس تماسک العلاقات. خلصت الدراسة إلى أن عدم التماسک فی العلاقات بین المجموعات الکبیرة والصغیرة یرجع إلى مشاکل التنسیق بین أفراد المجموعة وإغلاق الشبکات الاجتماعیة، والتفضیلات غیر المتماثلة بین المجموعات (Koopmans & Schaeffer, 2015, pp. 162-176).
  19. شین ثی Shane R. Thye (2014)، خمس وعشرون عاما برنامج البحث التنظیری: التماسک الاجتماعی، والالتزامات الاجتماعیة، تناولت هذه الدراسة علاقة نظریة تماسک العلاقات بنظریة التبادل ونظریة الالتزامات الاجتماعیة Theory of Social Commitments من أجل معرفة الطرق التی یطور بها الأفراد العلاقات فیما بینهم وذلک من خلال رصد التراث العلمی المنشور حول النظریة لمدة خمس وعشرون عاما، واستعرضت الاختبارات النظریة غیر المنشورة، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الترابط البنائی والتبادلات المتکررة والاحساس بالمسئولیة المشترکة هی شروط أساسیة لتطویر علاقات مؤثرة بین المجموعات والمنظمات وحتی على مستوی الدول (R. Thye, Shane, et al., 2014, pp. 99-138).

 

المحور الثانی : نظریة تماسک العلاقات.

 

المحور الثالث : نظریة الشبکة الاجتماعیة.

  1. جرویتش Growiec وآخرون (2018)، بنیة الشبکات الاجتماعیة والمفاضلة بین المنفعة الاجتماعیة والأداء الاقتصادی، تناولت الدراسة تأثیر الشبکات الاجتماعیة على الأداء الاقتصادی من خلال الاعتماد على أربعة أبعاد لرأس المال الاجتماعی هی: الدرجة والمرکزیة والقیود وسد الفجوة bridging، وتوصلت الدراسة إلى أن المجتمعات التی ترتبط بشکل أفضل تظهر توترات أقل للقطاعات المحلیة وتسجل أداءً اقتصادیاً مجمعاً أفضل نسبیاً طالما أن الروابط الأسریة ذات قیمة کافیة، بید أن فی الشبکات الاجتماعیة الکثیفة هناک مفاضلة بین المنفعة الاجتماعیة والأداء الاقتصادی (Growiec, et al., 2018, pp. 31-46).
  2. جوشوا إی مارینیو Joshua E. Marineau وآخرون (2018)، قوة الأفراد ودقة  شبکاتهم الاجتماعیة: تعیین منظور إدراکی، تناولت الدراسة العلاقة بین السلطة الرسمیة وغیر الرسمیة للأفراد فیما یتصل بالدقة الإدراکیة فی ضوء أربعة متغیرات (1) سلطتهم الرسمیة وغیر الرسمیة فی المنظمة (2) نوع العلاقة (إیجابیة أو سلبیة)، (3) علاقة التبعیة مع الأهداف المدرکة. توصلت الدراسة الى أن السلطة ترتبط بشکل عام بزیادة الدقة الإدراکیة، وبشکل خاص نمط العلاقات المتصلة بالمهام والمنافسة حیث أن العاملین فی المنظمات یخضعون فی علاقاتهم للسلطة الأعلى بهدف الحصول على نتائج ملموسة ودقیقة من المنظمة مثل الربح والاستمرار فی العمل (Marineau, et al., 2018, pp. 145-161).
  3. هاستاک Hastak وکیم Kim (2018)، تحلیل الشبکات الاجتماعیة : خصائص الشبکات الاجتماعیة عبر الإنترنت بعد الکارثة، استخدمت الدراسة التحلیل الشبکی للکشف عن تعامل الشبکات الاجتماعیة مع الأحداث الطارئة والکوارث وتفاعل المستخدمین مع مواقع التواصل الاجتماعی استجابة للکوارث، اوضحت الدراسة أن الشبکات الاجتماعیة تتألف من ثلاثة کیانات: الأفراد، ووکالات الطوارئ والمنظمات، فالأفراد یتبادلون المعلومات، ووکالات الطوارئ والمنظمات أدوات ربط بین الشبکات الاجتماعیة والمجتمعات المحلیة  community(Jooho Kim, et al., 2018, pp. 86-96).
  4. مارکو سیرنوا Marco Serino وآخرون (2017)، الربط بین تحلیل الشبکات الاجتماعیة ونظریة المجال من خلال الأبعاد المتعددة لتحلیل البیانات: الحالة التنظیریة للمجال. تناولت هذه الدراسة نظریة المجال لبوردیو وتحلیل الشبکات الاجتماعیة بالتطبیق على أربعة مواسم للمسرح فی إیطالیا لربط علم اجتماع الفن وعلم الاجتماع الثقافی، حیث تطبق نظریة المجال على العلاقات التی تنسجم مع بنیة رأس المال الاجتماعی باعتبار شرکات المسرح شکلا من أشکال رأس المال، فی الوقت الذی یتم النظر فیه إلى رأس المال الثقافی باعتباره رأس مال رمزی (Marco Serino, et al., 2017, pp. 66-80).
  5. وی تشو Wei Zhou وآخرون (2014)، مصفوفة الشبکات الاجتماعیة الضمنیة والصریحة لطبقات الشبکات الاجتماعیة، قارنت هذه الدراسة بین الشبکات الاجتماعیة الضمنیة والصریحة، حیث رأت أن أغلبیة البحوث تتعامل مع الشبکات الصریحة على الرغم من ندرة الاعتراف بوجودها، بید أن الدراسة تری أن الشبکات الاجتماعیة الضمنیة ذات تأثیر لا یقل عن الشبکات الصریحة، لذا حللت الدراسة مصفوفة من الشبکات الاجتماعیة الصریحة والضمنیة وضعت لها أُسساً ریاضیة وأشکالاً جرافیکیة لتوضیح الارتباط والانفصال بین هذه الشبکات (Zhou, et al., 2014, pp. 89-97).
  6. إمیلی إریکسون Emily Erikson (2014)، النظریة الشکلیة والعلاقاتیة فی تحلیل الشبکات الاجتماعیة، ناقشت هذه الدراسة العلاقة بین النظریة الشکلیة والعلاقاتیة للشبکات الاجتماعیة، حیث رأت أن العلاقاتیة Relationalism ترفض الجوهریة essentialism والتصنیفات المسبقة وتؤکد على الذاتیة الداخلیة intersubjectivity للخبرة والمعنى، کما تؤکد على أهمیة مضمون التفاعلات ووضعها التاریخی، بید ان الشکلیة Formalism قائمة على التفسیرات البنائیة للأعمال النظریة لجورج سمیل حیث رأی أن انماط العلاقات تعمل بشکل مستقل عن المحتوی الثقافی أو الوضع التاریخی (Erikson, 2013, pp. 219-242).

 

استخلاصات عامة من الدراسات السابقة

-          عرضت الدراسة خمس وعشرین دراسة سابقة - ثلاثة عشر دراسة حول رأس المال الاجتماعی، وست دراسات حول نظریة تماسک العلاقات، وست دراسات حول الشبکات الاجتماعیة ونظریة الشبکة الاجتماعیة، یکشف ذلک عن حجم الثراء المعرفی الذی یتمتع به موضوع رأس المال الاجتماعی عربیاً وعالمیاً مقارنة بموضوعی تماسک العلاقات والشبکات الاجتماعیة.

-          فیما یتعلق بالمحور الأول الذی یخص دراسات رأس المال الاجتماعی، نلحظ تنوعاً واسعاً فی تناول رأس المال الاجتماعی بحثیاَ، فهناک دراسات ذات طابع تحلیلی نظری وهی الأقل عدداً کدراسة محجوب رزیقة (2018)، بینما تناولت معظم الدراسات رأس المال الاجتماعی بشکل میدانی، وفی هذا السیاق نجد عددا من الدراسات تتناول رأس المال الاجتماعی کمتغیر مستقل یؤدى إلى تحقیق غایات محددة مثل دراسة توبیاس روث (2018) التی اوضحت دور رأس المال الاجتماعی للآباء فی المانیا فی تیسیر عمل الأبناء، ودراسة عشور أحمد عمری (2014) والتی تناولت دور رأس المال الاجتماعی فی عملیات التنمیة وخاصة مواجهة الفقر والتهمیش من خلال الجمعیات الأهلیة، ودراسة شیماء السید (2014) التی ناقشت دور رأس المال الاجتماعی فی تفعیل المشارکة فی العمل التنموی. ومن ناحیة ثانیة نجد دراسات تتناول رأس المال الاجتماعی کمتغیر تابع کدراسة أمل الجمال (2017) التی اهتمت بالعمل التطوعی النسائی فی التأکید على قیم رأس المال الاجتماعی، ودراسة میسرة الکفرانة (2015) والتی اهتمت بدور الجمعیات الأهلیة فی قطاع غزة فی بناء رأس المال الاجتماعی، على الرغم من ان نتائجها رکزت على ابراز دور رأس المال الاجتماعی فی تعزیز اداء الجمعیات الأهلیة وإنجاح برامجها، وکذلک دراسة نادیة الجرواتی (2011) التی اوضحت دور المشارکة فی انشطة رعایة الشباب فی تنمیة رأس المال الاجتماعی لدى الشباب الجامعی.

-          کما جمعت بعض دراسات المحور الأول بین رأس المال الاجتماعی والشبکات الاجتماعیة مثل دراسة جرینبری (2014) التی درست الشبکات الاجتماعیة للمهاجرین المکسیکیین الشرعیین وغیر الشرعیین فی الولایات المتحدة، ودراسة سمیة أحمد على (2014) ربطت بین رأس المال الاجتماعی ونظریة الشبکة الاجتماعیة دون علاقة مفهومة بین ذلک واعادة توزیع الدخل فی مصر.

-          وتکشف الدراسات السابقة فی المحور الاول ظهور دراسات تتجاوز الواقع الفعلی لرأس المال الاجتماعی إلى الواقع الافتراضی حیث العلاقات القائمة عبر وسائل التواصل الالکترونی مثلما الحال فی دراسة کلودیا وآخرون (2017) حیث تناولت العوامل التی تسهم فی تنمیة رأس المال الاجتماعی لأصحاب المشروعات عبر الأنترنت.

-          أما دراسات المحور الثانی الخاصة بتماسک العلاقات فیتبین التنوع بین الدراسات ذات الطابع التحلیلی النظری والدراسات ذات الطابع المیدانی، والدراسات التی تجمع بین الاثنین - وهی الأقل عدداً - کما هو الحال فی دراسة هان تشونجهوانج وآخرون(2018) والتی جمعت ما بین نظریة تماسک العلاقات ونظریة الشخصیة فی تحلیل العلاقات التی تنشأ عبر الأنترنت للکشف عن عوامل قوتها أو ضعفها، أما الدراسات ذات الطابع التحلیلی النظری مثل دراسة کاراسکووبلال (2016) والتی حاولت التمییز بین رأس المال الاجتماعی وتماسک العلاقات نظراً للخلط بینهما فی عدد کبیر من الدراسات، وکذلک دراسة شین ثی (2014) والتی اعتمدت على تحلیل التراث العلمی المتاح لنظریتی تماسک العلاقات ونظریة الالتزامات الاجتماعیة عبر خمس وعشرین عاماً، أما الدراسات المیدانیة فی هذا المحور فهی مثل دراسة جویل مارتی (2017)  التی تناولت تماسک شبکة العلاقات لدى عینة من الشباب الاسبانی، ودراسة روبنج تشی د ودانییل سوثیرز (2015) والتی تناولت تماسک العلاقات من خلال منهجیة تحلیل الشبکات الاجتماعیة للکشف عن درجات التواصل بین أصحاب الثقافات المختلفة، وبشکل مشابه تناولت دراسة کوبمانسوشیفر(2015) تماسک العلاقات بین جماعات الأقلیة العرقیة وجماعات الأغلبیة.

-          وأخیراً دراسات المحور الثالث التی تتناول نظریة الشبکة الاجتماعیة وتطبیقاتها حیث اتسم معظمها بالطابع التطبیقی أو المیدانی، فجمیع الدراسات التی عرضت فی هذا المحور تنتهج هذا النهج باستثناء دراسة إمیلی إریکسون (2014) والتی تتسم بالطابع النظری التحلیلی والتی انشغلت بالکشف عن أوجه الاختلاف بین نظریة العلاقات والشکلیة فی تحلیل الشبکات الاجتماعیة. أما الدراسات ذات الطابع التطبیقی فلقد تعددت فی طرق تناولها لفکرة الشبکات الاجتماعیة، فمنها ما جمع بین الشبکات الاجتماعیة ورأس المال الاجتماعی فی تحلیل المفاضلة بین المنفعة الاجتماعیة والاداء الاقتصادی کما ظهر فی دراسة جرویتش وآخرون (2018)، ومنها ما تناول العلاقة بین القوة أو السلطة والنفوذ ودقة الادراکیة للشبکات الاجتماعیة کما هو الحال فی دراسة جوشوا إی مارینیو وآخرون (2018) ومنها ما حاول ابراز دور الشبکات الاجتماعیة الضمنیة التی قلما ما یتم الالتفات لها کما وضح فی دراسة وی تشو وآخرون (2014). اما الدراستان الأخیرتان فقد انشغلت احداهما بتحلیل الشبکات الاجتماعیة الفعلیة بالتطبیق على مجال المسرح بإیطالیا، بینما انشغلت الأخرى بالشبکات الاجتماعیة الافتراضیة (عبر الانترنت) فی حالات الکوارث والأزمات.

 

بشکل عام کشفت الدراسات السابقة عن التقارب المعرفی بین کل من رأس المال الاجتماعی وتماسک العلاقات والشبکات الاجتماعیة، ویتفق ذلک مع تیار حدیث فی الدراسات السوسیولوجیة المصریة یؤکد على العلاقة الوثیقة بین رأس المال الاجتماعی وتماسک العلاقات وتحقیق التنمیة المستدامة توافقاً مع تقاریر التنمیة البشریة (علی عبد الرازق جلبی، 2019)، کما تکشف الدراسات السابقة ان نظریة تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة من الموضوعات نادرة التناول فی الدراسات المحلیة والعربیة مقارنة بدراسات رأس المال الاجتماعی، کما تبرز الدراسات السابقة فی المحاور الثلاثة ظهور تیار قوی لتحلیل العلاقات الاجتماعیة الافتراضیة الناشئة عبر الأنترنت.

 

سادساً - الاجراءات المنهجیة للدراسة :

وتشمل منهجیة الدراسة، والعینة، وأدوات جمع البیانات:

(أ) منهجیة الدراسة

تنتمی الدراسة الراهنة إلى الدراسات الوصفیة المیدانیة التی تحاول الکشف عن مدى التقارب أو التنافر بین الظاهرة على المستوى الأمبیریقی الواقعی وبین التناول النظری للظاهرة، ولذلک تعرض الدراسة نتائج التحلیل عبر مستویین:

  1. 1.   مستوى التحلیل النظری: یناقش مقولات کل من نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة والمقارنة بینهما، ثم مقارنتهما بالأطروحات النظریة التی تناولت مفهوم رأس المال الاجتماعی، بهدف استخلاص مقولات نظریة محددة تکون بمثابة معیار نظری یمکن الاحتکام إلیه فی قیاس واقع العلاقات الاجتماعیة فی الجمعیات الأهلیة (عینة الدراسة).
  2. 2.   مستوى التحلیل المیدانی: یعتمد الجانب المیدانی من الدراسة على منهجیة التحلیل السوسیومتری لتحلیل شبکة العلاقات عند جماعات العمل فی اثنتین من الجمعیات الأهلیة العاملة فی مجال تنمیة المجتمع.

 

(ب) عینة الدراسة:

تشیر عینة الدراسة فی هذا البحث إلى نوعین من العینات: عینة المؤسسات، وعینة الأفراد، ففی عینة المؤسسات تطلب البحث اختیار جمعیات أهلیة فی حدود مدینة قنا تتسم بالتنوع فی أسلوب العمل وطرق ادارته، وفی ضوء ذلک تم اختیار الجمعیتین التالیتین:

1.   جمعیة نهر الخیر للأعمال الخیریة والمشهرة سنة 2016 وهی فرع لجمعیة رسالة فی مدینة قنا، وهی جمعیة ذات أنشطة واسعة فی مختلف مناحی الحیاة الاجتماعیة للفئات والشرائح الاجتماعیة المختلفة، تعتمد بشکل أساسی على التبرعات لتمویل أنشطتها، وتعتمد على المتطوعین فی انجاز مهامها التنمویة والخیریة، ویتم تقسیم العمل بین العاملین فی الجمعیة على أنشطة متعددة وهی (مساعدات الأسر الفقیرة، الدعایة، الإطعام، الزیارات للمسنین والأیتام والمرضى، الفرز والمعارض للملابس المستعملة، خدمات للمکفوفین وضعاف البصر، نشاط انقاذ حیاة لرعایة المرضى، ونشاط تحقیق الأمانی للأطفال مرضى السرطان).

2.   جمعیة تنمیة الأسرة والبیئة (فدا FEDA) وهی جمعیة تقدم خدمات للمجتمعات المحلیة فی محافظة قنا بإجراء مشروعات تستهدف تنمیة الأسرة والمرأة، الطفل، والبیئة فی مجالات الصحة والتعلیم والنواحی الاقتصادیة، وتعتمد بصفة أساسیة على التمویل الأجنبی من منظمات عالمیة ودولیة معروفة فی مجالات التنمیة المجتمعیة الشاملة، أشهرت فی مدینة قنا فی مارس 1992 باسم جمعیة الطفل المعوق بتمویل هیئة تیردیزوم السویسریة. ولتوسیع انشطة الجمعیة تم تعدیل الإشهار فی سبتمبر 1995 باسم جمعیة تنمیة الأسرة والبیئة (فدا)، وتتولى الجمعیة عدداً من المشاریع الممولة لفترة زمنیة تتراوح من سنة إلى عدة سنوات (مطبوعات غیر منشورة لجمعیة فدا).

 

مبررات اختیار الجمعیات الأهلیة کمجال لتطبیق مقولات نظریتی تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة.

1-  تعد الجمعیات الأهلیة واحدة من أهم مؤسسات المجتمع المدنی المنشغلة بتنمیة المجتمع المحلی سواء على مستوى الأفراد او الجماعات او المجتمعات المحلیة الصغیرة.

2- تعمل الجمعیات الأهلیة وفقا لنظام فرق العمل، فکل مجموعة من الافراد یتولون إنجاز مهام معینة أو نشاط ما أو مشروع محدد، ومن ثم فهذا الاسلوب فی إدارة العمل یتوافق مع دراسة الشبکات الاجتماعیة.

 

ومن ثم، وفى اطار اختیار عینة الأفراد داخل الجمعیات الأهلیة محل الدراسة تم الترکیز على تحدید جماعات العمل الصغیرة (فریق العمل الواحد) داخل الجمعیة الأهلیة، مع التأکید على مدة عمل الشخص بحیث لا تقل عن عام فی الجمعیة محل الدراسة.

  • أما عن البعد الزمنی فلقد تم جمع البیانات خلال شهری أکتوبر ونوفمبر 2019.
  • أما عن خصائص العینة فی کل من الجمعیتین فکانت کما هو موضح فی الجدول التالی:

 

جدول (1) : یوضح الخصائص العامة لعینة الدراسة موزعة حسب جمعیتی نهر الخیر وفدا.

 

وجه المقارنة

جمعیة نهر الخیر

(فرع رسالة فی قنا)

جمعیة تنمیة الأسرة والبیئة

(فدا)

عدد أفراد العینة

17

12

النوع

64.70% إناث، 35.29% ذکور

50% ذکور، 50% إناث

الدین

جمیعهم مسلمون

جمیعهم مسلمون

الفئة العمریة الأغلب

88.23% من 20 سنة لأقل من 30 سنة

58.33% من 30 سنة لأقل من 40 سنة

الحالة الاجتماعیة الأغلب.

94.11% أعزب

91.66% متزوجون

الحالة التعلیمیة الأغلب

52.94% مؤهل جامعی.

66.66% مؤهل جامعی.

المتوسط الحسابی لمدة عملهم فی الجمعیة

أربع سنوات وستة شهور.

تسع سنوات وثلاثة أشهر.

أجمالی فرق العمل الموزعین علیها

ستة أنشطة مختلفة (المکفوفین، انقاذ حیاة، حسابات، دعایة، فرز ومعارض، مساعدات)

اثنان (مشروع التوسع فی التعلیم)

(ومشروع دعم حقوق الطفل فی الصعید)

 

(ج) أدوات جمع البیانات:

ولجمع البیانات عن الجمعیة الأهلیة وأسلوب عملها والعاملین بها اعتمدت الدراسة على دلیل المقابلة المتعمقة مع مدیر جمعیة فدا ومع إحدى متابعات الأنشطة فی جمعیة نهر الخیر من ذوی الخبرة الطویلة بها، ولقد کانت بیانات المقابلة ذات فائدة قصوى فی صیاغة أسئلة الأداة الأخرى (المقیاس السوسیومتری).

وتم استخدام استمارة مقیاس سوسیومتری لتحلیل شبکات العلاقات الاجتماعیة للعاملین فی الجمعیتین الأهلیتین محل الدراسة، یتکون من بندین الأول یکشف عن خصائص العینة من حیث النوع والسن والتعلیم، ومدة وطبیعة عمله فی الجمعیة والمسمى الوظیفی لهذا العمل، والبند الثانی یتناول علاقات العمل بین اعضاء فریق العمل الواحد وبینهم وبین فرق العمل الأخرى داخل نفس الجمعیة.

 

سابعاً - نتائج الدراسة :

تشمل نتائج الدراسة کلا من المستوی النظری المتصل بعرض وتحلیل نظریات الدراسة، والمستوی المیدانی المتصل بتحلیل الشبکات الاجتماعیة فی جمعیتی رسالة (نهر الخیر) وفدا بقنا.

 

(1)      نتائج الدراسة على المستوى النظری :

یحلل هذا المستوى التأطیر النظری لرأس المال الاجتماعی، ونظریتی الشبکات الاجتماعیة، وتماسک العلاقات على النحو التالی:

 

(أ)       رأس المال الاجتماعی :

اختلفت الرؤى حول رأس المال الاجتماعی حیث یری البعض أن رأس المال الاجتماعی بمثابة نظریة اجتماعیة، فی حین یتناوله البعض الآخر بوصفه نموذجا نظریا، وقد یُنظر إلیه بوصفه إطارًا نظریًا، وأیاً ما کانت الآراء الثلاثة فإنه یتصل بالتنظیر بشکل أو بآخر.

 

(1)      التأصیل النظری للمفهوم :

تعددت نظریات رأس المال الاجتماعی منذ أن طرح مفهومها بوردیو عام 1973-1986 مما حدی إلى ظهور ثلاثة تیارات نظریة ترتبط برأس المال الاجتماعی یمثل رافدها الأول بوردیوBourdieu، والثانی جیمس کولمان James Coleman والثالث روبرت باتنام Robert Putnam.

1.   منظور بوردیو حول رأس المال الاجتماعی: قدم بوردیو رأس المال الثقافی من خلال تحلیله للنظام التعلیمی، لکی یوضح عدم المساواة الأکادیمیة للأطفال من طبقات اجتماعیة مختلفة - حیث یُصنف بوردیو بأنه معنی بالطبقات الاجتماعیة وعدم المساواة (John Field, 2008, p. 16). وقد عرف بوردیو رأس المال الاجتماعی بأنه: "مجموع الموارد الفعلیة أو المحتملة المرتبطة بحیازة شبکة دائمة من علاقات مؤسسیة للتعارف أو الاعتراف المتبادل" وهذا یعنی أن رأس المال الاجتماعی یتکون من عنصرین منفصلین: الأول، العلاقة الاجتماعیة social relationship التی تسمح للأفراد الوصول إلى الموارد التی یمتلکها شرکاؤهم [الشبکات الاجتماعیة والروابط المؤسساتیة] الثانی، نوعیة وکمیة المصادر الاجتماعیة social resources (Jeanne, et al., 2017, p. 209). حیث ان رأس المال الاجتماعی یوجد استنادا إلى ظهور العلاقات الاجتماعیة، وهی بمثابة قنوات تصبح من خلالها المصادر الاجتماعیة متاحة من فرد إلى آخر، فالتفاعل مع الآخرین ینظر إلیه على أنه ممتع أو تحفیزی stimulating أو مریح، فالأشخاص ینخرطون فی اتصالات دائمة مع بعضهم البعض لیس بشکل طوعی voluntarily ولکن بلهفة eagerly لذا فإن إنشاء رأس المال الاجتماعی والمحافظة علیه واستخدامه یعد عملیة طبیعیة (Gaag, 2005, p. 23).

ویجب التمییز بین نمطین من المصادر الاجتماعیة: رأس المال الاجتماعی، ورأس المال الثقافی، فالمصادر الاجتماعیة تتأتی من خلال الشبکات الاجتماعیة والروابط الاجتماعیة، بینما تتأتى مصادر رأس المال الثقافی من خلال الهویة الاجتماعیة social identification والاعتراف المتبادل reciprocal recognition (Nan Lin, 2002, p. 43).

ویری أن رأس المال الثقافی موجود فی ثلاث مقولات: أولها مجسد embodied الذی یشیر إلى وجودها فی العقل والجسد، ثانیها موضوعی objectified الذی یأخذ شکل البضائع الثقافیة، والثالث مؤسسی institutionalized الذی یمکن أن یتواجد فی المؤهلات التعلیمیة، ویهدف بوردیو من وراء رأس المال الاجتماعی المحافظة على وضعیة الأفراد من خلال استخدام الروابط مع الأفراد الذین لدیهم امتیازات.

2.   منظور کولمان لرأس المال الاجتماعی: نشأت نظریة رأس المال الاجتماعی لکولمان Coleman فی السیاق الأمریکی مرکزا على المکسب الفردی Individual Attainment والحراک الاجتماعی Social Mobility. ولم یستشهد کولمان بآراء بوردیو فی تطویره لرأس المال الاجتماعی (Portes, 1998, pp. 1-24)، فقد أسس کولمان مفهوم رأس المال البشری Human Capital، وقدرة الفرد على تطویر المهارات الضروریة لیحسن وضعه الاقتصادی، ویحدد رأس المال الاجتماعی من خلال وظیفته وقدرته على صنع العلاقات بین الأفراد.

بالنسبة لکولمان فإن رأس المال الاجتماعی یعد بمثابة مصادر یمکن أن تستخدم من قبل الأفراد للحصول على منافع ما کان لها أن تتحقق إن لم یتواجد رأس المال الاجتماعی، لذا فإن رأس المال موجود فی ثلاثة أشکال (1) مستویات الثقة (2) قنوات المعلومات (3) المعاییرNorms والروادع Sanctions، حیث أن الشکل الأول یرتبط بمستوی الثقة فی العلاقة حیث أن التوقعات والالتزامات تبنی على المصالح Favors، أما قنوات المعلومات فإنها ترتبط بالعلاقة التی تنشأ بین الأفراد التی تعتمد على ما لدى الطرف الآخر من معلومات، أما المعاییر والروادع الاجتماعیة فیمکن لها أن تسهل أو تکبح الفعل.

یتمیز مشروع کولمان بترکیزه على الفاعلیة الفردیة Individual Agency رابطاً رأس المال بالحلم الأمریکی، حیث رأی أن رأس المال الاجتماعی یسمح للأفراد - بغض النظر عن مکانتهم فی الحیاة - أن یخلقوا روابط اجتماعیة للحصول على رأس المال الاجتماعی ویحولونها إلى رأس مال بشری أو اقتصادی، وذهب لأبعد من المستوى الفردی، حیث طور کولمان فکرة رأس المال الاجتماعی وحولها إلى سلعة عامة Public Good، لذا فإن رأس المال الاجتماعی لیست ملکیة خاصة لأی شخص، فالأفراد یمکن ان یستخدموا الروابط الاجتماعیة لتحسین قدرتهم ونوعیة الحیاة بشکل عام (Eric, 2013).

ورأى کولمان أن رأس المال غیر محدد بالقوة، ولکن یمکن أن ینقل منافع حقیقیة للمجتمعات الفقیرة والمهمشة، فرأس المال یمثل مصادر لارتباطه بالتبادلیة ویمکن أن یتحرک من الفرد لیصل إلى شبکات اجتماعیة متسعة (Coleman, 1990, pp. 300-321).

3.   منظور روبرت باتنام لرأس المال الاجتماعی: على خلاف کل من بوردیو وکولمان فإن خلفیة روبرت باتنام تتصل بالعلوم السیاسیة، فقد ربط رأس المال بالجانب المؤسسی، حیث رأی "أن رأس المال الاجتماعی یشیر إلى التنظیم الاجتماعی المتصل بکل من: الثقة والأعراف والشبکات التی یمکن أن تحسن فعالیة efficiency المجتمع عن طریق تیسیر وتنسیق الأفعال". وبشکل أکثر تحدیدا یسهم رأس المال الاجتماعی فی الفعل الجمعی collective action عن طریق زیادة التکالیف المحتملة لکی یزید من مردودها: من خلال التدعیم القوی للأعراف المتبادلة norms of reciprocity وتسهیل تدفق المعلومات المتصلة بسمعة الفاعلین actors’ reputations (Putnam, 1993, p. 167).

وقد تغیر مفهوم باتنام لرأس المال الاجتماعی عام 1996 عن المفهوم الذی طرحه عام 1993 تغیراً طفیفاً، حیث رأى أن المقصود برأس المال الاجتماعی: "سمات الحیاة الاجتماعیة - الشبکات والأعراف والثقة التی تمکن المشارکین من التصرف سویا بشکل فعال للوصول إلى أهداف مشترکة (Putnam, 1996, pp. 66-72). فمکونات رأس المال لم یطرأ علیها تغیر إنما طرأ التغیر على المشارکة وبشکل خاص إفادة المجتمع من رأس المال الاجتماعی.

الفکرة الرئیسیة لنظریة رأس المال لدى باتنام أن الشبکات الاجتماعیة ذات قیمة، فالاتصالات الاجتماعیة تؤثر فی انتاجیة الأفراد والجماعات، ومن ثم فإن نظریة باتنام حول رأس المال تتشابه مع مفاهیم دورکایم للتضامن solidarity حیث أنه استخدم کلمات مثل الانتاجیة والفاعلیة، حیث رأى أن رأس المال الاجتماعی وظیفی.

 

جدول (2) : التباین والالتقاء بین منظری رأس المال الاجتماعی.

 

المنظرین

الأصول المعرفیة للمفهوم

المفهوم

المکونات

بوردیو

دراسة الطبقات الاجتماعیة وعدم المساواة بشکل قطعی، یحدث اختلالاً فی المجتمع

الترکیز على مصادر وقنوات رأس المال

مجسد، موضوعی، مؤسسی

کولمان

دراسة المکاسب العائدة على المهمشین والفقراء، یهدف إلى التوازن.

الترکیز على الفردیة والحراک الاجتماعی والفعلیة الشخصیة، تحقیق

مستویات الثقة، وقنوات المعلومات، المعاییر، والروادع

باتنام

الرؤیة التفاؤلیة التطوریة من خلال تعزیز مکاسب الفعل الجمعی

الترکیز على المشارکة

الاعراف والثقة والشبکات.

 

(2) العلاقة بین رأس المال الاجتماعی والتنمیة الاجتماعیة:

ناقش علماء الاقتصاد آلیات توظیف رأس المال الاجتماعی من خلال مناقشة تفاوت النمو بین المناطق والدول، وأسباب التخلف والنمو البطیء، وتوظیف ذلک فى وضع السیاسات الاقتصادیة، مما دعى الاقتصادیین لتناول الأبعاد الاجتماعیة للفعل الإنسانی ونتائجه الاقتصادیة، فالاقتصاد المحلی یمکن أن یفید من نوعین من أنواع الروابط المتصلة برأس المال الاجتماعی هما: الروابط الوثیقةbonding  والروابط العابرة bridging، حیث تشیر الروابط الوثیقة إلى تماسک cohesion بین المجتمعات الصغیرة، فکلما کان هناک تماسک فی الروابط بین العلاقات کلما أدى ذلک إلى نمو اجتماعی یرتبط بالصناعات الصغیرة، وفی المقابل فإن الروابط العابرة تشیر إلى الارتباط بین مجتمعات صغیرة أو کبیرة مما یؤدی إلى الارتباط بین مجموعات ثقافیة، بما یؤدی الى نشأة علاقات جدیدة من خلال تبادل المعلومات وانتشارها، ولا یتأتى تبادل المعلومات إلا من خلال الثقة المبنیة على الخبرة السابقة والتبادل المتکرر للمعلومات (Guglielmo Wolleb, 2008, pp. 373-385).

وفیما یتصل بالسیاق المحلی الذی ینطوی على رأس مال اجتماعی مرتفع فمن المحتمل أن یثق الناس ببعضهم البعض لأن الشبکات الشخصیة تقدم فرصاً أفضل لتحدید ومعاقبة المنحرفین، وفقاً لهذا المعنی فإن رأس المال الاجتماعی یتشارک من خلاله الأفراد عبر القیم الاخلاقیة moral values التی تحد من المصلحة الذاتیة self-interest مما یجعل الأشخاص متعاونین، فعندما یکون للأفراد علاقات اجتماعیة خارج العمل، فان ذلک یمکن أن یدعم ویعزز التعاون فیما بینهم (Cersosimo and Nisticò, 2008, pp. 386-410).

لذا یمکن القول إن رأس المال الاجتماعی یرتبط إیجابیا بالتنمیة الاجتماعیة ویتزاید هذا الارتباط بالنسبة للمجتمعات المحلیة التی تزید فیها العلاقات نتیجة وفرة المعلومات فیما بینها والوثوق فی بعضهم البعض. وفیما یتصل برأس المال الثقافی یمکن القول أنه بحدوث روابط أو جسور من العلاقات بین مجتمعین ثقافیین فإن ذلک یؤدی إلى حدوث روافد جدیدة أو مصادر جدیدة لرأس المال الاجتماعی یمکن أن تستغل فی التنمیة الثقافیة والتی یمکن استغلالها فی التنمیة الاقتصادیة التی تشکل بنی علاقاتیة بین الطرفین.

 

(ب) نظریة تماسک العلاقات :

یشمل تحلیل نظریة تماسک العلاقات تحلیل فروضها وربطها بعملیة التنمیة على النحو التالی:

1-  فروض نظریة تماسک العلاقات :

تقوم نظریة التماسک على خمسة أطراف یوضحها الشکل التالی:

 

 

 

شکل (1) : مکونات نظریة تماسک العلاقات.

تشکل القوة البنائیة ٍStructural power منْ من المرجح أن یتبادل مع منْ، ویتم التمییز بین القوة الکلیة والنسبیة فی العلاقة، فالقوة الکلیة هی متوسط الفروق فی الأرباح المحققة بین العلاقة البؤریة والعلاقة البدیلة، أما القوة النسبیة فهی الفروق فی القوة بین فاعلین اثنین، فإذا ما کان (أ-ب)، (ج-د) متساویان فی علاقاتهم من حیث البنیة، فإنهم قد یختلفون فی القوة الکلیة، فیمکن أن تنشئ العلاقة بین (أ-ب) قیمة أکثر لأعضائها فی مقارنتها مع (ج-د) وذلک وفقا لنمط شبکات العلاقة التی یمکن أن تکون لدى (أ-ب) أکثر، ویحصلون على منفعة أکبر، ویتوقف ذلک على معدل التبادل Exchange Frequency، وکلما حقق معدل التبادل عواطف إیجابیةPositive Emotion  کلما أدى ذلک إلى تماسک محسوس Perceived Cohesion ومن ثم یتحقق الالتزام السلوکی commitment Behavior (Lawler, et al., 2006, pp. 183-200). لذا تفترض النظریة أن تردد التبادلات تثیر العواطف الإیجابیة المتمثلة فی (المتعة والرضا) ومن تنشأ علاقات متماسکة؛ مما یؤدی إلى سلوکیات الالتزام مثل البقاء فی علاقة التبادل، وتقدیم هدایا رمزیة لبعضهم البعض، والمساهمة فی مشروع مشترک جدید. وبالإضافة إلى المشاعر الإیجابیة تؤدی عملیات التبادل المتکررة إلى سلوکیات الالتزام عن طریق تقلیل انعدام الثقة (أی عملیة الالتزام المزدوجة)؛ لذا فإن المشاعر الإیجابیة فقط تؤدی بشکل مباشر إلى تماسک العلاقة.

 

 

 Source: Edward J. Lawler and Jeongkoo Yoon,1996, pp. 89-108.

 

شکل (2) : النموذج التنظیری لنظریة تماسک العلاقات.

وفقا لهذا النموذج النظری تنتج القوة البنائیة بشکل غیر مباشر سلوکیات الالتزام من خلال سلسلة الخطوات المحددة نظریاً فی عملیة ذاتیة النشوء Endogenous Process، حیث تتشابک العملیة ذاتیة النشوء سلوکیا (تردد التبادل exchange frequency) لتولد عواطف إیجابیة معتدلة (المتعة/ الرضا، الاهتمام/الإثارة) وتصور العلاقة کوحدة (تماسک العلاقات) ومن ثم یأخذ تماسک العلاقات ثلاثة افتراضات وهی تقدیم الهدایا، أو بقاء العلاقة أو المساهمة فی علاقات جدیدة.

 

2-      العلاقة بین نظریة تماسک العلاقات والتنمیة الاجتماعیة :

إن العلاقة بین نظریة تماسک العلاقات والتنمیة اجتماعیة هى علاقة ذات طرفین أحدهما إیجابی للتنمیة والآخر قد یکون سلبیا، فمن الناحیة الإیجابیة فإن تماسک العلاقات بین الأفراد والمجموعات یجعلهم أکثر اعتمادا على علاقاتهم الجمعیة أکثر من علاقاتهم الفردیة مما ینجم عنه مصلحة أو فائدة للمجموعة ککل نتیجة تماسک العلاقات فیما بینهم، بید أن هذه الفائدة أو المصلحة یغلب علیها الجانب العاطفی المتمثل فی تقدیم هدایا معنویة تتمثل فی المتعة والرضا والإثارة التی تتطلب سلوک الالتزام بأوامر ونواهی المجموعة التی یمکن أن تفید فی التنمیة المحلیة، التی تشترط فیها المصلحة المشترکة للمجموعة، لذا تتوافق مقولات نظریة تماسک العلاقات مع المشروعات المتصلة بالمجموعة او بمعنی أدق المشروعات الصغیرة أو المحلیة.

بید أن الجانب السلبی یتمثل فی الالتزام تجاه المجموعة مما یجعلها غیر راضیة عن العلاقات التی یقیمها الفرد خارج نطاقها إلا باذنها مما یجعل العلاقات منغلقة داخلیاً على المجموعة، فاقامة أیة علاقات جدیدة لابد أن تستفید منها المجموعة ککل وترضی عنها وتکون المجموعة الجدیدة التی تقیم معها العلاقات منسجمة معها أو متساویة لها، مما یجعل المشروعات الکبرى أو التی على نطاق واسع وتخرج عن سیطرة المجموعة لا تلقی ترحیباً من المجموعة لأنها تفقدها تماسک علاقاتها من خلال إنشاء علاقات جدیدة قد تفقد العلاقات القائمة سیطرتها على المجموعة المتماسکة بالفعل فی علاقاتها، مما یجعل المشروعات الکبرى أو المشروعات الممتدة خارج نطاق المجموعة لا تحظى بولاء أو رغبة المجموعة.

 

(ج) نظریة الشبکة الاجتماعیة :

یتضمن تحلیل نظریة الشبکة الاجتماعیة عرض مفاهیم النظریة وفروضها وعلاقتها بالتنمیة الاجتماعیة:

 

1-      مفاهیم نظریة الشبکة الاجتماعیة :

بدأت تظهر ثلاثة مفاهیم رئیسیة للشبکات الاجتماعیة وهی المرکزیةCentrality والتماسک Cohesion والتکافؤ البنائی Structural Equivalence (Scott, 2012, p. 201).

1.   المرکزیة : إن فکرة مرکزیة الشبکات الاجتماعیة ظهرت داخل مفاهیم السوسیومتری وهو ما یطلق علیه النجمة أو السطوع star وهو الشخص الذی یکون له شعبیة فی مجموعته أو الذی یشار إلیه على أنه مرکز الانتباه (Scott, 2000, p. 82) لذا یشیر مصطلح مرکزیة الفاعل إلى عدد الروابط التی تربط هذا الفاعل مقارنة بعدد الروابط الموجودة فی الشبکة ککل، ومن ثم یوجد مصطلحان یرتبطان بمرکزیة الفاعل أولهما الروابط الخارجة منه والروابط المشیرة إلیه حیث أن النوع الأخیر یشیر إلى الوضع الاجتماعی المتمیز Prestige (Stephen Pryke, 2012, p. 90). وقد تم طرح ثلاثة مقاییس للمرکزیة هی: (1) الدرجة degree، ویقصد بها عدد العقد المتصلة بالفاعل، وتتناول عدد قنوات المعلومات التی یمتلکها الفاعل (2) القرب closeness، ویقصد به قرب مسافة الفاعل من الفاعلین الآخرین ودرجة تفاعله معهم، وهی تتناول سرعة الاتصال بین الفاعلین، (3) البینیة التی تتناول درجة تدفق المعلومات betweenness والمقصود بها المسافة التی یقطعها أحد الفاعلین للوصول إلى فاعل آخر فی الشبکة فإذا ما أراد الفاعل (ج) أن یصل إلى الفاعل (خ) فلابد له من المرور بالفاعل (ح) (Stanley & Katherine, 1995, pp. 196-199)، ومن ثم یمکن القول أن المرکزیة تتناول کمیة قنوات المعلومات التی یمتلکها الفرد وسرعة الوصول إلیها والمسافة التی یقطعها للوصول إلى المصادر المعلوماتیة.

2.   التماسک : یشیر تماسک المجموعة إلى الفائدة العائدة من تشارک مصادر المعلومات بین أعضائها، فالمجموعات التی لدیها تماسک مرتفع یکون لدیها فائدة قصوى، ومن المحتمل أن یتم تبادل المعلومات التی تؤدی إلى تشارک الرؤى حول الأهداف وطرق الحصول علیها، ویمکن أن یؤدى تماسک الأفراد الى دمج القوی، وتقدیم العقوبات الجماعیة التی تؤکد على الالتزامات والتعهدات التی تجعل الفرد ملتزما بالأعراف، کما أنه من المرجح أن تولد الثقة الفائدة العالیة وتقلل الحاجة إلى المراقبة، بید أن التماسک یمکن أن ینطوی على أضرار، فکثافة الشبکات الاجتماعیة یمکن أن تمنع الروابط مع الآخرین خارج نطاق المجموعة ومن ثم تقلل تدفق المعلومات الجدیدة (Filip Agneessens and Johan Koskinen, 2016, p. 85). أما مقیاس التماسک فإنه یقیس الروابط بین عقد المجموعة للکشف عن المجموعات الفرعیة أو العصب داخل الشبکات الاجتماعیة التی تنشأ نتیجة لإدراک البناء الاجتماعی وتقدم قنوات لبناء وتشارک المدرکات.

3.   التکافؤ البنائی : یشیر التکافؤ البنائی إلى موضعین من الشبکة أو أکثر متشابهین یشترک فیهما بقیة الشبکة، کما أن الفاعلین الذین یشغلون أوضاع بنائیة متکافئة غالبا ما یکونوا متشابهین فی الخصائص: مثل الحالة الاجتماعیة أو السمات الشخصیة؛ لأن العقد تربط مجموعة متشابهة من الفاعلین (, 2014, p. 58Elisa Bellotti).

 

2-      فروض نظریة الشبکة :

          ترکز نظریة الشبکة على ثلاثة فروض تتصل بنمط العلاقات وتأثیراتها (David Knoke, Song Yang, 2008, p. 4): أولها: العلاقات البنائیة غالبا ما تکون مهمة فی فهم السلوکیات الملاحظة مقارنة بالسمات المتصلة بالعمر والنوع والقیم والأیدیولوجیة. ثانیها: تؤثر الشبکات الاجتماعیة فی المدرکات والمعتقدات والأفعال عبر تنوع المیکانزمات البنائیة التی تبنی اجتماعیا من قبل العلاقات بین الکیانات، فالاتصالات المباشرة والعلاقات المکثفة تفرض على الکیانات تحسین معلوماتها وتعظیم مدرکاتها وأشکالها العاطفیة susceptibility لتؤثر أو تتأثر من قبل الآخرین. ثالثها: تحلیل الشبکات باعتبارها علاقات بنائیة  یجب النظر إلیها على أنها عملیات دینامیکیة، فالشبکات لیست بنی ثابتة ولکن تتغیر باستمرار عبر التفاعلات بین الاشخاص والمجموعات والمنظمات.

 

3-      العلاقة بین نظریة الشبکة الاجتماعیة والتنمیةالاجتماعیة:

تنشأ العلاقة بین الشبکات الاجتماعیة والتنمیة الاجتماعیة من خلال مفردات النظریة، فیمکن الإفادة من مکون المرکزیة فی فتح العدید من القنوات المعلوماتیة، فکمیة المعلومات التی توفرها الشبکات الاجتماعیة تتیح للأفراد والمنظمات الحصول على أکبر قدر من المعلومات التی تسهم بدورها فی تحویلها إلى علاقات یمکن أن تفید الأفراد فی التنمیة بکل مستویاتها الاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة ... الخ، کما أن سرعة وصول المعلومات تیسر وتدفع عملیات التنمیة، علاوة على ذلک فأن قصر مسافة الحصول على المعلومات توفر الوقت للأفراد والمنظمات فی توصیل أفکارها إلى الآخر.

إن التماسک بین المجموعات ییسر التنمیة على المستوی المحلی، بید أن النظریة تری أن التماسک یمکن أن یؤدی إلى عرقلة التنمیة فی حال عدم رغبة المجموعة فی الاتصال بمجموعات مختلفة ثقافیا أو عرقیا فیکون التماسک معوقا للتنمیة على المستویین العالمی والإقلیمی، وهنا تتقارب نظریة الشبکة مع نظریة تماسک العلاقات.

 

(د) أوجه التشابه والتباین بین النظریات الثلاث:

ثمة نوعان من الارتباط بین النظریات الثلاث (رأس المال الاجتماعی، والشبکات الاجتماعیة، وتماسک العلاقات) الأول: ارتباط عام من حیث تقاطع هذه النظریات الثلاث ونظریة التبادل، والثانی: ارتباط ناتج عن تقاطع النظریات الثلاث حول نقاط تماس فی مکونات النظریة ومقولاتها الأساسیة، وفضلا عن هذه التقاطعات بین النظریات الثلاث یوجد خصوصیة لکل نظریة على حدة أو بمعنی أدق هناک عناصر تنفرد بها کل نظریة وهو ما یمثل الاختلاف.

 

1-      أوجه التشابه والتقاطع بین النظریات الثلاث مع نظریة التبادل :

ثمة علاقة عامة تربط النظریات الثلاث (رأس المال الاجتماعی، والشبکات الاجتماعیة، وتماسک العلاقات) تتمثل فی اتصالها بنظریة التبادل، حیث إن التبادل تاریخیًا هو نظریة حول المعاملات transactions والعلاقات relations، فنظریات التبادل تفسر نماذج المعاملات الاجتماعیة والعلاقات فی ضوء المعاملات (مثل تدفق المنفعة بین الفاعلین) کما أن المعاملات تفسر فی ضوء العلاقات أو الشبکات التی توجد فیها، حیث تعرف علاقات التبادل exchange relation کنماذج متکررة للمعاملات بین نفس الفاعلین عبر الزمن، کما أن التبادلات الثنائیة dyadic exchanges یجب أن تفهم فی سیاق شبکات فرص التبادل (Edward and Shane, 2006, p. 305).

تفترض نظریة تماسک العلاقات أن التبادلات المتکررة تثیر العواطف الإیجابیة المتمثلة فی (المتعة والرضا) لذا تنشأ علاقات متماسکة؛ مما یؤدی إلى سلوکیات الالتزام مثل البقاء فی علاقة التبادل، وتقدیم هدایا رمزیة لبعضنا البعض، والمساهمة فی مشروع مشترک جدید، بالإضافة إلى المشاعر الإیجابیة، تؤدی عملیات التبادل المتکررة إلى سلوکیات الالتزام عن طریق تقلیل عدم الیقین (أی عملیة الالتزام المزدوجة)؛ لذا فإن المشاعر الإیجابیة فقط تؤدی بشکل مباشر إلى تماسک العلاقة (Marineau,  et al., 2008, pp. 145-161).

أما نظریة الشبکة فتنظر إلى العلاقات الاجتماعیة فی ضوء العقد nodes والروابط Ties للأفراد الفاعلین داخل الشبکات وروابط العلاقات بین الفاعلین لذا یکون هناک کثیر من الروابط بین العقد، وبشکل مبسط فإن نظریة الشبکة الاجتماعیة خریطة لکل الروابط المتصلة بالعقد، ویمکن أن تستخدم النظریة لتحدید رأس المال الاجتماعی للأفراد الفاعلین، وهذه المفاهیم یمکن أن تعرض فی شکل دیجرام Diagram حیث أن العقد تکون بمثابة نقاط والروابط بمثابة خطوط (Ryan Cragun, et al., 2006, p. 81).

 

2-      ارتباط ناتج عن تقاطع النظریات الثلاث عند نقاط تماس :

یمکن رصد العلاقة بین النظریات الثلاث من خلال ثلاثة محاور الأول: نقاط التقاء النظریات الثلاث، الثانی: نقاط التقاء کل نظریة مع الأخرى، الثالث: السمات الممیزة للنظریة، وهم على النحو التالی:

 

 

 

شکل (3) : التقاء النظریات الثلاث (رأس المال الاجتماعی، وتماسک العلاقات والشبکة).

نقاط التقاء تقاطع النظریات الثلاث :

تلتقی النظریات الثلاث فیما یتصل بمحوری التبادل والعلاقات، فکل نظریة من النظریات الثلاث ترکز على العلاقات الاجتماعیة، فتری نظریة رأس المال أن العلاقات الاجتماعیة هی التی تولد رأس المال، بید أن نظریة تماسک العلاقات ترکز على أن العلاقات الاجتماعیة تولد التماسک الاجتماعی، أما نظریة الشبکة فتری أن العلاقات هی التی تقیم نقاط الالتقاء بین الشبکات، فعلى الرغم من اختلاف الهدف فی العلاقة بین النظریات الثلاث إلا أنها تجتمع فی أن العلاقات الاجتماعیة أساسیة فی بنائها النظری.

أما فیما یتصل بالتبادل فتشترک النظریات الثلاث فی أنها تنتمی إلى نظریة التبادل الاجتماعی، وفضلا عن ذلک فلا یمکن أن یتحقق رأس المال الاجتماعی بدون تماسک بین الأطراف المختلفة سواء أکانت هذه الأطراف أفراد أو مجموعات أو منظمات، فضلا عن ذلک فإن نظریة الشبکة تستخدم کإطار تحلیلی لرصد کل من رأس المال الاجتماعی، وتماسک العلاقات، ففضلا عن کونها نظریة فإنها أداة تحلیلیة لقوة أو ضعف العلاقات.

کما أن الفکرة الأساسیة لرأس المال الاجتماعی هی الشبکات الاجتماعیة بوصفها أصول ذات قیمة  فالشبکات تقدم القاعدة للتماسک الاجتماعی لأنها تمکن الأفراد أن یتعاونوا مع بعضهم البعض - لیس مع الأشخاص الذین یعرفونهم بشکل مباشر- للحصول على مزایا مشترکة، ففی البدایة کانت فکرة وصف الروابط الاجتماعیة بأنها شکل لرأس المال ذات طابع مجازی metaphor فوفقا لروبرت باتنام فإنها اخترعت ست مرات على الأقل فى غضون القرن العشرین، وفی کل مرة کانت بمثابة اقتراح باستخدام الصلات connections للتعاون لمساعدة الناس لتحسین معیشتهم. وهذا المجاز الذی افترض الصلات أفترض معها الربحیة profitable مثل أی شکل من أشکال رأس المال یتم استثماره (Putnam, 2000, p. 19).

 

3-      التقاطع الثنائی بین النظریات :

یشکل هذا النمط من التقاطع نقاط التقاء بین طرفین من النظریات، فیشکل نقاط التقاء رأس المال مع الشبکات الاجتماعیة، وکذلک التقاء رأس المال مع تماسک العلاقات، والتقاء تماسک العلاقات مع الشبکة الاجتماعیةعلى النحو التالی:

1.   العلاقة بین نظریة رأس المال وتماسک العلاقات: یمکن رصد العلاقة بین نظریة رأس المال وتماسک العلاقات من خلال تقاطعهما فی المنفعة، فالشرط الأساسى لنظریة رأس المال الاجتماعی هو تحقیق المنفعة المتمثلة فی قدرة الأفراد للحصول على قیم مادیة أو بضائع رمزیة، أو القدرة على الاستمتاع بمزایا الفعل الجمعی من خلال رمزیة المشارکة الاجتماعیة، أطلق على القدرة الأولی رأس المال الاجتماعی العلاقاتی“Relational Social Capital” وأطلق على الأخرى رأس المال الاجتماعی المؤسسی “Institutional Social Capital”  ، لذا فإن نظریة رأس المال الاجتماعی تتقاطع مع نظریة تماسک العلاقات فیما یتصل برأس مال العلاقات، بید أن نظریة رأس المال الاجتماعی ترکز على فائدة رأس المال فی الوقت الذی ترکز فیه نظریة تماسک العلاقات على العلاقة التی تولد المنافع العاطفیة.

2.   العلاقة بین الشبکة ورأس المال الاجتماعی: تتقاطع نظریة الشبکة ونظریة رأس المال من خلال تشارکهما فی المصادر، فمن خلال تعریف بوردیو لرأس المال الاجتماعی بأنه : "مجموع الموارد الفعلیة أو المحتملة المرتبطة بحیازة شبکة دائمة من علاقات مؤسسیة للتعارف أو الاعتراف المتبادل، یلاحظ ترکیز نظریة رأس المال على المصادر بوصفها العنصر الأساسی لتحقیق رأس المال، وعلى الطرف الآخر ترکز نظریة الشبکة على المصادر من خلال فرضها الثانی والثالث، حیث یری الفرض الثانی للنظریة أن الاتصالات المباشرة والعلاقات المکثفة تفرض على الکیانات تحسین المعلومات وتعظیم مدرکاتها وأشکالها العاطفیة susceptibility لتؤثر أو تتأثر من قبل الآخرین. أما الفرض الثالث فیری أن: تحلیل الشبکات بمثابة علاقات بنائیة یجب النظر إلیها على أنها عملیات دینامیکیة، فالشبکات لیست بنی ثابتة ولکن تتغیر باستمرار عبر التفاعلات بین الاشخاص والمجموعات والمنظمات.

کما تلتقی نظریة الشبکة مع نظریة رأس المال الاجتماعی فیما یتصل بمرکزیة المجموعة group centrality التی تقدم مقیاسا لرأس المال الاجتماعی المتصل بتجسید المجموعة embedded group، فمعظم المناقشات التی تتناول رأس المال الاجتماعی میزت بین رأس المال الفردی ورأس مال المجموعة، فرأس المال الفردی یمکن النظر إلیه فی ضوء المرکزیة centrality، أما رأس مال المجموعة فیمکن النظر إلیه فی ضوء أنماط الروابط داخل المجموعة (مثل تماسک)، وربما یرجع ذلک الى أن المنظرین المعنیین برأس المال الاجتماعی ینظرون إلى المجموعة بوصفها نموذجا للکون الاجتماعی social universe، بید أنه بالنسبة للنظریة التنظیمیة organizational theory فإن المجموعات التی تهتم بها (مثل: الفریق،ولجان العمل، والأقسام، وتقسیمات العمل، والمنظمات ککل) تتجسد فی شبکات اجتماعیة کبری (مثل المنظمة ککل، والصناعة، والاقتصاد) وهذا یعنی أن رأس المال الاجتماعی للمجموعة یمکن الإشارة إلیه بمقدار روابط المجموعة فی الشبکة ذاتها، کما أن المقاییس الجدیدة للمرکزیة تقدم وسیلة فعالة لقیاس الأشکال الخارجیة لمجموعة رأس المال الاجتماعی (Peter, et al., 2005, p. 63).

3.   العلاقة بین تماسک العلاقات والشبکة الاجتماعیة: تتقاطع نظریة تماسک العلاقات ونظریة الشبکة الاجتماعیة فیما یطلق علیه ترابط /تماسک، فنظریة الشبکة تتکون من ثلاثة مکونات رئیسیة هی (المرکزیة، والتماسک، والتکافؤ البنائی) حیث یعد التماسک أحد العناصر الرئیسیة لنظریة الشبکة، فهى تری أن المجموعات التی لدیها تماسک مرتفع یکون لدیها کثافة عالیة، ومن المحتمل أن تتبادل المعلومات التی تؤدی إلى تشارک الرؤی حول الأهداف وطرق الحصول على هذه الأهداف، ویمکن تماسک الأفراد لدمج القوی، وتقدیم العقوبات الجماعیة التی تؤکد على الالتزامات والتعهدات التی تجعل الأعراف ملزمة.

کما تتشابک نظریة تماسک العلاقات مع نظریة الشبکة من خلال تأکید کلاهما على الالتزامات، فالتماسک البنائی یکون قویا إذا ما اعتمد الطرفان على بعضهما فی تبادلاتهم بشکل قوی (الذی یطلق علیه الاعتماد المتبادل أو التبادل المشترک) ویکون ضعیفا فی حال عدم اعتمادهما على بعضهما البعض، مما یجعل الالتزام شرطا أساسیا فی قیام علاقات متماسکة.

 

4-      نقاط الاختلاف بین النظریات الثلاث :

على الرغم من أن نقاط التماس والتقاطع بین النظریات الثلاث کبیرة وتشی بالتشابه بین النظریات الثلاث إلا أن کل نظریة من النظریات الثلاث تنفرد بنقاط تمایز على النحو التالی:

یری البعض أن نظریة الشبکة الاجتماعیة تتناقض مع النظریة الاجتماعیة التی تری أن المجتمع یتکون من الأفراد، بینما تبدأ نظریة الشبکة من العلاقات بین الأفراد، فنماذج المجتمع بوصفها تتألف من شبکات تنشأ مجموعة من العلاقات أو الروابط بین العقد (Kate Williams, 2008and Joan ). فضلا عن ذلک فإن نظریة الشبکة الاجتماعیة تعد نظریة وأداة منهجیة للتحلیل یمکن الإفادة منها فی تحلیل رأس المال الاجتماعی وتماسک العلاقات، فیمکن لکل من نظریتى تماسک العلاقات ورأس المال الاجتماعی أن یستعینا بها فی تفسیر قوة العلاقات، وسرعة الوصول إلى المعلومات، ومدی ترابط العلاقات وذلک ما أکدت علیه الدراسات السابقة التی دمجت بین رأس المال من جانب والشبکات الاجتماعیة من جانب آخر، وتلک التی ربطت بین تماسک العلاقات والشبکات الاجتماعیة.

ومن ناحیة أخرى تتمایز نظریة رأس المال الاجتماعی عن نظریة الشبکات الاجتماعیة، فالشبکات الاجتماعیة تقدم الشروط اللازمة لاستخدام الموارد، ومن ثم فهى سابقة على تکوین رأس المال الاجتماعی، فبدون الشبکات الاجتماعیة لا یتحقق رأس المال الاجتماعی، لذا فإن الشبکات الاجتماعیة شرط مسبق لتکوین رأس المال الاجتماعی. فهدف نظریة رأس المال الاجتماعی الإفادة من الشبکات الاجتماعیة لتحقیق مکاسب مادیة أو معنویة.

أما نظریة تماسک العلاقات فهی نظریة لاحقة للشبکات الاجتماعیة، فهی ترکز على تماسک الموجود فی علاقات قائمة بالفعل من خلال ترکیزها على الالتزام الموجود لدی المجموعات القائمة بالفعل، ولا تسعی لتمدید علاقات جدیدة یمکن الإفادة منها مستقبلیا مثل نظریة رأس المال الاجتماعی.

لذا یمکن القول أن التنمیة الاجتماعیة یمکن أن تفید من النظریات الثلاث مجتمعة، فتکوین شبکات اجتماعیة یمکن أن یؤدی إلى صناعة رأس مال اجتماعی یحقق مکاسب مادیة أو معنویة، ولاستمرار رأس المال الاجتماعی فی وجوده لابد من تماسک بین المجموعات والأفراد، لذا فإن شبکة العلاقات کى تؤدی إلى تراکم واستثمار رأس المال الاجتماعی فی مجال التنمیة لابد أن یکون هناک تماسک فی العلاقات الاجتماعیة.

 

(2)    نتائج الدراسة على المستوى المیدانی.

تبنی فرضیات الدراسة المیدانیة على الالتقاء بین نظریتی الشبکة الاجتماعیة وتماسک العلاقات على النحو التالی:

 


جدول (3) : أوجه التشابه بین نظریتی الشبکة وتماسک العلاقات

لبناء الافتراضات النظریة للدراسة المیدانیة.

 

أوجه التشابه

الشبکة الاجتماعیة

تماسک العلاقات

التشابه النظری

لارتباطهما بنظریة التبادل

تفترض التبادل فی العلاقات من خلال العقد nodes والروابط Ties

تفترض أن التبادلات المتکررة تثیر العواطف الإیجابیة، وکلما قل التبادل قل تماسک العلاقات.

الترابط / تماسک

تتکون من ثلاثة مکونات رئیسیة هی (المرکزیة، والتماسک، والتکافؤ البنائی) حیث یعد التماسک أحد العناصر الرئیسیة لنظریة الشبکة

تؤکد نظریة تماسک العلاقات على التماسک بین أفراد المجموعة ککل مما یفید عملیات التنمیة.

الاعتماد المتبادل

لکی تکون الشبکات قویة من المفترض ان یکون هناک تبادلاً معتمداً

لکی یکون هناک تماسک لابد أن تکون العلاقات متشابکة.

 

وعلى هذا الأساس تؤکد النظریتان على أن التبادل شرط لکثرة العقد التی ینجم عنها الترابط والتماسک فی العلاقات، وکلما کان هناک عقد متبادلة بین المجموعات کلما کان الانسجام فی العلاقات أکثر، ویتم قیاس هذه العلاقة الافتراضیة بین النظریتین من خلال التحلیل السوسیومتری لشبکة العلاقات.

 

قبل الدخول فی تحلیل الشبکات الاجتماعیة للجمعیات الأهلیة یجدر بنا أن نوصف نمط عمل الشبکات بصفة عامة، حیث یوجد عنصران لتحلیل الشبکات الاجتماعیة هما: الرابط Tie والعقدة Node، حیث تمثل العقد الأشیاء التی تتعلق بطریقة أو بأخرى ببعضها البعض، أما الروابط فتمثل العلاقات بین العقد، وعلى هذا الأساس یوجد نوعان من الشبکات وفقا للعلاقات هما الشبکات المباشرة وغیر المباشرة، حیث یقیس هذا النمط من العلاقات المسافة Network Distance بین الروابط وفقا للشکل التالی مثل:

  1. المسافة بین العنصر A والعنصر B وهی مسافة قریبة، والمسافة بین العنصر A والعنصر C وهی مسافة متوسطة یتخللها الرابط B والمسافة بین A وD مسافة بعیدة.
  2. وعلى الطرف الآخر یوجد ما یطلق علیه کثافة الشبکة Network Density  وهو عدد الروابط الفعلیة داخل الشبکة ویحسب فی الروابط المباشرة Direct بالشکل التالی(N*(n-1))، حیث تشیرN  إلى العقد، بینما الروابط غیر المباشرة undirect فتقاس على النحو التالی (n*(N-1)/2
  3.  اما البعد farness فهو مجموع المسافات بین العقد، أما القرب Closeness فهو موقع العقدة على عددها.
  4. أما درجة Degree  الرابطة فهو عدد العقد المتصلة بالعقد الأخرى.

 

 

 

شکل (4) : العلاقة بین العقد والروابط فی نظریة الشبکة.

 

(1)      تحلیل الشبکات الاجتماعیة وتماسک العلاقات داخل جمعیة رسالة (نهر الخیر)

تم رسم خریطة الشبکات الاجتماعیة من خلال برنامج Gephi0.9.2  الذی یقیس قوة وکثافة الشبکات الاجتماعیة والعلاقات البینیة بین الأفراد بغیة الکشف عن ترابط الشبکات الاجتماعیة أو تنافرها ورصد الأشخاص الأکثر تأثیرا فی الشبکة الاجتماعیة واولئک الأقل تأثیرا أو المنعزلون اجتماعیا. وفقا لهذا السیاق تم بناء مصفوفة العلاقات داخل جمعیة رسالة (نهر الخیر) وفقا لبنود نظریة الشبکة الاجتماعیة على النحو التالی:

جدول (4) : مصفوفة العلاقات داخل جمعیة رسالة (نهر الخیر).

 

م

الروابط

العقد الداخلیة

العقد الخارجیة

1

A

B

R-S

2

B

 

U-V-R

3

C

 

U-V-X

4

D

C-M

R

5

E

G-i

Z

6

F

C

S-1

7

G

J

R-6

8

H

E-Q-C

 

9

I

K-M

R

10

J

I-K

R

11

K

L

R-2

12

L

J

X-Z

13

M

 

3-4-5

14

N

G-Q

Z

15

O

M-J

3

16

P

G

R-2

17

Q

G-Q

T

العدد

17

23

28

 

 

شکل (5) : رسم توضیحی لشبکة العلاقات داخل جمعیة رسالة من خلال برنامجGephi0.9.2.

 

1-      کثافة الشبکة وهو عدد الروابط ومقدارها 17 رابطة (عدد الأعضاء الذین تم إجراء البحث علیهم) وعدد العقد داخل الشبکة ومقداره 51 عقدة (عدد الأشخاص الذین تربطهم علاقات داخل الشبکة بواقع 3 أشخاص لکل فرد یود العمل معهم) بغیة الوصول إلى انسجام العلاقات بین الأفراد من عدمه ومعرفة الأشخاص الذین یتمتعون بأکبر قدر من رغبة الأطراف الأخرى للعمل معه. ونظرا لأن الروابط التی تم الاعتماد علیها من نوع الروابط غیر المباشرة فتقاس کثافتها وفقا للمعادلة التالیة(N*(n-1))  أى (17*(17-1 =16 مما یشیر إلى وجود رابط لا توجد له علاقات.

2-      ویمکن قیاس القرب بین الروابط بالروابط التی تحتوی على أکبر عدد من العقد، وفی هذه المجموعة یوجد الرابط (R) الذی یحظى بأکبر عدد ممن یودون العمل معه ومقداره 8 عقد من ثمانی روابط مختلفة وهو من خارج المجموعة الخاضعة للتحلیل، یلیه الرابط (G)، بواقع أربعة عقد، ثم یأتی الرابط (C)، (j)، (M)، (Q) بواقع ثلاث عقد لکل رابط، ثم یأتی فی الترتیب الثالث على التوازی کل من الرابط (i)، (K) بواقع رابطین یودان العمل معهم، أما فی الترتیب الرابع بواقع رابط واحد فیأتی کل من (L)، (E)، (B).

3-      ثم تأتی مجموعة من الروابط لم یختر العمل معها أحد من عینة التحلیل وعددهم سبعة أشخاص (P)، (O)، (N) (H)، (F)، (D)، (A).

ووفقاً لسیاق الشبکة یمکن تحدید تماسک العلاقات داخل الشبکة على النحو التالی:

 

جدول (5) : تماسک العلاقات داخل جمعیة رسالة (نهر الخیر).

 

التماسک

عدد العقد المتصلة به

قوة العقد

نوع العقد

G

4×1=4

مرتفع

داخلی

(c)، (j)، (M)، (Q)

4×3=12

متوسط

داخلی

(i) ، (K)

2×2=4

ضعیف

داخلی

(L) (E) ، (B)

3×1=3

ضعیف جدا

داخلی

(P) ، (O) ، (N) (H) ، (F) ، (D) ، (A)

7×0=0

صفر

داخلی

مجموع العقد الداخلیة

23 عقدة

 

 

 

یمکن حساب الانسجام داخل عینة الدراسة من واقع عدد العقد الفعلیة للمجموعة على عقد الترابط بین المجموعة یمکن الوصول إلى انسجام المجموعة على النحو التالی:

 

 

 

وعلى هذا الأساس فإن التماسک بین العلاقات الداخلیة مقداره 45%، مما یشیر إلى أن تأثیر العقد الخارجیة أقوی من تأثیر العقد الداخلیة، مما یعنی أن انسجام العلاقات داخل المجموعة أقل من المتوسط، ومرجع ذلک لوجود سبعة روابط لا توجد لها عقد تتصل بها من إجمالی 17 رابطا، فضلا عن زیادة عدد الروابط الخارجیة کما یتضح من الجدول التالی:

 

جدول (6) : الروابط الخارجیة لجمعیة رسالة (نهر الخیر).

 

عدم التماسک

عدد العقد المتصلة به

قوة العقد

نوع العقد

R

8×1=8

قوی جدا

خارجی

Z

3×1=3

قوی

خارجی

S-U-V-x-3-2

6×2=12

متوسط

خارجی

T-1-4-5-6

1×5=5

ضعیف

خارجی

المجموع

28

لقد أثرت العقد الخارجیة على معدل الانسجام بالسلب، ویمکن حساب عدم الانسجام داخل عینة الدراسة من واقع قسمة عدد العقد الفعلیة للمجموعة على عدد عقد الترابط مع المجموعة الخارجیة على النحو التالی:

 

 

 

         

وبناء على التحلیل الشبکی الکمی یمکن القول إن درجة الروابط بین الشبکة الاجتماعیة لأعضاء جمعیة رسالة (نهر الخیر) أقل من المتوسط، ویمکن ارجاع ذلک الى أن عینة الدراسة فی هذه الجمعیة شملت افراد من ست مجموعات عمل مختلفة أو کیفما یطلق علیها فی الجمعیة الأنشطة وهی کالآتی: (الفرز والمعارض، انقاذ حیاة، المکفوفین، المساعدات، الدعایة، هذا بالإضافة إلى مسئولة الحسابات) ومن ثم تم توزیع علاقات العینة على عدد أکبر من جماعات العمل والافراد فبدت العلاقات اقل ترکیزاً، وهذه النتیجة تخالف ما تم ملاحظته داخل الجمعیة أثناء جمع البیانات المیدانیة حیث بدت العلاقات بین العاملین الذین شملتهم العینة على درجة کبیرة من التفاعل بین افراد جماعات العمل المختلفة وذلک لأنهم کثیرا ما یشترکوا جمیعاً فی إعداد وتنفیذ فعالیات جماعیة تضم العاملین من کافة الأنشطة مثل حملات تجهیز العرائس، أو امداد شبکات المیاه، أو حملات افطار الصائمین فی رمضان ... الخ.

 

(2)      تحلیل شبکة العلاقات الاجتماعیة وتماسک العلاقات داخل جمعیة فدا :

تُقسم جمعیة فدا العاملین فیها على مشروعات، حیث تم دراسة المشروع الأول الذی کان بعنوان "التوسع فی الحصول على التعلیم وحمایة الأطفال من الخطر" الذین أجریت علیهم الدراسة وکان عددهم سبعة اشخاص، والمشروع الثانی تحت مسمی "دعم حقوق الطفل فی صعید مصر" وعددهم خمسة اشخاص أما حرفا (N, O) المشار إلیهما فی کل من المصفوفة والرسم التوضیحی التالیین فهما خارج عینة الدراسة.


جدول (7) : مصفوفة الروابط والعقد فی جمعیة فدا (المشروع الأول التوسع فی التعلیم).

 

المشروع

الروابط

العقد الداخلیة

العقد الخارجیة

العقد مع مشروع دعم حقوق الطفل فی صعید مصر

إجمإلى العقد

الانسجام مع مجموعة العمل

التوسع فی التعلیم

A

B-E-F

 

 

 

مرتفع

B

D-E-F

 

 

 

مرتفع

C

A-D

O

 

 

متوسط

D

E-G

O

 

 

متوسط

E

F-G

 

K

 

متوسط

F

E

N

K

 

ضعیف

G

F-E-D

 

 

 

مرتفع

المجموع

7

16

3

2

21

 

 

لقد تم رسم المصفوفة فی شکل توضیحی یبین الروابط والعقد فی مشروعین من مشروعات جمعیة فدا، حیث أن نصف الدائرة العلوی یوضح الروابط والعقد فی مشروع التوسع فی التعلیم، بینما یوضح النصف السفلی من الدائرة الروابط والعقد فی مشروع دعم حقوق الطفل، أما الدائرة الصغیرة ناحیة الیمین فتشیر إلى الروابط الخارجیة التی یود أفراد مشروع التوسع فی التعلیم العمل معها، فی الوقت الذی لم یشر إلیها أفراد مشروع دعم حقوق الطفل.

 

 

 

شکل (6) : الرسم التوضیحی لمصفوفة الروابط والعقد فی جمعیة فدا.

یتضح من تحلیل مصفوفة العلاقات الخاصة بمشروع التوسع فی التعلیم التابع لمؤسسة فدا أنها تضمنت ثلاث عقد خارجة عن عینة التحلیل وهما (O) الذی یود العمل معها کل من (C) و (D) وعقدتین وهما (F) و (E) اللذان یودان العمل مع (K) خاصتین بمشروع دعم حقوق الطفل الخاضع للتحلیل، مما یجعل هذا المشروع به خمس عقد غیر متصلة بالمشروع. وعلى هذا الاساس یمکن قیاس الانسجام فی العلاقات بالمعادلة التالیة:

 

 

 

بناء على المعادلة سالفة الذکر فإن مقدار التماسک = 76.2% فی حین أن النسبة المتبقیة تشیر إلى عدم الانسجام/التماسک داخل المجموعة حیث أن الرابط (A)، (B) (G) یحقق انسجاما کاملا مع مجموعة العمل بواقع ثلاث عقد متصلة بمجموعة العمل، أما الرابط  (C) (D) (E) فتوصف العلاقات الخاصة بها بأنها علاقات متوسطة تبلغ عقدتین، حیث ترتبط بجماعات عمل أخری خارج المجموعة بمقدر عقدة واحدة، أما الرابط (F) فانسجامه مع المجموعة ضعیف بواقع عقدة واحدة.

 

مصفوفة الروابط والعقد فی جمعیة فدا (المشروع الثانی دعم حقوق الطفل)

 

جدول (8) مصفوفة الروابط والعقد فی جمعیة فدا (المشروع الثانی دعم حقوق الطفل).

 

المشروع

الروابط

العقد الداخلیة

دعم حقوق الطفل

H

J-K-I

I

H-j-k

J

H-i-K

K

H-i-L

L

K-I-J

المجموع

5

15

یتبین من تحلیل مصفوفة العلاقات الخاصة بمشروع دعم حقوق الطفل تماسک العلاقات بین العاملین فی هذا المشروع حیث أن الروابط الخمس فی هذا المشروع أشارت إلى أنها تود العمل مع بعضها البعض، حیث تم حساب الانسجام وفقا للمعادلة التالیة:

 

 

 

          وعلى الرغم من أن التماسک العام بین المجموعة حاز على 100% لم یشر العاملون فی هذا المشروع الى رغبتهم للعمل مع المجموعة الأخرى، وإن کان الرابطان (k) (I) أشارا إلى أربعة عقد مما یعنی رغبة اعضاء الفریق للعمل معهما، ثم یأتی فی الترتیب الثانی کل من الرابطین (H) (J) بواقع ثلاث عقد یودون العمل معهم، ثم یأتی الرابط (L) بواقع عقدة واحدة تود العمل معه، مما یشیر إلى عدم انسجام المجموعة للعمل معه.

          بالنظرة العامة إلى الرسم التوضیحی الممثل للعلاقات من خلال التحلیل الافقی للانسجام بین المجموعتین (المشروعین) یتضح أن المشروع الثانی أکثر انسجاما من المشروع الاول حیث أن رابطین من مشروع التوسع فی التعلیم هما (E,F) "یودان العمل مع رابط فی مشروع "دعم حقوق الطفل" وهو K، فضلا عن ذلک فإن ثلاثة روابط من مشروع "التوسع فی التعلیم " هم (C,D,F) یودون العمل مع رابطین من خارج عینة الدراسة.

 

النتائج العامة للدراسة :

          یتم عرض النتائج فی ضوء مقارنة شبکة العلاقات فی جمعیتی نهر الخیر وفدا فی ضوء نظریتی الشبکة الاجتماعیة وتماسک العلاقات وعلاقتهما بالتنمیة الاجتماعیة وأفضلیتهما فی تفسیر النتائج.

  • من خلال مقارنة أسلوب إدارة العمل داخل الجمعیتین محل الدراسة وتأثیر ذلک على علاقات العمل، یمکن أن نخلص الى أن هناک أسلوبین أحدهما رأسی والآخر أفقی، فالأسلوب الرأسی یمیل إلى الترکیز على عدد محدود (من 1-3) من مشاریع التنمیة یتم إنجازها فی أوقات متقاربة. أما المشاریع الجدیدة فیتم إنجازها تباعاً بعد الانتهاء من المشاریع السابقة علیها، وهذا النموذج یظهر فی جمعیة فدا القائمة على التمویل الأجنبی، ولذلک فهی تمیل إلى توزیع العاملین بها وفقاً للتخصص والخبرة فی مجال معین ومن ثم جماعات العمل بها أقل عدداً وأکثر تماسکاً فیما بینها.
  • أما الأسلوب الأفقی فی إدارة العمل فی الجمعیات الأهلیة فإنه یعتمد على إنجاز المهام التنمویة المحددة لکل فرق العمل مهما کثرت فی وقت واحد وبشکل مستمر، مع وجود حد أدنى من التخصص ودرجة عالیة من المرونة فی انتقال أعضاء أی فریق لفرق أخرى، هذا النموذج یعبر عن أسلوب العمل فی جمعیة رسالة القائمة على التبرعات والمتطوعین، وهو یتیح تعدد فرق العمل، وتوسیع شبکة العلاقات بین العاملین داخل الجمعیة مع تفاوت درجات تماسک العلاقات من شخص لأخر.
  • یتبین من خلال التحلیل السابق لشبکة العلاقات بالجمعیتین محل الدراسة، إن درجة التماسک فی العلاقات متباینة بینهما، حیث أن العلاقات التی تربط العاملین فی جمعیة رسالة (نهر الخیر) أضعف من تلک العلاقات التی تربط اعضاء جمعیة فدا، ففی الوقت الذی بلغت فیه نسبة التماسک فی العلاقات بین أعضاء جمعیة رسالة (نهر الخیر) 45% وصلت فی مشروع فدا الاول (التوسع فی التعلیم) 76.2% بینما بلغت فی المشروع الثانی (دعم حقوق الطفل) 100%، وهذه النتیجة تشیر إلى أن الجمعیات التی تدفع رواتب للعاملین تتسم فیها العلاقات بین الأفراد بالانسجام أو الترابط أکثر، وقد یرجع ذلک لاستمراریة وطول سنوات العمل بین افراد تلک الجماعات بخلاف الجماعات التی تتشکل من متطوعین یتغیرون بشکل مستمر، یضاف إلى ذلک ان الباحثة لاحظت تحفظاً شدیداً لدى جماعات العمل فی جمعیة فدا فی الافصاح عن الاشخاص الذین لا یودون مشارکتهم فی مهام العمل، وقد یفسر ذلک بأن وجود راتب مجزی یدفع العاملین فی الجمعیات ذات التمویل الاجنبی الى الحرص على ابداء التعاون والانسجام مع اقران العمل سواء کان ذلک فعلیاً أو شکلیاً، على عکس جمعیات العمل التطوعی حیث افصح العاملون فی جمعیة (نهر الخیر) عن الاشخاص الذین لا یودون مشارکتهم فی مهام العمل بشکل أکثر حریة من جمعیة فدا، وقد یرجع ذلک لنفس السبب؛ فعدم وجود عائد مادی لعملهم داخل الجمعیة یجعلهم أکثر حریة فی التعبیر عن اتجاهاتهم ازاء زملائهم سواء سلباً أو ایجاباً، ویفضی بنا ذلک إلى نتیجة مفادها إن جماعات العمل الصغیرة تتسم بدرجات أعلى من تماسک العلاقات مقارنة بجماعات العمل الکبیرة حیث یقل هذا التماسک أو الانسجام مع ارتفاع اعداد الأشخاص العاملین فی مشروعات التنمیة الاجتماعیة، ومن ثم تتسم جماعات العمل الصغیرة بمحدودیة رأس المال الاجتماعی وقوته، بینما جماعات العمل الکبیرة تتسم بتعاظم حجم رأس المال الاجتماعی مع درجة أقل من تماسک العلاقات.
  • بید أن تفسیر النتیجة السابقة یتوافق مع نظریة تماسک العلاقات أکثر من نظریة الشبکة الاجتماعیة - وإن کان الاثنان لا غنی عنهما، فبدون نظریة الشبکة لا یمکن وصف العلاقات وتحدیدها بشکل کمی یمکن قیاسه، فضلا عن ان تماسک العلاقات نتیجة لوجود شبکة العلاقات - إذ أن الانسجام فی العلاقات یتطلب الألفة والمعرفة المسبقة، وهو ما تشیر إلیه نظریة تماسک العلاقات، فضلاً عن ذلک فإن نظریة تماسک العلاقات تشیر إلى أن انتظام Regularity / تکرار Frequency التبادلات تثیر العواطف الإیجابیة المتمثلة فی (المتعة والرضا)، لذا تنشأ علاقات متماسکة، مما یؤدی إلى سلوکیات الالتزام مثل البقاء فی علاقة التبادل، والمساهمة فی مهام مشترکة جدیدة، بالإضافة إلى المشاعر الإیجابیة، وهو ما یمکن استثماره فی انجاز المهام والأهداف التنمویة.
  • بمراجعة خصائص أفراد العینتین اللذین تم مقابلتهم فی کلتا الجمعیتین یتبین وجود تجسید قوی لمفهوم التکافؤ البنائی والذی یعد أحد المفاهیم المحوریة لدى نظریة الشبکة الاجتماعیة، ففی عینة جمعیة نهر الخیر یتضح ان هناک تشابهاً کبیراً فی خصائص العاملین بها، فمعظمهم من الشباب فی الفترة العمریة من 20 إلى 30 سنة أو أقل ومعظمهم غیر متزوجین ومن ذوی المؤهلات الجامعیة وربما یعطی ذلک مؤشراً لسمات المتطوعین فی الجمعیات الخیریة فهم شباب ممن لدیهم وقت فراغ یمکن استثماره فی التطوع کما انهم یتسموا بحد أدنى من المسئولیات الاجتماعیة (اعالة اسرة)، کما اتضح التکافؤ البنائی ایضاً فی جمعیة فدا فمعظم العاملین فیها من الشباب فی الفئة العمریة من 30 إلى 40 سنة فأکثر، ومعظمهم من المتزوجین، وقد یکون هذا التشابه فی الخصائص الاجتماعیة أحد أسباب توسیع شبکة العلاقات فی جمعیة نهر الخیر، وتماسک العلاقات فی جمعیة فدا.
  • فی ضوء تطبیق نظریة تماسک العلاقات على مجال التنمیة الاجتماعیة والذی سبق وأن أوضحناه فی التحلیل النظری نتبین صدق النتیجة التی أفادت ان تماسک العلاقات القوی داخل مجموعة ما یحول بینها وبین إمکانیة انشاء علاقات قویة خارج هذه المجموعة وکأن کل فرد ممثل لمجموعته وانشاء علاقات قویة  خارج المجموعة یتطلب قبولاً من المجموعة التی ینتمی لها، ویظهر ذلک بوضوح فی تحلیل شبکة العلاقات فی جماعات العمل فی جمعیة فدا حیث لوحظ حداً أدنى من العلاقات بین العاملین فی فریق العمل الواحد مع العاملین فی فریق العمل الثانی، کما لوحظ ان العاملین فی الفریق الواحد تربطهم صداقة قویة(1) واحیاناً جیرة، على عکس جمعیة نهر الخیر والتی

کشفت نتائج تحلیل الشبکات بها توسع دائرة العلاقات إلى حد کبیر خارج مجموعة العمل الواحدة ویرجع ذلک لادارة العمل فی الجمعیة والتی تسمح باشتراک کافة مجموعات العمل (العاملین فی کل الأنشطة) فى أداء مهام تشارکیة واحدة ومن ثم تتسع العلاقات ولا تتمرکز فی اطار فریق العمل الواحد.

  • بناء على ما سبق یمکن القول أن برامج التنمیة الاجتماعیة التی تنجزها الجمعیات الأهلیة تتفاوت فیما بینها فی حجم رأس المال الاجتماعی، ودرجة تماسک العلاقات بین جماعات العمل ومدى اتساع  الشبکات الاجتماعیة للعاملین بها بتفاوت أهدافها، فنجد أن الجمعیات التی تهدف إلى توسیع نطاق خدماتها، وانتشارها على حیز جغرافی أوسع وقطاع سکانی أکثر تنوعا وتعددا (جمعیة رسالة نموذجاً) تعتمد على توسیع شبکات العلاقات للعاملین بها بالاعتماد على المتطوعین من ناحیة وتعدد فرق العمل من ناحیة أخرى وتحقیق التشارکیة بین کافة الفرق من ناحیة ثالثة لرفع درجة التماسک بین العاملین بها، أما الجمعیات ذات مجالات العمل المحدود والتى تستهدف قطاعاً محدداً من الأفراد مثل الأطفال، والأمهات (جمعیة فدا نموذجاً) فانها تعتمد أکثر على فرق العمل الصغیرة والتی کثیراً ما تتشارک بنفس أعضائها معاً فی المشاریع الجدیدة مما یعظم من درجات التماسک داخل الفریق الواحد لطول سنوات العمل بین أعضاء الفریق، ویقلل درجة التماسک بین فرق العمل المختلفة فی الجمعیة الواحدة.
  • وأخیرا نخلص إلى أن نظریة رأس المال الاجتماعی تتفق مع نظریة الشبکة الاجتماعیة فی الترکیز على حجم العلاقات وعددها ومن ثم توظیفها فی انجاز مهام العمل بشکل عام والعمل التنموی بشکل خاص، بینما ترکز نظریة تماسک العلاقات على نوع العلاقات ولیس کمها وعلى قوتها وتماسکها ولیس عددها، وینتج عن ذلک أن حجم رأس المال الاجتماعی وتعدد الشبکات الاجتماعیة من العوامل الأساسیة لنجاح برامج التنمیة فی الجمعیات القائمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) حیث لوحظ أثناء جمع البیانات ان اثنتین من العاملات فی أحد مشاریع جمعیة فدا یرتدین نفس الزی بنفس الألوان فی أشاره لعمق صداقتهما.

على المتطوعین والتبرعات، وأن تماسک العلاقات بین جماعات العمل الصغیرة فی الجمعیات ذات التمویل الاجنبی أحد عوامل نجاح برامج التنمیة بها، ولذلک فنظریات رأس المال الاجتماعی والشبکات تتوافق مع طبیعة الجمعیات الأهلیة القائمة على العمل التطوعی، بینما نظریة تماسک العلاقات تتوافق أکثر مع الجمعیات القائمة على العمل المأجور.

 

توصیات الدراسة :

توصی الدراسة القائمین على اعداد وتنفیذ برامج التنمیة الاجتماعیة فی الجمعیات الأهلیة مراعاة التکافؤ البنائی عند تولیف جماعات العمل داخل الجمعیة، کما یمکن استخدام المقیاس السوسیومتری لاکتشاف الافراد الأکثر تفاهماً خاصة فیما یتعلق بکیفیة تنفیذ مهام العمل، فوجود علاقات طیبة وقویة بین أعضاء الفریق تقلل من التوتر بینهم مما ینعکس على تحقیق الأهداف التنمویة بشکل أکثر کفاءة.

کما توصی الدراسة بضرورة توافق تنظیم العمل داخل الجمعیة مع الأهداف العامة للجمعیة، فالجمعیات التی تسعى لتوسیع خدماتها وانتشارها وتعدد مستهدفیها یفضل ان تعتمد على التبرعات والمتطوعین حیث یضمن ذلک تراکماً سریعاً لرأس المال الاجتماعی، وتوسیع نطاق المستفیدین منها، أما الجمعیات التی تعتمد على جهات تمویل خارجیة، وذات مشروعات محدودة ومحددة الأهداف، فیفضل لها الاعتماد على جماعات عمل صغیرة العدد (لتقلیل نفقات العمالة من ناحیة) ولتحقیق درجة تماسک قویة داخل فرق العمل بما یسمح لهم بإنجاز المهام التنمویة بشکل أکثر کفاءة.

توصی الدراسة الباحثین بالاهتمام بدراسة الشبکات لدى جماعات العمل المختلفة سواء فی مجالات التنمیة أو غیرها من المجالات، حیث یعد هذا الموضوع من الموضوعات التی تتطلب مزیدا من الدراسات المیدانیة، النی یمکن ان تسلط الضوء على العوامل التی تؤدی الى التجاذب أو التنافر بین جماعات العمل وتأثیر ذلک على إنجازها لمهامها بکفاءة.

واخیراً توصی الدراسة الباحثین بضرورة التجدید النظری والمنهجی، بطرح واختبار نظریات اجتماعیة جدیدة فی سیاقات اجتماعیة مختلفة، وباستخدام مناهج جدیدة أو مناهج بحث مهمشة کالمقیاس السوسیومتری کأحد الأسالیب المنهجیة غیر المنتشرة بین الباحثین فی علم الاجتماع محلیاً، ولکنه ذو فائدة فی الکشف عن طبیعة العلاقات داخل الجماعات الصغیرة، مع مراعاة التعددیة المنهجیة بما یضمن تقدیم نتائج أکثر موضوعیة وأکثر صدقاً فی التعبیر عن الواقع.

 

المراجع

 

  1. أحمد زاید، وآخرون (2008)، رأس المال الاجتماعی لدی الشرائح المهنیة من الطبقة الوسطی، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعیة: کلیة الآداب جامعة القاهرة.
  2. أمل عبد المرضی الجمال (2017)، العمل التطوعی النسائی وتدعیم قیم رأس المال الاجتماعی، مجلة الخدمةالاجتماعیة، مجلد6، عدد 57، ص ص 111-140.
  3. سمیة أحمد على (2014)، رأس المال الاجتماعی وإعادة توزیع الدخل فی مصر، مجلة بحوث اقتصادیة عربیة، مجلد 21، عدد 65، ص ص 86-109.
  4. شیماء السید محمد (2014)، دور رأس المال الاجتماعی فی تفعیل المشارکة الشعبیة فی التنمیة المحلیة بحث میدانی فی مدینة بنی سویف، رسالة دکتوراة، کلیة الآداب، جامعة بنی سویف.
  5. عاشور أحمد عمری (2014)، ﺩﻭر ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘبعاد: ﺭؤﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳک ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻰ، آفاق جدیدة فىتعلیم الکبار، عدد 16، ص ص 11-30.
  6. علی عبد الرازق جلبی (2019)، علم الاجتماع والتنمیة المستدامة: المقومات والمؤشرات، الإسکندریة: دار المعرفة الجامعیة.
  7. محجوب رزیقة (2018)، الرأسمال الاجتماعی: قراءة فی أدبیات العلوم الاجتماعیة، مجلة آفاق لعلم الاجتماع، مجلد7، عدد 2 ، ص ص 109-121.
  8. میسرة محمود الکفرانة (2015)، دور الجمعیات الاهلیة فی بناء رأس المال الاجتماعی فی دولة فلسطین: دراسة تطبیقیة: اتحاد لجان العمل الزراعی فی قطاع غزة (2001-2014)، رسالة ماجستیر، الجامعة الإسلامیة، غزة.
  9. نادیة عبد الجواد الجرواتی (2011)، خدمات رعایة الشباب الجامعی وتنمیة قیم رأس المال الاجتماعی، مجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة والعلوم الاجتماعیة، مجلد2، عدد 30 ، ص ص 730-731.
    1. Alfred, M.V. (2009): Social capital theory: Implications for women's networking and learning. In C.R. Nanton & M.V. Alfred (Eds.), Social capital and women's support systems: networking, learning and surviving, san Francisco, CA: Jossey-bass, pp. 3-12.
    2. Carrasco, M., & Bilal, U. (2016): A sign of the times: To have or to be? Social capital or social cohesion?. Social Science & Medicine, 159: 127-131.

doi: 10.1016/j.socscimed. 2016.05.012

  1. Cersosimo, D. and Nisticò, D.(2008)Social capital in economics , in D. Castiglione (Ed.), The Handbook of Social Capital, Oxford University Press , pp. 386-410.
  2. Chi, R., & Suthers, D. (2015): Assessing intercultural communication competence as a relational construct using social network analysis. International Journal Of Intercultural Relations, 48, 108-119. doi: 10.1016/j.ijintrel.2015.03.011
  3. Christopher Prendergast (2005): Social Capital, in George Ritzer (Ed) Encyclopedia of social theory. Sage Publications, Inc. pp715-717.
  4. Claudia Smitha, J. Brock Smitha and Eleanor Shaw (2017)Embracing digital networks: Entrepreneurs' social capital online, Journal of Business Venturing, Vol. 32, pp. 18–34 , doi.org/10.1016/j.poetic.2016.12.002
  5. Coleman, J. S. (1990): Social capital. In Foundations of social theory, Cambridge, MA: Harvard University Press, pp. 300-321.
  6. Cook, K., & Whitmeyer, J. (1992): Two Approaches to Social Structure: Exchange Theory and Network Analysis. Annual Review of Sociology, 18: 109-127. Retrieved January 22, 2020, from www.jstor.org/stable/2083448
  7. David Knoke, Song Yang (2008): Social Network Analysis,2nd ed, Series: quantitative application in the social Sciences, 154 Page.
  8. Dudziak, Suzanne (2005): Social Development, in Francis J. Turner (Ed) Encyclopedia of Canadian social work, Wilfrid Laurier University Press, Canada.
  9. Edward J. Lawler and Jeongkoo Yoon (1996): Commitment in Exchange Relations: Test of a Theory of Relational Cohesion,American Sociological Review. 61, No.1, pp. 89-108.
  10. Edward J. Lawler and Shane R. Thye  (2006): Social Exchange Theory of Emotions, in Jan E. Stets and Jonathan H. Lirner (Eds)Handbook of the Sociology of Emotions, Springs.
  11. Elisa Bellotti (2014): Qualitative Networks: Mixed Methods in Sociological Research, Routledge.
  12. Eric R. Felix (2013): Understanding Cultural and Social Capital:  Same Theoretical Names with Different Aims, available online url, https://www.academia.edu/5881265/Understanding_Cultural_and_Social_Capital_Same_Theoretical_Names_with_Different_Aims,
  13. Erikson, E. (2013): Formalist and Relationalist Theory in Social Network Analysis. Sociological Theory, 31(3): 219-242.

doi: 10.1177/0735275113501998

  1. Filip Agneessens and Johan Koskinen (2016): Modeling Individual Outcomes Using a Multilevel Social Influence (MSI) Model: Individual Versus Team Effects of Trust on Job Satisfaction in an Organisational Context, in Emmanuel Lazega, Tom A.B. Snijders (eds.)-Multilevel Network Analysis for the Social Sciences_Theory, Methods and Applications-Springer International (Methodos Series 12) springs.
  2. Gaag, M. (2005): Measurement of individual social capital. Amsterdam: F & N Boekservices.
  3. Granberry, P. (2014): More social than capital: Social capital accumulation through social network exchange among legal and unauthorized Mexican migrants. The Social Science Journal, 51(4): 590-597.

doi: 10.1016/j.soscij.2014.09.002

  1. Growiec, K., Growiec, J., &Kamiński, B. (2018). Social network structure and the trade-off between social utility and economic performance. Social Networks, 55: 31-46. doi: 10.1016/j.socnet.2018.05.002
  2. Guglielmo Wolleb (2008): Introduction: Social Capital and Economic Development, in D. Castiglione (Ed.), The Handbook of Social Capital, OxfordUniversity Press , pp. 373-385.
  3. Gupta, Manish (2008): Handbook of Research on Social and Organizational Liabilities in Information Security, IGI Global.
  4. Huang, H., Cheng, T., Huang, W., & Teng, C. (2018): Who are likely to build strong online social networks? The perspectives of relational cohesion theory and personality theory. Computers In Human Behavior, 82, 111-123. doi: 10.1016/j.chb.2018.01.004
  5. Jeanne S. Hurlbert, John J Beggs, and Hlerie A. Haines (2017): Social Networks and Social Capital in Extreme Environments, In Lin, N., Burt, R., & Cook, K. (Eds). Social capital. London: Routledge..
  6. John Field (2008): Social Capital . 2nd edition, London: Routledge.
  7. Jooho Kim, Makarand Hastak (2018): Social network analysis: Characteristics of online social networks after a disaster, International Journal of Information Management, 38: 86–96.

Doi.org/10.1016/j.ijinfomgt.2017.08.003

  1. Kate Williams and Joan C. Durrance (2008): Social Networks and Social Capital: Rethinking Theory in Community Informatics. Journal of Community Informatics.

Available online:https://www.researchgate.net/publication/220536667_ Social_Networks_and_Social_Capital_Rethinking_Theory_in_Community_Informatics [accessed Oct 19 2018].

  1. Koopmans, R., & Schaeffer, M. (2015): Relational diversity and neighborhood cohesion. Unpacking variety, balance and in-group size. Social Science Research, 53: 162-176.

doi: 10.1016/j.ssresearch.2015.05.010

  1. Lawler, E. (2001): An Affect Theory of Social Exchange. American Journal Of Sociology, 107(2),pp 321-352. doi: 10.1086/324071
  2. Lawler, E. (2010): Relational Cohesion Theory, In John M. Levine & Michael A. Hogg (Eds) Encyclopedia of Group Processes & Intergroup Relations, pp. 690-691.
  3. Lawler, E., & Yoon, J. (1996): Commitment in Exchange Relations: Test of a Theory of Relational Cohesion. American Sociological Review, 61(1): 89-108, doi: 10.2307/2096408
  4. Lawler, E., Thye, S. R., and Yoon, (2006): Commitment in structurally-enabled and induced exchange relations. Social Psychology Quarterly, Vol. 69, pp. 183–200. http://dx.doi.org/10.1177/019027250606900204
  5. Lawler, E., Thye, S., & Yoon, J. (2006): Commitment in Structurally Enabled and Induced Exchange Relations. Social Psychology Quarterly, 69(2): 183-200. doi: 10.1177/019027250606900204
  6. Liu, C. (2017): The relationships among intellectual capital, social capital, and performance - The moderating role of business ties and environmental uncertainty. Tourism Management, 61: 553-561.

Doi: 10.1016/j.tourman.2017.03.017

  1. Liu, W., Sidhu, A., Beacom, A., & Valente, T. (2017): Social Network Theory. The International Encyclopedia Of Media Effects, 1-12. doi: 10.1002/9781118783764.wbieme0092
  2. Marco Serino, Daniela D’Ambrosio, Giancarlo Ragozini (2017): Bridging social network analysis and field theory through multidimensional data analysis: The case of the theatrical field, Poetics 62, pp. 66–80, doi.org/10.1016/j.poetic.2016.12.002
  3. Marineau, J., Labianca, G., Brass, D., Borgatti, S., &Vecchi, P. (2018): Individuals’ power and their social network accuracy: A situated cognition perspective. Social Networks, 54, 145-161.

Doi: 10.1016/j.socnet.2018.01.006

  1. Martí, J., Bolíbar, M., &Lozares, C. (2017): Nektwork cohesion and social support. Social Networks, 48, 192-201. doi: 10.1016/j.socnet.2016.08.006
  2. Nan Lin (2002) Social Capital: A Theory of Social Structure and Action, CambridgeUniversity Press.
  3. Pena-López, J., & Sánchez-Santos, J. (2017): Individual social capital: Accessibility and mobilization of resources embedded in social networks. Social Networks, 49, 1-11. doi: 10.1016/j.socnet.2016.11.003
  4. Peter J. Carrington, John Scott, Stanley Wasserman (2005): Models and Methods in Social Network Analysis (Structural Analysis in the Social Sciences) , New York: CambridgeUniversity press.
  5. Portes, A. (1998): Social capital: Its origins and applications in modern sociology. Annual  Review of Sociology, 24, pp 1-24.
  6. Putnam, R.D. (1993): Making Democracy Work: civic traditions in modern Italy, Princeton University Press, Princeton, NJ.
  7. Putnam, R.D. (1996): ‘Who Killed Civic America?’, Prospect, 7, 24, pp. 66–72.
  8. Putnam, R.D. (2000): Bowling Alone: the collapse and revival of Americancommunity, Simon&Schuster, New York.
  9. R. Thye, Shane & Vincent, Aaron & Lawler, Edward & Yoon, Jeongkoo. (2014): Relational Cohesion, Social Commitments, and Person-to-Group Ties: Twenty-Five Years of a Theoretical Research Program. Advances in Group Processes. 31: 99-138. 10.1108/S0882-614520140000031008.
  10. Roth, T. (2018): The influence of parents’ social capital on their children’s transition to vocational training in Germany. Social Networks, 55: 74-85. doi: 10.1016/j.socnet.2018.05.006
  11. Ryan Cragun, et al. (2006) Introduction to Sociology, BlacksleetRiver.
  12. Scott, J (2000): Social Network Analysis Handbook, 2nd edition, London: Sage.
  13. Scott, J. (2012). The SAGE handbook of social network analysis. London: Sage.
  14. Shane R. Thye, Jeongkoo Yoon and Edward J. Lawler (2002): The Theory of Relational Cohesion: Review of a Research Program, Group Cohesion, Trust and Solidarity, Volume 19, pp. 139-166.
  15. Stanley Wasserman, Katherine Faust (1995): Social Network Analysis  Methods and Applications Structural Analysis in the Social Sciences, CambridgeUniversity Press, pp. 196-198.
  16. Stephen Pryke (2012): Social Network Analysis in Construction, Wiley-Blackwell.
  17. Yan Yana and JiaCheng Guana (2018): Social capital, exploitative and exploratory innovations: The mediating roles of ego-network dynamics, Technological Forecasting & Social Change, 126: 244–258.

Doi.org/10.1016/j.techfore.2017.09.004

  1. Zhou, W., Duan, W., &Piramuthu, S. (2014): A Social Network Matrix For Implicit and Explicit Social Network Plates. Decision Support Systems, Vol. 68, pp. 89-97. doi: 10.1016/j.dss.2014.09.006.