الأزمات الاقتصادية وثقافة الاستهلاك: دراسة سوسيوأنثروبولوجية بمحافظة السويس

تهدف الدراسة الراهنة إلى الكشف عن العلاقة بين الأزمات الاقتصادية والتحولات التي تطرأ على ثقافة الاستهلاك لدى سكان محافظة السويس، اعتمادًا على المنهج العلمي بأسلوبيه الوصفي التحليلي والأنثروبولوجي. ولتحقيق هذا الهدف، تمت المزاوجة بين الدراسة الكمية والكيفية معًا، عبر طرائق المسح الاجتماعي بالعينة، والمقابلات الفردية، والملاحظة. وقد صمّمت الدراسة مقياسًا للأزمات الاقتصادية وثقافة الاستهلاك، بالاعتماد على تدرجات ليكرت الثلاثي، وطُبّق على عينة بلغت 1700 مفردة. وللتعمق في بعض البيانات التي جُمعت، طُبّق دليل المقابلة المتعمقة على عينة غرضية بلغت خمسًا وأربعين حالة تمثّل أحياء السويس المختلفة. وقد كشفت الدراسة عن مجموعة من النتائج، من أبرزها: حدوث تحوّل في التصورات والمعاني المرتبطة باقتناء السلع، مما يعكس تغيرًا في منظومة القيم الاستهلاكية في ظل الضغوط الاقتصادية الراهنة؛ تنامي وعي المستهلكين، حيث تجلّى في إعادة ترتيب الأولويات نحو الأساسيات؛ تنوّع مظاهر الذوق الاستهلاكي لدى الأسر من خلال تقديم الضروريات على الكماليات؛ لعبت السلع الفاخرة دورًا محوريًا في التمايز الاجتماعي؛ الترفيه أصبح ممارسة مدروسة ومخططة ماليًا؛ سيادة ثقافة الإخفاء في الاستهلاك؛ وجود فجوة بين التطلعات الاستهلاكية وقدرات الأفراد الاقتصادية الفعلية. وقد تحققت فروض الدراسة، حيث بيّنت الفروق الإحصائية تأثير بعض الخصائص الاجتماعية في الأبعاد المختلفة لثقافة الاستهلاك في ظل الأزمات الاقتصادية.